منظمة مجتمع الميم في العراق
الحوار المتمدن-العدد: 8157 - 2024 / 11 / 10 - 16:45
المحور:
حقوق مثليي الجنس
"ماذا يعني ان تكون مثليا في العراق؟"
هو ذا عنوان تقرير قدمته قناة البي بي سي البريطانية قبل أشهر من الان، التقرير أشار الى الأوضاع البائسة والرهيبة التي يعيشها مجتمع الميم، فمنذ الإطاحة بصدام 2003 والحياة بدأت تأخذ مسارا أكثر خطورة على حياة المثليين، فشكل السلطة الذي تم تأسيسه ديني، وهذه السلطة أسست لها أذرع مسلحة، خارجة عن القانون، وهؤلاء قادوا حملات اغتيال واختطاف وتعذيب للمثليين.
ان تكون مثليا في العراق يعني ان تعيش الرعب ذاته، يعني ان القلق والتوتر لازمتان لا تفارقك ابدا، يعني ان الموت قتلا هو الشيء المحقق، يعني ان التعذيب الجسدي وبأبشع صوره هو الحقيقة إذا ما تم امساكك من قبل الميليشيات، الحياة في العراق بالنسبة لمجتمع الميم هي بمثابة الجحيم.
كانت الميليشيات في السابق تتسابق لقتل وتعذيب المثليين، كانت تتحرك بغطاء من رجال الدين، مجهزين بفتاوى "شرعية"، كانوا يقتلون على "الشبهة"، على "المخبر السري"، أي أنك حتى لو لم تكن مثليا، واراد أحدهم ان يؤذيك لسبب ما، فأنه يجري اتصالا مع أحد عناصر الميليشيات، والذي بدوره يسارع لقتلك او اختطافك وتعذيبك، فهو مجهز بفتوى تبيح له قتل المثلي بضمير مرتاح.
هذا الكلام كان يحدث في وقت سابق، اما اليوم وبعد تسلم الحكم في العراق للأكثر تطرفا دينيا-سلطة الإطار التنسيقي-، فأنهم عملوا على تشريع قانون في البرلمان يجيز سجن المثلي من 10-15 سنة، أي ان القوات الأمنية هي من ستلاحق أعضاء مجتمع الميم، وتقوم بتعذيبهم وزجهم في السجون، هذا ما يعني ان تعيش مثليا في العراق.
انه واقع مرير ومزري ان يحيا المرء وهو خائف وقلق ومتوتر، ليس لأنه مجرما ناهبا للأموال العامة او قاتلا او بلطجي او قاطع طريق او مغتصب، بل لأنه من مجتمع الميم، فالناهب والسارق والقاتل والبلطجي هؤلاء امنين مطمئنين على حياتهم، بل انهم هم من يحكموا البلاد، والمثلي هو من يخرب البلاد، هذه هي المعادلة الموجودة في العراق، فكيف هي حياة من يعيش مثليا في العراق؟
#منظمة_مجتمع_الميم_في_العراق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟