أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - صالح سليمان عبدالعظيم - الصحافة العربية والإنفلات الإلكتروني















المزيد.....

الصحافة العربية والإنفلات الإلكتروني


صالح سليمان عبدالعظيم

الحوار المتمدن-العدد: 1781 - 2006 / 12 / 31 - 11:12
المحور: الصحافة والاعلام
    


رغم قلة المادة المتوافرة على صفحات الإنترنت باللغة العربية مقارنةً باللغة الإنجليزية ، فإن الأمر اللافت للنظر هو أن الكثير من الصحف في كافة الدول العربية قد بدأت في إصدار طبعاتها الالكترونية على صفحات الإنترنت. إضافةً إلى ذلك، فقد بدأت العديد من الصحف إصداراتها على صفحات الإنترنت مباشرة بدون أن يكون لها طبعات ورقية سابقة؛ حيث انتشر هذا النوع الأخير من الصحف، مستفيداً في ذلك من التسهيلات المرتبطة بالنشر الالكتروني مقارنةً بتكاليف الطباعة باهظة الثمن.

ورغم توجه العديد من القراء العرب نحو قراءة الطبعات الالكترونية من الصحف العربية، فإن الطبعات الورقية مازالت تحوز على قدر كبير من الإنتشار لأسباب كثيرة منها قلة انتشار الكومبيوتر في المنازل والمؤسسات التعليمية العربية من جانب، وارتفاع تكلفة استخدام الإنترنت في معظم الدول العربية من جانب آخر. فما زال الكثير من القراء العرب يقبلون على قراءة الصحف المطبوعة، رغم اتجاه شريحة لابأس بها من الأجيال الجديدة نحو قراءة الصحف الالكترونية. والأمر الذي لا شك فيه أننا سوف نشهد مرور فترات طويلة من الزمن حتى يعتاد المواطن العربي على قراءة ومتابعة الصحف عبر الإنترنت.

وتتميز الصحف الالكترونية المنتشرة على صفحات الإنترنت الآن بالحيوية التي تفقدها الصحف المطبوعة؛ ففي إمكانها إضافة وحذف وتغيير الأخبار والتحولات العالمية والعربية في كل لحظة من لحظات اليوم، على عكس الصحافة المطبوعة التي ما أن تنزل إلى الأسواق حتى تصبح ملكاً للقارئ، حيث لا تستطيع إدارة الصحيفة إضافة أو حذف أو تغيير أى شيئ منها. فالصحف الالكترونية غير مقيدة بحدود زمانية معينة، كما أنها مجاوزة لأطر المكان والتحديدات الخاصة بها.

فالمرء يمكنه أن يطالع آخر الأخبار الواردة في هذه النوعية من الصحف في أى وقت من أوقات اليوم، وفي أى مكان في العالم، طالما أنه يمتلك جهاز كومبيوتر، ولديه إمكانية النفاذ عبر الإنترنت. ويلفت النظر هنا، أن القائمين على الصحف الإلكترونية يمتلكون إمكانيات كبيرة خاصة بشؤون التحرير أكثر بكثير من تلك الممنوحة للقائمين على الصحف المطبوعة من حيث حرية الحركة والتغيير، ومتابعة الأحداث، سواء بالكلمة، أو بالصوت، أوبالصورة، وهو ما لاتستطيع أن تقوم به الصحف المطبوعة بأى حالٍ من الأحوال.

كما أن الصحف الالكترونية قد استطاعت أن تهرب من سلطة الرقيب العادي، رغم ما يتعرض له البعض منها في العديد من الدول العربية من إغلاق لبعض المواقع، بل وسجن القائمين عليها. حيث وفر هذا النوع من النشر الالكتروني امكانات جديدة من الحركة وتجاوز أنماط الرقابة المتعارف عليه. فبينما يمكن مراقبة الصحف المطبوعة في مرحلة ماقبل النشر، فإن الصحف الإلكترونية يمكنها النشربسهولة، ثم انتظار النتائج بعد ذلك.

وفي تقديري أن شعار هذه النوعية من الصحف الالكترونية هو النشر أولاً وتحمل النتائج ثانياً. فالفرص الواسعة التي تتيحها هذه النوعية من الصحف الإلكترونية قد أغرت الكثيرون بإصدار العديد من الصحف على صفحات الإنترنت، وإشباع رغباتهم في كتابة مايرغبون في كتابته، ومالايمكن نشره عبر الصحف المطبوعة. ومما لاشك فيه أن هذه النوعية من الصحف تتمتع بقدر كبير من الحرية، وإمكانية إطلاق الأخبار والمعلومات والمناقشات بشكلٍ مازالت تعجز عنه الصحف الورقية الخاضعة لرقابة ماقبل النشر.

يغلب على أشكال الصحافة الالكترونية في هذه المرحلة التي يمكن أن نطلق عليها "مرحلة الانفلات الالكتروني" أنها صحافة تعبر بالأساس عن توجهات أيديولوجية جامحة؛ فكل من لديه قضية ما مع نظام عربي أو مع دولة عربية أو مع الأغلبية أو مع الأقلية أو مع حزب سياسي، ماعليه إلا أن يطلق صحيفته الالكترونية ليجذب إليها كل من يجد تماثلاً مع توجهات الصحيفة ونوعية القضايا التي تحاول إثارتها والكتابة عنها. وتستقطب هذه النوعية الجديدة من الصحف كتاباً جدد من كل مكان في العالم، سواء من هؤلاء المقيمين في المجتمعات الغربية أو من هؤلاء المقيمين في المجتمعات العربية، حيث وفرت هذه الصحف الإلكترونية سهولة المشاركة في الكتابة طالما أنها تنسجم مع توجهات الصحيفة والقضايا التي تسعى لتناولها والإفصاح عنها.

وما يلفت النظر هنا أن العديد من هذه الصحف قد وُجد تحت وطأة موضة إصدار الصحف الالكترونية أكثر منه تعبيراً عن حاجة ملحة لإشباع احتياج فكري وثقافي لدى القارئ والمتابع العربي. لذلك، وعبر الفترة المحدودة من عمر نشأة هذه الصحافة الإلكترونية يجد المرء العديد من هذه الصحف والمواقع ذات التوجهات والمشارب المتعددة والمتباينة. كما يلفت النظر هنا أن هناك علاقة طردية بين مايواجهه الواقع العربي من مشكلات وتدهور وبين التوسع في إنشاء مواقع الكترونية صحفية جديدة. بحيث يمكن القول بأن مايحدث عبر صفحات الإنترنت ما هو إلا تجسيد حى ومشابه لما يحدث في الواقع العربي المعاصر.

والعديد من هذه الصحف الالكترونية، ورغم حيز الحرية الضخم المكفول لها عبر صفحات الإنترنت، يغلب عليه طابع المراهقة الصحفية من حيث نوعية المادة التي تتناولها وتحرص بشكلٍ دائم ومستمر على بثها عبر مواقعها. فالكثير من هذه الصحف تركز على الجوانب السلبية لخصومها، بل وتستقطب من لهم حسابات خاصة وشخصية مع دولهم أومع أنظمتهم السياسية، أكثر من محاولة التناول الموضوعي للقضايا من أكثر من وجهة نظر وأكثر من رأى. وفي الكثير من هذه الصحف نجد الكثير من أقلام القائمين في الخارج الذين لاتربطهم أية علاقات بالمنطقة العربية سوى العزف المتواصل على نغمة الدفاع عن الأقليات ومسائل حقوق الإنسان وحقوق المرأة إلى آخره من مثل هذه القضايا.

وفي تقديري أنه لايمكن للمرء الآن إصدار أحكام نهائية ومطلقة على هذه النوعية من الصحف الإلكترونية في عالمنا العربي، فمازالت في مرحلة البدايات والمحاولة والخطأ. كما يمكن القول أن هذه البدايات لاتنفصل بشكلٍ أوبآخر عن أزمة الصحافة العربية المطبوعة، وما تواجهه في الواقع العربي المعيش من مصاعب مختلفة على مستوى الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية. لذلك فإن أية محاولة لدراسة هذه الظاهرة الجديدة يجب ألا تفصلها عن مجمل السياق العربي بعامة، وعن واقع الصحافة العربية بخاصة.



#صالح_سليمان_عبدالعظيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بقايا الوعى بين مخاطر الاستعلاء وأوهام الاستقواء
- !كفاية، إحنا وصلنا للنهاية
- الإخوان المسلمون والإخوان الأقباط
- جسد المرأة في القنوات الفضائية العربية
- نخب الأقليات والنموذج الإسرائيلي
- أشكال العنف ضد المرأة
- تقرير الأمم المتحدة حول العنف ضد الأطفال
- !عمارة يعقوبيان- عمارة كل العرب-
- من أسئلة الحمقي إلي حمق الكتابة
- ملف التوريث في العالم العربي
- -هاي- سذاجة أمريكية!!
- ثقافة الاستسلام وهزائم الأمم
- يحيي حقي بين المواجهة والمصالحة
- الإعلام العربي بين السلطة والممارسة
- حتى لا تتحول الشفافية إلى كلمة مبتذلة
- الأمريكيون والحيوانات الأليفة
- المثقف والتحولات العمرية
- الفردانية الممزقة والهيمنة الجماعية في العالم العربي
- !!الحوار المتمدن والتحليق بالكتابة
- الإصلاح السياسي في العالم العربي


المزيد.....




- هوت من السماء وانفجرت.. كاميرا مراقبة ترصد لحظة تحطم طائرة ش ...
- القوات الروسية تعتقل جنديا بريطانيا سابقا أثناء قتاله لصالح ...
- للمحافظة على سلامة التلامذة والهيئات التعليمية.. لبنان يعلق ...
- لبنان ـ تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت ...
- مسؤول طبي: مستشفى -كمال عدوان- في غزة محاصر منذ 40 يوما وننا ...
- رحالة روسي شهير يستعد لرحلة بحثية جديدة إلى الأنتاركتيكا
- الإمارات تكشف هوية وصور قتلة الحاخام الإسرائيلي كوغان وتؤكد ...
- بيسكوف تعليقا على القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان: نطالب بوقف ق ...
- فيديو مأسوي لطفل في مصر يثير ضجة واسعة
- العثور على جثة حاخام إسرائيلي بالإمارات


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - صالح سليمان عبدالعظيم - الصحافة العربية والإنفلات الإلكتروني