أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم ابراش - التضليل في شعار (الإسلام هو الحل)














المزيد.....

التضليل في شعار (الإسلام هو الحل)


ابراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 8152 - 2024 / 11 / 5 - 14:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تحت عنوان وشعار (الإسلام هو الحل) تم عقد ندوات ومؤتمرات وتأليف كٌتب وكلها كانت من جماعات الإسلام السياسي. هذا المصطلح وبهذه الصيغة لا أصل له في القرآن والسنة ،بل هو شعار ركبته الجماعات الإسلامية وخصوصا الإخوان المسلمين لمواجهة العلمانيين والأنظمة التي تعتمد الدستور والقوانين الوضعية لحل مشاكل الأمة ومن خلال هذا الشعار استطاعوا استقطاب جماهير شعبية يسودها الفقر والجهل وتعجز أنظمة الحكم في تلبية كل متطلبات الحياة لهم ،فيوهموهم أن الإسلام هو الحل لكل مشاكلهم ومعاناتهم ،وحيث إنهم يقدمون أنفسهم كناطقين باسم الإسلام أو وسطاء بين الله وعباده فما على العباد إلا السمع والطاعة وتسليم مقاليد أمورهم للجماعة التي تفسر وتؤول مفهوم الإسلام ونصوصه المقدسة من قرآن وسنة بما يتناسب مع مصالحها السياسية الدنيوية بل لا يتورعون عن التحريف وتقويل النص الديني بما ليس فيه.
ولكن، أي إسلام يقصدون؟ وهل بالفعل هو الحل؟ وحل ماذا؟
الإسلام بشكل عام هو استسلام لله وانقياد بطاعة أوامره وترك نواهيه، وهو بهذا المعنى متواصل منذ نوح وإبراهيم الى سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، ولكن أصبح ما هو دارج أن مفهوم الإسلام والمسلمين مرتبط بالرسالة المحمدية، وعليه نستعمل مصطلح الإسلام لجماعة المسلمين المختلفين عن بقية الأديان السماوية من يهودية ومسيحية والديانات والمعتقدات الأخرى غير السماوية.
الإسلام لوحده لا يحل مشكلات وقضايا العصر ولكنه قد يقوّم النفوس والأخلاق بما يساعد على حل بعضها، لذا فإن التعامل مع الواقع لفهمه والتعايش معه أو تغييره إن كان يتعارض مع مصالح وأهداف الأمة يكون من خلال عقله وفهم المحددات واليات عمله وإعمال العقل وليس مواجهته بالشعارات والخطابات والتمنيات والايديولوجيات والإحالة للغيبيات الدينية والاسطورية، ولا من خلال الاستعانة بالأموات من السلف الصالح والأحياء من رجال دين منفصلين عن الواقع ويرتزقون من وراء وظيفتهم الدينية وتجارتهم بالدين.
كل من يواجه الواقع وخصوصا المشاكل الاقتصادية والسياسية والتخلف العلمي والتكنولوجي بالنصوص الدينية إنما يخفي جهله وعجزه على التعامل مع الواقع واستحقاقاته.
عندما يقولون إن الإسلام هو الحل لا يوضحون المقصود بالإسلام، هل هو الإسلام السني أو الشيعي؟ هل هو إسلام الإخوان المسلمين ام إسلام داعش وطالبان ام إسلام علماء الأزهر ام الإسلام الوهابي السعودي؟ أم الإسلام العلماني كما هو مطبق في تركيا وغالبية الأنظمة الإسلامية حتى وإن ادعت إنها أنظمة اسلامية؟ أم الإسلام المقصود في القول المأثور عن الشيخ محمد عبده عند زيارته باريس عام 1881، فعندما عاد الى مصر قال مقولته الشهيرة: «ذهبت الى الغرب فوجدت إسلامًا ولم أجد مسلمين، ولما عُدت إلى الشرق، وجدت مسلمين ولكنني لم أجد إسلامًا»
الإسلام دين عظيم ولا شك ولكنه إسلام العقل والعمل وإعمار الارض الإسلام كما فهمه أبن رشد وليس الإسلام الذي أوله أبن تيمية ولا (الإسلام) السياسي الشكلاني الارتزاقي، إسلام اللحية والحجاب والمسبحة التي لا تفارق اليد، كما أن رب العالمين محايد في أمور السياسة والحرب فهذه ينطبق عليها قول الرسول الكريم أنتم أعلم بأمور دنياكم.
لو تم عقل وفهم الإسلام بطريقة صحيحة كدين وعلاقة بين الإنسان وربه دون وصاية من أحد وتحريره من هيمنة الجماعات الإسلاموية، سيساعد في حل كثير من مشاكل الناس الدنيوية ولكنه ليس حلا لكل قضايا ومشاكل البشر مثل تخلف النظام التعليمي والتخلف التكنولوجي والصناعي وتلوث البيئة الخ.
لو كان الإسلام هو الحل ما أختلف صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم والمبشرون بالجنة وتقاتلوا وقتل بعضهم بعضا كما كان في الفتنة الكبرى ومقتل الخليفة عثمان بن عفان ومعركة الجمل ومقتل علي بن ابي طالب والحسين!
لو كان الإسلام هو الحل ما كان تعدد المذاهب والأحزاب والأنظمة الإسلامية وكل منها يدعي إنه يمثل الإسلام الصحيح بل يموت من خلال حروبهم مع بعضهم بعضا أكثر مما يقتل الأعداء الكفرة منهم.،
لو كان الإسلام هو الحل والنصر من عند الله كما تقول كل الجماعات الإسلاموية المسلحة والمجاهدة ما انهزم المسلمون في معركة أٌحد وما انهزموا في الأندلس وفي كثير من المعارك التي خاضوها وما كان حال (المجاهدين) في فلسطين ولبنان، الله رب العالمين لا ينصر أحدا لمجرد أنه مسلم أو يزعم أنه يجاهد في سبيل الله، فحسابات النصر والهزيمة ترجع لموازين القوى في ساحة المعركة والإعداد الجيد للحرب.
لو كان الإسلام هو الحل ما كان هذا حال المسلمين وما كانوا في أسفل سلم الحضارة والتقدم، لو كان الإسلام هو الحل ما لجأ المسلمون لمعرفة وعلوم الغرب ليحلوا مشاكلهم ويدخلوا عصر الحضارة والنهضة وما أرسلوا شبابهم للغرب لينهلوا من علمه ويتثقفوا بثقافته،



#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انحدار أكثر من مخجل لمستوى حوارات المصالحة
- حكمة الخروج من المواجهة المباشرة في الوقت المناسب
- نظرتنا لأنفسنا ونظرة الآخرين لنا
- تحديات قيام (سلطة وطنية) أو سلطة مقاومة في ظل الاحتلال
- ما لا يمكن إعادة إعماره في غزة
- الياهود ناكرون للجميل
- ما تريده حركة حماس وما يريده الشعب
- إيران وإسرائيل والغرب: حلفاء أم أعداء ؟
- المتحضرون والمتوحشون في حرب الإبادة على غزة
- احتلال فلسطين أصل الصراع وليس إيران ومحورها
- ما هي رسالة ومرجعية الفضائيات الناطقة بالعربية؟
- حول مفهوم الحياد والموضوعية
- نتمنى لها الانتصار،ولكن هزيمتها لا تعني هزيمة للشعب أو نهاية ...
- هل ستلجأ اسرائيل للسلاح النووي؟
- كان العدو يسعى للحرب وهناك من يسهل مأموريته
- أين الخلل؟
- ما بين انقلاب ٢٠٠٧ وطوفان ٢٠&# ...
- كفى الفلسطينيين مكابرة وكفى العرب تجاهلا
- إفشال حوارات المصالحة ليس عبثيا
- الحرب الحقيقية في فلسطين وعلى أرضها


المزيد.....




- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- ليبيا.. سيف الإسلام القذافي يعلن تحقيق أنصاره فوزا ساحقا في ...
- الجنائية الدولية تحكم بالسجن 10 سنوات على جهادي مالي كان رئي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم ابراش - التضليل في شعار (الإسلام هو الحل)