محمد حمد
الحوار المتمدن-العدد: 8155 - 2024 / 11 / 8 - 19:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
(ومن نكد الدنيا على الحرّ ان يرى - عدوّا له ما من صداقته بُدُّ)
المتنبي
على وقع التصفيق الهستيري والهلاهل والزغاريد الهوليوودية و "دگ" الاصبع المعهود في وسائل الإعلام الأمريكية في مثل هذه المناسبات. انتهى العرس الانتخابي الامريكي باهزوجة شهيرة في جنوب العراق تقول: "شايف خير ومستاهلها". والمقصود رئاسة امريكا وليس كامالا هاريس. وفاز المجرم (حتى يثبت براءته) دونالد ترامب الذي نصبت له إدارة الميت - الحي جو بايدن، أكثر من كمين ومصيدة في المحاكم وخارج المحاكم. دون ان تطأ قدماه حتى اطراف لك المصائد والكمائن !
لا ينبغي الاستعجال في الحكم او التنبؤ، شرا أو خير، بما سيقوم به ترامب. فالعجلة من الشيطان كما يُقال. حتى لو اعترفنا بان السيد ترامب هو ابن "الشيطان الاكبر". ولكن مع ذلك ان الحكمة والتريّث في التعامل مع الشياطين في عالم السياسة امران ضروريان للعاية. وما علينا الّا ان "نعوذ بالله" من شرّ الوسواس الخناس ترامب. فقد سبق له وان وسوس مرارا وتكرارا في صدور الحكام العرب. حتى اصبحت الشيطنة "السياسية" سلوكا ومنهجا لهم في تعاملهم مع شعوبهم.
وعلى كل من يهمّه امر امريكا ويتابع شؤونها بلهفة وشغف أن يعي شيئا واحدا ويرسّخه جيدا في دماغه وإلى الابد: الا وهو علاقة امريكا بدويلة اسرائيل. كل شيء في السياسة الخارجية الامريكية يمكن اجراء تغيير او تعديل عليه باستثناء علاقة واشنطن بتل ابيب. ومع الأسف ما زال البعض منّا غير مقتنع بأن اسرائيل هي التي تحكم امريكا، عن طريق اللوبي الصهيوني، والعكس هو الصحيح ايضا. وكلاهما مكمّل للآخر. فلا تعوّلوا كثيرا على دونالد ترامب فيما يخص الشرق الأوسط كمنطقة ملتهبة وفلسطين كقضية تنتظر الحل العادل منذ عقود.
أن دونالد ترامب رجل اعمال (وأموال) أكثر منه رجل سياسة. ولهذا السبب يخشاه الجميع في أوروبا وفي الشرق الاوسط. وللتذكير، طالب ترامب في رئاسته الاولى وفي زيارة للسعودية، الحكام العرب قائلا:"عليكم أن تدفعوا لقاء حمايتنا لكم". وهو محق في ذلك.
أما في أمور الدنيا الاخرى، كالحرب في أوكرانيا فمن المحتمل أن يقوم السيد ترامب بتقديم "خطة" قد تكون فرصة ثمينة ينقذ فيها مهرّج اوكرانيا زيلينسكي من الغرق أكثر في وحل الهزيمة. وفي الوقت ذاته تكون مقبولة من قبل روسيا. وربما ينتهي الصراع وفق صيغة "لا غالب ولا مغلوب". حتى يتفرغ الرئيس الأمريكي المنتخب لترتيب امور "البيت الأمريكي" على هواه، خصوصا وأنه الآن في موقع قوي جدا يسمح له باللعب "شاطي باطي" في عملية انتقام وتصفية حسابات مع خصوم الخارج، من الحزب الديمقراطي المنكوب بالهزيمة، وخصومه في حزبه الجمهوري. أن بقي لهم صوت مسموع...
#محمد_حمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟