أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - كاظم فنجان الحمامي - حملات اجتثاث المواطنين من جذورهم














المزيد.....


حملات اجتثاث المواطنين من جذورهم


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 8153 - 2024 / 11 / 6 - 12:27
المحور: المجتمع المدني
    


تخيل انك ولدت ونشأت وترعرعت وتعلمت وسكنت وتزوجت وانجبت وصار عندك أولاد وبنات وأحفاد. وتعمقت علاقاتك الاجتماعية وكبرت أسرتك. وأفنيت عمرك كله في ذلك البلد. وفجأة تجد نفسك (بعد عمر طويل) منفيا خارج ارضك ووطنك من دون ان ترتكب جرما او تقترف إثما. .
وتخيل انك تعيش في بلد يتبنى تصنيفات لا مثيل لها في منح الجنسية، وفي منح جوازات السفر، فسجلات الأحوال المدنية في ذاك البلد مصنفة ومقسمة الى فئات ودرجات وطبقات: أولى وثانية وثالثة ورابعة وخامسة وسادسة وسابعة، ولكل فئة قيودها وحقوقها ومزاياها التي تختلف من فئة لأخرى. لكن تلك التصنيفات قد تنهار بين ليلة وضحاها، وتُسحب منك الجنسية انت وأولادك لتهيم على وجهك في أرض الله الواسعة لأسباب ودوافع ومبررات عنصرية مقيتة. .
لقد تصاعدت وتيرة هذه الحملات في الكويت في انتهاك صارخ لحقوق الإنسان، وصرنا نسمع عن قرارات سحب الجنسية بشكل يومي امام انظار منظمات المجتمع المدني، وامام انظار الكون كله. .
أنا شخصيا اعرف مجموعة من الأشخاص ولدوا في الكويت، والتحقوا بالخدمة العسكرية، وكانوا في طليعة المقاتلين الذين وقعوا في اسر القوات العراقية، لكنهم ما ان افرج عنهم وعادوا من الأسر حتى قررت الكويت نفسها طردهم وترحيلهم بعدما منحتهم مكافئات مالية، فغادروها مهانين مضطهدين، بدعوى انهم من فئة (البدون). .
سمعت قبل مدة مكالمة هاتفية مسجلة بين وزير الداخلية ومواطن كويتي من الدرجة السابعة يطلب منه الوزير العودة إلى الكويت لان المواطن يعمل منذ مدة في بريطانيا، وربما يسحبون جنسيته فيفقد انتماءه الوطني، ليتحول إلى كائن مجهول الهوية. .
اللافت للنظر ان الحملات الكويتية تزامنت مع ترشيح كامالا هاريس إلى رئاسة البيت الأبيض التي ربما يحالفها الحظ لتتحكم باكبر دولة في العالم من دون ان يقولوا لها انك من اصل جامايكي. وتزامنت أيضا مع توجهات معظم بلدان مجلس التعاون الخليجي نحو استقطاب اصحاب المهارات والكفاءات والأدباء والمفكرين والفنانين ومنحهم الجنسية والسكن اللائق، وشاهدنا بعض الرياضيين العرب والأجانب يلعبون في صفوف المنتخبات الخليجية ويحرزون الفوز والميداليات. بينما عادت الكويت إلى تطبيق الإجراءات العنصرية، وترويع مواطنيها بتصنيفهم إلى فئات وطبقات، فاصبح المواطن مهددا بالتنكيل والحرمان والترحيل. .
الطامة الكبرى ان بعض البلدان العربية سبقت الكويت في تنفيذ مشاريع التهجير القسري، واستولت على أموال المهجرين وممتلكاتهم، وتعاملت معهم بمنتهى القسوة والتعسف. .
عندما ننظر إلى الكويت نتذكر كلمات أنشودة وطنية ظلت عالقة حتى يومنا هذا في ذاكرة الوجدان العربي. أنشودة تقول كلماتها:
كان أصل الكويت دعوة حبٍ
أينعت حولها قلوبٌ ندية
كان حكامها بنيها فأضحى
شعبها حاكما وكان الرعية
ختاما نأمل ان لا تنتقل عدوى التهجير إلى العواصم العربية القريبة من الكويت. .



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محتشمون بالنهار - متهتكون بالليل
- لا شك انك تعلم يا دولة الرئيس
- متى نحسن الظن بكم ؟
- صارت بلادك ميداناً لكل قوي
- هتافات مستنسخة طبق الأصل
- عندما يمتزج الانحطاط بقلة الأدب
- أنظمة كارتونية وحكومات خفية
- لا تسألوا عن العدالة الوظيفية المفقودة
- لا تسألوا عن العدالة الوظيفية
- سرقة قطار البوابة الشرقية
- شركات بحرية طردها العراق
- فتاوى الهروب أمام الغزاة
- دين جديد يتمدد وينتشر
- مصلحة الشعب ام مصلحة الحزب ؟
- هل العراق محافظة أردنية ؟
- كتاب: غيّر عقلك - غيّر حياتك
- مندوب عزرائيل في الشرق الأوسط
- لم نكن حفاة ولا عراة
- بلدوزرات تقسيم العراق
- أنا لست بخير


المزيد.....




- -قيصر الحدود- الأمريكي يتحدث عما سيفعله ترامب مع عائلات المه ...
- عاجل | أسوشيتد برس: منظمة عالمية سحبت تقريرا يحذر من المجاعة ...
- وزيرالخارجية اليمني:ندعو الأمم المتحدة وكل المنظمات لتجريم م ...
- قطف مطار صنعاء استخفاف إسرائيلي بالأمم المتحدة
- الاحتلال يُمعن في ارتكاب جريمة إبادة جماعية بزيادة وتيرة تدم ...
- مراسل RT: ممثل الأمين العام للأمم المتحدة والمنسق المقيم توا ...
- في جريمة هي الأكبر ضد الصحفيين في قطاع غزة خلال حرب الإبادة ...
- من لبنان وتركيا والأردن.. ضوابط لعودة اللاجئين السوريين إلى ...
- اعتقال قاضي المحاكم الميدانية في سجن صيدنايا بسوريا
- اعتقال -سفاح صيدنايا- في طرطوس وحراك دبلوماسي سوري مع دول ال ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - كاظم فنجان الحمامي - حملات اجتثاث المواطنين من جذورهم