|
ما تبقى لي حصاد القدس العربي 2
إبراهيم مشارة
الحوار المتمدن-العدد: 8153 - 2024 / 11 / 6 - 02:53
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
كجزء ثان لكتاب (مرايا ذاكرة نقدية للنص) صدر في القاهرة أيلول 2023 كتاب( ما تبقى لي) للكاتب الجزائري إبراهيم مشارة في 175صفحة عن( ناشرون وكالة الصحافة العربية) والكتاب هو حصيلة كتابات نقدية وفكرية مارسها الكاتب على الصفحة الثقافية لجريدة القدس العربي اللندنية من 2020إلى 2023. يتحول بنا الكاتب عبر التاريخ الأدبي العربي في مقالة من مقالات الكتاب من أبي العلاء المعري ونصوصه الشعرية ونزعته الانتقادية في فضح الواقع وتعرية المستور وكشف ملابسات الفكر والتاريخ معا وتفكيك السلطات القابعة في السر والعلن والمتمترسة خلف الوصاية الدينية والسياسية وذلك بإسقاط تأملاته الفكرية وسبحانه الوجدانية الإنسانية على المأساة السورية في مقالة & أبو العلاء المعري مغتربا في باريس& بعد حادثة الاعتداء على تمثاله في مسقط رأسه معرة النعمان واتخاذ تمثال له في منفاه الباريسي الجديد مشاركا اللاجئين السوريين تطوافهم عبر العالم بحثا عن الملاذ الآمن بعد أن ضاق بهم الوطن وتكاثرت الإحن والمحن .وفي مقالة عن رباعيات الشاعر الفارسي عمر الخيام تناول الكاتب تعريب وديع البستاني لها ومقدمته الهامة لهذه الترجمة، وما أكثر معربي رباعيات الخيام عن النص الفارسي الأصلي أو عبر لغة وسيطة عادة الإنجليزية ،إلى إشكالية الترجمة ومدى وفاء النص المترجم للنص المترجم وكيف تساهم الترجمة في إغناء النص وإثراء دلالته فهي خلق ثان إذا كانت متقنة ، والنصوص الكلاسيكية لا تنتهي ترجماتها لانفتاحها على التأويل وغنى دلالاتها وقابليتها للصرف والتحويل ، حتى إن المرء لا يقول إنه قرأها وإنما يعيد قراءتها . ومن الشعراء المحدثين الذين تناولهم الكاتب في مقالات الكتاب الشاعر اللبناني البرناسي أمين نخلة وقد كان مسلم الثقافة مسيحي العقيدة ،صاحب نزعة قومية اتسم بها شعراء ذلك الجيل أمثال بشارة الخوري ورشيد سليم الخوري وإلياس فرحات ومارون عبود بعكس الاتجاه العنصري الذي جاء رد فعل على القومية في كراسات سعيد عقل الشعرية في لبنان وعند بعض الشعراء في مصر والعراق وسوريا وشمال أفريقيا اليوم تحت مسميات عدة كالنزعة الآشورية والفينيقية والفرعونية والأمازيغية دون أن تقدم حقا إسهاما شعريا جديرا بالاحتفاء والبقاء. وأمين نخلة هو رائد النزعة البرناسية في الشعر الحديث ، وهي نزعة تقترب من نظرية الفن للفن دون أن تتطابق معها. وتناول الكاتب في مقالة مفصلة حياة وشعر الشاعر البحريني الكبير إبراهيم العريض الذي كتب القصيدة العمودية وقصيدة التفعيلة وكتب حتى بالأوردية والإنجليزية ، واشتهر العريض
كذلك بتعريبه لرباعيات عمر الخيام في أسلوب شعري سلس يقترب كذلك من روح الخيام وفلسفته.
وفي مقالة أخرى تناول الكاتب قراءة نقدية في قصيدة أمل دنقل& الملهى الصغير & وهي من عيون الشعر الحديث والقصيدة ترتكز على مقاربة فكرية لإشكالية الماضي وتعاقب الزمن والصيرورة وما المرء إلا سلسلة من التجارب والجراح والذكريات، وأمل دنقل في حياته وفي شعره وفي مساره النضالي والفكري يصدق عليه كثيرا قول الشاعر الداغستاني رسول حمزاتوف( فيما مضى كنت أبحث عن مجد سهل وأنا الآن أبحث عن موت أسهل) وتوصيف يوسف الشاروني لعذابات الشاعر والمفكر ( نولد كأبطال السير الشعبية وننتهي كأبطال التراجيديا الإغريقية)، قصيدة جميلة متدفقة برغم المسحة الكابية الكامنة خلفها وتلك حال كل حب أول في زمن الشباب الأول،والقصيدة تؤكد جدوى الشعر الحديث وجدارته في تمثل الهم الإنساني ومقاربة الواقع والراهن دون أن تتنكر للمورث الشعري والثقافي بل تضيف إليه وتغنيه. وتناول الكاتب في مقالة أخرى حياة وشعر ونضال الشاعر السوري الكبير محمد الماغوط أحد رواد قصيدة النثر& محمد الماغوط تراتيل المواجع على أرصفة المقاهي& وبينت المقالة كيف كانت حياة الماغوط هي شعره وكيف كان شعره هو حياته فهو بالرغم من أنه لم يتلق تعليما نظاميا عاليا بل كان عصاميا ولكنه تعلم في مدرسة الحياة وجعل من شعره أداة لمجابهة الشر والقبح والقمع والعسف ضد الإنسان وقد ساهمت تجربة السجن في شحذ موهبته الشعرية ، وكرس سلوكا جديدا في الخطاب الشعري لا يتوجه إلى القارئ العالي المستوى ولا إلى الطبقة المرفهة التي تبحث عن شعر اللهو لتزجية الفراغ بل إلى الشعب والكادح منه خاصة لذا جاءت ألفاظه بسيطة ومعبرة مشبعة باليومي والعادي بعيدا عن أدبيات الصالونات الشعرية والمهرجانات التي كرست روح الخطابية والتجييش والكرنفلات الشعرية. وفي مقالة أخرى تناول الكاتب سيرة ذاتية طالما ملأت الدنيا وشغلت الناس وهي رواية & الخبز الحافي& لمحمد شكري ،هذه السيرة الفضائحية والصادمة حول عالم بيوت الصفيح وناس الهامش وقد كانت الصراحة فيها تصفع صفعا لدرجة منع الرقيب لها من دخول أي بلد عربي وقد كانت تهرب مثل الممنوعات ، وعلى الرغم من أن بعض الكتاب حاولوا ممارسة بعض الصراحة في سيرهم والتعرض لمختلف السياقات الاجتماعية والثقافية والدينية لكنها صراحة لم تكن بالقدر الكافي وفي أحيان تقدم الكاتب كشخص منزه عن العيوب وبطولي في سيرته كأنه أبو زيد الهلالي فواجب التحفظ عندهم جرد تلك السير من كثير من الواقعية الحقة والصدق التام مع النفس والقارئ ،وتتناول المقالة كذلك الجزء الثاني من سيرة محمد شكري والموسومة بـ (زمن الأخطاء) وهي تمثل مرحلة التطهر بعد جحيم الطفولة حيث دخل الكاتب إلى المدرسة وتعلم ومنها نفذ إلى القلم وامتشقه كسيف يطعن به السكوت والخجل المصطنع والحياء الكاذب أمام افتراس الفقراء وسحق الإنسان.
وتحدث الكاتب في مقالة أخرى في عرض موجز لأهم أعمال نجيب محفوظ من الروايات التاريخية إلى الروايات الواقعية إلى الروايات الرمزية وكيف كان نجيب محفوظ بلزاك الرواية العربية فعلا وكيف ساهم هذا الروائي الكبير في ترسيخ هذا الفن الذي بدا باحتشام مع روايات جرجي زيدان التاريخية وحديث عيسى بن هشام للمويلحي وليالي سطيح لحافظ إبراهيم، نجيب الذي عاش في عهد الملكية ثم الثورة ثم عهد الانفتاح في عهد السادات وخلفه استطاع الحفاظ على شعرة معاوية من التلف دون أن يغضب الحكام مع تمرير رسائله السياسية والفكرية والدينية. وفي حقل السيرة الذاتية تناول الكاتب سيرة ميخائيل نعيمة( سبعون) وأهمية هذه السيرة في كونها شهادة من أديب كبير عن مرحلة مهمة في تطور الأدب العربي خاصة المهجري منه، كما كشفت السيرة جانبا خفيا من علاقة نعيمة بالمرأة والتي تحدث عنها في سيرته ومقالة في قراءة لكتابه الشهير عن جبران . إلى مقالة في استعراض سيرة شوقي ضيف الموسومة بــ(معي) ،شوقي ضيف تلميذ طه حسين ورئيس مجمع اللغة العربية وصاحب الكتب النقدية الهامة في العصور الأدبية وفي الفن ومذاهبه في النثر وفي الشعر وكتبه في تيسير النحو العربي . كما تناول الكاتب في مقالاته جملة من المفكرين العرب المحدثين فمن محمد عابد الجابري في سيرته الذاتية إلى علي حرب ونقده للصادق النيهوم في كتابه (الإسلام في الأسر) إلى المفكر الجزائري محمد أركون في غربته الجسدية واغترابه الروحي فقد عاش متوترا قلقا يستشعر مأساة التوحيدي التي تماهت مع مأساته فهو في الشرق ينظر إليه على أنه مستشرق وفي الغرب ينظر إليه على أنه أصولي وهناك من وضعه في منزلة بين المنزلتين وقليل من تبنى وجهة نظره مثل مترجم كتبه إلى العربية السوري هاشم صالح. إلى مقالة عن المفكر التنويري زكي نجيب محمود وقد ركزت على أعماله النقدية فمما يعرف عنه أنه فيلسوف معني بإشكالية الأصالة والمعاصرة وقضية التحديث وتبني خطاب علمي وفق الوضعية المنطقية وعلى هذا الأساس ذاعت مؤلفاته بين القراء واستحق المكانة التي تبوأها عند الأكاديميين والطلبة والقراء ،ولكنه كذلك مارس النقد الأدبي وانتمى إلى مدرسة العقاد وتعاطف مع الاتجاه الرومنطيقي الذي كان يمثله محمود عبد المعطي الهمشري وصالح جودت ومحمود غنيم.وعلى الرغم من عدم شجبه للاتجاه الحديث في القصيدة أسوة بأستاذه العقاد إلا أنه ظل محافظا في موقفه من الشعر الحديث خاصة في نقده لأدونيس وأحمد عبد المعطي حجازي وصلاح عبد الصبور ، دون أن ننسى مرافعته عن نجيب محفوظ حين اتهم بالإساءة إلى الأخلاق، فالأدب يعبر عن الحياة حلوها ومرها ،خيرها وشرها ، ما يحب منها وما يكره،وما يحمد منها وما يعاب ،فليس الأديب هو الذي خلق الوقائع وإنما عبر عنها فقط وليس الأديب داعية أو واعظا أخلاقيا وإن جاء شيء من هذا فمن طريق غير مباشر . وفي مقالة أخرى تناول الكاتب السيرة الفكرية لعبد الفتاح كيليطو (في جو من الندم الفكري) وهي وإن جاءت مقتضبة إلا أنها مكثفة فالمرء يتعلم في جو من الندم الفكري في عمل لا ينتهي من المحو والإثبات ومن الخطأ والصواب حتى ينتهي العمر .
ومن المقالات التي تناولت الاستعراب مقالتان الأولى عن المستعرب الألماني توماس باور وكتابه ( ثقافة الالتباس) وقد دافع عن أصالة الفكر الإسلامي العربي وأن العرب لم يعرفوا عصرا وسيطا مثل أوروبا وانتقد موجة التشكيك والنزعة الاستعلائية تماما مثل ابنة بلده الراحلة آنا ماريا شيمل وقد تناولها الكاتب في مقالة مفصلة عن سيرتها الذاتية بعنوان(الشرق والغرب حياتي الغرب شرقية) وفضل هذه المستعربة في كونها أغنت المكتبة العربية والإسلامية بدراسات جادة وعميقة وموثقة عن التصوف فيما وراء النهرين وفي الجمهوريات الإسلامية.وقد كانت ملمة بلغاتها وثقافاتها فضلا عن تبحرها في العربية والثقافة الإسلامية. ثم مقالة عن المعارك الأدبية التي شكلت وجها مشرقا للثقافة العربية الحديثة على الرغم من شراستها وخروجها أحيانا عن أدب المناظرة والجدل والاختلاف والحوار ولكنها ساهمت في إغناء وتطوير الأدب وتكوين جيل جديد من المثقفين بين من يتعاطف مع ذلك الأديب وتبنى وجهة نظره أو الآخر . ومقالة عن العقاد والشعر فعلى الرغم من تجريد بعض النقاد للعقاد من الشاعرية باعتباره مفكرا بسبب صرامة تفكيره وجنوحه إلى المنطق والعقل ونزعة التحليل عنده إلا أن في ديوانه كثيرا من الغنائية وهذا ما أبانت عنه المقالة وتمثل الكاتب لذلك ببعض القصائد وغني عن البيان أن العقاد كان من أعدى أعداء الشعر الحديث وذلك إلى آخر رمق من حياته منحازا للقصيدة العمودية . وفي مقالة أخرى تناول الكاتب فضل طه حسين على الأدب المغاربي في تونس والجزائر والمغرب الأقصى فقد عمل على تعريف المشارقة ببعض الإنتاج المغاربي من محمد المسعدي إلى مولود معمري إلى عبد الله كنون، فقد كان مؤمنا بوحدة الثقافة العربية وبوجود إنتاج فكري وأدبي جيد في المغرب العربي يستحق التعريف والتنويه به. وتناول الكتاب نقدا لروايتين معاصرتين إحداهما للروائي المصري ناصر عراق (دار العشاق) وهي رواية تعيد قراءة التاريخ وصياغته ومقالة عن رواية للروائية اللبنانية لنا عبد الرحمن (بودا بار)تدرج في نفس السياق أي جدلية الأنا والآخر وتراكمات الواقع المقلص لإنسانية الإنسان ووضع المرأة في العالم العربي وتداعيات الحرب في عالم متغير، ما أكثر ضحاياه. للقدس العربي فضل في نشر هذه المقالات على مدار سنوات ثلاث على صفحتها الثقافية وقد أتاحت للكاتب التوجه إلى القارئ العربي في المشرق والمغرب وفي المغترب وهكذا كان شأن الصحافة دائما فهي وإن كانت تغتني من المحصول الأدبي والفكري الذي ينتجه الكتاب والمفكرون تساهم في ترويج المتوج الفكري والأدبي فللصحافة فضل على الأدب وللأدب دالة على الصحافة وأنهما لا يستغنيان عن بعض.
#إبراهيم_مشارة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حصاد القدس العربي مرايا ذاكرة نقدية للنص
-
حوار مع محمد الصالح الصديق: أزمتنا فكرية
-
سارتر في مصر والموقف من القضية الفلسطينية
-
باحثة البادية في مرآة ميّ زيادة
-
جحا العابر للثّقافات
-
الكويت وتجربة التنوير العربي
-
جورج طرابيشي: ست محطات في حياته
-
الكتابة ضد السجن والرصاص من طه حسين إلى بختي بن عودة
-
محمد زفزاف الحاضر فينا أبدا
-
المرآة في الكف ،الدّمامة المبدعة وتنمّر الآخرين
-
آمال جنبلاط والإقامة في العتمة
-
جولدتسيهر في مرآة حميد دباشي
-
المتنبّي والعلويّة، هل كان علويّا؟
-
روكرت والأدب العربي
-
عمر بوقرورة في رحلة المنتمي الصعب في شعر مفدي زكريا
-
مثقفونا والحرب على غزة
-
تولستوي والشرق
-
عبد الوهاب البياتي والثورة الجزائرية
-
كتيبة الأربعين والملحمة الفلسطينية
-
أسئلة الثورة لسليمان بن فهد العودة
المزيد.....
-
بعضها بشعار FBI.. انتشار معلومات مضللة عن الانتخابات الأمريك
...
-
أولًا بأول.. نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية بين هاريس وترا
...
-
-حزام الشمس- و-الجدار الأزرق-.. ما السيناريوهات المحتملة لفو
...
-
انتخابات أمريكا.. تعليق التصويت في 5 مراكز في جورجيا بسبب -ت
...
-
لماذا اختارت كامالا هاريس جامعة هاورد في واشنطن لقضاء أمسيته
...
-
مسؤول أمريكي: البيت الأبيض فوجئ بقرار إقالة وزير الدفاع الإس
...
-
إقالة مفاجئة لوزير الدفاع.. نتنياهو: -الثقة تآكلت- وغالانت ي
...
-
أكثر من ثلث الأمريكيين يعتقدون أن دعم إسرائيل غير ضروري لمست
...
-
اكتشاف الثقب الأسود -الأكثر شراهة- على الإطلاق
-
استطلاع: 70% من الأمريكيين قلقون من خطر العنف بعد الانتخابات
...
المزيد.....
-
فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا
...
/ زهير الخويلدي
-
الكونية والعدالة وسياسة الهوية
/ زهير الخويلدي
-
فصل من كتاب حرية التعبير...
/ عبدالرزاق دحنون
-
الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية
...
/ محمود الصباغ
-
تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد
/ غازي الصوراني
-
قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل
/ كاظم حبيب
-
قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن
/ محمد الأزرقي
-
آليات توجيه الرأي العام
/ زهير الخويلدي
-
قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج
...
/ محمد الأزرقي
-
فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو
...
/ طلال الربيعي
المزيد.....
|