أحمد إدريس
الحوار المتمدن-العدد: 8157 - 2024 / 11 / 10 - 13:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أخطر حروب اليوم هي تلك التي تدور رحاها على الشاشات، سواء الموبايل أو التلفاز، و المُستهدَف فيها هو عقل الإنسان و الوعي الجَمعي للشعوب.
ألف مِلْيون مِلْيار لعنة على كُل صاحب صفحة أو قناة عربية يخترع أخباراً فظيعة، أو ينشُر أخباراً فظيعة و هو يعلم أنها مُلفَّقة و كاذبة، بِنِية الإساءة إلى سُمعة بلد عربي أو إسلامي ما، سعياً وراء تحقيق أهداف شريرة خبيثة، مثلاً لِجَعل الأُمة تكره هذا البلد، أو لِتَأليب شعبه ضِد حكومته و بالتالي إغراقِه في فوضى قاتلة مُدمِّرة، مع الزعم و التأكيد على أن غايته العُليا هي نُصرة و خِدمة قضية فلسطين !
بعض هؤلاء الأبالسة يبدأون حديثهم بعبارة : "باسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله"، و يُطْلِقون على مُعظم بني الإنسان وَصفَ "الكُفار"، بَيْنَما في حقيقة الأمر هُم أنذل و أكفر و أقذر الخَلق على الإطلاق…
إنها نفس الأساليب الخَسِيسة المُجرمة الرخيصة التي استُخدِمت في حملات الخِداع و التضليل إبَّان الربيع العِبري المشؤوم الملعون. ما دَعَوْتُ بمثل هذا حتى على أعتى مُجرمي الصهاينة لأن مَن أعني، و هُم كثيرون على ما يُسمى مَوَاقع التواصُل الإجتماعي، أخطرُ على أُمَّتنا السهلِ جداً خِداعُها من الصهاينة المُعلَنين بألف مِلْيون مِلْيار مرة !
كلام نفيس : « ﺇﻥ ﷲ ﺧَﻠﻖ السماوات ﻭ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺎﻟﺤﻖ٬ ﻭ طلب ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥ ﻳَﺒْﻨُﻮﺍ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻖ٬ ﻓﻼ ﻳﻘﻮﻟﻮﺍ ﺇﻻَّ ﺣﻘﺎً ﻭ ﻻ ﻳﻌﻤﻠﻮﺍ ﺇﻻَّ ﺣﻘﺎً. ﻭ ﺣﻴﺮﺓُ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭ ﺷِﻘْﻮﺗُﻬﻢ٬ ﺗﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺫُﻫﻮﻟﻬﻢ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ٬ ﻭ ﺇﻟﻰ ﺗَﺴﻠُّﻂ ﺃﻛﺎﺫﻳﺐ ﻭ ﺃﻭﻫﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔُﺴِﻬﻢ ﻭ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﻢ٬ ﺃَﺑْﻌَﺪَﺗْﻬُﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ ﺍﻟﻤُﺴﺘﻘﻴﻢ (…). ﻭ ﻣِﻦ ﻫﻨﺎ ﻛﺎﻥ ﺍلإﺳﺘﻤﺴﺎﻙُ ﺑﺎﻟﺼﺪﻕ في ﻛُﻞ ﺷﺄﻥ٬ ﻭ ﺗَﺤﺮِّﻳﻪ في ﻛﻞ ﻗﻀﻴﺔ٬ ﻭ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮُ ﺇﻟﻴﻪ في ﻛﻞ ﺣُﻜﻢ٬ دعامةً ﺭﻛﻴﻨﺔً في ﺧُﻠﻖ المُسلم٬ ﻭ صِبغةً ثابتةً في ﺳُﻠﻮكه ؛ ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺑﻨﺎءُ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ في ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻗﺎﺋﻤﺎً ﻋﻠﻰ ﻣُﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻈُّﻨﻮﻥ٬ ﻭ ﻧﺒذِ ﺍﻹﺷﺎﻋﺎﺕ ﻭ اطِّراحِ ﺍﻟﺮﻳﺐ٬ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖَ ﺍﻟﺮﺍﺳﺨﺔ ﻭﺣﺪﻫﺎ هي التي ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻈﻬﺮَ ﻭ تَغلِب٬ ﻭ ﺃﻥ ﺗُﻌﺘﻤَﺪ في ﺇﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤُﺨﺘﻠِﻔﺔ. (…) ﻭ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻢ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤُﺴﻠﻤﺔ هي ﺻِﺪﻕ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ٬ ﻭ ﺩِﻗﺔ ﺍﻷﺩﺍء٬ ﻭ ﺿﺒﻂ ﺍﻟﻜﻼﻡ. ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻭ ﺍﻟﺘﺪﻟﻴﺲ ﻭ ﺍلإﻓﺘﺮﺍء٬ فهي ﺃﻣﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕِ ﻭ ﺍﻧﻘﻄﺎﻉِ ﺍﻟﺼِّﻠﺔ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ. » (محمد الغزالي، "ﺧُﻠﻖ المُسلم"، 1987)
#أحمد_إدريس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟