أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - آرام كربيت - هواجس عامة 346















المزيد.....



هواجس عامة 346


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 8159 - 2024 / 11 / 12 - 15:43
المحور: قضايا ثقافية
    


ارتكب النازيون الفظائع بحق الشعب الغجري, حرق بأفران الغاز, الإعدامات شنقًا, الرمي بالرصاص على خلفية كونهم جنسًا أدنى من العرق الآري حسب تقييمات حكومة هتلر.
تقدم من بقي من الضحايا على قيد الحياة بطلبات إلى المحاكم الألمانية بعد الحرب وهزيمة هتلر للتعويض كما فعل اليهود, بيد أن طلبهم قوبل بالرفض.
والأنكى من ذلك أن محاكم نورمبرغ التي أقيمت بعد الحرب وسقوط النازية لم تتناول عمليات قتل الغجر. ولم يستدع الشهود, ولم يتم الاعتراف بالمجازر المرتكبة بحقهم.
الدفاع عن اليهود وراءه سياسة، السياسة تستطيع تزوير التاريخ الحديث والقديم.
في التاريخ كله لم يتعرض شعب للاحتقار والإذلال والقتل والمطاردة والطرد والتهجير مثل الغجر. إنهم نكرة في عيون وعقول جميع الناس على سطح الكرة الأرضية.
الحضارة الذكورية تقبل من ينتمي لها.
من سيكون الغجر في الزمن القادم؟

عندما تحزم حقائبك للرحيل من دولة إلى أخرى، عليك أن تتذكر أنك أغلقت الباب على تاريخك القديم بكل ألوانه.
رأيت عائلة مصرية عاشت في السويد مدة طويلة ثم حزمت حقائبها ورحلت إلى المغرب.
هذه الانتقالات الحادة من ثقافة إلى ثقافة ومن مجتمع إلى أخر، ومن استقرار إلى أخر، ومن عالم مختلف في شبكة علاقاته الاجتماعية والسياسية وقوانينه، وأمزجته وتفكيره، يقلب عالم المرء رأسًا على عقب، يمزقه ويحوله إلى كائن هش لا يملك مفاتيح التصالح مع ذاته مهما طال الزمن.
الأطفال سيدفعون فاتورة هذه الانقلابات القاسية.
لا ترحل عن وطنك مهما كانت الأسباب، في الرحيل انقلاب حدي أقرب إلى الموت السريري.
في الرحيل تصبح قسمين غير مترابطين، إنه قتل معنوي بارد.


زارني صديقي منصور المنصور، شعرت بدفئ الصداقة، وعمقها وجمالها.
الجلوس مع إنسان واع ولطيف وودود يريحني، يشعرني أن الحياة جميلة بوجود الإنسان المثقف الصادق والواضح، والناكر للذات.
منصور روائي وكاتب، لكنه إنسان في المقام الأول.
سهرنا بصحبة الأصدقاء، تعشينا، ضحكنا كثيرًا، أكلنا وشرب البعض منّا المنكر الجميل، به حلقوا في السماء، وحلقت معهم، ومعهم انفصلنا من ثقل الأرض وقباحة هذا العالم السياسي القذر.
الأصدقاء الذين يشبهوننا يمنحوننا طاقة إيجابية، ويحركوا عالمنا الجميل المخبأ في أعماقنا.
أننا نحتاج إلى الجلوس مع أنفسنا، مع الكائنات النائمة في ذواتنا، أن نعيش مع بدائيتنا، تلقايتنا، براءتنا، أن نطلق ولو ساعات هذه البربرية العالقة بنا بالرغم عنّا.

آرام كرابيت
منير شحود ـ رقص منفرد على الجمر
الإنسان السوري كائن حالم، حلمه يسبقه إلى الحلم، حلم أقرب إلى اليوتوبيا، يبحث فيه عن الكمال في هشاشة الواقع وخرائبه وتناقضاته، يتجاوز الممكن إلى الخيال، يدفعه إلى التمرد على كل القيم الموجودة في الوصول إلى النيرفانا.
أكاد أقول أن أغلب المثقفين الحالمين بالتغيير، يتجاوز أحدهم الواقع ليعانق الخيال، وأغلب الذين عملوا في السياسة والفكر والأدب والفن كان خيالهم معلقًا في السماء، يربط الأنا بالجمع، بالوطن.
هل نذهب إلى الحلم كرغبة أبدية خفية في الدمار الذاتي، في الذوبان، في التوحد بين الذات والموضوع؟
إن ينتقل من ذات هائمة لا تعرف إلى أين يفضي خط سيرها، في البحث عن حقائق كامنة في النفس المتعطشة للمعرفة، إلى ما وراء الظواهر العادية؟
هل العصامية جلد للذات، أم توحد بها؟
في يدي عمل للكاتب منير شحود، رقص منفرد على الجمر، أستطيع القول أن العنوان موفق جدًا في التعبير عن التناقض بين الواقع الثقيل والفكر والأدب الذي ينظر إلى ما وراء الواقع، للأديب المرهف الإحساس أو الفنان أو العازف، الذي يريد أن يصل إلى الكمال من خلال هشاشة الواقع:
" ثمة ما يؤلم في الحياة، نسلك سبلًا ما فيها مرغمين، أو تلك السبل التي اخترناها، تحت ضغط الظروف"
ودائمًا كان منير من خلال نثر ذكرياته على الورق، على مفترق طرق، يحتار في الاختيار ويتيه فيه ويضيع.
شاب في مقتبل العمر، ذكاء متقد، ورغبة في معرفة المجهول من خلال عالم ضيق يحيط به من كل الجوانب. حصل على شهادة الطب، لديه زوجة وطفل، وبعثة دراسية إلى فرنسا ثم إلى الاتحاد السوفييتي، الحيرة هي حالة ضياع في حد ذاتها، التزامات تشده إلى البقاء، ورغبات دفينة في التحصيل العلمي والبحث، قيد ما بعده قيد يخنق عنق من يقدم عليه وفي بيئة فقيرة لها حاجاتها. من أين يبدأ المرء؟
من أين يبدأ، هذا هو السؤال الذي يحير عالم الحالم المتناقض، بين الأنا العليا، والأنا في دمج المجتمع بالذات، وتأتي الرغبات تحدد الذي تريدها، هذا الأنا المعذبة تبقى حائرة،.
اتساءل احيانًا كثيرة:
هل الإنسان السوري مأزوخي، يبحث عن تعذيب ذاته ليتوحد بها، يقترف الذنب، ليكون مبررًا ليبكي على نفسه، ويتمتع بهذا القهر والذل المأزوخي؟
اسئلة يطرحها الكائن الحساس دون إدراك لمكنونات هذا الإحساس:
" كم عشت في خضم الحياة، أو مت على هامشها، وأنجرفت في تيارها، لا أعرف الجواب بالضبط، لكن من المؤكد أني عشت هذه الحالات كلها.
حتى في اللحظات الحميمية العليا يشعر المرء بتأنيب الضمير، وكأنه يقترف ذنبًا، خيانة، يتفارق عن نفسه وتدفعه الرغبة الجارفة، الحب، حضن المرأة من بهاء وسحر ودوافع، هل هذا الذنب هو صوت الأم السورية الضارب في جذور التاريخ لمنطقتنا الذي يعج بالفكر الديني والمثالي، أو أن مسارنا في الحياة معوج ويجب تقويمه، لنكون كائنات لا عيوب فيها ولا اخطاء، وإذا أخطأ أحدنا يشعر أنه تمرد على الإله ووجب معاتبة الذات أو معاقبة الذات للوصول إلى رجم الذات.
أحيانًا كثيرة نقع في فخ الواجب، الالتزام الأخلاقي والأدبي اتجاه الأخرين، وعلى الباب، باب القلب حب أخر يطرق القلب، نداء غريب، نداء قادم من وراء الغيم والمطر، امرأة، الفخ الجميل الذي تضعه الحياة أمام الرجل، تمسك بتلابيب الذات وتقيده وتعنفه إن لم يذهب إليه، يدخل في صراع قاتل، أنا، هم، هي، ماذا أفعل؟
هل اتحول إلى راهب في صحراء، كصحراء سيناء، حيث الرمال والوجع والعزلة أم أدخل في ثنايا الربيع والورد والماء السلسبيل، أنها أحجية ولدها القدر، هي المواجهة، والمرأة هي العطاء، نعمة، حب ملون وزينة لا يمكن ردها إلى الغيب، أنها امامه تناديه، تعال نكتشف بعضنا في بعضنا.
هذا الكتاب الأدبي الجميل يستحق أن يكون رواية سورية بامتياز، يتحدث في جزء كبير منه عن البيئة السورية في أغلب مناطق سوريا، الساحل كله تقريبًا، اللأذقية وطرطوس وقراهما، دمشق ودير عطية في ريف دمشق، ودمشق أثناء عمله في الجامعة كمحاضر في الطب بعد حصوله على الدراسات العليا من الاتحاد السوفييتي، كباحث واستاذ، ودير الزور وصحراء تدمر ومحافظ الحسكة وغيرها، وغامر في الكتابة عن الواقع السياسي في دولة الصمت، في فترة عصيبة من تاريخ سوريا الحديث في ظل حكم الرئيس حافظ الأسد، لهذا يمكننا أن نتساءل:
كيف يستطيع مدرس جامعة، كلية الطب، أن يمارس حلمه، أخلاقياته وقناعاته في هذه البيئة الصعبة، في اللأذقية، أغلب القائمين عليها، القيمين، ضباط المخابرات وكبار ضباط الجيش، وكل واحد يضغط عليه من أجل تسريب الاسئلة لأولادهم وأبناءهم أو ترفيعهم من مرحلة إلى أخرى، دون معاناة أو شغل جاد في كلية خطرة تحتاج إلى قدرة إنسانية عالية؟
هو سؤال كبير، إنه السير على الشوك والوجع، في دولة لا ترحم المخالف، لهذا قلت لو أنه دخل معترك الرواية، الفضاء هنا، فيها أوسع واكثر قدرة على التعبير والخروج من قيد الذكريات إلى العالم الواسع، خاصة كما قلنا، أن منير، لديه لغة أدبية سلسة وجميلة ولديه روح الشاعر والفنان والكاتب والناقد، والقدرة على اختراق عيوب المجتمع وتعريته، وتعرية الناس الذي سقطوا وما زالوا يسقطون.
كان من الممكن أن يكون هناك تحليل أوسع للشخصية السورية من الناحية السيكولوجية، وتناقضات وتقاطعات هذه الشخصية، كما حلل الشخصية الليبية والسودانية.
لو كنت مكان منير لبقيت في مدينة دنقلا، في السودان، هناك، حيث البساطة والصدق، وانسجام الطبيعة، نهر النيل الخالد والطمي والخيال والإنسان وهي أقرب لشخصيته كما فهمتها من خلال الكتاب، أما بلادنا فهي تفتقد إلى الراحة. بلدنا قلق، إنسانه قلق يبحث عن المعنى في اللامعنى.
الكتاب شيق وغني، مذكرات، تتناول رحلة الكاتب من سوريا إلى الاتحاد السوفييتي في زمن البساطة، إلى سوريا فليبيا حيث الجفاف والقسوة والصحراء، فالسودان.
يمكنني أن أكتب الكثير، بيد أن قراءة الكتاب أفضل ليكتشف كل قارئ مقدار تقاربه أو بعده عنه.
يقع الكتاب في 342 صفحة

الأدب دون بعد سياسي هو خواء، مثل جبن دون دسم.
تستطيع أن تعلك أدب من الصباح إلى المساء، لكن دون مضمون وبعد سياسي لا قيمة له.
الأدب هو سياسة بشكل موراب، أنه فن إيصال قسوة الواقع بشكل مخفف.
الأدب العظيم فيه بعد سياسي عميق، كمل سرفانتس في دون كيشوته، أغلب إن لم يكن جميع أعمال شكسبير، تيودور دوستويفسكي، تولستوي، غوركي، غوغول، ماري ميتشل في عملها ذهب مع الريح، موسم الهجرة إلى الشمال، جميع أعمال الروائي المبدع عبد الرحمن منيف، هاروكي موراكامي وغيرهم.
الأدب المعاصر هو استعراض أكثر مما هو عمل إبداعي أو جاد.
مات زمن الأدب الجميل، مات الهم العام، الأغلب أصبح تقليدًا.
والقارئ لم يعد قارئًا كما السابق، وأغاني وموسيقا هشك هشك، لا يمكن مقارنتها بأغاني فيروز أو صباح أو أو أم كلثوم وفريد الأطرش أو عبد الوهاب، أغلبهم عابر فوق الأرض الجافة
أغلبهم يريد لحسة من العسل المغشوش لأنهم لم يذوقوا غيره.

الضعيف يستمتع بذل وقهر الأضعف منه، هكذا يقول التاريخ.
والتاريخ لعبة الاحتمالات.

قناة الجزيرة، قناة بدوية، حداثة معولمة، لا مصداقية لها، سوى تشويه الوعي وتخريب الذائقة الإنسانية.
وكأننا كنا بحاجة إلى هذا الوخم، إلى هذا القرف.
البدو لا زالوا عشائر وقبائل يعيشون في القرون الوسطى، لكنهم يريدون توجيه الحضارة الحديثة إلى العنصرية، والسلفية المقيتة.
نشرت هذه القناة تقريرًا عن سرق أطفال المسلمين في السويد، وهذا كذب وعار وغير صحيح.
لتنظر هذا القناة القذرة، وقطر، إلى ملايين الأطفال المسلمين في العالم، المشردين، الشحاذين، لقطاء مرمين في الشوارع، الذين يأكلون من على المزابل، لا مأوى لهم، لا مدارس، لا علم، مرضى، مع فأن هذا القطر لا تراهم، ترى السويد الجميلة، الإنسانية التي استقبلت ملايين المسلمين دون تمييز، بينما هذا القطر الوسخة، وبقية دول الخليج الذين لم يستقبلوا مسلم واحد لاجئ في بلادهم، مع هذا أفواههم الكريهة تسعى إلى منح أنفسهم مكانة لا يستحقونها.
قطر، فيها أكبر قاعدة أمريكي، وقناة الجزيرة مخابراتية كريهة، عملت ولا تزال تعمل على ترسيخ العنصرية الدينية والتمايز العرقي والقومي في العالم كله.
قطر المتخلفة، تهين دولة مثل السويد، يا للعار، ذبابة تشهر بالنمر.
تفه عليكم.
هناك قانون في السويد، قبل مجيء المسلمين والعرب إليها، يجيز للدولة أخذ الأطفال من ذويهم، إذا كانوا مدمنين على الكحول، أو يتركون الطفل ويذهبون للبار، ولا يسمح بضرب الطفل أو تعنيفه.
الكثير من المسلمين والعرب عنيفين، لا يعرفون أن هناك حقوق للطفل، ويجب أن لا يضرب، وعلى الأهل التعامل مع أولادهم بالحوار.
المشكلة أن السويد استقبلت الكثير من الأخوجية من ضمن القادمين إليها، لهذا يسيسون قضية الأطفال ليتحكموا بهم، وتعبئتهم بقيم الدين الإسلامي، الغريب عن قيم الحداثة في السويد.
انصح المسلمين أن يرحلوا إلى أفغانستان، هناك راح تشبعوا دين وصوم وصلاة وخضوك وإذلال كما تريدون وتشتهوا.

لم يغادرني الخجل عندما عدت للبيت بعد لقاء طويل مع نينا. تفرست أمي في وجهي الصغير مدة طويلة. حل الصمت بيننا دون أن ننبس ببت شفة أو ننطق بكلمة واحدة. خيل إلي أني أرى في عيناها بريق غير مألوف. كانت خرمانة:
ـ أين كنت, لا تكذب؟
ـ ماذا تريدين مني؟
ـ طلبت منك أن تجلب لي ثلاثة علب ساردين وعلبة معكرونة وعلبة دخان ناعورة غليظة.
ـ عندما سمع أبو سليم بالدخان أحمر وجهه وعيناه, قال:
ـ الدخان بالدين يا ابن الحرام, أين صارت هذه؟
ـ وماذا بعد؟
ـ أبى أن يعطيني.
ـ وأين كنت؟
وقتها سمعت أن نينا تسلقت شجرة الكينا الوارفة الظلال القابعة في الأعلى الذي يربط بيتنا ببيوت الجيران. بيوت ترابية مبنية من اللبن والتبن بنيت على عجل.
كنت مع نينا ألعب دكتور ودكتورة، نضرب بعضنا أبر


يولد النص ضمن نسق أو تموضع ثقافي اجتماعي اقتصادي، له غرض أو وظيفة ضمن سياق زمن مكان، لا يتقدم أكثر من زمنه ولا أكثر من مكانه، يتمفصل ضمن هذا الأطار، لا يصعد إلى أكثر من حدوده ولا يؤدي أكثر من الأغراض الذي وجد من أجله.
وعندما يغامر، يتمدد خارج زمن إنتاجه عليه التنحي عن موقع، خاصة عندما يدخل على الواقع تحولات نوعية، لهذا يلزم النص نفسه أن يتفسخ أو يتحلل ثم يتذرى كالرماد في الهواء.
من أجل أن يبقى النص حيًا نبضًا بالحياة علينا أن نجدده، نشذبه، نبث فيه رعشة الحياة بين الفينة والفينة حتى لا يتجمد الدم في عروقه أو شرايينه.
النص ابن زمان ما ومكان ما، وخلوده يكون بانتماءه إلى الحياة المتجددة. والنص الميت لا يتوافق مع رعشة الحياة

النص يراوغ، والواقع الاجتماعي السياسي بأدوات من يملكه يراوغ، لهذا نحتاج إلى قدرة، قدرات كبيرة أو حمولات ثقافية هائلة لنتعارك مع النص القائم في كل الميادين.
صراع لا هوادة فيه، ولا مرونة أو محطة استراحة.
تفكيك النص، نقده هو محاولة إنزاله من علياءه أو قداسته أو بوهيميته أو غموضه، كلياته أو تماسكه أو ترابطه، والعمل على تفكيكه إلى جزئياته وجزئيات جزئياته ليتحول إلى ذرات مفكفكة في يد الطرف النقيض

في التجريد العالي، تتحول النصوص المفككة، التي كانت تبدو مثمرة متماسكة إلى حين، تصبح ثمار يابسة لا فائدة منها سوى أن تبقى علفًا لمن يريد أن يعلفه.
كل نص هو دلالة ورموز، له تاريخ ومكان وانتماء، وإذا جرد من حمولاته الشكلانية لن يكتب له القدرة على البقاء.

عندما ينفصل زوجان عن بعضهما يستطيعان إذا رغبا أن يتحولا إلى صديقين، بينهما لقاءات وزيارات ورحلات ويبنيان علاقات مشتركة مع الكثير من الناس.
العلاقة بين الرجل والمراة ليس جنسًا فقط. والجنس وحده لا يوحدهما أو يربطهما، وربما تتحول العلاقة إلى علاقة روحية وصداقة بحتة.
وممكن أن يتحولان إلى صديقين من أجل رعاية أطفالهما بالحب والحنان والصداقة والبناء، وربما لتبديد الغربة والوحدة، وربما كحاجة إنسانية بحتة، بمعنى، الصداقة حالة إنسانية عامة يتخللها الوفاء والصدق والأمانة والتعاون والتعاضد.
العقل يقول أن الحقد يدمر الخلايا في ذاتك وذات شريكك، دعه يذهب إلى حيث يذهب.
إذا كان خائنًا أو كذابًا أو شريرًا أو تافهًا أو حقودًا، سيجني ثمن خيانته أو كذبه أو تفاهته إن لم يكن اليوم ممكن غدا، وستكسره الحياة لأنه عمليًا مكسور من الداخل ومهزوم من الداخل.
الصداقة هي نقاء وعطاء متبادل، ويمكننا تجاوز الماضي والعيش في الحاضر من أجل أنفسنا أولًا، ومن أجل أطفالنا ومن أجل تبديد الكثير من الأخطاء ومنها الحقد أو الكراهية.
كن مع نفسك ولا تدع الآخرين ينالون من قلبك وروحك وعقلك ونقاءك

اسوأ ما أنتجته الدول الإسلامية هو مفهوم إزدراء الأديان.
أنها تلجأ إلى القانون لتحمي الدين لاعتقادها الداخلي أن الدين لا يستطيع الصمود على قدميه إلا بقوة السلطة وهيمنتها.
لهذا تلجأ القوى الدينية إلى الدولة، إلى القوة والقانون لأنها مدركة أن جذرها مهزوز مزعزع، وغير متماسك، وأن وجودها غير متجذر في الواقع الاجتماعي السياسي الاقتصادي، وأنه ليس لها موقع عميق في أرض الواقع.
لقد لجأت القوى الدينية إلى مفهوم إزدراء الأديان للحماية، لأنها تدرك أنها قوى عاجزة، خائفة على مصالحها ومكانتها وموقعها، ومن خلال هذا الموقع تضع يدها في يد السلطة من أجل السيطرة على الفكر والعقل وحرية التعبير.
الأنكى من هذا أن القوى المهمشة، الهامشية في بلدانها جاءت إلى أوروبا حاملة هذا المفهوم ذاته، الذي أذلها وكسرها وهزمها، وتعمل وتريد أن تعيد إنتاجه وترسيخه في البلدان المضيفة لها.
فبدلًا من العمل على تطوير الحياة في بلدان اللجوء، وتحسين شروط وجودهم، تراهم يعملون على إعادة هذه البلدان إلى ذات الخراب الذي خرجوا منه.
يبدو أن النص الديني منتج حصري للهامشية والفقر والذل والهزيمة البنيوية الداخلية.
وعلينا أن لا نكون سذج، إبرياء، هناك دول تدفع بسخاء لتنفيذ أجندة قذرة، للتخريب.

على بايدن أن يتعلم من أخطاء أسلافه، وأن يبتعد عن سياسة خلق التوترات وتأجيج الصراعات.
هذا الكلام لم يأت من روسيا او ألمانيا أو فرنسا أو الصين، جاء من معاون وزير خارجية دولة دمرت نفسها بنفسه.
ما أقبح القباحة، دولة هزمت نفسها وشعبها على أكثر من صعيد وعم تعطي نصائح للولايات المتحدة.
شوفوا جنون العظمة والانفصال عن الواقع والعيش في المراريخ.
اللعنة عليك يا حافظ الأسد كم كنت كريهًا قذرًا على إنتاج العاهات التي تشبهك.


كانت السلطة، كمفهوم تاريخاني، لها وظيفة واحدة وما يزال، هو تأهيل المجتمع للخضوع أو ابقاءه تحت الوصايا، لرسم العمليات المتعددة والمتنوعة عليه، كتطبيق القانون، أن يبقى تحت ظل سيفه، ذليلًا له، خائفًا منه، يؤرقه في صحوه ومنامه.
بيد أن السلطة تعمل الوسائل على تأمين احتياجات الفرد الذاتية كي لا يعاقب معاقبة مباشرة.
إن القانون هو تذكير للمؤهل له، أن العقاب في الطريق إليك فيما إذا انحرفت عن جادة الصواب.
السلم الأهلي المختلس، أو الصواب هو أن تسير في ظل السلطة، وحيدًا، ضعيفًا مجردًا من كل وسائل القوة التي تجعلك إنسانًا طبيعيًا تعيش في الطبيعة.
وإن يبقى كل شيء على حاله دون انحرافات جانبية يعكر هذا السلم المختلس.

السلطة وجدت لإدارة العبودية، لإعادة إنتاجها، وستستمر في أكل الدولة والمجتمع عندما تصل إلى النهاية، إلى أن تحول الأرض إلى صحراء جرداء قاحلة.
لا سيد لها ولا عدو، ولا تلمس في اليد، ولا رائحة لها ولا ملمس، بيد أنها أداة طيعة في يد من يديرها.
إنها كالرهوان تسحق الزرع والضرع، الأرض والسماء، ولن تتوقف إلا إذا حولت الحياة والطبيعة والإنسان إلى يباب.
والمأساة الكبرى هو تحول رسنها إلى آلة، تقنيات متطورة جدًا، ولها مؤسسات تسهر عليها وتنظمها لتسيهل بلعها لكل شيء، لهذا سيكون أكلها للدولة والمجتمع أسرع وبخطوات أسرع فأسرع.
إنها منفصلة عنا، وتسير حياتنا وتسهر على عبوديتنا وقهرنا وخضوعنا ودمارنا، ولا بديل عنها، إنها الخصم والحكم.
ولن تتركنا إلا حطام


هل تنتمي السلطة إلى الحقائق الخالدة، كالحقيقة مثلًا؟
عندما وصل الإنسان إلى التجريد العالي جدًا، في أعلى مستوياته عبر الرموز والإشارات، قبض على مفهوم السلطة من خارجه.
إذا، وجودها له علاقة بالوعي أو امتلاك الوعي. وهنا ليس مهمًا تحديد مفهوم الوعي
ما دامت السلطة قائمة بذاتها ولذاتها، كتجريد عالي، فهي من الحقائق، ولم يوجد عبر التاريخ كله نقيض لها يشبهها، أي قائم بذاته ولذاته ويكون ندًا لها.
لهذا فإن فهم ماركس للصراع اعتبره قاصرًا عندما اعتقد أن العمال يمكنهم أن يقلبوا المعادلة، ويرتقوا عبر السلطة للوصول إلى التغيير الجذري للنظام الرأسمالي.
اي أن يعملوا في ملعب السلطة، أي في ملعب النخب المالية ويتحولوا إلى بنية جديدة ضمن بنية السلطة.
مفهوم السلطة ساعتبره بناءًا أصيلًا، بينما نقيض السلطة عمليًا غير موجود، وموضوع المشاعية البدائية الأولى، هذا شأن أخر.
بالتأكيد السلطة ليس لها مركز ولا أطراف، وليست ملكية، هي أشبه بظاهرة تفتقد إلى التعريف الدقيق.
بمجرد أن يتم القبض على مفاصلها، يتحول القابض والمقبوض عليه إلى أشباه بشر، ربما نسميه مجموعة تدابير او استراتيجيات.
حتى شيخ العشيرة يستطيع أن يتحول إلى سلطة عبر الرموز التي يحملها من خارجه.
والدين شبه سلطة، هو نتاج الحمولات الثقافية العالية التي فيه، بالرغم من أنه يفتقد إلى التماسك الذاتي، لهذا يتكئ على السلطة في تدبير شؤونه.
والدين دون حماية السلطة له لا يستطيع أن يبقى ويستمر.

لم أكن في يوم من الأيام مع تغيير العلم. إن التغيير إشارة ورمز على تكريس الانقسام الاجتماعي والسياسي والوطني للدولة الواحدة والمجتمع الواحد.
لم يفوت الإسلامويين لحظة واحدة أو فرصة واحدة دون تأكيد طائفيتهم ووجودهم المشبوه في المعادلة الطائفية التي كرسها حافظ الأسد.
الاعلام تتغير وتتبدل في ظل الدولة الديمقراطية وعبر تصويت البرلمان المنتخب من الشعب.
وعندما تكتمل اسس الدولة الديمقراطية ورسوخها.
أما أن يأتي كل ما هب ودب، من عجيان الشوارع إلى المنظمات المسلحة المرتزقة المدفوعة الأجر وغيرهما لتكريس الأمر الواقع سياسيًا وطائفيًا فهذا إعلان لخراب كبير ومستمر.
العلم رمز الدولة ويجب أن لا يلعب فيه الصبيان والخصيان.

عسكرة العالم أضحت حقيقة واقعة وعلينا التعامل معها على هذا الاساس بعد أن تكرست كأمر واقع بعد انتهاء الحرب الباردة. ولا يوجد في الأفق ما يشير إلى غير ذلك. وازدادت عمقاً يوماً بعد يوم خاصة منذ مجيء بوش الولد في العام 2001 وافتعال إسقاط أبراج التجارة العالمي.
إن مرحلة ترامب في الزمن المقبل هو نهج جديد للدولة الأمريكية سيكون أشد شراسة وفتكاً. والذي سيعمل على عسكرة كل شيء في العالم بما في ذلك الداخل الأمريكي والأوروبي.
إننا أمام نازية جديدة ستأكل الأخطر واليابس لمصلحة نخبة النخبة.


ما يحز في النفس ويعمق الجرح أن النزعة الوطنية والأخلاقية والإنسانية لدى قطاعات كبيرة من الناس في بلدي قد انسحقت وتمزقت لمصلحة الانتماء إلى العقل الما قبل وطني والارتماء في حضن هذا التيار أو ذاك وهذا الحزب أو ذاك ذي الإتجاه الطائفي.
إن حالة الضياع والتشتت يرميان بثقلهما على مستقبل بلدنا وناسنا في هذه المنطقة من العالم بعد أن تم تغذية الكثير من المجموعات الإرهابية والأحزاب الطائفية بالمال والسلاح وجعلهما يعبثان بمصائرنا.

ـ هل ستبقى سهرانًا, تنتظر الفجر ليمسح صمتك.
ـ لا أعرف.
ـ ألن تنام, ترتاح. أشعر بالخوف وحدي في غرفتي. صوت عواء الذئاب يأتي من البعيد, من الغابات والسهول والجبال.
أنا طفل صغير يا جدي. وأريدك إلى جانبي.
يبتسم بفرح. تتحرك التغضنات الجميلة على وجنتيه.
مرات كثيرة أخذه من يده وأسير به إلى غرفة نومي, أقول:
ـ أنظر إلى المكان الطافح بالانتقالات. إنه يهرب منّا, يرحل بعيدًا.
استند عليه:
ربما لأنه غيمة, ضباب أو سراب. فالأماكن أيضًا كائنات حية, يتحركون, يتنقلون, يتنفسون ويجوعون. ويعيشون الاغتراب ذاته الذي نعيشه. كن بجانبي حتى ندفئ عظامنا من برد هذا الوجود.

كل الغزاة مروا من هنا, فوق جسدك النبيل, جيئًا وذهابًا. مرغوا صباك, شبابك الجميل بنعالهم القذرة. لم يبق قواد, أو ذليل أو قاطع طريق لم يزرع بذاره في أحشائك. وأنت صامتة, تلفظين الواحد تلو الأخر, ترميه على قارعة الطريق. وكأن شيئًا لم يكن.
إلى متى تتحملين كل هذا الضياع, والألم.

الفكر الشمولي لا يرى الناس إلا كتلة واحدة متراصة.
فهو لا يفكك المجتمع إلى أجزاء صغيرة, شرائح, طبقات, فئات أو قوى اجتماعية متصارعة. إنما جميعهم حقل اجتماعي واحد متكامل. إذا كان من جماعتنا فهو الخير كله. يدخل الارتياح والأمان إلى نفوسنا. وليس هناك مشكلة إن كان لص أو وسخ او مجرم. أما الآخر, المختلف, عن الإنتماء إلينا فهو موضع شك وخوف وقلق إلى أن يتحول ويتغير ويصبح مثلنا.
في هذه الحالة ممكن نقتل المختلف بدم بارد سواء بالسيف أو اللسان تحت حجة أنه خائن, كافر, عميل, منحرف, ديوث, ساقط, رذيل, طائفي, عنصري

ثتبت الأيام أننا مجرد صدى صوت, بوق منزوع الروح لا نأخذ قراراتنا من رؤوسنا. سنة وثمانية أشهر لم تستطع قوى المعارضة أن تتفق على برنامج عمل رغم الدم والخراب والموت. وبمجرد أن اشارت الولايات المتحدة عزمها على التحرك سلقت المؤتمرات على عجل وشكلوا ائتلافًا, واجتمعت الجامعة العربية تمهيدًا لحسم الصراع.

هو لم يبن أي شيء يستحق الاحترام. وعقل الغزاة هو التدمير. هو جاء غازيًا, وبقي بالعقل ذاته. لم يغيره كل هذا الفيضان الذي يقلب العالم, فكيف يمكننا ان نتصالح مع الغازي الذي لم تهضمه حضارة ولم تنتشله من ماضيه الضيق وتضعه في الحاضر.



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس القوة 345
- هواجس اجتماعية ــ 344 ــ
- هواجس فكرية ــ 343 ــ
- هواجس اجتماعية فكرية سياسية أدبية ــ 342 ــ
- هواجس أدبية 341
- هواجس عامة 340
- هواجس سياسة وأدب ودين ــ 339 ــ
- هواجس أدبية وإنسانية ــ 338 ــ
- هواجس في الأدب والسياسة والفكر 337
- هواجس فكرية ــ 336 ــ
- هواجس ثقافية أدبية سياسية فكرية 335
- هواجس إنسانية وسياسية ــ 334 ــ
- هواجس عالمنا ـ 333 ــ
- هواجس تمس الواقع ــ 332 ــ
- هواجس تمس الدولة والحرية ــ331 ــ
- هواجس إنسانية 330
- هواجس أدلبة 329
- هواجس ثقافية 328
- هواجس قديمة 327
- هواجس في الأدب ــ 326 ــ


المزيد.....




- -جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال ...
- مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش ...
- ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف ...
- ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
- حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر ...
- البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
- -أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك ...
- ملكة و-زير رجال-!


المزيد.....



الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - آرام كربيت - هواجس عامة 346