كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8154 - 2024 / 11 / 7 - 13:35
المحور:
المجتمع المدني
عندما نستمع لخطاب وزير الداخلية الكويتي (فهد يوسف الصباح) وهو يتحدث عن تحامله على الفنان الكبير (داود حسين)، وتوعده بسحب الجنسية منه، نشعر انه (أي الوزير) يخوض معركته المصيرية دفاعا عن الدماء الزرقاء التي تجري في عروقه وشرايينه، وكأنه يسعى من خلال توجهاته العنصرية لاجتثاث جذور المواطنين الذين ولدوا على ارض الكويت، وافنوا أعمارهم في خدمتها، ومع ذلك يبذل الوزير قصارى جهده لإكمال مسيرته التعسفية، التي بدأت بسحب جنسية الأديب والمفكر العربي (نجم عبد الكريم) بذريعة تبعيته العراقية. وانتهت حتى الآن بالإساءة إلى الفنان الكبير (داود حسين) بذريعة تبعيته الإيرانية. .
وبهذه المناسبة نود ان نسأل الوزير (يوسف) عن تبعية آباءه وأجداده قبل انفصال الكويت عن العراق ؟، أو قبل انسلاخ الكويت عن ولاية البصرة في زمن الإمبراطورية العثمانية ؟. وهل هبطت أسرة الوزير من كوكب المريخ في الزمن الذي سبق ظهور السومريين في ربوع الميزوبوتاميا ؟. أم ان الوزير وأسرته ليسوا من ظهر سيدنا آدم الذين تنتمي اليه البشرية كلها ؟. وما الذي سيقوله هذا الوزير عندما تهرع العواصم الخليجية الواعية لاحتضان هذا الفنان المبدع ؟. .
لا ندري كيف يمتلك هذا الوزير الجرأ للإساءة إلى إنسان مهذب معروف بإخلاصه الصادق للكويت وتفانيه من اجلها ؟. وهل يعلم الوزير بحجم الصدمة التي أصيب بها المجتمع الخليجي المتحضر ؟. فاللغة التي يتحدث بها هذا الوزير كانت مشبعة بالتكبر والغرور والتعالي والغطرسة والفرعنة. ربما تلقى الوزير بعض الدعم والتشجيع من العنصريين الذين هم على شاكلته. لكن مواقفه المعلنة ضد أعضاء مجلس الامة الذين وصفهم في مكالمته الهاتفية المسجلة (بالزبالة)، وبانه أودعهم السجن. وما إلى ذلك من العنتريات النزقة، جعلت الشعوب الخليجية تعيد النظر بعلاقاتها مع هذه التوجهات العنصرية المقيتة. .
لقد توجهت معظم العواصم العربية نحو استقطاب الأدباء والعلماء والمبدعين، ومنحتهم جنسيتها وهويتها. ووفرت لهم مستلزمات الدعم والرعاية ليواكبوا مسيرتها الواعدة في البناء والرقي، بينما يصر الوزير الكويتي على العودة إلى العصر الجاهلي، وربما يضع شروطا مضافة الى اجراءات الإقامة وتأشيرات الدخول إلى الولايات المتحدة الكويتية. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟