ديار الهرمزي
الحوار المتمدن-العدد: 8159 - 2024 / 11 / 12 - 08:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الفشل لا يأتي عادة من فراغ بل غالبًا ما يكون نتيجة تفاعل عوامل خارجية وداخلية تؤدي إلى تعثر الجهود ومعظم هذه العوامل مرتبطة بأشخاص أو أنظمة تسعى إلى عرقلة النجاح.
هؤلاء الأشخاص الفاسدون يشكلون عقبة أمام التقدم من خلال ممارساتهم التي تضع المصالح الشخصية فوق المصلحة العامة وتجعل من الصعب على الأفراد المخلصين والأكفاء تحقيق أهدافهم رغم كفاءاتهم.
كيف يؤثر الفساد على الفرد؟
عندما يكون هناك فساد في منظومة العمل أو المجتمع يجد الفرد نفسه أمام حاجز يمنعه من الوصول إلى حقه الطبيعي في النمو والتطور.
مثلاً في بيئات العمل يمكن أن يحرم الموظفون المتميزون من الترقية أو الاعتراف بسبب المحسوبيات أو المحاباة.
يُجبر الأفراد على القبول بواقع غير عادل حيث تكون الكفاءة والجدارة أقل اعتبارًا من العلاقات الشخصية أو المعاملات المالية المشبوهة.
أثر الفساد على المؤسسات والمجتمعات
الفساد يُنهك المؤسسات فهو يضعف الأداء ويعطل الخطط التنموية.
حين يُسيطر الفساد على الإدارة تتحول الميزانيات والمشاريع إلى أدوات لتحقيق مصالح ضيقة مما يؤدي إلى إهدار الموارد وإضعاف الخدمات المقدمة للمجتمع.
تصبح القرارات خاضعة للمصالح الشخصية لا للمنطق أو المهنية وهذا يؤدي في النهاية إلى عدم كفاءة المؤسسات وانعدام الثقة بها وتراجع مستوى الإنجاز والتنمية.
أثر الفساد على النظام العام وفشل السياسات
حين تنتشر ثقافة الفساد تتعطل عمليات الإصلاح والتنمية.
حتى أفضل الخطط والسياسات قد تنهار تحت وطأة الفساد إذ يتم استغلال الثغرات لتحقيق منافع شخصية على حساب المصلحة العامة.
كما يصبح من الصعب تنفيذ القوانين والنظم؛
لأن الجهات المسؤولة عن تنفيذها قد تكون جزءًا من منظومة الفساد نفسها مما يؤدي إلى تعطيل عملية المحاسبة وفقدان العدل.
إن وجود الفاسدين في أي نظام أو مجتمع ينتج فشلًا متكررًا إذ يتحول هذا الفشل إلى نمط مُعيق يضرب بجذوره في عمق المؤسسات والأفراد ويخلق جوًّا من الإحباط واليأس خاصةً لدى المبدعين والكفاءات الذين يشعرون بأن جهودهم لا تجد تقديرًا أو مردودًا مستحقًا.
إذا أردنا التغلب على الفشل يجب أن نواجه الفساد ونسعى لبناء بيئة نظيفة تحترم العدل وتدعم النزاهة إذ أن النهوض بالمجتمعات يبدأ من تحطيم حصون الفساد التي تقف حجر عثرة أمام كل محاولة للنجاح والتقدم.
#ديار_الهرمزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟