أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غالب المسعودي - ضرورة الدولة فلسفيا















المزيد.....

ضرورة الدولة فلسفيا


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 8152 - 2024 / 11 / 5 - 18:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك نقاش فلسفي طويل حول ضرورة وجود الدولة ينظر فلاسفة مثل جان جاك روسو وجون لوك إلى الدولة كنتيجة لعقد اجتماعي بين الأفراد للخروج من حالة تسودها الفوضى والصراع الى الدولة التي تضمن الأمن والاستقرار للمواطنين مقابل التنازل عن بعض حرياتهم ينظر مفكرون مثل توماس هوبز إلى الدولة كضرورة لمنع الصراع والحرب بين البشر، فالدولة تملك القدرة على فرض النظام والقواعد المشتركة في حين ترى الليبرالية التي تشدد على الحريات الفردية والحد من تدخل الدولة إلا أنها تعترف بضرورة وجود الدولة للحفاظ على هذه الحريات وحماية الحقوق، اما وجهة نظر الماركسية ترى الدولة كأداة لفرض هيمنة الطبقة الحاكمة. لذا فإنها تدعو إلى إلغاء الدولة والانتقال إلى مجتمع لا طبقي في مجمل الأمر، هناك فلسفات مختلفة تبرر ضرورة الدولة من زوايا متباينة، ولكن معظمها يرى أن الدولة ضرورية لتنظيم المجتمع واستقراره، على الرغم من اختلاف الآراء حول طبيعة هذه الضرورة وحدود سلطاتها.
الدين والدولة:
هناك آراء فلسفية مختلفة حول حاجة الدولة إلى دين. فيما يلي بعض النقاط الرئيسية:
وجهة نظر الفلاسفة الدينيين
يرى فلاسفة مثل توماس الأكويني أن الإيمان الديني ضروري لتوفير الهدف والمعنى في الحياة كما أن الدين يوفر أساسًا أخلاقيًا للحياة الاجتماعية وينظم السلوك الإنساني.
وجهة نظر الفلاسفة العلمانيين
يرى فلاسفة مثل برتراند رسل أن الدين لم يعد ضروريًا في عصر العلم والتنوير ويمكن للأخلاق والقيم الإنسانية أن تتطور بشكل مستقل عن الدين.
وجهة نظر الفلاسفة الوجوديين
يرى الوجوديون مثل سارتر أن الإنسان حر في اختيار معناه وقيمه، بدون الحاجة إلى دين، الدين قد يكون عائقًا أمام تحقيق الحرية والأصالة الإنسانية.
وجهة نظر الماركسيين
يرى الماركسيون أن الدين هو أداة لتخدير الجماهير وإبقائهم في حالة استلاب بدلاً من ذلك، يجب على البشر أن يبنوا مجتمعًا عادلاً دون الحاجة إلى الدين، في مجمل الأمر، هناك آراء متباينة حول ضرورة الدين في المجتمع. وتختلف هذه الآراء باختلاف المنظور الفلسفي والأيديولوجي.
هناك وجهة نظر فلسفية ترى عدم ضرورة الدولة والدين. هذه الوجهة يمكن تفسيرها فلسفيًا على النحو التالي:
الفردانية والحرية الفردية
هذا المنظور يؤكد على استقلالية الفرد وحريته في تحديد مساره الحياتي دون تدخل من مؤسسات مثل الدولة أو الدين، الفرد هو المصدر الأصيل للقيم والمعنى، وليس بحاجة إلى سلطة خارجية كالدولة أو الدين لتقييد حريته.
الرؤية الطبيعية للإنسان
هذا المنظور ينظر إلى الإنسان ككائن طبيعي قادر على تنظيم نفسه والعيش بسلام دون الحاجة إلى مؤسسات اجتماعية مثل الدولة أو الدين، الإنسان لديه الحكمة والقدرة الكافية على إدارة شؤونه الفردية والجماعية بنفسه.
النقد الماركسي للهيمنة والاستلاب
من منظور ماركسي، الدولة والدين هما أدوات للهيمنة والسيطرة على الجماهير من قبل الطبقة الحاكمة بالتالي، التحرر من الدولة والدين هو شرط لتحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية.
الوجودية والاختيار الحر
وفقًا للوجودية، الإنسان حر في اختيار معناه وقيمه، ولا يجب أن يكون خاضعًا لسلطة خارجية كالدولة أو الدين، الالتزام بالحرية والأصالة الوجودية يتنافى مع الخضوع لمؤسسات اجتماعية مفروضة.
بالتالي، هناك وجهات نظر فلسفية ترى أن الإنسان قادر على تنظيم نفسه والعيش بحرية دون الحاجة إلى الدولة أو الدين كمؤسسات اجتماعية مفروضة من الخارج. لكن هناك عدة تحديات قد تواجه الرؤية الفلسفية التي ترى عدم ضرورة الدولة والدين:
الحاجة إلى النظام والتنظيم الاجتماعي
قد يُنظر إلى الدولة والدين كضرورات لتوفير الأمن والنظام والاستقرار الاجتماعي في غياب هذه المؤسسات، قد ينتشر الفوضى والصراع بين الأفراد والجماعات.
الحاجة إلى القيم والأخلاق المشتركة
الدين والدولة عادةً ما تكون مصدرًا لتنمية القيم الأخلاقية والاجتماعية المشتركة في غياب هذه المؤسسات، قد يواجه المجتمع تحديات في تطوير قيم وأخلاق مشتركة.
الحاجة إلى الموارد والبنية التحتية
الدولة تلعب دورًا مهمًا في توفير الخدمات العامة والبنية التحتية الضرورية في غياب الدولة، قد يواجه المجتمع صعوبات في تلبية احتياجاته الأساسية.
التحدي الثقافي الهوياتي
الدين والدولة غالبًا ما تكون مصدرًا للهوية والانتماء الثقافي للأفراد والجماعات في غياب هذه المؤسسات، قد يواجه المجتمع تحديات في الحفاظ على الهوية الثقافية.
التحدي السياسي والأمني
الدولة تلعب دورًا أساسيًا في الحفاظ على السيادة والأمن القومي في غياب الدولة، قد تواجه المجتمعات تهديدات سياسية وأمنية من جهات خارجية. بالتالي، على الرغم من وجاهة الرؤية الفلسفية التي ترفض ضرورة الدولة والدين، إلا أنها قد تواجه تحديات عملية في مجالات النظام الاجتماعي والأخلاق والموارد والأمن القومي. وهذا يتطلب البحث عن بدائل فعالة لتلك المؤسسات.
التخلص من الاستعمار وبناء الدولة الوطنية
في الواقع، التخلص من الاستعمار وبناء الدولة الوطنية هما وجهان لعملة واحدة. ولا يمكن القول بأن أحدهما أكثر أهمية من الآخر. فالتحرر من الاستعمار بلا دولة وطنية قوية لا يكتمل، وبناء الدولة الوطنية بلا تحرر من الاستعمار لا يحقق السيادة الحقيقية للشعب. لذلك، يجب النظر إلى هذين الأمرين باعتبارهما مترابطين ومتكاملين في مسار التحول الديمقراطي والسياسي للدول التي تحررت من الاستعمار. وتجربة كل دولة هي فريدة حسب سياقها التاريخي والسياسي والاجتماعي. أن الأهداف والضرورات من التخلص من الاستعمار قد تختلف من سياق إلى آخر. ومع ذلك، يمكن القول إن الأهداف الرئيسية للتخلص من الاستعمار ليست محصورة في مجرد بناء الدولة، بل تشمل أيضًا تحقيق التنمية والرقي والتقدم الحضاري للشعوب المستعمرة. لا ينبغي النظر إلى الدولة الوطنية على أنها الهدف الوحيد للتخلص من الاستعمار. بل ينبغي النظر إليها باعتبارها إحدى الوسائل التي قد تساعد في تحقيق التقدم والرقي الحضاري للشعوب المستعمرة. وفي بعض السياقات، تكون هناك طرق أخرى للنهوض الحضاري بدون الحاجة إلى دولة مركزية قوية الأمر يتطلب دراسة كل سياق على حدة، وتحديد الأولويات والاستراتيجيات المناسبة لكل حالة. فالأهم هو تحقيق الأهداف النبيلة للتحرر من الاستعمار، سواء كان ذلك من خلال بناء دولة وطنية أو من خلال صيغ أخرى للتكاتف المجتمعي والتنمية الشاملة أن الكثير من الدول التي تحررت من الاستعمار ظلت في واقع الأمر دول تابعة سياسياً واقتصادياً للدول المستعمرة السابقة، وذلك على الرغم من اكتسابها الاستقلال السياسي الشكلي.
هناك عدة أسباب لهذه الحالة:
الاستمرار في الهياكل والعلاقات الاقتصادية المفروضة خلال فترة الاستعمار حيث استمرت الدول المستعمرة السابقة في السيطرة على الموارد الطبيعية والاقتصادية للدول المستقلة حديثًا، وفرضت علاقات تجارية وتبادلية غير متكافئة اذ لم تتمكن هذه الدول من بناء اقتصادات وتنمية مستقلة بسبب ضعف الموارد ولم تتمكن من بلورة رؤية وطنية متكاملة لبناء الدولة والاقتصاد المستقل. لذلك، فإن مجرد الحصول على الاستقلال السياسي لن يكون كافيًا لتحقيق الاستقلال الاقتصادي والتنموي الحقيقي في العديد من هذه الدول. في بعض الحالات، قد تكون النتيجة أسوأ من الوضع السابق تحت الاستعمار. الاستقلال السياسي الشكلي وحده لا يكفي إذا لم يكن مصحوبًا ببناء قدرات تنموية واقتصادية حقيقية للدولة الوطنية. التبعية للدول المستعمرة السابقة قد تكون أكثر ضررًا من الاستعمار نفسه في بعض الأحيان، إذا لم تتمكن الدولة الجديدة من تطوير اقتصادها وتحرير نفسها من هذه التبعية او ترتمي في أحضان تبعيات اخرى. التركيز على بناء المؤسسات الحكومية والاقتصادية الوطنية القوية والقضاء على المحاصصة والطائفية وكذلك القضاء على الفساد الإداري والمالي يعد أمرًا بالغ الأهمية لتحقيق الاستقلال الحقيقي وبناء دولة وطنية. تطوير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية والثقافية للشعب أمر بالغ الأهمية أيضًا لتحقيق التنمية الحقيقية المستدامة. بالتالي، فإن مجرد الحصول على الاستقلال السياسي الشكلي دون بناء قدرات تنموية واقتصادية وطنية قوية لا يكون كافيًا. وفي بعض الحالات، تكون النتيجة أسوأ من الوضع السابق تحت الاستعمار. الأمر يتطلب جهودًا شاملة لبناء دولة قوية ومستقلة اقتصاديًا واجتماعيًا. في الواقع، هناك العديد من الدول المستقلة شكليًا ومعاصرة في الواقع باتت تسير في فلك الامبراطوريات الجديدة تحت غطاء الشرعية الدولية والمصطلحات المقدسة، حيث تفرض الدول الكبرى سيطرتها السياسية والاقتصادية على الدول الأصغر بطرق مختلفة، مثل السيطرة على الموارد والأسواق عن طريق المساعدات والقروض وتلجأ الامبراطوريات الجديدة إلى التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأصغر بذريعة حماية الديمقراطية أو حقوق الإنسان أو مكافحة الإرهاب يتم استخدام المنظمات الدولية كأدوات لفرض الهيمنة على الدول الأصغر تحت غطاء الشرعية الدولية. العديد من الدول المستقلة شكليًا باتت في الواقع تسير في فلك الامبراطوريات الجديدة، وهذا يظهر أن مجرد الاستقلال السياسي ليس كافيًا لتحقيق الاستقلال الحقيقي. ظهور الأجندات التي ترفض ضرورة وجود الدولة الوطنية، على الرغم من أهمية الدولة الوطنية ،هذا يرجع الى انتشار الأيديولوجيات اللامركزية، هناك بعض الأيديولوجيات السياسية والاجتماعية التي ترفض فكرة الدولة المركزية وتدعو إلى حلول لامركزية أو فوق وطنية ،قد تجد قوى الاستعمار العالمي في هذه الحركات الدينية المتطرفة شريكًا مناسبًا لتحقيق مصالحها الاستراتيجية والجيوسياسية في المقابل، تجد هذه الحركات الدينية في تحالفها مع القوى العالمية مصدرًا لدعم مالي وسياسي بشكل عام، هذه التحالفات مدمرة للمجتمعات المحلية يتم توظيفها كأدوات في الصراعات الجيوسياسية. أدت إلى نشر الأصولية وعدم التسامح وتقييد الحريات الأساسية في هذه مناطق النفوذ مما يستدعي إعادة النظر في ضرورة الدولة عند التخلص من الاستعمار إذا لم يكن هدفه بناء دولة المواطنة والتنمية البشرية في ظل نظام ديموقراطي تعددي حقيقي.



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أساطير و بدايات
- تاريخ الكذب لدى الانسان
- ذهنية التغافل
- السماح بالتعليق والتصويت في الحوار
- روايات بلا احداث نقد وتحليل
- كرسي كرونوس وثقافة الزمن
- بناءالشخصية النمطية في المجتمعات المتخلفة
- النزعات البدائية في الثقافات المعاصرة
- السعادة الوهمية والتلاعب بالعقول
- الذكاء الصناعي بين الوعي والوجود
- البراغماتية والفلسفات التقليدية
- اللغة والتحديات الفيلولوجية
- سماء مقلوبة وبحيرة من سكر (قصة سريالية)
- -زَبَد- أمير على حجر( قصة سريالية)
- -ألوانيا- مدينة تتلاشى فيها الألوان ببطء (قصة سريالية)
- ساعة توقفت في منتصف العقل(قصة سريالية)
- فاتحة موت القمر (قصة سريالية)
- حديقة الفراشات الغاضبة (قصة سريالية)
- احلام في حقيبة مسافر(قصة سريالية)
- أخطبوط يكتب الشعر بأذرعه العشر (قصة سريالية)


المزيد.....




- توجيه تهم رشوة للملياردير الهندي غوتام أداني في نيويورك
- نيوزيلندا تدرج -حزب الله- اللبناني و-أنصار الله- على قائمة ا ...
- غارات إسرائيلية عنيفة استهدفت ضاحية بيروت فجرا (صور + فيديو) ...
- التعب الطويل: إرهاق يستمر بعد الإصابة بالعدوى
- ضبط لحوم حمير قبل اجتياحها أسواق ليبيا (صور)
- صحيفة عبرية تحصي عدد العسكريين السوريين القتلى في الغارات ال ...
- -الشيوخ الأمريكي- يبقي باب تسليح إسرائيل مفتوحا على مصراعيه ...
- بدولار فقط.. قرية إيطالية تقدم عرضا مغريا للأمريكيين المنزعج ...
- مباشر: الإعلان عن مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين في معارك لبنان ...
- أنقرة تندد باستهداف الحوثيين سفينة تركية بالبحر الأحمر


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غالب المسعودي - ضرورة الدولة فلسفيا