مختار سعد شحاته
الحوار المتمدن-العدد: 8157 - 2024 / 11 / 10 - 09:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
(١)
لا شيء إلا أسئلة، أنت منقوع في مائها البارد، غير أنك لن تغير اللون أو الطعم. حياد مطلق.
ربما تعرف أمي بعض الإجابات، وأختي في اجتهادها اليومي تعرف بعض الأجوبة، وحبيبتي التي خطفتها الحروف وتوهتها بين الكتب، حتمًا ستعرف إجابات تاريخك الثخين، وستشغلها الأجوبة.
أنت سؤال عن النفي
أنت سؤال عن الأخ، عن الأب، عن نفس الرجل في زمان المسألة.
أنت قفاز للبرد، وساعة يد، وقسيمة هدايا أمازون، وعربة جز عشب قديمة، أنت فلاشة تخزن المعلومات، أنت رصيف مشاة، أنت غريب ضمن الأسئلة.
أنت قطار بضائع طويل، وممشى حديقة واسعة، وطائر خرافي محبوس في حكايات الصغار...
أنت لن تكون غيمة، ولن تكون بخير وسلام على الدوام، لكن في البيت من غير أنت يكون مفتاح الدخول، وإسطوانة الغاز، وصوت الإذاعة المشوش، ورنين هاتف صامت، وتلك ال"تيشششش" التي يقذفها الماء المغلي في وجه النار والحرارة.
(٢)
منذ الآن قررتُ احترام نفسي، حتى إذا سكرتُ نهاية الأسبوع، لا أخبر الناسَ أني أحبك ألف مرة في كل مرة،
وأنك بعيدة...
وألا أخبر الناس افتقادي لحضن أمي وقبلة طفلتي،
وضحكتي.
(٣)
أنا منسوخ التواريخ؛ يومٌ يُعيد تفاصيل أحداثه، كلما نامت الصور إلى جواري، تشكو فأحضنها وأمسح عنها تراب الحنين، ورغبتي في تقبيل صورة وحيدة لي صغيرًا، ولك كبيرًا، الصورة التي جمعتنا سويًا كشخصين يجيدان الابتسام...
(٤)
أحتاج إلى الفُطام يا أم الحكايات، فالآن يمكنني نطق الحروف المقطعة، نون، وألف لام ميم، صاد، وتلك راء...
ونطق اسمك بلا مقدمات، أو خوف من رقيب، وربما يكون الوقت متاحًا، فنبكي قليلاً...
الآن يا حبيبتي نامي، أو استريحي، واتركي الجنون!!
PA Nov 2024
#مختار_سعد_شحاته (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟