أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ماجد فيادي - لم يعد وطني يجذبني














المزيد.....

لم يعد وطني يجذبني


ماجد فيادي

الحوار المتمدن-العدد: 1781 - 2006 / 12 / 31 - 11:11
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في أحد دروس تعلم اللغة الألمانية, ضمن برنامج اندماج المهاجرين في المجتمع الألماني, طرحت المدرسة سؤالاًَ على الطلبة, ما هو الوطن بالنسبة لكم؟؟؟
طالبة يابانية ( لم تكن من المهاجرين) تقول :. وطني هو عائلتي, فأنا مرتبطة بهم كثيراًَ.
طالبة كوبية ( متزوجة من ألماني) تقول:. وطني حيثما حللت.
طالب كردي ( من كردستان تركيا, وهو مهاجر لأسباب سياسية) يقول:. وطني هو ارضي في كردستان الكبرى.
طالب إسرائيلي ( من عرب فلسطين, جاء الى المانيا لدراسة الطب) يقول:. وطني عائلتي وارضي التي ولدت فيها.
طالب مصري ( متزوج من ألمانية عندما كانت في مصر) يقول:. وطني مصر, أم الدنيا.
طالبة نيجيرية ( متزوجة من ألماني ) تضحك وتقول باستحياء, لا ادري.
حينها وصل الدور لي, أجبت وطني الأول هو العراق حيث أهلي وأصدقائي, ووطني الثاني حيث أعيش وسط أناس يحترمون إنسانيتي, ويعاملوني دون تميز.
المدرسة:. هل ترغب بالعودة الى وطنك الأول ؟؟؟
بدوري أرمي الكرة في ملعبكم, هل عادة وطني ألاول كما اعرفه وأريد له ؟؟؟
أن يكون الوطن كما أريد فهذا مستحيل, لان الأوطان يصنعها المجتمع, والمجتمع متنوع بطبيعته, فكيف هو الحال بالشعب العراقي, المُسيس أصلا, لكن هل بقي وطني كما اعرفه ( على اقل حد ضمن دائرة معارفي وأقاربي ).
في الحقيقة, هاجر معظم أصدقائي الذين هم اقرب لي من عائلتي, وهاجر عدد آخر من أفراد عائلتي, آخرين اتخذوا مواقف سياسية غريبة, لم أتوقعها منهم, أصدقائي أيضا اتخذوا مواقف سياسية غريبة, تدل على ضيق أفق, لم اعرفه فيهم, والدي مازال ينقل لي الأخبار ويحللها كعادته منذ كنت طفلا, والدتي بدأت تدعوني للتوقف عن مزاولة العمل السياسي, وهي التي لم تمنعني أو تمنع أخوتي عنه, في زمن الدكتاتور.
هي تقول:.
كنا نعرف عدونا, فهو ألبعثي أو المنافقين ممن يسعون لنيل رضا البعثيين, من اجل الحصول على مكاسب مادية, أجهزة الأمن والمخابرات, التي لا تستخدم التمويه لإخفاء هويتها, أطفالنا ( خوفا من نقلهم لما يدور من حوار داخل العائلة), أما اليوم فليس للعدو شكل محدد, فهو بعثي يلغم السيارات, ومرة إرهابي من تنظيم القاعدة, وأخرى سفاح بلقب أمير, هو احد أفراد الاستطلاعات الإيرانية, هو احد أفراد الجيش العراقي المنحل تحول الى مجاهد بعد أن هرب أمام دبابتين أمريكيتين وسلم بغداد, هو احد أفراد جيش المهدي يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر ( كأننا لا نعرف الدين), عدونا عصابات تعيش على السلب والنهب واخذ الفدية, عدونا ايران التي تمد جهات بالمال والسلاح من اجل إثارة المشاكل بوجه الأمريكان, عدونا سوريا التي تمد البعثيين والقتلة وتأويهم في دمشق لتمد الارهابيين من خلالهم بالمال والسلاح, بالضد من أمريكا, أمي تقول الجيش العراقي المنحل تحول الى مرتزقة بيد الارهابيين, والعاطلين عن العمل مستعدين للقيام بكل شيء من اجل الاستمرار بالحياة وإطعام أبنائهم, عدونا وبالرغم من انقطاع التيار الكهربائي, صار يقفز علينا من شاشات الفضائيات, عدونا الجيش الأمريكي بأفراده الخائفين على أنفسهم, وهم يقتلون كلمن يقوم بحركة لا تعجبهم, أو هو أمريكي مهووس جاء للعراق تلبية لرغبة في نفسه ( تدري ابني قبل فترة صدمت سيارة همر أمريكية سيارة والدك وذهبت دون أن تتوقف لتتأكد من سلامته), أما التخلف فقد صار ينمو أكثر كلما اشتد الإرهاب وانعدمت الخدمات, ابني أما المرض فقد تعودناه وهو يحصد أطفالنا منذ بدأ الحصار الاقتصادي, اليوم لا تستطيع أن تقول انك شيعي أو سني, أما إذا قلت انك شيوعي فأنت من المنسيين, يقتلوك الشيعة والسنة متعاونين على تنفيذ أمر الله بالامري بالمعروف والنهي عن المنكر.
أمي تقول أبني استر علينا, ( بعد أن عرفت أمي درب السجون والمعتقلات بحثا عن أبي وأخي وعمي) لم تعد لدي الطاقة كما كنت في شبابي.
لست هنا ابحث عن مسؤولية صدام في يوم إعدامه ( فقد ذهب الى مزبلة التاريخ قبل أن اكتب هذه الكلمات), كما لا ابحث عن مسؤولية أمريكا وهي تمارس رياضة الكاوبوي في العالم الجديد, إنما أخاطب بنات وأبناء بلدي وهم يستفيقون على إعدام الطاغية صبيحة يوم عيد الأضحى, الى أين انتم ذاهبون بوطني, الى متى تتعاملون بالحقد والقتل, الى متى تستمرون لعبة بيد الدول الأخرى, الى متى تتنكرون الى لغة العقل.

كنت قد سمعت بمقول مفادها, (مات الملك, عاش الملك) لكن العراقيون يقولون ( مات الملك, عاشت الملوك).
**هل ترغب بالعودة الى وطنك ؟؟؟ سؤال طرحته مدرسة اللغة الألمانية **



#ماجد_فيادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حسننا فعلتم عندما اعترفتم
- الحزب الشيوعي العراقي هو حزب المثقفين وطبقة العمال والفلاحين
- معالجات مشروع برنامج الحزب الشيوعي العراقي لقضايا الطلبة وال ...
- ملاحظات حول مسودة النظام الداخلي للحزب الشيوعي العراقي
- مهاترات إعلامية تأخذنا الى درب الصد ما رد
- العراقيون ... مجانين أو مشروع مجانين
- كذب الاسلامويون من ايران الى العراق
- رحمة من العراق
- أيها العراقيين مولودكم ذئب ملثم
- حكومة الإنقاذ الوطني ,, مكاسب وإنذار بخسائر
- اللطم علاج سحري ,,, يعرفه العراقيون
- الكل يتحمل المسؤولية
- آل مهدي نموذج سيء للمسلم
- الإمام الهادي (رض) ضمن دائرة الطائفية
- أطول مسرحية يقدمها إسلامويون
- الأستاذ جاسم المطير ...الأمنيات وحدها لا تكفي
- للبيت رب يحميه
- هذه أخلاق الشيوعيين ... فهل من منازل
- الديمقراطية .. آلياتها .. والإسلام السياسي
- إجابات بشواهد على انضمام الشيوعيين الى القائمة العراقية الوط ...


المزيد.....




- -حزب الله ما زال موجودا-.. محلل سياسي يعلق لـCNN عن وقف إطلا ...
- روسيا تجهّز صاروخ -سويوز- لإطلاق قمر Condor-FKA
- عائدون إلى جنوب لبنان: -نريد أن نشمّ رائحة الأرض-
- كشف المزيد من -الأثر الأوكراني- في المقابر الأمريكية (صور)
- زوكربيرغ يتقرب من ترامب
- ثعبان ضخم يبتلع رجلا بالكامل في إندونيسيا (صور)
- الجيش الروسي يعبر نهر أوسكول ويخترق الدفاعات الأوكرانية قرب ...
- -هآرتس-: شركات الطيران الأجنبية لن تعود إلى إسرائيل حتى عام ...
- Xiaomi تطلق أجهزة تلفاز مدعومة بالذكاء الاصطناعي
- مخبأة بطريقة احترافية.. الجهات الأمنية في اليمن تضبط شحنة مخ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ماجد فيادي - لم يعد وطني يجذبني