مؤيد عبد الستار
الحوار المتمدن-العدد: 1781 - 2006 / 12 / 31 - 11:12
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
عام 1998م كنت في زيارة الى ليننغراد – سانت بطرسبرج حاليا- من أجل جمع آثار المستشرق الراحل مينورسكي الذي تبرعت زوجته بمكتبته الى معهد الاستشراق في لينينغراد إثر وفاته في لندن . وبينما كنت اتجول في اشهر اسواق ليننغراد ، كانت البضائع الروسية الثمينة تعرض في الاسواق اثر انهيار النظام الاشتراكي ودخول المواطنين في دوامة الحياة المعيشية ، وكانت المصنوعات الروسية الشهيرة مثل الساعات والالبسة والقبعات الشهيرة والاواني الخشبية والفودكا الروسية والشمبانيا معروضة بين ايدي الباعة الذين احتلوا الاسواق والشوارع في صفوف طويلة ، فاردت شراء شئ للذكرى قبل مغادرتي الى السويد .
تجولت في السوق بحثا عن افضل واخف حاجة ، فتذكرت العراق فاهتديت الى فكرة شراء قنينة شمبانيا روسية فهي تضاهي الشمبانيا الفرنسية ، على ان افتحها بعد الانتصار على نظام صدام ، وسقوطه .
وكان ان سقط النظام في التاسع من نيسان عام 2003 ، ولكن صدام نجى من قبضة الجماهير ، واختفى في حفرته الشهيرة لاشهر ، فتأجل فتح قنينة الشمبانيا ، وانتظرت القاء القبض عليه ، وحينما اعلن بريمر القاء القبض عليه انتظرت تسليمه الى ابناء شعبنا للاقتصاص منه ، ولكنه ظل في حماية الامريكان ، ليهذي في محكمة طالت واستطالت لتمد في عمره وعمر قنينة الشمبانيا الروسية ، وانتظرت نهاية هذه المحاكمات بين مشكك ومصدق في تسليم صدام للعدالة العراقية لتقتص منه القصاص العادل.
اليوم تحقق الامل ، امل الضحايا من ابناء شعبنا ، من ضحايا الانفال ومن ضحايا الاهوار والدجيل والكرد الفيليين ، والمهجرين، وضحايا المسدسات الكاتمة للصوت ، والثاليوم ، ومقاصل ابوغريب والمخابرات ، اليوم تحقق حلم الملايين من العراقيين الذين عاشوا كابوس نظام البعث الصدامي ، ليشهدوا نهاية حقيقية لهذا المجرم البائس، نهاية يستحقها بعد ان طال الانتظار.فلامجال لقنينة الشمبانيا الروسية ان تنتظر بعد ، سافتحها اليوم ونشرب نخب وضع حد لحياة ابشع طاغية عرفه العراق ، والى مزيد من الانتصارات والتقدم والازدهار ولتقر عيون اباء وامهات الضحايا وكل من فقد عزيزا في ارض الرافدين الطاهرة وجبال كردستان الشامخة واهوار الجنوب الزكية ومدن العراق المقدسة .
نخب صحتكم ونخب حياة حرة كريمة ، ونخب عراق خال من المجرمين والحكام الطغاة ، نخب الملايين من العراقيين من العرب والكرد والمسلمين والمسيحيين والايزديين والصابئة والتركمان والاشور والالقوش، نخبكم ارفع الكاس عاليا واغني في استقبال عيد سعيد وسنة سعيدة وعراق مزدهر بخيراته ومياهه ونفطه ونخيله وسهوله وجباله ، هيا فلنرفع النخب عاليا....
#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟