مثنى إبراهيم الطالقاني
الحوار المتمدن-العدد: 8157 - 2024 / 11 / 10 - 04:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في خطوة طال انتظارها، أعلن العراق عن استلام الأرصفة البحرية لميناء الفاو الكبير، وهو المشروع الذي يُعدُّ بوابة استراتيجية للبلاد نحو الاقتصاد العالمي. يمثل هذا الإنجاز جزءًا من سلسلة مشاريع تهدف إلى تعزيز الاقتصاد العراقي وتحقيق التنمية المستدامة التي طالما سعى إليها العراقيون في ظل ظروف اقتصادية وأمنية صعبة.
كما هو معروف ان ميناء الفاو أحد أكبر المشاريع الاستراتيجية التي يمكن أن تحوِّل العراق إلى مركز تجاري حيوي في المنطقة، فهو يربط العراق بأسواق آسيا وأوروبا عبر البحر الأحمر، ويتيح فرصاً تجارية وصناعية ضخمة.
كما يُتوقع وحسب رؤية الحكومة العراقية أن يُسهم الميناء في تنويع الاقتصاد العراقي، الذي يعتمد بشكل كبير على صادرات النفط.. من خلال تطوير الموانئ والبنى التحتية للنقل، يسعى العراق إلى خلق فرص عمل جديدة وجذب استثمارات خارجية تسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي.
لكن رغم الحماس والتفاؤل الشعبي، فإن العديد من العراقيين يشعرون بالقلق من احتمال تأثر المشروع بسبب الأوضاع الإقليمية الراهنة، لا سيما مع اشتداد الصراع في المنطقة.
حيث تشهد المنطقة منذ شهور توتراً كبيراً، خاصة مع تصاعد العنف نتيجة الحرب الإسرائيلية تجاه فلسطين ولبنان.
هذا التصعيد ينذر بدخول محتمل لفصائل محور المقاومة، التي تتواجد بعضها في العراق، إلى صراع مباشر. وقد يؤدي اشتراك العراق بشكل غير مباشر أو مباشر في هذا الصراع إلى تأثيرات سلبية على خطط الحكومة الاقتصادية وعلى الاستقرار الداخلي، مما يضع مستقبل ميناء الفاو الكبير أمام تحديات جمة.
وبناء على ماتقدم، تسعى حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى تأمين الاستقرار الاقتصادي في ظل هذه التحديات، وهي تعمل على تعزيز دور العراق كجسر اقتصادي يربط الشرق بالغرب.
وتكمن استراتيجية الحكومة في السعي لتحقيق توازن بين التحالفات السياسية والاقتصادية، من خلال الاستفادة من الموقع الاستراتيجي للعراق بدون أن ينجرف نحو أزمات المنطقة. غير أن تحقيق هذه الرؤية يتطلب جهوداً مضاعفة في ظل تصاعد التوترات الإقليمية التي قد تؤدي إلى إغلاق الحدود وتعطيل الحركة التجارية.
يرى العراقيون في ميناء الفاو الكبير أملاً جديداً لتحسين الوضع المعيشي، خصوصاً أن المشروع سيتيح فرص عمل جديدة ويساهم في تحسين البنية التحتية.
ومع ذلك، فإنهم يتابعون بقلق تأثير الصراع الإقليمي على استقرار بلادهم، حيث إن أي زعزعة للأمن قد تُعطِّل تنفيذ المشاريع الاقتصادية الكبيرة.
لذا، يبقى ميناء الفاو الكبير رمزاً للأمل الذي يتطلع إليه العراقيون لبناء مستقبل اقتصادي أفضل، رغم المخاوف من تبعات الأوضاع الإقليمية الراهنة. وفي الوقت الذي يتطلع فيه الشعب إلى رؤية هذا المشروع يساهم في تحسين اقتصادهم، يقع على عاتق الحكومة العراقية مسؤولية كبرى في اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان الاستقرار والاستمرارية، لتحقيق طموحات العراقيين في بناء اقتصاد مزدهر ومستدام يساهم في تغيير وجه البلاد الاقتصادي.
#مثنى_إبراهيم_الطالقاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟