|
شيطنة العملة الدولية للدولار الاميركي انموذجا
نجم الدليمي
الحوار المتمدن-العدد: 8158 - 2024 / 11 / 11 - 18:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كان العالم منشغلا بالحرب العالمية الثانية ،حضر ممثلو 44 دولة وعلى راسهم الولايات المتحده الأمريكيه وبريطانيا للمدة بين 1--22 -7-1944لمناقشة الخطط الإقتصادية ما بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ومن اجل وضع نظام يوجه ويحكم الاقتصاد العالمي ومن اجل انهاء الفوضى في كافة المجالات بين فترة الحرب العالمية الأولى والثانية بهدف إقرار السلام والتعاون الاقتصادي وبوجود سوق عالمية يتم من خلالها حرية حركة راس المال والبضائع ويتم ذلك عبر تاسيس منظمات الحكم الدولية وعلى هذا الاساس تم تاسيس صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وتم ذلك وفق مؤتمربريتون وودز التي اقرت تاسيس منظمات الحكم الدولية ثم لاحقا تم تاسيس منظمة التجارة الدولية.
ان منظمات الحكم الدولية ما هي الا ادوات تخدم المصالح الإقتصادية والمالية... للولايات المتحده الأمريكيه تحديداً وعبر هذه المؤسسات الدولية استطاعت اميركا السيطرة الكاملة على السياسية الإقتصادية والمالية والتجارية لمصلحة اقتصادها الراسمالي وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية امتلكت اميركا ثلاثة ارباع الرصيد العالمي من الذهب الداعم الرئيس لعملتها الوطنية ،الدولار ،وجمعت ذهب العالم من خلال بيع السلع الغذائية والدوائية والعسكرية لجميع الاطراف المتحاربة علما ان اميركا شاركت في الحرب العالمية الثانية بعد نهاية عام 1943 وكانت سياستها تكمن في ازدواجية السلوك في الحرب العالمية الثانية يتم دعم هتلر الفاشي عندما يواجه خسائر عسكرية بالمال والسلاح....وعندما يتراجع الاتحاد السوفيتي في الحرب نسبيا يتم تقديم الدعم العسكري ومن السلع الغذائية والدوائية وكل ذلك يتم عبر. دفع قيم كل ذلك بالذهب...؟.
يلاحظ ان الاعضاء الذين حضرو في مؤتمر بريتون وودز وقعوا هؤلاء على هذه الاتفاقية من دون ان تتاح لهم فرصة قراءة بنود الاتفاقية وبهذا الخصوص وصف كينز المؤتمر إذ قال (( دعى واحد وعشرون بلدا إلى بريتون وودز لم يكن اي منهم ما يقوله، فكانوا بذلك مجرد ارقام إضافية تحشدت في المؤتمر..)).
لقد كان تاسيس صندوق النقد الدولي حصيلة سنوات من الصراع من اجل نقل المركز المالي العالمي من لندن إلى وول ستريت ثم إيجاد اسس جديدة للتعاملات المالية الدولية لصالح الولايات المتحده الأمريكيه وارادت اميركا من ان يكون صندوق النقد الدولي منظمة مالية وسياسية كبيرة تضم عدداً كبيرا من الدول من اجل الهيمنة الراسمالية والتدخل في الشوون الداخلية للدول تحت غطاء (( الدعم المالي)) والعمل على تعزيز وتطوبر العلاقات الانتاجية الراسمالية في هذه الدول من خلال فرض وصفات اقتصادية واجتماعية ومالية خاصة تهدف انبعاث الراسمالية في هذه الدول وهذه هي إحدى اهم مهام موسسات الحكم الدولية.
لقد هيمنت اميركا على المؤسسات الدولية من خلال امتلاكها ثلث مجموع الحصص وساعد ذلك من ان يكون للولايات المتحده الأمريكيه موقع مهم وكبير في توجيه عمل هذه المؤسسات الدولية .ان سياسات صندوق النقد الدولي قد انتجت للدول الاعضاء تنامي معدلات البطالة والفقر وتدهور العملة الوطنية للدول الاعضاء في صندوق النقد الدولي وغياب الإستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي...وتم فرض وصفة صندوق النقد الدولي ((الوصفة السحرية))، برنامج الخصخصة ومن اهم محاورها هي الآتي:: القيام بخصخصة الثروات الطبيعة لصالح الاوليغارشبة الحاكمة وحاشيتها ،ليبرالية الاسعار والتجارة وعدم تدخل الدولة في الحياة الإقتصادية والاجتماعية والمالية..وفسح المجال امام القطاع الخاص الراسمالي في البلد ورفع الدعم عن القطاعات الانتاجبة والخدمية والعمل على الغاء مجانية العلاج والتعليم والسكن وضمان الشيخوخة...كل هذه البنود وغيرها تهدف إلى تعزيز العلاقات الانتاجية الراسمالية اي بناء الراسمالية في البلد ويتم تنفيذ هذه الوصفة من خلال وجود (( حلفاء واصدقاء)) اميركا في السلطة الحاكمة في البلد.
لقد استخدم صندوق النقد الدولي من تاسيسه حتى عام1971 نظام قاعدة الذهب كقيمة محددة السعر على اساس الدولار في التعامل الدولي وكان فعلاً الدولار الامريكي له قوة شرائية كبيرة استنادا إلى استخدام نظام قاعدة الذهب كقيمة محددة للدولار ولكن هذه القاعدة لم تخدم مصالح اميركا لان هدفها الرئيس التوسع والاستحواذ على ثروات الشعوب واقامة الانقلابات الفاشية والاغتيالات السياسية وصناعة السيناريوهات والامراض..،ان كل ذلك يحتاج الى الدولار الامريكي المغطى بالذهب وهذا غير موجود لدى امريكا وعلى هذا الاساس ففي عام 1971 توقفت اميركا عن عملية تحويل الدولارات الاميركية المملوكة من قبل دول اخرى إلى الذهب لان كمية الذهب الموجود لدى اميركا غير كافية لتغطية التبادل التجاري بين الدول.... وبالتالي قررت القيادة الأمريكية التخلي عن قاعدة الذهب كقيمة محددة للدولار وعلى هذا الاساس بدات اميركا تطبع الدولار بدون اي غطاء لا من الذهب ولا من غير ذلك واصبح طبع الدولار الامريكي بكميات كبيرة اي ان الكتلة النقدية المتداولة في السوق العالمية مثلاً تفوق عددة مرات القيمة الاجمالي إلى الناتج الاجمالي العالمي بدليل قيمة الناتج الاجمالي العالمي تتراوح ما بين 66--70 ترليون دولار أمريكي في حين الكتلة النقدية المتداولة في السوق العالمية تتراوح ما بين 700--800 تريليون دولار أمريكي ومن هنا ينبع تدهور قيمة الدولار الامريكي وتشير الدراسات ان القيمة الحقيقية للدولار الاميركي هي 3 سنت اما 97 بالمئة من قيمة الدولار الامريكي غير مغطاة لا بالذهب ولا بالانتاج المادي مجرد ورقة مطبوعة بدون اي غطاء بدليل تعاني اليوم اميركا من العجوزات المالية في الميزانية الحكومية والميزان التجاري وتنامي معدلات المديونية الداخلية والخارجية للولايات المتحده الأمريكيه وتنامي معدلات البطالة وانخفاض الدخل الحقيقي للغالبية العظمى من المواطنين الاميركان مع وجود اكثر من 50 مليون مواطن اميركى ليس لديه الضمان الصحي ناهيك عن تنامي ظاهرة المثلية والمخدرات ..،في المجتمع الاميركي.
تسعى الادارة الأميريكية الحفاظ على سلطة الدولار الامريكي في التبادل التجاري بين الدول واعتبارة العملة الدولية الرئيسة ،علما ان قوة الدولار الامريكي مرتبط ارتباطا وثيقا ببيع النفط بالدولار الاميركي والتخلي عن ذلك يعد خطا أحمرا لواشنطن اضافة الى ذلك دور ومكانة الإعلام البرجوازي الغربي والمحلي الذي زرع الوهم والاعتقاد بدور ومكانة الدولار الامريكي في بلدانهم مما سبب ذلك فقدان الثقة بالعملة الوطنية من قبل الغالبية العظمى من المواطنين في البلد.
نعتقد، سوف تلعب اليوم وفي المستقبل ،بريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون... على اضعاف دور ومكانة الدولار الامريكي عالميا بدليل بدات اغلب الدول الاعضاء في بريكس ان لم نقل جميعها تتعامل فيما بينها بالعملات الوطنية بخصوص التبادل التجاري ،علما ان بريكس تضم نصف سكان العالم وهي في تنامي دورها ومكانتها على الصعيد العالمي،الهند،جمهورية الصين الشعبية وروسيا الاتحادية وجنوب افريقيا والمكسيك،ايران،بيلاروسيا... و يلاحظ ،بدات الدول الحليفة لواشنطن مثل السعودية والامارات ومصر ....،تتعامل بعملاتها الوطنية في تعاملاتها التجارية مع دول بريكس ومن هنا سيتم اضعاف دور ومكانة الدولار الامريكي عالميا وبشكل تدريجي وهنا ستواجه اميركا مشكلات حقيقية حول دور ومكانة الدولار الامريكي عالميا.
اكتوبر -2024
#نجم_الدليمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
: وجهة نظر حول مازق الراسمالية
-
زيلينسكي يهدد حلفاؤه
-
الإعلام البرجوازي الغربي والعربي
-
: (( خطة النصر )) لزيلينسكي و نتائج الحرب الاميركية --الاوكر
...
-
: وجهة نظر هل زيلينسكي رئيس فعلي لاوكرانيا ؟
-
لماذا التخبط والاهدار المالي في حكم نظام المحاصصة؟
-
الميزانية الحكومية ليست فقط ارقام
-
مرة اخرى حول سرقة القرن
-
وجهة نظر؛ بعض اهم المشاكل التي تواجه الحزب الشيوعي
-
: اميركا ما بعد الانتخابات الرئاسية
-
كورسك والمغامرة
-
مقارنة التخصيصات المالية للبحث العلمي في الاتحاد السوفيتي ور
...
-
دور اميركا في تأزم الوضع الدولي الآن --- وبلينكين يقول؟:: ال
...
-
سؤال مشروع لمن يعنيهم الامر وجهة نظر:: ضرورة موضوعية لعقد اج
...
-
كورسك بين الخطأ التكتيكي او الخطأ الاستراتيجي؟
-
نظرة من الداخل المأزق الحقيقي للحرب الاميركية --الاوكرانية ض
...
-
حول ظاهرة المتسولين في المجتمع
-
اوربا التبعية --العبودية:: الدليل والبرهان
-
وجهة نظر::حول مستقبل اوكرانيا
-
تناقضات وازمة الوضع الدولي وخطر تفاقمها وانعكاسها على شعوب ا
...
المزيد.....
-
-جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال
...
-
مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش
...
-
ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف
...
-
ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
-
حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك
...
-
الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر
...
-
البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
-
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
-
-أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك
...
-
ملكة و-زير رجال-!
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|