|
الحلقة الأولى: فصل من كتاب (كوسوفو فلسطين – نظام ترابط الأزمات)
جعفر عبد المهدي صاحب
متخصص أكاديمي في شؤون منطقة البلقان
(Jaffar Sahib)
الحوار المتمدن-العدد: 8153 - 2024 / 11 / 6 - 21:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الحلقة الأولى: فصل من كتاب (كوسوفو فلسطين – نظام ترابط الأزمات) سوف نستعرض، في عشر حلقات، الفصل الثالث من كتاب (كوسوفو فلسطين - نظام ترابط الأزمات) للمفكر الصربي البروف دكتور دايان ميروفيتش أستاذ علم الاجتماع في كلية الاقتصاد في متروفتسا شمال كوسوفو. وهو كتاب ضخم نسبياً ، 414 صفحة، يقارب به الباحث بأسلوب أكاديمي رصين بين مشكلتي كوسوفو وفلسطين قمنا بترجمته الى اللغة العربية بتكليف من المركز العالمي لدراسات وأبحاث الكتاب الأخضر، كنا في ذلك الزمن نعمل بجامعة الزاوية الليبية ومعروف عنا كباحث أكاديمي متخصص في شؤون منطقة البلقان، ورغم استلامنا حقوق الترجمة إلا أن الكتاب لم يتحقق نشره نظراً لسقوط النظام السياسي القائم في ليبيا عام 2011. فيما بعد تمت طباعته، على نفقتنا الخاصة، في النجف الأشرف بمطبعة الميزان عام 2013..
والدكتور ميروفيتش له موقف مشرف تجاه قضيتنا المركزية وهي قضية فلسطين، رغم أنه تعرض للمضايقة داخلياً (صربيا تسعى للانضمام للمجموعة الأوروبية وهي لا ترغب اثارة مثل هذه الأمور) وبالإضافة الى ذلك أن موقفه قد أثار حفيظة السفارة الإسرائيلية في بلغراد حيث استدعته فرفض الاستجابة وتجاهل طلبها. الحلقة الأولى: الفصل الثالث: ترابط أم صدفة؟ في إدناه نص ترجمتنا لهذا الفصل: " المقدمة: سنقارن في هذا الفصل من الكتاب بين التسلسل التاريخي للأحداث في البلقان مع تلك الأحداث التي حصلت في الشرق الأوسط. والسبب في لجوئنا لطريقة المقارنة هذه تتجسد في حاجتنا إلى إيجاد جواب جدي ومقنع على سؤال جوهري، والسؤال هو: لماذا سياسة الغرب ( وفي المقدمة أمريكا ) المعادية للصرب ؟ نعتقد بوجود سبب واحد يساعدنا أكثر من غيره في توضيح دوافع سياسة الولايات المتحدة الثابتة المعادية للصرب منذ بداية الأزمة اليوغسلافية وإلى يومنا هذا. ونفترض إن السبب يتجسد في الترابط مابين أزمة الشرق الأوسط والأزمة البلقانية. وسنحاول أن نتأكد من ذلك عن طريق تتبع سياسة صانعي القرار الأمريكي عبر حقب زمنية محددة: الأولى تمتد من بداية الأزمة اليوغسلافية إلى عام 1991، والثانية متابعتنا للحرب الأهلية في البوسنة والهرسك 1992- 1995، والثالثة تتعلق بالعدوان على يوغسلافيا الاتحادية عام 1999، بعد ذلك سنقوم بتحليل الإجراءات المتعلقة بعودة تحريك قضية كوسوفو وميتوخيا والتي بدأت عام 2002 واستمرت إلى يومنا هذا. فإذا ثبتت صحة افتراضنا وأيقنا أن الأزمتين (الشرق أوسطية والبلقانية) مترابطتان، فينبغي عدم الاعتقاد بوجود مؤامرة سرية أمريكية ضد صربيا بل أن الترابط بين الأزمات قاعدة عامة ثابتة للسياسة الخارجية الأمريكية والتي أعلن عنها هنري كيسنجر مرات متعددة قبل أكثر من (30) سنة. كسينجر كمرجعية: إن تفسير كيسنجر المتعلق بالترابط مابين الأزمتين مقنع لأسباب عديدة وذلك إنه كان مسؤولا أمريكياً كبيراً، واكب مسيرة السياسة الأمريكية طول سنوات عديدة، ونسق عمله بنشاط مع الإدارات الديمقراطية والجمهورية، ومكانته كبيرة في السياسة الدولية حتى يومنا هذا (مثلا حقق عدة لقاءات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين) وكذلك فإن المعلومات التي ذكرها بوب وودفورد في كتابه "حالة الإنكار" تفيد بأن الرئيس جورج بوش ونائبه ديك تشيني يتشاوران مع كيسنجر إلى يومنا هذا. التلاميذ: كان ضمن فريق كيسنجر كثير من المسؤولين الكبار، منهم لورنس إغلبيرغر الذي كان عضواً في فريق كيسنجر ومن أقرب أتباعه وهو الرجل الذي تابع ملف السياسة الأمريكية مع صربيا (بشهادة السفير السابق زيمرمان) ، ونفس الشيء ينطبق على رجل آخر هو برنت سكوفورت. وقد اتبع ريتشارد هولبروك خلال التسعينات من القرن الماضي طريقة كانت تشبه طريقة كيسنجر ، وقد نسق هولبروك مع كيسنجر في المفاوضات المتعلقة بالحرب الفيتنامية خلال الستينيات من القرن الماضي كما جاء في كتابه "الطريق إلى دايتون" ولم يخف الخصال الرائعة لزميله العجوز. وكان توني لييك هو الآخر أحد حلفاء كيسنجر والمسؤول الكبير فيما يسمى بإدارة كلينتون. هؤلاء أطلق عليهم تشومسكي تسمية طاقم الأيديولوجية آنذاك. الترابط: ذكر كيسنجر مبدأ ترابط الأزمات في السياسة الخارجية الأمريكية منذ عام 1979 بقوله "كان مدخلي استراتيجياً وجيوبولتيكياً وضعته لكي تترابط الأحداث بعلاقات متبادلة، وذلك باستخدام التحريض والحث والضغط على جزء من العالم لكي يجري الضغط على حدث في منطقة أخرى من العالم. أخذت أتفحص الأمور غير الواضحة عن منطقة معينة من أجل استخدامها تدريجياً ضمن استراتيجية بعيدة المدى، إن جمع النتائج كان يستغرق عدة سنوات في السابق، أما الآن فأن وسائل ونظم الاتصال الحديثة تستطيع أن تنقل الأخبار والأفكار في لحظتها أول بأول ويشمل هذا حتى الأحداث التي تتميز بالطابع المحلي كالحروب والمنافسة، والفضائح والاضطرابات الداخلية. فالرئيس ونحن نؤكد القاعدة الأساسية التي سنتبعها وتلك هي "قاعدة الترابط" لأن قناعتنا رست على أن الأحداث في مختلف أرجاء العالم مترابطة مع بعضها" . العامل الإسلامي في الأزمة البلقانية: سبق وقد استعرضتا باختصار التتابع التاريخي للأحداث في الشرق الأوسط خلال ثمانينيات القرن المنصرم، وبنفس الوقت قمنا باستعراض أحداث الجزء الآخر من العالم أي شبه جزيرة البلقان وبالتحديد جمهورية يوغسلافيا الاتحادية الاشتراكية التي شهدت أزمة اجتماعية حادة أدت إلى تفككها (وتحقق الاحتمال الطبيعي لاندلاع الحرب الأهلية) كانت دول أخرى في تلك الحقبة في أوروبا الشرقية قد شهدت أزمات اقتصادية وسياسية مشابهة لتلك التي حلت في يوغسلافيا. ومن تلك البلدان بولندا وتشيكوسلوفاكيا ورومانيا وجمهورية مولدافيا السوفيتية آنذاك، ولكن الأزمة اليوغسلافية لها وقع خاص لأن في جمهورية يوغسلافيا الاتحادية الاشتراكية عدة ملايين من المواطنين المسلمين. لقد اكتسبت أزمة يوغسلافيا الاتحادية الاشتراكية السابقة عنصراً غير موجود في أزمات بقية دول أوربا الشرقية، هنا تكمن العلاقة مع الشرق الأوسط والعالم الإسلامي. هذه "العلاقة الإسلامية" لا يمكن ان تفوت على واشنطن دون استثمار، وخصوصاً أن بعض كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية آنذاك كانت لديهم خبرة شخصية من عملهم الدبلوماسي السابق في جمهورية يوغسلافيا الاتحادية الاشتراكية (من أمثال اغلبيرغر و سكوفورت) فهؤلاء ليسوا بحاجة إلى لوبيات لكي تغير وجهات نظرهم حول تلك الأزمة. تمتلك الدول الغربية الإمكانيات الغنية التي يمكن من خلالها متابعة الأزمة اليوغسلافية، الجنرال الفرنسي (بيير غالوا) كتب حول ذلك إذ يقول: " منذ زمان بعيد، قبل اندلاع أولى المناوشات، فأن القمر الصناعي الأمريكي (كيهول) والفرنسي (سبوت) كانا المصدر المخابراتي الذي ترفع عن طريقهما المعلومات إلى الحكومات المهتمة بالمشكلة اليوغسلافية وخصوصاً خلال تلك الأحداث التي حصلت في كوسوفو قبل رحيل تيتو . في عام 1985 ذكر ميلوفان جيلاس المشهور في الغرب: "أخذ الألبان في الآونة الأخيرة يشترون الأرض من الصرب بأسعار مغرية جداً، ولا يعلم أحد مصدر تلك الأموال وغالباً ما تكون بالعملة الصعبة، ومن المرجح أن لا يكون تهريب الأموال قد جرى عن طريق ألبانيا فقط بل عن طريق الدول الإسلامية المتطرفة. إن مسلمي يوغسلافيا الذين يشكلون (000 700 1 ) بوسني وكذلك الأغلبية السكانية في كوسوفو خطط لهم أن يكونوا نواة لمأوى إسلامي في أوربا . كتبت المؤرخة الروسية يلنا غوسكوفا في كتابها حول تفكك يوغسلافيا الاشتراكية الاتحادية بان الغرب والولايات المتحدة منذ الثمانينيات كانت لديهم نظرة فنية خاصة للتعامل مع الحالة في البوسنة والهرسك. لقد طرح واحد من العلماء الغربيين وهو (بيدرو ريميت) رؤيته حول علاقات القوى السياسية في البوسنة والهرسك، وكتب منذ عام 1984 كيف أن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي أخذت تنتبه إلى تنامي نشاط العناصر الانفصالية التي تستغل الدين لإثارة الفتنة الطائفية وتعكير جو التعايش الآمن في بلد موحد وكأنها تستعد للمبارزة ضد الصرب والكروات في البوسنة، وظهور حركة قومية جديدة لتغيير البوسنة والهرسك وذلك من خلال استقلالها كجمهورية إسلامية. إن الرئيس اليوغسلافي الأسبق بورسلاف يوفيتش قد ذكر بان في كوسوفو وميتوخيا ظهرت نهاية الثمانينيات مطالب تدعو لقيام جمهورية إسلامية . وأثبتت ذلك الوقائع فيما بعد ذلك، فخلال المظاهرات التي اندلعت في برشتنا رفعت شعارات جديدة تقول: "عاشت جمهورية كوسوفو الإسلامية . إذن أساس الترابط مابين البلقان مع أزمة الشرق الأوسط كان "الترابط الإسلامي" وهذا ما حصل قبل اندلاع الحرب الأهلية. لا منطقية الحرب الأهلية في كرواتيا: لقد تطورت الأزمة اليوغسلافية إلى حرب أهلية منذ مطلع التسعينيات من القرن الماضي. وكان أول صدام مسلح في يوغسلافيا الاتحادية الاشتراكية قد قام به الانفصاليون الكروات والسلوفينيون وبمساعدة ألمانيا والفاتيكان بهدف تهشيم جمهورية يوغسلافيا الاشتراكية الاتحادية. وكتبت العديد من الكتب حول عدم أخلاقية التدخل الذي قامت به بون وكذلك البابا يوحنا بولص الثاني الهادف إلى تفتيت دولة معترف بها دولياً، ولا نريد أن نعيد ونكرر ما جرى في تلك الفترة من الحقائق التاريخية. ولكن ينبغي بنا أن نذكر بأن حكام بون والفاتيكان كانوا يتمتعون بعلاقات استثنائية مع الولايات المتحدة الأمريكية، إذ أن ألمانيا ويوحنا بولص الثاني كانوا يؤيدون وبدون نقاش سياسة الولايات المتحدة. على سبيل المثال كان يوحنا بولص الثاني ذا ميول مؤيدة تماماً لسياسة الولايات المتحدة في أمريكا الجنوبية تجاه غواتيمالا وإلحاق الأذى بفقرائها الكاثوليك الذين هم من أتباع كنيسته في ذلك الجزء من العالم. ومن الممكن أن نفترض بان الألمان والفاتيكان قد قدموا دعماً ضمنياً لسياسة الولايات المتحدة التي تتضمن تدمير جمهورية يوغسلافيا الاتحادية. وادعت الولايات المتحدة بأنها تقف على الحياد وذلك بعد أول هجوم على صرب كرواتيا عام 1990، إذ تعرض السكان الصرب المدنيون إلى اعتداءات مسلحة من قبل ميليشيات كرواتية وبقيت الولايات المتحدة تنتظر إلى أن أعلنت المجموعة الأوربية وبتأثير من ألمانيا وقوفها إلى جانب الانفصاليين الكروات والسلوفينيين، ومن ثم دعوة المجموعة الأوربية إلى فرض العقوبات ضد يوغسلافيا عند ذاك ظهر تصرف الولايات المتحدة وكأن الموضوع لا مصلحة لها فيه، وقام المسؤولون الأمريكيون مثل بيكر واغلبيرغر وأحيانا السفير زيمرمان بإرسال رسائل مبهمة إلى طرف النزاع أخذ كل طرف يفسرها كما يحلو له. إن السلوك الأمريكي غريب وغير واضح إذ لم تلتفت الولايات المتحدة للأحداث التي شهدتها يوغسلافيا مطلع التسعينيات خصوصاً اندلاع الحرب الأهلية الدموية في المناطق الغربية منها، لكنها وبشكل غريب وجهت تحذيراً ليوغسلافيا الاشتراكية بسبب الوضع في كوسوفو في حين كان الوضع في كوسوفو هادئاً ولم تشهد تلك المنطقة حرباً ؟ وقد ابلغ السفير (وارن زيمرمان) الحكومة اليوغسلافية ومجلس الرئاسة بمذكرة رسمية تتضمن موقف واشنطن الغريب هذا. ففي هذه المذكرة التي أرسلت في النصف الأول من عام 1991، لم يذكر فيها أبدا الوضع في كرواتيا ولا في سلوفينيا فانصب الاهتمام والتركيز على كوسوفو ومميتوخيا فقط ، إذ جاء فيها: "تعلن الولايات المتحدة قلقها العميق لاستمرار أعمال القمع التي تتخذها الحكومة الصربية في كوسوفو. وتتحمل القيادة الصربية كامل المسؤولية في كوسوفو بسبب تجاهلها للسلام والحل السلمي لقضية الإقليم. إن غياب الحواوالتقدم في تجاه الحل السياسي لأزمة كوسوفو سيؤدي إلى وقف الولايات المتحدة مساعداتها ليوغسلافيا بعد شهر ابريل من هذه السنة . ومنذ تسليم الولايات المتحدة لتلك المذكرة وحتى نهاية عام 1991 فأن الحرب الأهلية في كرواتيا قد تفاقمت وامتدت من المدن إلى القرى وميناء دبروفنيك، واشتدت المعارك في فوكوفار، وتزايدت أعداد القتلى والجرحى في مختلف ساحات القتال في يوغسلافيا الاشتراكية الاتحادية. ولم تكن هناك عقوبات، ولم يكن هناك تهديداً بالقصف الجوي حتى أن السفير زيمرمان بقي في بلغراد ولكن بقيت سياسة الولايات المتحدة موجهة نحو معاداة الصرب وهي تركز على قضية كوسوفو وميتوخيا فقط. وفي نهاية عام 1991 وجهت الولايات المتحدة إلى بلغراد تحذيراً باستعمال القوة "تحذير عيد الميلاد" بسبب كوسوفو وميتوخيا، وهو تحذير أمريكي غريب وغير واضح تماماً. فوكفار: كانت معارك فوكفار من أشهر المواجهات المسلحة التي حدثت طيلة فترة الأزمة اليوغسلافية، وقد قتل في فوكفار مابين(3000- 5000) إنسان وتم تدمير (9%) من المدينة . لقد هاجمت الميليشيات الكرواتية الثكنة العسكرية في فوكوفار في صيف 1991، وتم احتلال المدينة في شهر يونيو من قبل ما يسمى بوحدات "حماة كرواتيا" ووحدات من وزارة الداخلية الكرواتية. وحسب تقدير بعض المصادر أن عدد أفراد القوات الكرواتية التي هاجمت فوكفار قد بلغت حوالي ( 8000) مقاتل . وتذكر المؤرخة الروسية يلنا غوسوكوف بأن وحدات من الجيش اليوغسلافي مدعومة بقوة ميكانيكية ، دافعت عن المدينة ولم تستطع من تحرير فوكفار إلا في نوفمبر من ذلك العام. إذن رغم ضراوة هذه المعركة باعتبارها من اعنف المعارك التي حدثت خلال الأزمة اليوغسلافية برمتها إلا أن الولايات المتحدة لن تول لها أي اهتمام ولم تهدد بالتدخل العسكري. دوبروفنيك: لم تكن المعارك التي حصلت في دوبروفنيك اشد ضراوة مما حصل في فوكوفار ولكن مدينة دوبروفنيك معروفة لدى الغرب والولايات المتحدة بسبب كونها معلماً سياًحيا وتاريخياً مميزاً، هذا ما جعل السفير الأمريكي زيمرمان يصفها بأنها من اشهر المدن اليوغسلافية المعروفة . بقيت الولايات المتحدة (محايدة) ولم تهتم بما حصل في هذه المدينة، حتى وصل الأمر باغلبيرغر أن يقول للوفد اليوغسلافي وبشكل مفتوح وعلني بأن هناك في الولايات المتحدة من طالب بإرسال قطع الأسطول السادس إلى بحر الأدرياتيك لحماية دوبروفنيك إلا أن الإدارة الأمريكية رفضت ذلك الطلب . عدم الاهتمام بكرواتيا وسلوفينيا: لم تعترف واشنطن بكرواتيا وسلوفينيا طيلة العام 1991 وعام 1992 . وقد وصف السفير الأمريكي زيمرمان، في كتابه حول انهيار يوغسلافيا القيادتين الكرواتية والسلوفينية بأبشع الأوصاف ونعتهم نعتاً مقذعاً - علماً بأن الكتاب مليء بشتم وسباب الصرب، ثم عرج ليتحدث عن شخصية لامعة- حسب وصفه- من شخصيات مسلمي البوسنة، وهو المتطرف عزتتبيغوفيتش الذي قال عنه بأنه يتمتع بقوة جعلته أن يذكر في كتابه (البيان الإسلامي) الفرق بين المسلمين وغيرهم بقوله "لا يوجد سلام ولا تعايش بين الدين الإسلامي والمجتمعات والمؤسسات السياسية غير الإسلامية الكافرة" . ويتحول زيمرمان فجأة ليصف عزتبيغوفيتش بأوصاف أخرى، وكأنه نسى ما كتبه عنه قبل قليل، ويحوله إلى داعية من دعاة التعدد القومي الغارق بروح التسامح، وبنفس الطريقة يحول بيان عزتتبيغوفيتش من دعوة إلى الفرقة والتفكك إلى دعوة للوحدة. ويذهب زيمرمان بعيدا لكي يجعل الانفصالي عزتبيغوفيتش واحداً من دعاة الوحدة اليوغسلافية .
#جعفر_عبد_المهدي_صاحب (هاشتاغ)
Jaffar_Sahib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عندما تتناغم القيادة الحكيمة والتجاوب الشعبي جمهورية صربيا ن
...
-
من أوراق مذكراتي الليبية - موقف محرج ومهلك من الوزن الثقيل
-
وداعاً أيها المفكر والأكاديمي والمناضل اليساري والناقد الأدب
...
-
رحيل مفكر عربي كبير وأستاذ جامعي مرموق
-
مداخلتي في ندوة الحوار الديني والإنساني
-
في الذكرى الأولى لرحيل الشاعر الخالد مظفر النواب
-
درس في المعاملات - كيف تقلب عدواً الى صديق؟
-
الذكرى الثانية عشر لرحيل العلامة الأستاذ الدكتور فوزي رشيد
-
حذاري من مستنقع الطائفية البغيض هل صحيح أن سفير العراق في صر
...
-
من عشاق اللغة العربية البروفسور الصربي د. رادى بوجوفيتش
-
صانعو القرار السياسي الخارجي الأمريكي وعقدة أوديب
-
رحيل كوكب أكاديمي عربي ليبيى ساطع في سماء الطب العربي المعاص
...
-
دروس وعبر من التاريخ
-
لعنة البيروسترويكا: صعود غورباتشوف بداية النهاية لدولة عظمى
-
عرض كتاب الدكتور عبد الحميد الصائح، الإعلام وتشكيل الرأي الع
...
-
مشروع جعفر لانقاذ رئيس الوزراء
-
واطرابلساه
-
لكي تبقى أمة العرب حية - الاجتهاد ليس حكراً على المعممين
-
عرض كتاب: نفحات نجفية للدكتورمحسن المظفر
-
أيها العراقيين انقذوا العراق قبل ضياعه
المزيد.....
-
مصدر لـCNN: أوروبا لم تفاجأ بفوز ترامب.. ولم تعد -الأخت الصغ
...
-
بايدن: رأينا اليوم كامالا هاريس التي أعرفها وتعجبني بشدة
-
العاهل المغربي: الالتزامات القانونية لن تكون على حساب وحدة أ
...
-
غارة إسرائيلية عنيفة جدا على الضاحية الجنوبية لبيروت (فيديو)
...
-
خبير: فرص الولايات المتحدة في السياسة العالمية محدودة
-
ألمانيا.. زعيم -الخضر- يفشي سر انهيار الائتلاف الحاكم وسبب إ
...
-
الدجاجة أولا أم البيضة؟.. العلماء يجيبون عن السؤال في أحدث د
...
-
-بلومبيرغ-: السعودية تعتزم استثمار 100 مليار دولار في مجال ا
...
-
أوباما وزوجته يهنئان ترامب وفانس بالفوز في الانتخابات
-
الولايات المتحدة تتهيأ لعهد جديد مع عودة ترامب إلى الرئاسة
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|