أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آرام كربيت - هواجس القوة 345















المزيد.....


هواجس القوة 345


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 8158 - 2024 / 11 / 11 - 18:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


القوة هي مقياس حركة التاريخ، وما تبقى هو نافل.
وجود الخرائط والتنظيرات حول من أحق من غيره في المكان لا قيمة له.

لقد صنعوا لنا داعش كمرآة لنرى أنفسنا بها، صورنا، شقاءنا، فقرنا، حزننا، حقائقنا، انفعالاتنا، قراراتنا الارتجالية، انقساماتنا إلى ملل ونحل ومذاهب وطوائف.
لم نستطع أن نخرج من المرآة، لم نحاول، لا نريد أن نصدق أن المرآة لا تكذب، أننا داخلها، مرآة مفصلة على مقاساتنا.
وكأنهم يقولون لنا، أنتم هكذا، أقداركم ولدت هكذا، وستبقون هكذا، لن تخرجون من المرآة، إلا إذا انقلبتم عليها.
وماذا كان ردنا على من أراد أن يرينا ذواتنا الداخلية والخارجية، هل حاولنا ان نغير ما في أنفسنا أم استسلمنا لما قيل عنا؟
هل نحن محكومون بالتاريخ، بالثقافة السائدة، أم أننا سنبقى في ظل ردود الفعل والانفعال، والدوران حول النفس؟
متى سيملك الشرق زمام ذاته، هل يدرك، هل لديه القدرة، هل لديه خارطة الطريق، المعرف والوعي بالمشكلة، ام أننا نسير كخيول غوغول، نسير إلى لا طريق؟


في الانتخابات الأمريكية الاخيرة، العام 2020 كان طبيعيا أن يفوز بها الحزب الديمقراطي في مجلسي الشيوخ والنواب، لأنهم الأكثر تمثيلًا للمجمع العسكري والإعلام والبنتاغون والمخابرات.
هؤلاء يستطيعون السيطرة على عقل الناخب الأمريكي الذي لا عقل له، أنه مجرد إنسان بسيط تحركه الآلة الإعلامية المدفوعة الثمن مسبقًا.
هذه الحرب، الأوكرانية الروسية ملأت الخزائن الامريكية بالمال السائل والجامد من بيع السلاح والنفط والغاز، بيد أنها فككت العلاقات الدولية القديمة، وجعلت كل دولة في العالم تحك رأسها، تبحث عن مصالحها ومصيرها.
لن أتحدث عن بريكس الذي ولد بقيادة أربعة دول في العام 2009 وبقي أعرجًا، بيد أنه اليوم أخذ يكبر بطريقة دراماتيكية، أخرها الجزائر التي طلبت الانضمام إليه قبل قبل أيام.
المانيا فرنسا أيطاليا هولندا، بدأوا يبحثون بشكل خجول عن مصائرهم. عشرات الشركات الهولندية فتحت خط مع روسيا، فرنسا رصدت أموال هائلة من أجل تحديث جيشها وكذلك فعلت ألمانيا.
اعتقد أن هذه الحرب ستفكك الحلف الأطلسي، لأن أوروبا كانت تقدم ولا زالت تقدم المساعدات لأوكرانيا، بينما امريكا تبيعهم السلاح بالدين.
من أجل مصلحتها فتحت امريكا خط مع الرئيس لفنزويلي مادورو، وباعت الرئيس المنتخب في السوق السوداء، وبصمت هائل، ذهب جون كيري وزير الخارجية الأمريكي السابق إلى كراكاس والتقى برئيسها من أجل فتح خط معها.
السياسة الامريكية تجارة، بيع وشراء.

عندما تدخل السجن بالرغم عنك، تودع العالم الواسع، يحجزوا لك ركن صغير جدًا، يقولون لك، هذا هو عالمك الجديد.
ثم تتأقلم مع هذا الحيز الضيق، تشربه، تضعه في جوفك قطرة قطرة، ثم تقسم أعصابك وأحلامك وجسدك وعقلك، ومشاعرك وعواطفك فيه على مقاس هذا الركن الصغير.
يرحل العالم الخارجي بعيدًا عنك، يصبح كالسراب أو الضباب، وتصبح كطفل صغير جدًا، فقد والديه في وقت مبكر، نسيهما، لا يتذكر عنهما شيئًا سوى أنهما جلبا له الحليب وبعض لعب الاطفال.
تقتنع أن هذا الحيز الضيق هو هذا الكون، هو الذي أنجبك، وفيه ترعرعت، وبنيت نفسك فيه ومستقبلك.
عندما يأتي والدك او والدتك في زيارة، تتسأل:
ـ لماذا جاءا، ما الغاية، من هما؟
تشعر أنهما مجرد عبء عليك، لا شيء يجمعكما، هما في العالم الأخر، وأنت في العالم الأخر.
وعندما يفتحون لك الباب لتخرج، اللاشعور في داخلك يرفض هذا المكان الغريب، تشعر أن هذا العالم الخارجي وحش كاسر، عالم غامض ومخيف. يمزقك الضياع والغربة. تتساءل:
لماذا خلق هذا العالم الواسع؟
إنه مرعب، سيبلعني في جوفه، كيف سأمشي فيه وقد تعودت أن أبقى في المكان المقدر لي، على مقاسي تمامًا، أما هذا الخلاء القاتل، قاتل، يبدد أحلامي، يقتل أعصابي المصنوعة على مقاس المكان االضيق لذي احتواني وضمني بين دفتيه عشرات السنين.
السجن يبلع خلاء الكون كله، يفرغه من محتواه، ويحوله إلى مكان مرعب.

الوجود الإسرائيلي هو رغبة عربية عميقة. كل العرب يريدونها، لديهم قضية يتسلون بها، يفرغون عن أنفسهم المتاعب، وهم التغيير، وهم البحث عن الديمقراطية وتكريسها.
يغسلون عقولهم من هم التفكير، ولهذا لا يريدون العيش في ظروف سليمة وأمنة.
وسيقولون للآخرين أن سبب الإعاقة النفسية والعقلية الذي هم فيها هو إسرائيل فقط.
وجود إسرائيل متعة، وإلا لما بقيت خمسة وسبعين سنة في حالة صراع معها، صراع أجوف وفارغ وخالي من المحتوى.
البكاء مهم جدًا للكثير من الشعوب، يمنحهم راحة نفسية.

كل حب جديد جرح جديد.
والمرء الذي يدخله لا يخرج منه معافى.
جرحه نرجسي عميق، يعيد ارتباط المرء بنفسه أكثر فأكثر، ويفرقه أيضًا.
الحب يلقن النفس درسًا في المواجهة الذاتية، يدور في أرجاءه ويدوره، ويلعب في الذات ولا يترك المرء أن ينساه طوال العمر.
يدرك وقتها أن النفس الذي يهملها، ولا يحترمها تستطيع أن تلعب به كالكرة، لنقل أنها تستطيع أن تعبث به وتشل توازنه وتفقده إرادته وقوته وتمزق انتفاخه الذاتي والوجودي.
وتفتح عليه وتقول له:
ـ لا كبير أمام مواجهتي. كلكم صغار.
الحب هو الامتحان الحقيقي للإرادة، لإرادة الحياة في علاقتها بالحياة.
إنه التكوين الأول والدرس الأول للعبة الحياة والموت والحرية والبقاء والوجود.

الوعي والمعرفة، المتفارقان المكملان لبعضهما، هما اللذان يمنحان الإنسان في عصرنا الاستقرار النفسي والانسجام مع الحياة ومحاولة فهمه وتغييره.
إن امتلاك الوعي، يمنح المرء القدرة على قراءة الاحداث والأفكار والاحاسيس والمشاعر ومجمل الأنماط الحسية لما يدور حوله وحول العالم، يجعله يقظًا مدركًا عالمه، المستندة على الخبرة والحقائق والفهم العميق لما يجري.
صحيح أن الوعي شقاء، الا أنه يمنحنا القدرة على فهم الذات والموضوع فهمًا عميقًا سواء على الصعيد الذاتي أو الخارجي.


هل يستطيع الإنسان العادي أن يجد الفرق بين الوعي والمعرفة والعلم
أنها مفاهيم متداخلة، هل هناك حدود بين هذه المفاهيم تقرب فهمها لغير المختص
مع كامل الخجل من هذا السؤال:
أنها مهمة المثقف. جئت لاكتب، أن الوعي يحصن الذات، رأيت نفسي أكتب عن المعرفة وعلاقتها بالوعي.
مفهومان مرتبطان ببعضهما ومتفارقان. كما أن الوعي شقاء وألم، لكن المعرفة تخفف هذا الألم، تروضه، تخفف حمولته.


في هذه الأثناء، جاءت النسوة. وأمي كانت معهن.
وعدد كبير منهن يبحثن عني لأنني ابتعدت عن المزار القديم في رحلة البحث عن الحطب، وبقائي في هذا المكان المذهول.
كانت الدموع المدرارة تنهمر على خدودهن. وفي عين كل واحدة منهن حزن لا يتسعه هذا العالم.
جاؤوا على صوت النغم والنار اللذان عبثا في الفضاء، وحرك لواعجهن. كن كالمجانين. عيونهن تلتفت في كل الاتجاهات. ويذهبن إلى هنا وهناك.
مرت والدتي من جانبي، بيد أنها لم تران. كان ذهنها شاردًا، مثبتًا على المفتقد.
عبثًا كانت عينها تتسمر على النار والناس والأطفال.
رأيتها في حالة غريبة مثل بقية الأمهات. بعد لحظات توقف العزف والرقص. وتوقف الكأس والخمر والشرب، وبكى النديم.
وقف زعيم القافلة على قدميه مترنحًا. ووقف الحضور معه. بقيت النار مشتعلة والأنفاس تتصاعد.
تقدم الزعيم نحو أمي فاتحًا ذراعيه على وسع، وعلى وجهه ابتسامة واسعة:
ـ خانم؟ سيدتي
ـ نعم يا زعيم
ـ هلت البركة علينا. مضى زمن طويل لم نرك.
اقترب أكثر فأكثر. ويده تلوح للها في الهواء، بيد أنها لم تقترب منه. ولم تتكلم معه. كانت تبكي وتولول. وربما لم تراه، قالت:
ـ أين ولدي؟ هل رأيتم صغيري؟ إنه طفل لا يتجاوز الثامنة من العمر. ذهب برفقة الأطفال من سنة ونصف لجلب الحطب يبدو إنه تاه في ظلال الطبيعة الخاوي. ربما بلعته التماسيح أو أكلته الذئاب.
مسكتُ ثوبها ويدها بقوة. سحبته من أعلى الركبة، قلت:
ـ أمي! أنا هنا بالقرب منك. لا تخافي.
انتبهت للظلمة التي تلف المكان. وبعض الوميض المنبعث من النار.
وقفت تتأمل وتصرخ. وصوتها يتبدد ويضيع تحت ضربات الريح وتمدد النار في المرجل.
الدموع تنساب من عينيها بغزارة دون أن تستطيع إيقاف اندفاعها نحوه.
ـ آفو، هل أنت هنا؟ هل أنت بخير؟ ظننت أنك مت يا ولدي.
ـ أنا ميت يا أمي. الا تدرين، ألا تشاهدين جثتي؟
ـ أين أنت ميت يا ولدي؟
ـ هنا، بالقرب منك. وجسدي مسجى على الحشيش.
ـ أنت حي يا ولدي، ذهبت بك الظنون إلى الظنون، أنت حي يرزق.
ـ هذا ظنك أنت يا أمي، أنا مت قبل الولادة وبعدها وما زلت وساستمر.

في اليوم الثاني مشى باتجاه الحقل القريب من بيته، بيده كرته. التفت إلى الوراء فرأها تسير خلفه مستعجلة إلى أن وصلت إليه.
مشى معها باتجاه غابة الحور. المكان حولهما آمن.
مشوا معًا مسافة طويلة دون أن ينطقا بكلمة. كانا خائفين من العيون.
جلسا على الأرض العارية في مجرى ساقية ماء قديمة أو جافة بعمق نصف متر تقريبًا.
لم يتكلما ولم يقولا شيئًا.
رفعت ثوبها الأحمر المنقط بالأبيض فبان ثوبها الداخلي الأبيض النظيف. تعرت. واستلقت على ظهرها وفرجت ما بين فخذيها. وانتظرت. قالت له:
ـ هنا الأبدية والفرح الأول والنهائي. تعال وعش فيه. إنه خلاصة الجمال.
انبهر من المثلث، فغاب عن نفسه، ومضى في ولوج الزمن.


ترامب باق ويتمدد، وأكد وزير الخارجية الأمريكي بومبيو على هذا.
سنسلم السلطة في الولاية الثانية لترامب.
على الجميع ضب ملابسهم وثيابهم في خزاناتهم ويجلسون في بيوتهم، وبومبيو لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، صدق الله العظيم.
بتقديري أن ترامب ضمن البنتاغون ومعه جماعته في مجلس الشيوخ والكونغرس وكلهم قلب واحد وعقل واحد في البقاء في السلطة.
وقال محامي ترامب بلهجة لا تخلو من حقد دفين، مضى على خداعنا أكثر من مئة عام من الانتخابات المزيفة لهذا لن نقبل التزوير مرة أخرى.
كتبنا في السابق عندما تم قتل جورج فلويد في 25 مايو آيار الماضي أن هناك أزمة عميقة تلوح في الأفق في هذا البلد العملاق، تتخطى أو تتجاوز مسألة مقتل رجل أسود على يد الشرطة.
وبعدها عمت الاضرابات في الشوارع في ظل صمت حكومي.
هل سنرى حمل السلاح على أسس عرقية وعنصرية وطائفية في شوارع الولايات المتحدة في قادم الأيام، هذا بعلم الغيب؟
هل هذه الحرب الأهلية ستغير الولايات المتحدة، هذا ممكن، بالرغم من أننا لا نريده ولا نتمناه؟
اذا حدث الانفجار في هذا البلد سيطيح بكل شيء، لهذا سنسأل: ماذا سيكون مستقبل الديمقراطية في هذا البلد؟
لكن طباخ السم سيأكله عاجلًا أم أجلًا


قبل اربع سنوات:
ترامب باق ويتمدد، وأكد وزير الخارجية الأمريكي بومبيو على هذا.
سنسلم السلطة في الولاية الثانية لترامب.
على الجميع ضب ملابسهم وثيابهم في خزاناتهم ويجلسون في بيوتهم، وبومبيو لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، صدق الله العظيم.
بتقديري أن ترامب ضمن البنتاغون ومعه جماعته في مجلس الشيوخ والكونغرس وكلهم قلب واحد وعقل واحد في البقاء في السلطة.
وقال محامي ترامب بلهجة لا تخلو من حقد دفين، مضى على خداعنا أكثر من مئة عام من الانتخابات المزيفة لهذا لن نقبل التزوير مرة أخرى.
كتبنا في السابق عندما تم قتل جورج فلويد في 25 مايو آيار الماضي أن هناك أزمة عميقة تلوح في الأفق في هذا البلد العملاق، تتخطى أو تتجاوز مسألة مقتل رجل أسود على يد الشرطة.
وبعدها عمت الاضرابات في الشوارع في ظل صمت حكومي.
هل سنرى حمل السلاح على أسس عرقية وعنصرية وطائفية في شوارع الولايات المتحدة في قادم الأيام، هذا بعلم الغيب؟
هل هذه الحرب الأهلية ستغير الولايات المتحدة، هذا ممكن، بالرغم من أننا لا نريده ولا نتمناه؟
اذا حدث الانفجار في هذا البلد سيطيح بكل شيء، لهذا سنسأل: ماذا سيكون مستقبل الديمقراطية في هذا البلد؟
لكن طباخ السم سيأكله عاجلًا أم أجلًا


من اللحظات القليلة التي أرفه فيها عن نفسي، لم أتعود على الاعتناء بنفسي، هكذا تربيت وربما جيلنا أيضًا لم يرفه عن نفسه، جيل فكر في وطنه أكثر من نفسه، وفكر بالتضحيات أكثر من الفرح، أرى الفرح كما كنا نظن ولا زلنا أنه رفاهية زائدة عن اللزوم، وكأننا كنا نظن أننا في الجبهة ونقاتل الأشباح، لهذا اعتزلنا الحياة لصالح قيم، يبدو لي اليوم أنها كانت وهم، لكن ما حدث، حدث وانتهى.
ديالا كانت تقول لي أنت نكد، يا نكد، يا غوركي، تقصد رواية الأم لمكسيم غوركي وبطلها بافل، الذي لم يعرف الحب ولا الفرح، تحول إلى آلة لإنتاج حقيقة وهمية.
اليوم فقت مطرمخ، قلت يا ولد، قم، أعمل كأسة شاي، وتذكرت أنني اشتريت قطعة حلو، كرواسون من الليدل بسعر رخيص، لأن الغالي لا يليق بالمناضل، كما يقول النبلاء الفرنسيون.
قلت: اشرب نخبك، ونخب خواء هذا العالم وحلق مع العبث.
اليوم حلقت لأخذ جزء من الجزية الملقاة على ناصية الطرق، لالتحم بهذا العالم المفتوح على اا حتمالات الميتة.
عالمنا يمضي إلى المجهول، عالم مخيف، وفيه كم هائل من الخواء والقرف.
اتمنى نلتقي يا صديقي، أن أراك كما رأيتك في العام 1983، في الكلية، صحيح أن الجسر مرر كميات هائلة من المياه، لكن الذاكرة لا زالت منعشة، وتدفق أمالها يوما بعد يوم.


كانت حرب روسيا على أرمينيا بأداة أذربيجانية، خطط لها بوتين بشكل ممتاز لهذا سنرى مفاعيل هذه الحرب ونتائجها في المستقبل.
اعتقد أن الحرب موضوع لهدف أخر، حرب أكبر من قضية أرض ومكان.
منذ اليوم الأول لبدء الحرب الأذربيجيانية التركية الإسرائيلية طرح الروس موضوع قوة حفظ السلام الروسية بين أرمينيا وأذربيجان، ويبدو أن هذه القوة كان متفق عليه مع تركيا لتنفيذ أجندة اخرى سنراها في قادم الأيام.
ولماذا فتحت روسيا ممرًا أمانًا لتركيا ليمر من أرمينيا إلى أذربيجان، ولماذا ازاحت تركيا من الأتفاق وفرضت وجودها وحدها في الميدان في ظل صمت عالمي كامل، ولماذا لم تحرد تركيا أو تزعل، ولماذا قبلت بالصمت وكأن جعير أردوغان كان مجرد جعير؟
ما غاية روسيا من هذا الانتصار الأذربيجاني، وبقية اللمة الوسخة معها؟
كتبت مرات كثيرة أن غاية النظام الدولي هو تدوير أزمات النظام، يطفئها مرات ويشعلها مرات، وربما في قادم الأيام يعود بوتين لإشعال جبهة القوقاز مرة ثانية، ويمكن الأرمن من الفوز على أذربيجان، هذا ممكن جدًا.
اليوم أذربيجان المنتشية بالنصر أصبحت عمليًا مع جارتها أرمينيا مستعمرة روسيا، تمتثل لإرادة روسية، وكأنك يا أبو زيد ما غزيت، أي العودة للظل، للخضوع الروسي القديم الذي كان تحت اسم الاتحاد السوفييتي.


عندما تحول الأرمن إلى المسيحية غابت شمسهم تمامًا، وما زالت تلاحقهم الهزائم الواحدة تلو الأخرى، ومن وقت تبنيهم هذا الدين وإلى اليوم لم يفرحوا بيوم واحد حلو في حياتهم.
وتمت تصفيتهم جسديًا في أوقات متفاوتة دفاعًا عن هذا الوهم الجلل.
وأصبحت نفسياتهم حطام، قهرًا وحزنًا وكآبة ووجعًا على أنفسهم وموتاهم وتاريخهم.
حتى تراثهم الجميل تخلوا عنه أو بدلوه ليصبح على مقاس هذا الدين، كالنحت والموسيقى والمسرح والغناء والأدب كالأساطير، والحكايات والرسم والتخطيط والعمران، والأدب الشعبي، ومجمل الفولكلور.
أصبحوا مقيدين بشروط هذا الدين ونصوصه، بله تحولوا إلى خدام لهذا الدين يحموه من الانهيار على حساب وجودهم واستمرايتهم في هذه الحياة.
وما زالوا يطرقون هذا الباب أو ذاك استجاءً لنصرة قضيتهم. السؤال:
ـ لماذا تطرقون الأبواب؟ ألم تقتلوا دفاعًا عن مسيحكم؟ اذهبوا إليه ليأخذ حقكم بدلًا من الأذلال الذي تعانوه في استجاء الأخرين للاعتراف بمآسيكم
وما زلوتم متمسكين به إلى اليوم؟ لماذا؟
ما الفائدة منه؟

في هذه الأثناء، جاءت النسوة. وأمي كانت معهن.
وعدد كبير منهن يبحثن عني لأنني ابتعدت عن المزار القديم في رحلة البحث عن الحطب وبقائي في هذا المكان المذهول.
كانت الدموع المدرارة تنهمر على خدودهن. وفي عين كل واحدة منهن حزن لا يتسعه هذا العالم.
جاؤوا على صوت النغم والنار اللذان عبثا في الفضاء وحركا لواعجهن. كن كالمجنونات. عيونهن تلتفت في كل الاتجاهات. ويذهبن إلى هنا وهناك.
مرت والدتي من جانبي، بيد أنها لم تران. كان ذهنها شاردًا، مثبتًا على المفتقد.
عبثًا كانت عينها تتسمران على النار والناس والأطفال.
رأيتها في حالة غريبة مثل بقية الأمهات. بعد لحظات توقف العزف والرقص. وتوقف الكأس والخمر والشرب والنديم.
وقف زعيم القافلة على قدميه مترنحًا. ووقف الحضور معه. بقيت النار مشتعلة والأنفاس تتصاعد.
تقدم الزعيم نحو أمي فاتحًا ذراعيه على وسع وعلى وجهه إبتسامة واسعة:
ـ خانم؟
ـ نعم يا زعيم
ـ هلت البركة علينا. مضى زمن طويل لم نرك.
اقترب أكثر فأكثر. ويده تلوح في الهواء للهواء، بيد أنها لم تقترب منه. ولم تتكلم معه. كانت تبكي وتولول. وربما لم تراه، قالت:
ـ أين ولدي؟ هل رأيتم صغيري؟ إنه طفل لا يتجاوز الثامنة من العمر. ذهب برفقة الأطفال قبل سنة من هذا اليوم لجلب الحطب يبدو إنه تاه في ظلال الطبيعة الخاوي. ربما بلعته أو أكلته الذئاب.
مسكتُ ثوبها ويدها بقوة. سحبته من أعلى الركبة، قلت:
ـ أمي! أنا هنا بالقرب منك. لا تخاف.
انتبهت للظلمة التي تلف المكان. وبعض الوميض المنبعث من النار.
وقفت تتأمل وتصرخ. وصوتها يتبدد ويضيع تحت ضربات الريح وتمدد النار في المرجل.
الدموع تنساب من عينيها بغزارة دون أن تستطيع إيقاف اندفاعها نحوه.
ـ آفو، هل أنت هنا؟ هل أنت بخير؟ ظننت أنك مت يا ولدي.
ـ أنا ميت يا أمي. الا تدرين؟
ـ أين أنت ميت يا ولدي؟
ـ هنا، بالقرب منك. وجسدي مسجى على الحشيش.

في اليوم الثاني مشى باتجاه الحقل القريب من بيته، بيده كرته. التفت إلى الوراء فرأها تسير خلفه مستعجلة إلى أن وصلت إليه.
مشى معها باتجاه غابة الحور. المكان حولهما آمن.
مشوا معًا مسافة طويلة دون أن ينطقا بكلمة. كانا خائفين من العيون.
جلسا على الأرض العارية في مجرى ساقية ماء قديمة أو جافة بعمق نصف متر تقريبًا.
لم يتكلما ولم يقولا شيئًا.
رفعت ثوبها الأحمر المنقط بالأبيض فبان ثوبها الداخلي الأبيض النظيف. تعرت. واستلقت على ظهرها وفرجت ما بين فخذيها. وانتظرت. قالت له:
ـ هنا الأبدية والفرح الأول والنهائي. تعال وعش فيه. إنه خلاصة الجمال،
انبهر من المثلث، فغاب عن نفسه، ومضى في ولوج الزمن.
ربنا أعطانا سره، ونحن ولجنا فيه.

تم بناء سلط العالم, لبنة لبنة, كتف بكتف, لتنظيم العلاقة بينهم, ضمن نظام, سمي في يوم من الأيام, بالنظام الدولي, المجتمع الدولي. العلاقة بينهم موضوعية, حيوية, قائمة على المصالح المتبادلة, مستقلة إلى حد كبير عن مصالح المجتمعات.
لا يمكن سقوط سلطة في بلد ما, أو في أي مكان من هذا العالم, إلا بتوافق بقية السلط.



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس اجتماعية ــ 344 ــ
- هواجس فكرية ــ 343 ــ
- هواجس اجتماعية فكرية سياسية أدبية ــ 342 ــ
- هواجس أدبية 341
- هواجس عامة 340
- هواجس سياسة وأدب ودين ــ 339 ــ
- هواجس أدبية وإنسانية ــ 338 ــ
- هواجس في الأدب والسياسة والفكر 337
- هواجس فكرية ــ 336 ــ
- هواجس ثقافية أدبية سياسية فكرية 335
- هواجس إنسانية وسياسية ــ 334 ــ
- هواجس عالمنا ـ 333 ــ
- هواجس تمس الواقع ــ 332 ــ
- هواجس تمس الدولة والحرية ــ331 ــ
- هواجس إنسانية 330
- هواجس أدلبة 329
- هواجس ثقافية 328
- هواجس قديمة 327
- هواجس في الأدب ــ 326 ــ
- هواجس اجتماعية فكرية أدبية 325


المزيد.....




- مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا ...
- وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار ...
- انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة ...
- هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟ ...
- حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان ...
- زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
- صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني ...
- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف ...
- الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل ...
- غلق أشهر مطعم في مصر


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آرام كربيت - هواجس القوة 345