|
عن ( يزفون / أدوا الى / ملة ابراهيم حنيفا )
أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن-العدد: 8152 - 2024 / 11 / 5 - 16:12
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
السؤال الأول : ما معنى ( يزفون ) فى سورة الصافات الآية : 94 ؟ إجابة السؤال الأول : قال جل وعلا عن ابراهيم عليه السلام : ( فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلا تَأْكُلُونَ (91) مَا لَكُمْ لا تَنطِقُونَ (92) فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ (93) فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ (94) قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ (95) وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96) قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ (97) فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَسْفَلِينَ (98) الصافات ). الفعل : ( زفّ ) يعنى أسرع فى المشى . يعنى جاءوا الى ابراهيم مسرعين بعد أن علموا بتحطيم أصنامهم. السؤال الثانى : مامعنى قول موسى لفرعون ( أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ )؟ وهل قوله هذا هو وصف لفرعون وقومه ؟ إجابة السؤال الثانى : كلا : ( ادوا الى ) يعنى إعطونى . ( عباد الله ) يعنى بنى إسرائيل الذين كان فرعون يضطهدهم . قوله جل وعلا : ( وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ (17) أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (18) الدخان ) يفسّره قوله جل وعلا لموسى وهارون : 1 ـ ( فَأْتِيَاهُ فَقُولا إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلامُ عَلَى مَنْ اتَّبَعَ الْهُدَى (47) طه ) 2 ـ ( فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (16) أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (17) الشعراء ) السؤال الثالث : ما هو السر فى ارتباط ملة ابراهيم بكلمة ( حنيفا )؟ إجابة السؤال الثالث : الصواب أن تسأل عن السّرّ فى أن الأمر بإتباع ( ملة ابراهيم ) يأتى مصحوبا بكلمة حنيفا . نقول : 1 ـ ( الملة ) هى طريقة العبادة . ومن ملة ابراهيم توارث الناس العبادة من صلاة وحج وزكاة مالية ، وهذا بوحى إلاهى لابراهيم عليه السلام حين دعا ربه جل وعلا فقال : ( رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128) البقرة ) . توارث العرب وأهل الكتاب ملة ابراهيم ولكن بدون ( حنيفا ) . كان هذا ، ولا يزال . 2 ـ حنيفا أى مخلصا فى عبادتك أن تكون للخالق جل وعلا وحده ، وفى إيمانك أن يكون إيمانا بالله جل وعلا وحده إلاها ، لا إله غيره ، ولا إله معه ، ولا ربّ لك سواه . وأن يكون التقديس له جل وعلا وحده ، لا ذرّة تقديس لبشر أو مخلوق . 3 ـ فى توضيح معنى حنيفا نتدبر قوله جل وعلا للنبى محمد عليه السلام أن يقول معلنا : ( قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (161) قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ ( 164 ) الأنعام ). الحنيفية أن تكون صلاتك ونسكك ( عبادتك ) ومحياك ومماتك لرب العالمين وحده لا شريك له ، وأن يكون هو جل وعلا ربُّك لا ربّ لك غيره .! 4 ـ وتوالت الأوامر بأن تكون تأدية العبادات ( حنيفا ) أى للخالق جل وعلا وحده ، وإبتغاء مرضاته وحده . قال جل وعلا : 4 / 1 : للبشر جميعا : ( وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً (125) النساء ) 4 / 2 : لأهل الكتاب : 4 / 2 / 1 : ( وَقَالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (135) البقرة ) 4 / 2 / 2 : ( مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلا نَصْرَانِيّاً وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (67) إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68) آل عمران ) 4 / 2 / 3 : ( قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (95) آل عمران ) 4 / 3 : للنبى محمد : 4 / 3 / 1 :( وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً وَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (105) يونس ) 4 / 3 / 2 : ( ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنْ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (123) النحل ) 4 / 3 / 3 : ( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (30) الروم ) 5 ـ المحمديون يؤدون الصلاة والحج وسائر مناسك وعبادات ملة إبراهيم ، ولكن دون كلمة حنيفا . فالنبى محمد عليه السلام المأمور بإتّباع ملة إبراهيم حنيفا جعلوه إلاها يتجهون له بالعبادات والّسنن ، ويعتبرون الصلاة عليه تقديسا له ، ويحجون الى القبر الرجسى المنسوب له فى المدينة يتوسلون به تقديسا وتبركا ، ولا ينفع الحج للبيت الحرام عندهم بدون الحج لهذا القبر الرجسى الذى لا علاقة للنبى محمد به على الإطلاق . ويجعلونه مالكا ومتحكّما فى يوم الدين بالشفاعة المزعومة ، وينسبون له فى أحاديثهم الشيطانية الباطلة علم الغيب الالهى . 6 ـ بهذا نفهم حكمة تكرار كلمة حنيفا مع ملة ابراهيم ، فهنا إعجاز ضمنى شاهد على المحمديين بالذات الذين يؤدون الصلاة والحج بالتواتر والتوارث ، ولكن بدون أن تكون خالصة للخالق جل وعلا . 7 / 1 ـ ونتذكر أن النبى محمدا إعترض على تقديس القبور للأولياء ، والتى كانت قريش تبنيها فى المساجد . أى إن المساجد من حيث الظاهر هى إتّباع لملة ابراهيم فى الصلاة فيها ، ولكن دون حنيفا . إعترض عليهم فكادوا أن يفتكوا به . وهو نفس الحال اليوم ، لو إعترض مؤمن متبع لملة ابراهيم حنيفا على ما يفعله المحمديون فى مساجد الحسين والسيدة زينب وقبلهم المسجد الرجسى المنسوب للنبى محمد فى المدينة . 7 / 2 : أرجو تدبر قوله جل وعلا عن مساجد قريش وعن موقف النبى محمد ( عبد الله ) منها : ( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً (18) وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً (19) قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً (20) قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلا رَشَداً (21) قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنْ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً (22) إِلاَّ بَلاغاً مِنْ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً (23 الجن ) 7 / 3 : لاحظ التناقض بين النبى محمد فى القرآن وبين الإله الوهمى الذى سمُّوه محمدا فى دين الشيطان . وإذا كنت متبعا لملة ابراهيم (حنيفا ) متمسّكا بها فقل : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ) (43) الأعراف ).
#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هذا الإله المصنوع الذى إختلقه البخارى ومسلم
-
عن ( الدعاء فى الجنة أو النار / الحول والقوة / قرة عين وأعين
...
-
الغزالى حُجّة الشيطان ( 2 )
-
عن معنى الاعتداء والعدوان فى القرآن
-
الغزالى حُجّة الشيطان ( 1 )
-
عن ( نصح / تغمد / فضح / عشق / هل عائشة حيّة تسعى ؟ )
-
( وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ ).
-
عن ( النهر والأنهار )
-
كفر الجهل وجهل الكفر
-
عن ( قوم ابراهيم كانوا يؤمنون بالله / المحال / العيب / يحول
...
-
عن : ( تبصير العباد بانواع وعواقب الأستبداد ).
-
القاموس القرآنى : ذاق ومشتقاتها
-
عن ( النسيان / مقبوحين )
-
( العظم والعظام ) بين القرآن وبؤس الانسان فى هذا الزمان .!
-
عن ( لا إعدام للمغتصب / مهيمن / حكمة الدعاء / بطانة / الفرض
...
-
مواشى الأزهر
-
عن ( الضنك هوالاكتئاب / القرآن الكريم وما سبقه / الخشوع فى ا
...
-
الحُلم الأمريكى .. هل هو كابوس ؟!
-
عن ( الصلاة من تانى ومن تالت .! / حديث القلم والأقلام )
-
عن القردة الخاسئين
المزيد.....
-
المقاومة الإسلامية في لبنان تنفذ 14 عملية في شمال وعمق الأرا
...
-
المقاومة الإسلامية في العراق تهاجم هدفا حيويا في حيفا المحتل
...
-
الآن تردد قناة طيور الجنة 2024 لمتابعُة أروع برامج الأطفال ب
...
-
المقاومة الإسلامية في لبنان تعلن اصدار 14 بيانا عسكريا حول ا
...
-
قوات الإحتلال الإسرائيلي تقتحم مدينة سلفيت في الضفة الغربية
...
-
اضبط تردد قناة طيور الجنة toyour aljanah على القمر الصناعي ن
...
-
وسائل إعلام إسرائيلية: رئيس الوزراء الأسبق إيهود اولمرت يدعو
...
-
أصواتهم مهمة.. أين يتركز المسلمون في ولايات أميركا؟
-
المقاومة الاسلامية في العراق تعلن مهاجمة هدف حيوي في أم الرش
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن شن هجوم بسرب من المسيرات ال
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|