|
حي علي التحرير لمصر وفلسطين
سلمي حسين
الحوار المتمدن-العدد: 8159 - 2024 / 11 / 12 - 08:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تعددت مفاهيم الفقر، ولكن الفقر بكل بساطة يتجسد في صورة المواطنين غير القادرين على توفير احتياجاتهم الأساسية وتحقيق الحد الأدنى من مستوي المعيشة ..
الفقر هو ظاهرة عالمية وآفة اجتماعية تعد امتدادا لأنظمة استبدادية فاشية فاسدة وفاشلة، كما يعكس الفقر سياسات سياسية واقتصادية متعددة الأبعاد ومتنوعة الأشكال نتج عنها تدني دخل الفرد والأسرة، وضعف القدرة على توفير أساسيات الحياة البسيطة من مأكل وملبس ومسكن، ناهيك عن الصحة والتعليم وغيرها، اي هو عوز مادي يؤثر علي حالة الإنسان اجتماعياً ونفسياً وثقافياً وأخلاقياً وصحياً، لتصبح حياته علي حافة الهاوية نتيجة لحالة الحرمان التي تتجلى في انخفاض استهلاك الغذاء وتدني الأوضاع الصحية والسكن والمستوى التعليمي، وكذلك انخفاض فرص العمل والتي تتفاقم أزمتها في ظل السياسات الاقتصادية الممنهجة لإفقار وإذلال الشعب المصري .
المواطنون في مصر يعانون من توزيع غير عادل للثروة، لأنهم يعيشون حالة استبعاد وانقسام مجتمعي جعلهم مع الوقت يعانون انخفاض الأجور والتي لم تعد تكفي لتوفير الاحتياجات الأساسية للحياة البسيطة، ما يكشف ازدياد معدلات زيادة الفقر بين العمال والموظفين وأبناء الطبقة المتوسطة التي تم استبعادها وإقصاؤها من مستويات الهرم الاجتماعي، وباتوا جميعا يعانون من ارتفاع معدلات البطالة الناتجة عن بيع المصانع والشركات وزيادة الأسعار وخطة رفع الدعم التي تتبعها خطة الحكومة والتي يدفع ضريبتها المواطن المصري تنفيذاً لمخطط إفقار وتجويع وتركيع الشعب المصري .
المواطن في مصر يعاني من مشكلات في تلقي العلاج والرعاية الطبية في المؤسسات الصحية لأنه وبكل بساطة تم طرح أغلبها للبيع والإيجار للقطاع الخاص فضلا عن تفاقم مشكلات نقص الأدوية نتيجة لبيع اغلب الشركات واحتكار البعض منها للتصدير. المواطن المصري أصبح غير قادر علي تعليم أبنائه بسبب تفاقم الأعباء في ظل الدخل المحدود إن وجد لدي الغالبية من أبناء الشعب الذي دفع من قوته وقوت أبنائه لمشروعات أكلت الأخضر واليابس في مصر في ظل تهميش الحياة السياسية وأساليب القمع والاعتقالات لمن يخالفهم الرأي مع غياب دور المتخصصين الوطنيين واعتقالهم كما حدث مع الخبير الاقتصادي الدكتور عبدالخالق فاروق المنحاز دائما للعدالة والحرية، والذي تم اعتقاله منذ يومين بسبب كشفه مخططات السيسي ونظامه لإفقار الشعب وبيع الأرض وتخريب ممنهج لمصر إذ قال : إن السيسي يحمل أجندة شيطانية خفية لتدمير وتحطيم مصر وتقويض أركانها وتحويلها إلي بلد يستولي عليه الأجانب، ومصر تحت قيادته أصبحت دولة متسولة وهو لا يخجل من إجراء هذا التسول، والسيسي بكل سياساته لا يمتلك أي رؤية حقيقية للإصلاح بل إن برنامجه الحقيقي يتمثل في بيع ما تبقي من مصر )
فكل ما تعانيه مصر هو خطة ممنهجة لإذلال وإمراض وإفقار شعبها. كل ما تعانيه مصر من حالات التسول عبر منصة التيك توك كمحاولة لتوفير دخل يلبي احتياجات بسيطة من طعام وشراب وعلاج في ظل الفقر والعوز والجوع الذي يعيش فيه الشعب المصري، ألا يقول إن السيسي ونظامه يستحق المحاكمة بسبب ما ارتكبه من حصار وتجويع وبيع لمقدرات مصر، وتهجير وسجن خيرة شبابها وخبرائها وعلمائها وشيوخ مصر في السجون كما طالب الدكتور عبد الخالق فاروق بمحاكمة السيسي بسبب التنازل بالبيع أو بغيره لجزء من أراضي مصر في تيران وصنافير ورأس الحكمة وغيرها، وبسبب توريط مصر في ديون خارجية وداخلية وبيع أصول ومقدرات الدولة في صفقات محاكة بالشبهات، بسبب توريط الجيش والداخلية في أنشطة ومشروعات ليست من صلب اختصاصاتهم ومهامهم الدستورية، وبسبب اعتقال السيسي ونظامه لاعتقال مئات الشباب المعارض خلف القضبان وحرمانهم من الحياة الطبيعية بين أسرهم.
النظام المصري يتعامل بمخطط ممنهج ومدروس لإقصاء وإخراس كل صوت حر من خلال ممارسة أساليبه القمعية في إرهاب الشعب وتكميم الأفواه المعارضة في ظل اشتعال المنطقة بحرب اقليمية دائرة تمثل خطرا على أمن مصر القومي، راح ضحيتها محور صلاح الدين(فيلادلفيا) بعد أن استولت عليه إسرائيل، ولكن النظام رأى أن الحرب علي معارضيه بالداخل أولي وأهم من الحفاظ علي الأمن المصري، وراح يستغل الحرب في رفع الأسعار مرة تلو الأخري، ويشغل الشارع بدوامة اقتصادية لا تنتهي وآلام صامتة بالقوة والإرهاب والخوف حتي لا يجرؤ أن يرفع صوته للشكوى لأنه بكل بساطة لم يعد يستطيع توفير لقمة عيش له ولأولاده، ولكن بقراءة بسيطة للمشهد بالكامل أقول إن هذا النظام سيفيق قريباُ علي كارثة وطوفان لن يستطيع أحد إيقافه، وستكون عواقبه كارثية لمدة، لكن نهايتها ستكون الخلاص والتحرر من هذا النظام السلطوي الاستبدادي.
وفي ضوء ماطرحته هل حان الوقت للانتفاضة من أجل الحفاظ علي ما تبقي من مصر، ومحاكمة كل من تسبب في هذا الخراب في مصر والخيانة لغزة العروبة والأمن القومي؟! أما حان الوقت لانتفاضة الشعوب علي حكامها الخونة الظالمين من أجل تحريرهم وتحرير فلسطين وإنقاذ غزة من الإبادة، ومصر من مستقبل أسود ينتظرها؟! أما آن الآوان لتنال الشعوب والأوطان حريتها وكسر أسوار السجن المحيط بشعوبها؟!
#سلمي_حسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حي علي التحرير لمصر وفلسطين
المزيد.....
-
الجيش الأوكراني يتهم روسيا بشن هجوم بصاروخ باليستي عابر للقا
...
-
شاهد.. رجل يربط مئات العناكب والحشرات حول جسده لتهريبها
-
استبعاد نجم منتخب فرنسا ستالوارت ألدرت من الاختبار أمام الأر
...
-
لبنان يريد -دولة عربية-.. لماذا تشكّل -آلية المراقبة- عقبة أ
...
-
ملك وملكة إسبانيا يعودان إلى تشيفا: من الغضب إلى الترحيب
-
قصف إسرائيلي في شمال غزة يسفر عن عشرات القتلى بينهم نساء وأط
...
-
رشوة بملايين الدولارات.. ماذا تكشف الاتهامات الأمريكية ضد مج
...
-
-حزب الله- يعلن استهداف تجمعات للجيش الإسرائيلي
-
قائد الجيش اللبناني: لا نزال منتشرين في الجنوب ولن نتركه
-
استخبارات كييف وأجهزتها العسكرية تتدرب على جمع -أدلة الهجوم
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|