: وجهة نظر حول مازق الراسمالية

نجم الدليمي

الحوار المتمدن-العدد: 8158 - 2024 / 11 / 11 - 02:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ان الراسمالية كتشكيلة اجتماعية واقتصادية وفي مرحلتها المتقدمة الامبريالية قد وصلت الى طريق مسدود من ناحية التطور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي... والاخلاقي واصبح التناقض بين قوى الانتاج وعلاقات الانتاج في الراسمالية يحمل طابعا طبقيا وايديولوجيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا واصبحت الراسمالية وفي مرحلتها المتقدمة الامبريالية تعاني من ازمات شاملة شملت جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والاخلاقية والعسكرية والايديولوجية...وعجرت الراسمالية من معالجة تناقضاتها الداخلية.
لقد استطاعت الراسمالية وفي مرحلتها المتقدمة الامبريالية من ان تتكييف مع ازمتها العامة ولفترة زمنية معينة ومن دون ايجاد حلول جذرية لها، لان اس،جوهر، الازمة العامة والشاملة للنظام الامبريالي تكمن في الأساس الاقتصادي والاجتماعي.. للنظام نفسه اي في الاساس الاقتصادي والاجتماعي للملكية الخاصة الاحتكارية لوسائل الانتاج ومن هنا تنبع وتتكرر الازمات العامة والشاملة للنظام الامبريالي . وعن حق عندما حدد زعيم البروليتاريا لينين العظيم سمات الراسمالية وفي مرحلتها المتقدمة الامبريالية بالسمات الاتية: الاحتكار ،الطفيلية،التعفن،ويمكن اضافة سمات ،اخري وهي العدوانية والاجرامية...

نعتقد ،ما دامت الملكية الخاصة الاحتكارية لوسائل الانتاج التي تشكل الاساس الاقتصادي والاجتماعي للنظام الراسمالي فان الازمات العامة والشاملة موجودة وتتعمق باستمرار ،وان تطور الراسمالية وفي كافة المجالات قد اعتمد على الاستحواذ على ثروات الشعوب ونهبها لصالح تطور الراسمالية مع تكريس الاستغلال وتعظيم الارباح وبنفس الوقت تكريس التبعية والتخلف لغالبية دول الأطراف وكما تعتمد الراسمالية في تطورها على الهيمنة والاستحواذ على الاسواق الخارجية العالمية من اجل تصريف ما يسمى بفائض الانتاج وبنفس الوقت تسعى الراسمالية في تعاملها مع الدول ليس على اساس مبدا المساوات والنفع والمصلحة المشتركة وعدم التدخل في الشوون الداخلية للدول ،بل العكس تماما في تعاملها مع الدول .

لقد نجحت الراسمالية وفي مرحلتها المتقدمة الامبريالية مؤقتا من ان تعالج ازمتها العامة والشاملة عبر اسلوب اشعال الحروب غير العادلة وصناعة السيناريوهات السوداء والكارثية وصناعة الامراض ومنها الايدز وجنون البقر والطيور والخنازير وفايروس كرونا...وحققت ارباح خيالية الشركات الراسمالية من ذلك ولكن اشعال الحروب غير العادلة وصناعة السيناريوهات والامراض...ما هي الا اساليب ترقيعية موقته لمعالجة ازمتها العامة والشاملة ،انها ازمة تعكس النظام المازوم بنيويا وبالتالي فإن اساليب معالجة تناقضاتها وبشكل موقت او ترحيل المشاكل او التكييف مع المشاكل يعني ذلك قد فشل هذا النظام في إيجاد حلول جذرية ومن هنا نقول لا مستقبل للراسمالية وهي اشبه بشخص مريض مرض خبيث يستحيل معالجته فنهايته الموت.
ان الراسمالية وفي مرحلتها المتقدمة الامبريالية مصابة بمرض (( السرطان)) وهذا المرض لا يمكن معالجته وهنا نقصد اشتداد التناقضات الإقتصادية والاجتماعية والثقافية والاخلاقية..داخل المجتمع الطبقي البرجوازي ،اشتداد وتفاقم التناقضات بين قوى الانتاج وعلاقات الانتاج ومن هنا ينبع نهاية المجتمع الطبقي البرجوازي.

وفق نظرية ماركس حول تطور المجتمع الطبقي إذ حدد خمس تشكيلات اجتماعية واقتصادية لتطور المجتمع البشري وهي التشكيلة الاجتماعية والاقتصاديه::

المشاعية ،العبودية،الاقطاعية،الراسمالية،الشيوعية،ومن خلال اشتداد التناقضات الإقتصادية والاجتماعية.. واشتداد وتفاقم التناقضات بين قوى الانتاج وعلاقات الانتاج وبسبب هذا التناقض تم التحول من المشاعية إلى العبودية ثم إلى الاقطاعية ثم إلى الراسمالية وسوف يحدث التحول إلى المجتمع اللاطبقي المجتمع الاشتراكي كمرحلة انتقالية نحو المجتمع الشيوعي وهذه هي الحتمية التاريخية لتطور المجتمع البشري.

إن الراسمالية كتشكيلة اجتماعية واقتصادية وفي مرحلتها المتقدمة الامبريالية ليس لها مستقبل وفق المنظور التاريخي وحتمية التطور الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع وبهذا الخصوص يشير البروفيسور المجري توماس سانتوسن:: إن الراسمالية كانت نتيجة مرحلة هامة من العملية التاريخية الموضوعية وان نشوءها مثل انحطاطها وسقوطها لن يكون مصادفة تاريخية بل هو وفق الحتمية التاريخية لتطور المجتمع البشري.
إن هذا سيحدث وفق منظور ماركس ولكن اكد زعيم البروليتاريا لينين العظيم:: ان ما اكده ماركس هو صحيح ولاخلاف عليه ولكن علينا ان نقصر من عمر النظام الراسمالي من خلال استخدام المعول باستمرار من اجل عدم اطالة عمر الراسمالية ،هنا يقصد لينين ضرورة النضال باستمرار واستخدام كافة الاساليب من اجل اضعاف وهدم وتقويض الراسمالية ومن هنا تلعب الطبقة العاملة وحلفائها وبقيادة حزبها الشيوعي الذي يعتمد في نضاله المشروع والعادل على النظرية الماركسية --اللينيتية وقانونية الصراع الطبقي والايديولوجي وديكتاتورية البروليتاريا والتضامن الاممي...واكد زعيم البروليتاريا لينين العظيم ان جميع الشعوب ستبنى الاشتراكية ووفق ظروف كل بلد ،اي ان الشعوب ستصل وتبني الاشتراكية مع الاخذ بظروف وعادات... المجتمع وخاصة في مرحلة الانتقال الاشتراكية .ان بناء المجتمع اللاطبقي المجتمع الشيوعي يعني بالدرجة الأولي سيادة اسلوب الانتاج الشيوعي او يشكل حصة الاسد على الصعيد العالمي.

إن مستقبل الشعوب هو بناء المجتمع اللاطبقي المجتمع الاشتراكي كمرحلة انتقالية نحو المجتمع اللاطبقي المجتمع الشيوعي.

اكتوبر -2024

#نجم_الدليمي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات