أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - الي أين اخذت حماس القضية الفلسطينية ؟!!















المزيد.....

الي أين اخذت حماس القضية الفلسطينية ؟!!


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8155 - 2024 / 11 / 8 - 20:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ألاحظ ان أغلب ما يكتب علي فيس بوك من شباب في العشرينات او الثلاثينات من عمره متأثر بحملات اعلامية ليس الصدق ولا توخي الحقيقة من مطالبها ..

وأغلب من يهتم ويكتب قرأ الصفحة الاخيرة من كتاب طويل .. طويل ..
وبعضهم قرأ السطر الاخير فقط ، وأخرون لم يقرأوا اصلا بل سمعوا !!
ثم راح الجميع يتكلم ، ويصدرون الاحكام ويعطون تقييمات للاحداث والاشخاص بدون تحوط احيانا ، وبدون فهم في أغلب الاحيان ..

وقصة حماس قصة طويلة .. وغريبة ..
ولطول القصة سأخذ الفصل الاخير منها وهو دور حماس الحقيقي علي الساحة الفلسطينية ..

لقد نشأت حماس تطبيقا للمنهج الاستعماري العريق فرق تسد ، تماما كما انشأت حركة الاخوان المسلمين عام ١٩٢٨ علي يد مدرس خط عربي - وليس عالم دين - يعيش في الاسماعيلية ، وهي وقتها مقر القاعدة البريطانية الاكبر في الشرق الاوسط ..

لقد كان غرض البريطانيون يومها صنع حركة دينية لضرب الوحدة الوطنية المصرية التي تجلت في ثورة ١٩١٩ وما بعدها ، وابرز مطالبها جلاء المستعمر عن مصر نهائيا ..

اي ضرب الوطنية بالدين ..

ونجحت الفكرة .. بأكثر حتي مما قدر أصحابها ..
واصبح الاخوان المسلمون الاعداء الاقوياء لحزب الوفد .. حزب الوطنية المصرية العريق ، وحاربوا الوفد بكل السبل ، وتحالفوا مع الملك - فؤاد ثم فاروق - ووقفوا مع حكومات الاقلية وخاصة اسماعيل صدقي ..

وفي الكفاح المسلح للمصريين في أكتوبر ١٩٥١ علي طول قناة السويس ، حيث مقار القاعدة البريطانية الأكبر في الشرق الاوسط ، شاركت جميع طوائف المصريين واغلب الاتجاهات والتيارات السياسية .. الا الاخوان المسلمين !!
لقد اصبح كل ذلك تاريخا .. يستطيع ان يرجع اليه بسهولة من يريد ..

وذهب الوفد .. وجاء جمال عبد الناصر ..

وكما تم استخدام الاخوان لمحاربة الوطنية المصرية استخدموا من نفس الاطراف التي ساعدتهم من وراء ستار لمحاربة القومية العربية ، وحاولوا مرة بعد مرة قتل " جمال عبد الناصر !!

في المرة الاولي - سنة ١٩٥٤ - لم يكن عبد الناصر قد حبس او اعتقل واحد منهم ، وفي المرة الثانية - سنة ١٩٦٥ - كان جمال عبد الناصر قد افرج عنهم من سنين وأعادهم الي أعمالهم !!

وبعد جمال عبد الناصر استخدمتهم الولايات المتحدة في حروبها العالمية ضد خصومها .. مرة ضد الاتحاد السوفيتي في افغانستان عام ١٩٧٩ وطوال الثمانينات ، ومرة في الشيشان ضد روسيا ومن أجل تقسيمها ، ومرة في البوسنة من أجل خلخلة يوغسلافيا السلافية القريبة عرقيا وعاطفيا من روسيا ..

ونفس ما فعلته الحركة العالمية او التنظيم الدولي للاخوان المسلمين فعله الفرع الفلسطيني منه .. وهو حركة حماس !!

تم دعم وتقوية الحركة بواسطة اسرائيل نفسها طوال السبعينات والثمانينات .. والمصادر والكتب والشهود حول ذلك أكثر من أن تعد ..
وكان اول استخدام مهم لحماس مع قرب مجئ اليمين الاسرائيلي للسلطة ..

يومها كان الكلام عن سلام عربي اسرائيلي بانت ملامحه مع اتفاقبة أوسلو التي انشأت السلطة الوطنية الفلسطينية في غزة والضفة الغربية ..

وكانت اتفاقية اوسلو مقدمة وبداية طريق كان متوقعا أن يؤدي الي انشاء الدولة الفلسطينية ، وبرغم أوجه النقص في اتفاقية اوسلو الا ان الحركة الصهيونية المتشددة وجدت انها قدمت تنازلات أكثر مما ينبغي .. فيهودا والسامرة - اي غزة والضفة - أرض يهودية توراتية لا يصح - دينيا - التنازل عنها ..

وهنا كان مطلوبا ايقاف الحديث عن السلام والتنازلات ، ولكن بمبرر لا يظهر اسرائيل عالميا بأنها الطرف الذي لا يريد السلام او الذي يسعي الي تعطيله ..

وتقدمت حركة حماس وأعطت اسرائيل المبرر الذي تبحث عنه وتريده ...
وطوال الشهور الاربعة الاولي من عام ١٩٩٦ قامت حماس بعمليات في اسرائيل اوقعت عشرات الجرحي والقتلي ، وكانت النتيحة ان جاء بنيامين نيتانياهو - ممثلا لأقصي اليمين الاسرائيلي المتطرف - في انتخابات مايو ١٩٩٦ رئيسا لوزراء اسرائيل للمرة الاولي ..

وأوقف نيتانياهو كل حديث عن السلام ووضع عراقيل لا تنتهي امام اتفاقية اوسلو ..

ومع فشل مفاوضات سنة ٢٠٠٠ التي رعاها بيل كلينتون بين ياسر عرفات ويهود باراك بدأت سلسلة من الجرائم الاسرائيلية المروعة انتهت بقتل ياسر عرفات بالسم في ٢٠٠٤ ..

ثم تلا ذلك حركة غريبة واجراء اسرائيلي بدا وقتها غير مفهوم ، وهو انسحاب اسرائيل من جانب واحد من قطاع غزة عام ٢٠٠٤ !!
ثم اتهام امريكا واسرائيل للسلطة الوطنية الفلسطينية بأنها فاسدة !!
ثم طلب اجراء انتخابات فورية في فلسطين !!

كان العصر عصر مشروع الشرق الاوسط الكبير ، الذي عملت فيه امريكا وضغطت بكل السبل لخلق شرق اوسط تسيطر عليه تيارات الاسلام السياسي .. وخاصة حركة الاخوان المسلمين !!

وبضغط امريكي غلاب اجريت انتخابات سريعة في فلسطين وفاز فيها - كما هو متوقع - الاخوان المسلمين .. وفرعهم هناك .. حماس ..

كان ذلك في بداية ٢٠٠٦ ، وبعد ان استقرت الامور لحماس انفصلت بقطاع غزة وطردت السلطة الوطنية الفلسطينية من القطاع بعد عمليات قتل مروعة ( موجود جزء منها علي يوتيوب ) ..
وهو أول واخطر انقسام في الحركة الوطنية الفلسطينية ..

لماذا انفصلت حماس بغزة وتركت الضفة الغربية ؟!
لم يكن يومها أحد يعلم السبب .. وهو ما تكفلت الاخداث والسنين التالية بكشفه ..

وبدءا من عام ٢٠٠٨ بدء ما سمي بحروب غزة !!

كل سنتين او ثلاث تطلق حماس علي اسرائيل مقذوفات بدائية تستغلها اسرائيل لمحاولة خلخلة الكتلة السكانية الهائلة في غزة .. والتي هي أكبر هموم اسرائيل والخطر الأكبر عليها ، وهو ما يسمي بالقنبلة الديموغرافية ، حيث أن عدد الفلسطنيين تجاوز عدد الاسرائيليين ، وهو ما يهدد الي الابد يهودية الدولة ، ويحولها الي دولة فصل عنصري وديني صريحة ..

وكان أخطر حروب غزة - بعد الحرب الحالية - حرب ٢٠٠٨ !!

وفي ٢٠٠٨ كادت اسرائيل تنجح - بمساعدة حماس - في تهجير الفلسطنيين من غزة الي سيناء ..

فبعد مجموعة من الصواريخ البدائية لحماس انطلقت ألة الحرب الاسرائيلية الشرسة قتلا في الفلسطينيين وتدميرا لبيوتهم وطردهم منها ..
وفعلا نزح مئات الألاف من الفلسطينيين في ديسمبر ٢٠٠٨ الي سيناء !!

وبجهد هائل تمكن الجيش المصري والمخابرات المصرية ومعهما كل أجهزة الدولة من اعادة الفلسطينيين النازحين الي بلادهم .. الي قطاع غزة ..

وهنا استحق حسني مبارك الغضب عليه ..
الغريب ان الدعاية الاسرائيلية نشرت وقتها أن حسني مبارك هو كنز اسرائيل الاستراتيجي !!

وتلقفت المعارضة المصرية - وخاصة الاخوان المسلمين واليساريين - ذلك وملئوا الدنيا بدعاية اسرائيلية واضحة الهدف !!

وكان حسني مبارك نفسه - كنز اسرائيل الاستراتيجي كما يقولون - من وقف امامه نيتانياهو في يوم من أيام ٢٠١٠ طالبا منه رسميا تهجير الفلسطينين في غزة الي سيناء ..

وكان رد مبارك قويا وحاسما : اذا فتحت معي هذا الموضوع مرة اخري .. فهي الحرب بيننا وبينكم اذن ..

وبعد شهور - فقط شهور - رتبت " ثورة " ضد مبارك ، وذهب الرجل ليحاكم مهانا وهو في أرذل العمر ..

وطبقا لتسريبات أمريكية - وطبقا لكلام رئيس امريكي مسئول عن تحالف ادارة اوباما مع الاخوان المسلمين - سمح للأخوان بالوصول الي حكم مصر .. وكان ضمن بنود الصفقة سماح الاخوان للفلسطينيين في غزة - التي يحكمها الاخوان أيضا - بالنزوح الي سيناء !!

كانت تلك أخطر اللحظات في تاريخ مصر الحديث ..

واستطاعت الكتلة الاكبر من شعب مصر ومعها جيشها الوطني ازاحة الاخوان من حكم مصر في صيف ٢٠١٣ بمعجزة من معجزات القدر ..

ورجعت اسرائيل الي خطتها الاولي .. عمليات ومقذوفات من حماس ضد اسرائيل تقابلها اسرائيل برد فعل مبالغ فيه جدا ، ولا أحد يستطيع لوم حماس .. اليست تقاوم العدو الصهيوني !!
اليست تريد تحرير الاقصي !!

لم يستطع احد - خوفا - ان يسأل حماس .. وهل تستطيع فعلا ذلك ؟!
ان اسرائيل دولة نووية ، وورائها اكبر وأقوي دول العالم ، ونتيحة ما تفعله حماس ليس تحرير الاقصي بل قتل الفلسطينيين بدم بارد وتدمير بيوتهم وطردهم من أرضهم !!

تكررت تلك الألعاب أعوام ٢٠١٤ ، ٢٠١٨ ، ٢٠٢١ ، ٢٠٢٢ حتي وصلنا الي الجولة الأخطر والاهم .. ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ وحتي اليوم ..

والسؤال الذي يفرض نفسه بعد ان استعرضنا تاريخ حماس في فلسطين بسرعة ..
ماذا قدمت حماس لفلسطين ؟!
وماذا قدمت حماس لإسرائيل ؟!

هل استفادت القضية الفلسطينية فعلا في وجود حماس أم خسرت ؟!
الجواب واضح .. وهو واضح من أول يوم ...



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا أرادت النخبة الامريكية الحاكمة مجئ ترامب مرة أخري ؟!
- الحزب السياسي في الحياة السياسية الأمريكية...
- الحياة السرية لرؤساء أمريكا...
- هل هناك في أمريكا ديموقراطية ؟!
- السيد حسن نصر الله ...
- أيام حزينة ...
- لماذا تطيع ألمانيا أمريكا وهي مرغمة.. وبدون كلمة اعتراض؟!!
- هل نحن ضد من يقاوم الاحتلال الإسرائيلي؟!!
- وضع غريب آن له أن ينتهي ؟!
- كورسك ... لماذا وكيف غزا الجيش الأوكراني الاراضي الروسية ؟!
- ساعات مع أسمهان ...
- جارية القصر ...
- العصر الامريكي ...
- هنيئا لكم ...
- هل كان ما قبل ثورة 23 يوليو 1952 حكما مدنيا ؟! وهل كان في مص ...
- هل كانت هناك ديموقراطية في مصر قبل 23 يوليو 1952 ؟!
- لماذا يتعرض ترامب للاغتيال؟!
- انتخابات فرنسا وبريطانيا ... وانتخابات مصر
- العالم المرعب الذي نوشك ان ندخل اليه ...
- لماذا ايدنا عبد الفتاح السيسي بالامس ... ولماذا نؤيده حتي ال ...


المزيد.....




- أي دور مرتقب لإدارة الرئيس دونالد ترامب في حل الأزمة السودان ...
- ردوغان يأمل تنفيذ ترامب وعوده بإنهاء حروب إسرائيل بالشرق الأ ...
- حزب الله.. رهان على الميدان لا على ترامب
- رسائل لإسرائيل.. تحذير عراقي من شن حرب
- مصر .. معلم ينهي حياة زميله داخل مدرسة بالقاهرة
- -سقوط مباشر واحتراق آلية-.. -حزب الله- يعرض مشاهد لاستهدافه ...
- نائب أوكراني: رحيل زيلينسكي هو أفضل هدية لملايين الأوكرانيين ...
- -أكسيوس-: إيلون ماسك شارك في محادثة هاتفية بين ترامب وزيلينس ...
- مصر.. قرارات عاجلة من النيابة بشأن حريق نادي المعلمين في الإ ...
- وزير الخارجية الجزائري ونظيره الروسي يستعرضان واقع وآفاق الش ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - الي أين اخذت حماس القضية الفلسطينية ؟!!