أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - قادري أحمد حيدر - المقاومة الفلسطينية بين البطولة والنقد الخائن 1, 2 من 3















المزيد.....



المقاومة الفلسطينية بين البطولة والنقد الخائن 1, 2 من 3


قادري أحمد حيدر

الحوار المتمدن-العدد: 8152 - 2024 / 11 / 5 - 10:24
المحور: القضية الفلسطينية
    


المقاومة الفلسطينية .. بين البطولة و النقد الخائن


( ١ ـ ٣)



سقط القناع ..
عرب أطاعوا رومهم ..
عربا وباعوا روحهم ..
عرب .. وضاعوا
سقط القناع عن القناع
سقط القناع ....

محمود درويش




من أوائل ستينيات وسبعينيات القرن الماضي – يمكن قبلها – بدأت تطل علينا كتابات ودراسات معمقة حول الأسطورة والبطل والبطولة، وعلاقة البطل بالواقع وبالأسطورة، في التاريخ وفي التراث، انتقلت بعدها للدراسات النقدية الأدبية، وإلى الشعر والرواية، حول البطل في الرواية، ومع أوائل الثمانينيات – ويمكن قبلها – ظهرت وانتشرت كتابات تتناول هذه المفاهيم والقضايا من وجهة نظر علم النفس الاجتماعي، وعلم النفس التحليلي، وغيرها من مباحث علم النفس، وقدمت بحوثاً ومشاريع أبحاث / كتب، حول ظاهرة البطل وعن الأسطورة من وجهة نظر علم النفس ، وأصدر المفكر الأستاذ/ علي زُيعور مع بداية العام 81-1982م، مشروعه النظري الفكري في التحليل النفسي حول: "البطولة والنرجسية في الذات العربية"، دراسات ومشاريع أبحاث تبحث بصورة علمية نقدية عقلانية وواقعية منهجية حالة وظاهرة البطل والأسطورة وعلاقتها بالذات العربية، وهناك كتب عربية وأجنبية عديدة في هذا الاتجاه نذكر منها: "فلسفة الأسطورة" لـــ"اليكسي لو سيف" ومن اطلاعاتي هناك كتابات عديدة حول "البطل في الرواية" وفي السياسة التحررية المقاومة وأصدر سيد القمني كتابه "الفكري/ السوسيولوجي التاريخي التراثي عن وحول "الأسطورة والتراث"، والحديث يطول حول هذا المعنى، وليس مكانه هذا المقام. وجميعهم من خلفيات معرفية وفكرية وسياسية واجتماعية مختلفة ، كانوا يحاولون كشف واكتشاف ما هو أعمق للصلة بين البطل والأسطورة في الواقع، وفي تاريخ الشعوب، دراسات ومباحث معرفية فكرية منهجية تقف خلفها قيم معرفية فكرية ، وقبل ذلك مسؤولية أخلاقية وأدبية تحرص على عقل القارئ معافى، وعلى تنمية وعيه وفكره الاجتماعي والثقافي والسياسي والإنساني، باتجاه حركة التقدم الاجتماعي التاريخي ، حتى يكون للنقد قيمة ومعنى معرفي وتعليمي وتربوي وإنساني، من خلال النقد المركب" و"النقد المزدوج"، حسب تعبير المفكر الاجتماعي والإنساني، د. عبدالكبير الخطيبي"، الذي ابتدع مفهوم "النقد المزدوج"، ليوسع فضاء مساحة الرؤية لمفهوم ومعنى النقد، وله كتاب تحت هذا العنوان.

نقرأ من خلال جميع تلك النماذج التي ما تزال الذاكرة تحتفظ بها، أو ببعضها معنى النقد كمسؤولية معرفية واخلاقية وأدبية، ودور النقد في تنمية المعرفة، والفكر والإنسان معاً، من خلال نقد الذات، ونقد الآخر، ونقد الواقع في تفاصيله ومعطياته كما هو، ضمن رؤية كلية ابداعية نقدية شمولية ، وليس على حساب مصادرة الحقائق والوقائع كحالنا مع البعض من الكتاب، الذين يستلون النص / النصوص، العبارات والكلمات والمفاهيم من متونها ليختزلوها في أسطر وعبارات يعلقونها على مشنقة نقدهم الأيديولوجي والسياسي الخاص بهم، وضمن مشاريعهم السياسية وكله باسم النقد، حيث نجدهم ينتزعون الأفكار والعبارات والمفاهيم بعد فصلها عن سياقها الذاتي والموضوعي والتاريخي، حول الأسطورة والبطل والنرجسية ، ومفهوم القطيع كما هو عند غوستاف لوبون ""سيكولوجية الجماهير" أو عند المفكر السوسيولوجي، مصطفى حجازي في كتابه "التخلف الاجتماعي مدخل إلى سيكلولوجية الإنسان المقهور"، وتلكم هي مشكلتنا مع بعض الكتابات التي تحاول أن تقول من خلال هذه الجمل والعبارات والمفاهيم الانتقائية المفصلة على مقاسهم الأيديولوجي/ الذاتي، والمفصولة عن سياقها المعرفي والفكري، والموضوعي /التاريخي ليقولوا من خلالها كل شيء، وهم حقيقة لا يقولون شيئاً له معنى وعلى صلة بالنقد، أو ما يفيد على مستوى تنمية المعرفة والفكر، وترقية الذوق الإنساني، لأن القصدية السياسية والأيديولوجية الفجة الخاصة بهم هي كل همهم، لأنهم ينطلقون من عقلية تصفية حساب مع مشاريع وأفكار وقضايا، من خلال "دوجما"، مسبقة، باسم الحرية الفكرية المفتوحة التي تروج له الآلية الأيديولوجية والسياسية والإعلامية الغريبة الاستعمارية ، التي ينحصر كل شغلها ليس في نقد مقاومة حركات التحرر العالمية، بل والعمل الحثيث والدؤوب للحرب عليها وتصفيتها، كتابات همها كله مختزل في توظيف الأبعاد المعرفية المختلفة بعد إدماجها في طاحونة الأيديولوجية الرأسمالية في طابعها الصناعي العسكري، الذي يخدم رأس المال المالي، أي المجمع الصناعي العسكري، والمالي، الذي يقف اليوم بوضوح، وعلناً في وجه كل حركات التحرر الوطني العالمية، بما فيها حركة المقاومة الفلسطينية وتشتغل معها جوقة واسعة من الإعلام العربي المتصهين، ومن الكتبة الملحقين بهم ، وهو طابور إعلامي كبير يشتغل موظِّفاً كل المعطيات المعرفية والفكرية والإعلامية والخبرية، والنفسية لتدمير روحية الإنسان المقاوم، وإضعاف حضور، فكرة المقاومة في الواقع؛ واستبدالها باسم "السلام"، الذي يعني في السياق الصهيو/ الأمريكي، الاستسلام للمشروع الاستيطاني الاستعماري الغربي الذي يحرسه الكيان الصهيوني، وما يحصل في الأرض الفلسطينية / غزة من "حرب إبادة جماعية"، في طريقها للانتقال إلى لبنان المقاوم ، يقول هذا المعنى بوضوح، متوسلين خطاباً ثقافياً شبه ناعم باسم الحرص على حقن الدم الفلسطيني الذي حسب زعمهم تتحمل مسؤولية سفكه المقاومة "المغامرة"، في كل مكان في العالم وفي القلب منها فلسطين، المقاومة من أجل الحرية وتقرير المصير، الذي يرفض ولا يقبل المشروع الصهيو/ أمريكي، في مواجهته بأقل من "حرب الإبادة"، على طريق التطهير العرقي والتهجير القسري، والجرائم / المجازر متعددة الاسماء التي ترتكب في كل لحظة وساعة، في ظل صمت دولي، وعربي مشارك في استمرار جرائم حرب الإبادة، وفي مناخ الدم والنار، والخراب الذي يذكرنا بجحيم القيامة، الذي يصنعه الاحتلال والغرب الاستعماري، على الأرض الفلسطينية، هناك من يتقدم لنا بخطاب كلامي إنشائي فارغ من المعنى، عن وحول قضية فلسطين ومقاومته خطاباً يتباكى بدموع التماسيح على الدم المسفوح، والأرض المحروقة والمنهوبة، ومستوطنات لا يتوقف عن بنائها الصهيوني ولا تراها العين الناقدة للمقاومة، وكله باسم الدفاع عن فلسطين من مقاومة عبثية مجنونة مغامرة تسببت بكل هذه الإبادة الجماعية، لأنها من أطلقت شراره السابع من أكتوبر 2023م، خطاب مراوغ واستسلامي تجاوز حد الخيبة حتى يمكننا تسميته بالنقد الخائن، لأنه يتكامل ويتوحد مع النقد الصادر عن الإعلام الصهيو/ أمريكي، نقد هدفه فقط إدانة معنى المقاومة بحد ذاتها كفكرة ومعنى بعد تحميلهم المقاومة سبب كل الخراب والدمار في الأرض الفلسطينية واللبنانية، فكل تاريخ حركات التحرر العربية عندهم هي نكبات، ونكسات وانكسارات متواصلة ما كان لها أن تكون لولا جنون فكرة المقاومة المغامرة، التي لم تدرس حسابات الحقل العسكري الصهيوني الأمريكي بحسابات القوة المعدومة لديهم، أي لدى المقاومة، وهو نموذج لخطاب انهزامي يحمل عدته الكلامية الإنشائية ليروج أن لا طريق لحل القضية الفلسطينية سوى "السلام"، عبر التسويات التفاوضية التي يرضى بها المحتل، بل و يقدمها المحتل، والصورة تحكي عن نفسها أمامكم في صورة ما يجري بوضوح على شاشات التلفزة العالمية. ذلك أن إيقاف حرب الإبادة مرهون بالاستسلام الكامل ورفع الراية البيضاء، والذي يعني استكمال الاحتلال لما تبقى من الأرض وفق مشاريع الخرائط العلنية التي قدمها نتنياهو أمام العالم ومن على منصة الأمم المتحدة، واليمين الصهيو/ أمريكي في إسرائيل واللوبي الصهيوني في أمريكا لا يتوقف إعلان خطابه في هذا الاتجاه.

خطابات شعاراتية من موقف كاره للمقاومة الفلسطينية، ليست أكثر من عبارات وتعبيرات تقول كل شيء، وعن كل شيء إلا عن الحق الفلسطيني والعربي، الذي لا طريق ولا خيار أمامنا للوصول إليه سوى السلام، عبر الترجمة باللغة العبرية الصهيو/أمريكية.
نقد خائن لروح فكرة النقد، مترجم من العبرية الاستيطانية، إلى اللغة الانجليزية الوظيفية الاستعمارية، بعد إخراجها في صورة عربية خائنة لروح معنى النقد، وللدور القومي والإنساني للغة العربية وللفكر.

نحن أمام خطاب إنشائي كلامي مغطى بقشرة خارجية من الموضوعية الزائفة، خطاب مهمته الجوهرية نشر ثقافة الهزيمة باسم الدفاع عن الحق الفلسطيني، دفاع عن الشعب الفلسطسيني من مقاومته الدينية "التكفيرية"، ولا حديث عن الاحتلال وجرائمه ومجازره، لأنه خطاب قد حسم أمر خياره بأن المقاومة المغامرة هي من سببت كل هذا الخراب والدمار ، بما فيه "حرب الإبادة"، هذا ما يقوله خطابهم ليس ضمناً بل وصراحة، وإن تم تغطيتها بسلوفان الدم الحار النازف من القلب الفلسطيني، وثمنه بيع القضية الفلسطينية بالمجان، عبر ما سُمِّي"صفقة القرن"، وعند هذه اللحظة يلتقي ويتوحد الخطاب الصهيو/ أمريكي الاستعماري، مع خطاب الإعلام العربي المتصهين، ومعهم ملحقهم من الكتبة الذين بكتاباتهم تستكمل حلقات محاولة تصفية القضية الفلسطينية من خلال تشويه وتدمير معنى المقاومة كفكرة وقضية، حتى لا يبقى للقضية الفلسطينية في الواقع أي معنى يدل عليها، سوى أنها جريمة بحق الشعب الفلسطيني!!.

ومن هنا حديثهم المجرد والعمومي والإطلاقي عن عقل عربي مهزوم، ومجتمعات عربية مريضة نفسياً، كلام إنشائي مجرد من أي معنى معرفي وفكري وثقافي تاريخي، يفتقر لأدنى صدقية وواقعية، خطاب مفصول عن الحقائق والوقائع كما هي، ومفصل على مقاس أيديولوجيتهم السياسية الخاصة، ولذلك يلجأ البعض لشعارات أيديولوجية مغطاة بكلمات ناعمة عن السلام، بدون رؤية، وعن التفاوض، بدون محددات، وعن الحق الفلسطيني على أن يكون ذلك بعيداً عن المقاومة المجنونة والعبثية والمغامرة، مع أن أي درس وبحث أولي بسيط جدي وممرحل حول تجربة التفاوض التي قبل بها الرئيس عرفات مع الكيان الصهيوني منذ "اوسلو"، قادته إلى حصاره وتجويعه في مقر إقامته حتى قتله مسموماً، عملية تفاوض هي إلى الحرب أقرب، ولا صلة لها بمعنى التفاوض الندي، تجربة تفاوض توسع معها الاستيطان والمستوطنات التي نهبت بقوة الحديد والنار، حتى لم يتبق من الأرض الفلسطينية شيءٌ له معنى.

تفارض لا يستطيع معه رئيس السلطة الفلسطينية التحرك من منزله إلى مكان آخر إلا بأمر من الأمن الصهيوني، بعد أن صارت الضفة الغريبة سجناً كبيراً أمام حركة الفلسطينيين، مقطعة الأوصال، ومع ذلك لم يقبل الكيان الصهيوني إلا بكل الأرض مقابل لا شيء حقيقي على الأرض، بعد رفض الكيان الصهيوني "المبادرة العربية" التي قدمها الملك عبدالله وهي الحد الأدنى من السقف السياسي التفاوضي، والتي تقول "الأرض مقابل السلام"، طارحين وفارضين أن شرط بقاء الفلسطيني حياً هو مقابل كل الأرض، هذا ما يعلنه نتنياهو وكل الشعب/ الجيش الصهيوني، وبعد كل ذلك يأتي البعض من الكتبة ليعلم الفلسطينيين أن التفاوض هو الخيار الأمثل والأسلم إن لم يكن الوحيد للوصول للحق الفلسطيني!!

نحن إذاً أمام خطاب أيديولوجي/ سياسي، يلجأ لانتزاع المفاهيم والعبارات والنصوص من متون وسطور الكتب بعد فصلها عن سياقها الموضوعي والتاريخي، في محاولة لترويج فكرة خطأ مقاومة المحتل، القوي والقادر والمقتدر، وهذه هي خلاصة قولهم، مع تركيزهم على أن بداية الكوارث الراهنة إنما بدأت مع جريمة حرب السابع من أكتوبر 2023م، ضد الصهانية المدنيين، وبدون سابق إنذار ولا عدة جاهزة للمقاومة، ومن هنا تحميلهم السابع من أكتوبر 2023م، المسؤولية، لأن الحق في المقاومة عند بعضهم مرتبط بالقدرة، مختزلين مفهوم القدرة بالسلاح، وليس بالحق ، والقوانين الدولية ، وبالإرادة والإصرار على مراكمة فعل المقاومة في الواقع، وبهذا المعنى من الخطاب تتحمل المقاومة كل المسؤولية عن كل ما يجري، بما فيه مسؤولية المقاومة عن توسع حرب الإبادة كما يرى البعض، وبذلك، وبسبب هذه المقاومة المغامرة، أضعنا ما تبقى لنا من أرض في فلسطين، وهو خطاب يشرعن أيديولوجياً وسياسياً واعلامياً لاستمرار الاحتلال وجرائم حرب الإبادة، إذا لم تتوقف المقاومة عن عبثها ومغامراتها وجنونها بحق الشعب الفلسطيني ، وهو ذات ما يقوله الخطاب الصهيو/ أمريكي، بل وعتاة اليمين الصهيوني المتطرف!!.

حيث نجد أنفسنا أمام خطاب ينطلق من بعض الكلمات والعبارات والمفاهيم بل ومن بعض الوقائع والحقائق، ليس لقراءتها في سياقها الموضوعي والتاريخي، لتقديم قراءته حولها، بل ليحولها إلى نقطة وقاعدة انطلاق لبث ونشر خطاب الهزيمة وتصوير أن المقاومة إما مستحيلة، أوهي في كل الأحوال هزيمة مسبقه قائمة ومطلقة في الواقع، وهنا يكمن بؤس بل وخطر مثل هذا الخطاب، لأنه كما تقول مفرداته ومعطياته وتعبيراته، هو أن تاريخ حركة التحرر الوطني المعاصر، إنما هي نكسات وهزائم متواصلة ولا نقطة ضوء تحررية انتصارية فيها، ومن أن جمال عبدالناصر، - وأمثاله - هو عنوان للفشل والعجز والهزيمة، ومن أن السادات وهو الذي حول النصر العسكري العظيم في السادس من أكتوبر 1973م، إلى هزيمة سياسية وقومية كبرى، هو البطل القومي وصانع "السلام"، في المنطقة، السلام الذي نتجرع مراراته وويلاته حتى اللحظة في كل المنطقة العربية، وهنا بيت القصيد، وخلاصة القول في مثل هذا الخطاب .. خطاب يحاول اغتيال أبطال المقاومة حتى بعد قتلهم من قبل الكيان الصهيوني، الذي حولهم بالاغتيال إلى حالة أسطورية رغماً عنه، وهذا ما يقوله بعض اتجاهات الإعلام الغربي، ونموذج ذلك البطل الأيقونة، يحيى السنوار، الذي تكيل له مثل هذه الكتابات الشتائم والتجريح تساوقاً مع الخطاب الصهيو/ أمريكي، والخطاب الإعلامي والسياسي الغربي المتصهين كما تطالعنا به بعض الفضائيات العربية الملحقة بالعجلة الأيديولوجية والسياسية الاستعمارية، في محاولة نشر وتعميم ثقافة الهزيمة، ولذلك يسارعون في نقد كل أمل في انتصار المقاومة في الميدان على العدو الصهيوني في هذا الموقع أو ذاك، مع فارق حجم القوة والتسليح بين الطرفين، حيث الحرب يشترك فعلياً فيها كل الغرب الرأسمالي الاستعماري، وليس الكيان الصهيوني منفرداً، وهو ما تقوله حقائق ووقائع ما يجري اليوم على الأرض، ليس من حيث الدعم اللوجيستي والعسكري بالسلاح وبالمال، بل والمشاركة الفعلية في حرب الإبادة الجارية.

لقد تحولت المقاومة في فلسطين ولبنان، في خطاب هذا البعض إلى خرافة وإلى وهم مرضي/ سيكوباثي وتصويرهم أن حركة التحرر المقاومة في صيغتها الإسلامية، بأنها تنشر وتعمم اللاعقلانية، والمذهبية والطائفية، ومن أنها تصيب المجتمع بالعصابية، وتمزيق النسيج المجتمعي، مع أن ما يجري يقول إن العدوان الصهيوني وجرائم حرب الإبادة الجماعية، إنما عمقت أكثر من وحدة المجتمع، ومن مساحة حضور الفعل المقاوم بعد أن أكدت التفاف الحاضنة الاجتماعية والمجتمعية حول المقاومة، وجعلت العالم الديمقراطي غير الرسمي، في الجامعات العالمية، وفي المدن والشوارع الاوروبية، يقف علنا وبوضوح في صف المقاومة الفلسطينية.

إن الأمر الذي يكشف بعد وملامح العداء للمقاومة أي مقاومة تحررية في مثل هذا الخطاب، هو تعريضه وتجريحه بكل تاريخ حركة التحرر الوطني العربية المعاصر، ولذلك بدأ وظهر جمال عبدالناصر في خطابهم رئيساً غير ديمقراطي ، مستبد، فاشل وعاجز، هو سبب كل النكسات والهزائم، تبدى وظهر معها الشهيد البطل يحيى السنوار، "بأنه مهزوم ومذل.. زعيم مهزوم ومهان مثلنا. قراءة هي مصادرة على المطلوب، تريد أن تقول كل شيء فاسد ضد حركة التحرر والمقاومة في الأمس واليوم، حد ملاحقتهم المقاومين إلى القبور والعبث بأسمائهم وتاريخهم بلغة استعمارية، بعد تفصيل نقدهم الخائن على مقاس حلم الخطاب الصهيو/ أمريكي.

متجاهلين عبدالناصر الثورة، عبدالناصر ومقاومة العدوان الثلاثي ودحره والانتصار على ما تبقى من المشروع الاستعماري القديم، الفرنسي/ البريطاني، قافزين على عبدالناصر وتأميم قناة السويس 1956م، لصالح الشعب المصري كله، واستعادة أموال الشعب المنهوبة واستكماله تحرير السيادة الوطنية، على أرضه واقتصاده الوطني، عبدالناصر المعادي للاستعمار ، عبدالناصر الإصلاح الزراعي لصالح الفلاحين الفقراء ،عبدالناصر ودوره السياسي الكبير منذ أواخر الخمسينيات وبداية الستينيات في بلورة مشروع رؤية حركية تنظيمية للشعب الفلسطيني تضم جميع أبناء الشعب الفلسطيني، ليقوموا بدورهم في التحرير والاستقلال، وكانت ثمرته بعد انتهاء فترة الزعيم أحمد الشقيري، في إعلان "منظمة التحرير الفلسطينية" في العام 1964م، ومساهمته في تشكيل "حركة فتح"، ودعمها سياسياً وعسكرياً، وخاصة مساهمته في تشكيل قوات "العاصفة" عام 1965م. عبدالناصر الذي كان ضمن قوام الجيش المصري خلال نكبة 1948م، وبهذا المعنى كانت فلسطين كـــ قومي عربي وتقدمي حاضرة في عقله وفي وجدانه، كما أن عبدالناصر هو مهندس حرب الاستنزاف التي لولاها لما كان انتصار السادس من أكتوبر 1973م، لأنه من أعاد بناء الجيش المصري بعد هزيمة يونيو 1967م.

عبدالناصر الذي وصل للسلطة فقيراً ورحل عنها وهو أفقر من لحظة وصوله إلى السلطة بشهادة الاستخبارات الأمريكية والغربية، وبدون أي شبهة فساد اقتصادي، عبدالناصر الداعم لثورة اليمن، ولحركات التحرر الوطني العالمية في أفريقيا وأسيا، عبدالناصر الذي يقول عنه د. أبوبكر السقاف، هو الذي جعل "الدور المصري قومياً عربياً، ولم يكن يوماً مصرياً، وقد أرتقى بحركة الضباط الأحرار اليمنيين إلى مستوى النضال ضد الرجعية والاستعمار، ووضع اليمن الجمهوري في مواجهتهما داخل شبه الجزيرة العربية بكل ما تعنيه للامبريالية والأنظمة العربية التابعة فيها، كانت مصر المحاربة للاستعمار رافعة الحدث اليمني، ولولاها لظل محاولة من المحاولات في سلسلة الإنتفاضات والانقلابات اليمنية", انظر، د. أبوبكر السقاف،" الجمهورية بين السلطنة والقبيلة في اليمن الشمالي",ص ٣٩, هذا ما يقوله، السقاف، الماركسي، عن مصر في ظل عبدالناصر، وهو الذي وجه نقدا فكريا وسياسيا قاسيا للرئيس عبدالناصر، ولنظامه السياسي، في معرض قراءته الفكرية والسياسية النقدية، قال السلبيات في بعد السلطة السياسية، وتحدث بإعجاب الناقد المفكر عن الإيجابيات، وهي التي تغطي مساحة حكمه القصير، ولكنها العظيمة في تاريخ حركة التحرر الوطني العربية، هذا هو النقد والناقد الموضوعي، هذا هو النقد المزدوج، الذي ينمي المعرفة ويراكمها، وهو النقد الذي تحدث عنه ،المفكر، عبدالكبير الخطيبي، في مفهومه "للنقد المزدوج"، وليس النقد السياسي الخائب، والخائن، كما هو مع بعض الكتبة، المتوحدين بعجلة الأيديولوجية الاستعمارية ولذلك يقفز النقد الخائن على هذه الجدلية الإبداعية في النقد، ويتجاهل الوجه الآخر العظيم للنقد، الذي بدونه لا تكون ولا تكتمل العملية الفكرية النقدية، ولذلك يتجاهل مثل هذا النقد الأيديولوجي/ السياسي، أن عبدالناصر، هو أبرز مؤسسي "عدم الانحياز والحياد الإيجابي" عام 1955م، وقس على ذلك.

إن خطل وبؤس مثل هذه القراءة ليس بريئاً، هي قراءة سياسيةصرفة لاصلة لها بالفكر، ولا بالتاريخ، مهمتها تصفية حساب ليس مع المقاومة الفلسطينية بل ومع كل تاريخ حركة التحرر الوطني والقومي، وجمال عبدالناصر، على رأسها، ولا أدل على ذلك من تمجيد السادات، الذي أخرج مصر من دائرة الدور والفعل القومي، في مقابل تشويه صورة رموز حركة التحرر الوطني العربية.


KadriHaider: قادري أحم حيدر

المقاومة الفلسطينية .. بين البطولة والنقد الخائن

( ٢ ـ ٣)


المثقفون – في الغالب –هم من أهم قوى التغيير في المجتمع، وهم حملة مشعل التنوير، والمقاومة للاستبداد الداخلي، والاستعمار الخارجي، وهم لذلك أبداً في صف المقاومة والتحرر الوطني، بالضرورة في كل الأحوال، بصرف النظر عن موازين القوة والقوى لصالح المستعمر على الأرض، لا يبنون رؤاهم وخياراتهم الفكرية ولا يحددون مواقفهم السياسية العملية والكفاحية على أساس من هذه الخلفية العسكرية في موازين القوة لوحدها كأساس وحيد، لأن هناك، حسب قول ديفيد هيرست "اختلال مزدوج في التوازن"، اختلال لا يتوقف عن إعادة إنتاج نفسه لصالح المقاومة صاحبة الأرض، "لأن نقطة الضعف الأساسية في مشروع فرض دولة يهودية واحدة من النهر إلى البحر تكمن في الجغرافيا فضلاً عن الديمغرافيا. فهذه التجربة لا تجري في نقطة نائية من العالم، بل وفي قلب العالم الإسلامي والعربي، وبالتالي فإنها لن تنجح"، والكلام لديفيد هيرست. ذلك أن مثل هذا الصراع وفي هذا العصر لا تحسمه موازين القوة العسكرية الوحشية، هذا لمن يفهم!!، ولا مكان هنا للكتبة المعادين للمقاومة، ولحركة التحرر الوطني، أقصد الكتبة الذين انحصر همُّهم في الكتابة المكرسة في نقد المقاومة، وتشويه صورتها قصداً أمام عدوان وحشي نازي، يقف خلفه كل الغرب الرأسمالي الاستعماري، عدوان وصل حد تهديد قائمة طويلة من أعضاء الكونجوس، وهو أعلى مؤسسة تشريعية ودستورية وقانونية في أمريكا، في رسالة مكتوبة ضد أعضاء محكمة الجنايات الدولية، إن هي حاولت الاستمرار في إصدار قرار جلب لرئيس وزراء الكيان الصهيوني، وغيره من مجرمي حرب الإبادة، قائلين بلغة تهديد فاضحة: "إذا استهدفتم إسرائيل فسوف نستهدفكم"، وسنوجه لكم عقوبات قاسية !! إلى هذه الدرجة وصلت مشاركة أمريكا في حرب الإبادة في فلسطين، حد تكميم أفواه أعضاء محكمة الجنايات الدولية، وترهيبهم، والتي لم تتمكن حتى اللحظة من إصدار قرار جلب تنفيذي لمجرمي الحرب المدانين بقرار من محكمة العدل الدولية، ومن غيرها من المؤسسات الحقوقية والقانونية الدولية، بتهم ارتكاربهم جرائم حرب إبادة وجرائم ضد الإنسانية، في غزة!!
ومع هذا، يصر بعض الكتاب والسياسيين العرب جرياً على منوال بعض الفضائيات العربية، على تحويل المقاومة إلى خرافة وإلى وهم، ومن أنها هي سبب كل الجرائم الواقعة على الشعب الفلسطيني!!

وفي هذا السعي الأيديولوجي والسياسي والإعلامي لإدانة المقاومة والتحريض عليها، يلجأ الإعلام الغربي الاستعماري، ومعه أو ملحق به الإعلام العربي المتصهين، ومعهم جوقة الإعلام الأيديولوجي/ السياسي من الكتبة العرب، إلى تجريد المقاومة والمقاومين من أي معنى للبطولة والفروسية، على طريق نيل الاستقلال وتقرير المصير.

لقد راكمت المقاومة الفلسطينية بالدم الحي، وطيلة ستة وسبعين عاماً – هذا، ناهيك عن تاريخ المقاومة قبل ما يسمى بـ"النكبة" – تاريخاً من التضحية والفداء والبطولة، تذكرنا بتاريخ الفعل الأسطوري في بعض سياقاتها الذاتية والإنسانية، تاريخ صنعه ويصنعه مجد مقاومتهم ضد أبشع استعمار استيطاني في التاريخ العالمي، حتى تحولت بعض هذه المواقف واللحظات في تاريخ المقاومة إلى حالة/ حالات بطولية أسطورية في بنية التاريخ السياسي والاجتماعي والوطني الفلسطيني.

وبهذا المعنى فقد تحول عبدالقادر الجزائري وعمر المختار الليبي، وعبدالناصر في مصر ، وعز الدين القسام، وعبدالنبي مدرم، وعبود، وبدر في جنوب اليمن، إلى رموز وطنية تحررية بطولية بعد رحيلهم بدون شغل البروبجندا الإعلامية الحكومية الرسمية، بطولة صنعها مجدهم المقاوم فقط.

إن الأسطورة، بعيداً عن مفهومها وتعريفها النظري، هي اليوم فعل بطولة، فعل مقاومة، في مواجهة المحتل، وفي مواجهة من يعادون فعل المقاومة ضد المحتل بذرائع وحجج واهية، منها عدم الموازنة في العدة والعتاد بين المقاوم وبين المحتل، ومنها أنه بإمكانية الحلول التفاوضية السلمية مع المحتل – كما سبقت الإشارة – أن تصلنا للغاية بدون المقاومة المسلحة "وعسكرة الانتفاضة"، حسب تعبير البعض، ومنها أن "العين لا تقاوم المخرز"، فالاختلال الجذري في موازين القوة والقوى بين الفلسطينيين، والكيان الصهيوني ومن خلفه أمريكا والدول الغربية الاستعمارية: "حلف الاطلسي" و"الاتحاد الأوروبي"، تجعل من الانتصار عبر المقاومة البدائية خرافة وعملاً عسكرياً مليشاوياً يغامر بالإنسان وبالأرض الفلسطينية، لصالح إيران كما يقولون!!

وفي هذا السياق أقول لبعض القيادات المحسوبة على اليسار، والإتجاه القومي اليساري، وهم هنا قلة قليلة، ومعهم الكتبة الملحقون بالآلة الأيديولوجية والإعلامية التطبيعية مع دولة الكيان الصهيوني، إنه حتى لو انكسرت وانهزمت المقاومة الفلسطينية واللبنانية أمام وحشية وهمجية ونازية العدوان، في صورة حرب الإبادة القائمة المؤقت، فإن ذلك لن يغير من حقيقة أن هذا عدوان وحرب إبادة وجرائم إبادة ضد الإنسانية! هكذا سيتكلم العقل القانوني والحقوقي والتاريخي الإنساني.

قطعاً، الإنتكاسة والإنكسار في الفعل المقاوم أمام نازية ووحشية القوة الاستعمارية لن تكون فحسب انتكاسة للقضية القومية العربية، بل ولكل ما تبقي من قيم اخلاقية وقانونية وإنسانية، يتعذر معها على أي إنسان سوي وطبيعي، ويمتلك ذرة من القيم الاخلاقية والقومية والإنسانية أن يقف في صف هكذا خيار وانتصار، كحالنا مع البعض من المحسوبين على اليسار هنا أو هناك، الذين – مع الأسف – وكأنهم يراهنون على إعادة إنتاج التجربة المأساوية الأمريكية الشمالية مع السكان الأصليين فيها، في فلسطين المحتلة اليوم.

أعرف وأرى وأشاهد بالملموس أن النظام العربي المتصهين قد حدد خياره ليس بعدم دعم المقاومة عسكرياً ومالياً، بل وبالعداء الفاضح لها كفكرة وقضية وخيار، وهذا أمر مفهوم بالنسبة للأنظمة التابعة؛ على أن غير المفهوم وغير المبرر، أن قيادات أحزاب محسوبة على الحركة الوطنية اليمنية تصطف مع الخيار المضاد للمقاومة بحجة العداء لإيران، ومن أن بعض هذه القوى المقاومة مدعومة من إيران، أو هي أدوات للمشروع الإيراني. وقد أتفق جزئياً وحتى كليا على المستوى النظري، مع بعض من هذا القول، ويبقى السؤال: هل المطلوب أن ندين ونعادي المقاومة؟!, والسوأل : مرة ثانية؛ أين صوتك ضد النظام السياسي العربي الرسمي المتصهين والذي يبيع ويشتري بالقضية الفلسطينية من عقود طويلة؟!

أين خيارك السياسي القومي في مواجهة التطبيع ومن التوجه السياسي الجدي لتصفية القضية الفلسطينية عربياً؟!

التي يحكي عنها العالم، وتسرب الوثائق الرسمية في هذا الاتجاه على الأقل موقف نقدي مزدوج ذات ما نراه في الموقف من التدخل الإيراني في القضية القومية العربية، نقد فكري وسياسي واضح للدور التدميري والمتواطئ للنظام السياسي العربي الرسمي تجاه القضية الفلسطينية الذي لولاه لما كان التوحش الصهيوني والحضور الإيراني والتركي في منطقتنا!!

إن النظام السياسي العربي المتصهين يمنع ويقمع قيام أي تظاهرات أو احتجاجات جماهيرية داعمة للشعب الفلسطيني بل وبعضهم، حسب قول د. عزمي بشارة، في مقابلة مع تلفزيون " العربي", يمنع حتى رفع العلم الفلسطيني!!

هل بعد كل ذلك انحطاط سياسي، وعداء علني رسمي للقضية الفلسطينية ولمقاومته التي يحاصرها بالتآمر عليها، وهي الوثائق التي كشفها الكاتب الأمريكي (وودورد) في كتابه "الحرب"، أي الحرب على فلسطين / غزة.

ليس مطلوباً منك المقاومة العسكرية، كما هو ليس مطلوباً ذلك من النظام السياسي العربي التابع، لأن المطلب الوحيد صار هو مطلب الصمت الإيجابي بأن لا تحرض ضد المقاومة، وكما يبدو أن ذلك ليس ممكناً!!

ليس مطلوباً من النظام السياسي العربي التابع المقاومة العسكرية على ضخامة الجيوش العربية عدة وعتاد، لأنها مخصصة إما للاستعراض في المناسبات المختلفة، أو القمع وتدمير إرادة شعوبها التواقة للحرية والاستقلال والتنمية.

هذه الجيوش والأجهزة الأمنية والاستخبارية التي تستهلك أكثر من 40 % من ميزانيات هذه الدول أكثر من ميزانية: التعليم، والصحة، والعمران، والخدمات الاجتماعية العامة!! وغالبيتها تذهب لصالح جماعات الفساد السياسي، والفساد الاقتصادي. والسؤال: لماذا تصرف هذه الميزانيات الخيالية على الجيش/ الجيوش، وعلى أجهزة الأمن، إن لم يكن الدفاع عن القضية الفلسطينية على رأس أوليات هذه المهام؟!

ورسالتي هنا للذين يتحدثون عن الاختلال الجذري في موازين القوة والقوى العسكرية، بين المقاومة، وبين الكيان الصهيوني ومن يقف خلفه، أن عليهم أن يمعنوا النظر، ويتركوا جانباً تنظيرهم البائس والفارغ من المعنى عن الاختلال في موازين القوة، ويفسروا ويشرحوا للناس، كيف أن فصائل مقاومة فلسطينية ولبنانية وبعدة وعتاداً بسيطين يقاومون ويواجهون ولأكثر من سنة، خامس جيش في العالم، وبمشاركة أمريكية أوروبية، جيش يمارس أعمال قتل وحشية وجرائم إبادة، وجرائم ضد الإنسانية، مخالفة لكل القوانين الدولية، وأكدت هذه المقاومة المحاصرة والوحيدة بقدراتها المحدودة جداً، أن تقول إن هذا الجيش الصهيوني يقهر في القتال كل يوم، وينتصر فقط في القتل والتدمير وحرب الإبادة.. هذا وحده يجعلنا نعيد النظر في موقفنا من المقاومة المخذولة حتى من قول كلمة حق فيها وفي كفاحها الأسطوري، ممن يفترض أنهم محسوبون على اليسار!!

البطولة الأسطورية الفلسطينية تحديداُ، ومعها المقاومة اللبنانية اليوم لا تصنعها المختبرات الإعلامية الرسمية ولا كتابات المثقفين قليلي الحيلة اليوم، بل يصنعها فعل المقاومة الأسطورية على الأرض، الذي حول البطل المقاوم إلى أسطورة دون قصد أيديولوجي، بطولة مضمخة بفعل الفداء والتضحية.. بطولة يصنعها الدم القاني الذي يعيد رسم خريطة فلسطين والمنطقة بما يتوافق وحقائق التاريخ والجغرافية والديمغرافية، الدم الحي في صورة الصمود الأسطوري الذي أذهل العالم كله، طيلة أكثر من سنة، مؤكدين أن العين تقاوم المخرز، وتنتصر، وهي من حولت السردية الفلسطينية إلى قضية عالمية إنسانية، وإلى فعل بطولة وإلى أسطورة، سيعاد تدريسها في المدارس والجامعات، وإعادة إنتاجها في الأدب السياسي والفني والجمالي كأروع ما تكون القصيدة والرواية واللوحة التشكيلية، والمسرحية.

إن الكتابات المنحازة للمقاومة والداعمة لها، ليس بإمكانها صناعة فعل بطولة أسطوري كما ليس بإمكان الكتابة المنحازة ضد المقاومة، وتصب في خدمة الطرف الآخر، الصهيو/ أمريكي أن تلغي فعل البطولة والأسطورة الفلسطينية، باعتبارها نتاج الفعل المقاوم ولا حتى التقليل من ذلك الفعل البطولي. حاولوا أخيراً، كما تقوله الصورة مع البطل الشهيد، يحيى السنوار، فجعلوا منه من خلال صورتهم / صورته التي سربت عنه، ليس إلى بطل بل وإلى أيقونة مقاومة ستحكي عنها الأجيال، وليس كما تقول الكتابة المأجورة، إن الصورة أظهرته مذلاً ومهاناً، وكلما أمعنوا في تشويه صورة البطل في المقاومة، ورمزيته كلما ضاعفوا من حضورها ورصيدها في الواقع وفي الوجدان وفي المخيال الوطني والقومي والإنساني. اليوم تظهر صور السنوار في معظم ساحات التظاهرات العالمية، إلى جانب صور "جيفارا"، وكذلك غيره من الشهداء الأبطال إسماعيل هنية، وحسن نصر الله.

البطولة والأسطورة الفلسطينية اليوم هي فعل مقاومة من لحم ودم، بطولة وأسطورة ساهم في صناعتها وترويجها وتعميم حضورها دون قصد واعٍ، إعلام الإجرام الصهيو/ أمريكي. بطولة وأسطورة هي اليوم بصدد التحول إلى سرديات في الأدب السياسي والفني، في الشعر وفي القصة وفي المسرحية وفي الرواية، رغماً عن الخطاب الأيديولوجي المضاد والمعادي للمقاومة.

الرواية التي كتب بداية خاتمتها بالدم الشهداء الأبطال جميعاً وسيواصلون كتابتها، وقد كان الشهيد يحيى السنوار قد بدأ بكتابة سرديته الروائية وهو في السجن، في روايته التي أتمنى أن تنشر قريباً، إلى جانب بعض ما أنتجه كتابياً في قلب تجربته مع السجن النازي، بعد أن حول السنوار وغيره، السجن الصهيوني الكابوسي إلى مدرسة وكتابة، تعلم خلالها اللغة العبرية، واطلع سراً على مئات الكتب، طيلة (23 سنة)، هي عمر اعتقاله الأخيرة، وهذا بحد ذاته فعل مقاومة، فعل أسطورة، فعل مقاومة لمن لا يعرف معنى الأسطورة الفلسطينية.

إن يحيى السنوار الذي يقلل البعض منه، ويسعى إلى تشويه صورته نيابة عن المستعمر، بعد أن أعفى المستعمر من جرائمه، لم يسعَ يوماً لسلطة، إنسان فقير صنعته تشردات النزوح في المخيمات ومناطق اللجوء المختلفة داخل الأرض الفلسطينية، إنسان بسيط من قاع المجتمع، غير مهووس بالنظريات ولا يجيد تعريف معنى "البطولة"، ولا المفاهيم النظرية المركبة والمعقدة لمعنى الأسطورة، ومع ذلك تحول الواقع الفلسطيني الصلب على يديه، ومن كفاحه ومقاومته ورفاقه، إلى بطولة وأسطورة.

يوم 24 أكتوبر 2024م، كتب الباحث الفلسطيني الإشتراكي/ واليساري د. عزمي بشارة مقالة قصيرة عنوانها: "الصورة والأسطورة في مواجهة الموت"، ومما جاء فيها التالي: "وظهرت صورة السنوار يرمي الطائرة المسيرة بعصا، بعد أن استخدم ما في جعبته من رصاص وقنابل يدوية في اشتباك مع جنود لم يخطر ببالهم أنهم يواجهون من يخيفون باسمه أطفالهم. كانت هذه صورة الملثم المنهك والجريح الذي يواجه مع رفيقيه مصيره المعروف سلفا، مقاتلاً في منزل هجَّر الاحتلال أصحابه مثل جيرانهم وأهل مدينتهم. نسف ما نقلته الصورة كلَّ ما دأب الاحتلال على ترويجه عن القيادي الذي يمضي الحرب مختبئاً في الأنفاق، راهناً حياته بحياة الرهائن. وأطلقت المواجهة الأخيرة واستقبال الموت برباطة جأش، العنان لخيال الناس وربما سوف يركِّبون على الأسطورة أساطير".

وهكذا هي البطولة والأسطورة في التاريخ: تبدأ من حكاية فعل عادية نبيلة واستثنائية/ فوق العادة، لتتحول في المخيال الشعبي، وعبر تراكم الفعل المقاوم إلى فعل بطولة وإلى أسطورة.

إن البطولة الفلسطينية يوم السابع من أكتوبر 2023م، هي من أسقطت أسطورة "شعب الله المختار"، والخرافة التوراتية، وهي من كسرت هيبة ومكانة "الجيش الذي لا يقهر"، ومن جعلت الرحلات المكوكية لرؤساء الدول الغربية لا تتوقف إلى دولة الكيان الصهيوني، خوفاً عليها، ولمدها ليس بالدعم السياسي والاستخباراتي بل والعسكري والمالي والدبلوماسي وتغطية سماء غزة، بالطائرات الأمنية والاستخبارية عالية التقنية بحثاً عن المقاومين واستكشافاً للأنفاق!!

في تقديري، لا يحتاج الفلسطيني واللبناني المقاوم إلى من يتحدث عنهم كأبطال، هم بذواتهم ومواقفهم وأفكارهم المقاومة فعل البطولة المتحدي للمحتل، وهم من حولتهم مقاوماتهم في وعي الناس ووجدانهم وفي الواقع إلى أبطال ونماذج كفاحية خالدة.

مقاومون لم يدر في خلدهم أنهم أبطال، بل ولم يفكروا بذلك، كل همهم وفعلهم انصب على فعل المقاومة المجرد من أي حديث أو كلام، أو تمنيات ذاتية، هم أبطال لأنهم يكافحون في شروط مستحيلة، كان مطلوباً من هذه الشروط المستحيلة أن توصلهم إلى الاستسلام الخائب، عفواً، الخائن، والمذل، لهم ولشعوبهم فأبوا إلا أن يكونوا هم أنفسهم حتى استشهادهم النبيل، الذي تحول في وعي الشعب إلى رمز للبطولة، وفي عقل كتبة مروجي الاستسلام الخائن إلى فعل مرضى نفسيين، وخرافة قادهم إليها جنون المقاوم الحالم بالتحرير والتحرر بدون عتاد يوازي عتاد المستعمر/ المحتل، وهم يعلمون أن الجيوش العربية مجتمعة أجبن وليس أضعف من حيث القوة، والسبب ارتهانها وتبعيتها للاستعمار الأمريكي الجديد، من خلال الأنظمة العربية المتصهينة.

الأنظمة التي تسمح اليوم في ظل جرائم حرب الإبادة، وقرارات المحاكم الدولية بإدانةالكيان الصهيوني، ومن يتعاون معه، تسمح بمرور الغداء والدواء، بل وتسمح أكثر بمرور السفن المحملة بالسلاح لدولة الكيان الصهيوني، لاستكمال جرائم حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني واللبناني، في الوقت الذي ترفض ذلك دول أجنبية!!

ما يمكنني قوله إن استشهاد يحيى السنوار وهو يقاتل في معركة غير متكافئة وجريح، بعد أن لم يتبق أمامه لمواجهة الطائرة المسيرة سوى العصا التي توسلها وسيلة مقاومة في مواجهة مسيرة حربية، تلاحقه، هذه الصورة الرمزية هي التي جعلت من استشهاده فعل بطولة أسطورية، فعل البطولة الذي تحول على يد الكاتب الصحفي، حسين الوادعي،
إلى فعل عاجز ومهزوم حيث كتب : "لقد مات السنوار مهزوماً ووحيداً ومطارداً ومعزولاً وعاجزاً عن الهرب أو حتى رفع يديه في لحظاته الأخيرة".

لاحظوا كيف تحول خطاب نقد، المقاومة والمقاوم في مداد أقلامهم الخائبة والخائنة إلى أداة قتل أبشع من رصاص وقنابل وصواريخ المحتل.

إننا مع هذا الخطاب أمام خطاب تشفٍ وكراهية بلا حدود، ومثل هذا الخطاب هو الذي يحتاج فعلاً إلى علاج نفسي ليعود لسويته الأخلاقية والإنسانية
خطاب فاقد لأدنى شروط الإحساس بالتعاطف مع حالة ضعف إنساني، بعد أن فقد المقاوم المدافع عن أرضه كل قدرة على الحركة والفعل أمام وحشية محتل يمارس فعل القتل، بعقل بارد وضمير غائب.

وهنا يلتقي القاتل الصهيوني، والقائل / الكاتب العربي، رمز الكتابة الخائنة، الذي لم يجد ما يجمعه ويوحده بالمقاوم يحيى السنوار، سوى أن يراه قتيلاً، والفرحة تغطي حروف وسطور كلماته البائسة.

لم يقل أحد يوماً أن لا خيار إلا المقاومة المسلحة، فقد دخل عرفات – كما سبقت الإشارة – للسلام من باب الحوار والمفاوضات، حتى كانت "أوسلو"، التي رفضها الكيان الصهيوني وحوصر عرفات، بل وكل الشعب الفلسطيني، بعد أن حولت الضفة الغربية إلى كانتونات ومعازل مقطوعة عن بعضها البعض.

حتى حماس دخلت حلبة الحوار والمفاوضات في قلب حرب الإبادة القائمة، ورفض الكيان الصهيوني، مبادرات جميع الوسطاء بما فيها مبادرة الرئيس الأمريكي "بايدن"!!

ألم يقبل الرئيس عباس بكل شروطهم بما فيه رفض الكفاح المسلح، وتحويل السلطة الفلسطينية إلى "منسق أمني"؟ بلى! ومع ذلك لم يقبل طرف الكيان الصهيوني بكل التنازلات الخطيرة والكارثية التي قدمها الرئيس عباس!!

ليس لدي ملاحظات أو اعتراض على الرأي في نقد المقاومة وتبيان قصورها وأخطائها من أي مكان صدر، حين يكون رأيا وموقفاً يستند إلى حقائق ووقائع تسنده وتعزز فكره وحججه الناقدة، شريطة الالتزام بالحد الأدنى من أدب الحوار، ومن القيمة الاخلاقية والإنسانية، ومسؤولية الكتابة، لأن الخطاب السابق كرؤية وموقف من لحظة قتل واستشهاد حسن نصر الله، ويحيى السنوار يدل على أننا أمام خطاب ثأري انتقامي، خطاب كراهية، ليس فيه ما يوحي ويدل على أننا أمام رأي وموقف في مواجهة رأي وموقف آخر، وكأن بعض الكتبة العرب تقمصوا ليس فكر المستعمر، بل وروحه ووجدانه الوحشي الاستعماري. هذا ما يقوله النص الذي أمامكم، ولكم العودة إلى مجمل النص، المكتوب المشحون بالحقد والكراهية لكل مقاومة تحررية مهما تذرع وتوسل هذا الخطاب، في بعض السياقات كلمات وتعبيرات توحي بأنه حريص على الدم الفلسطيني، وعلى الأرض الفلسطينية، وهو ما ستجدونه في المقالة الصحافية للأخ/ حسين الوادعي، تحت عنوان: "لماذا يحولون الزعامات الفاشلة إلى أبطال.. قراءة في أوهام الذات المهزومة"، ومن هنا ملاحظتي التي أوردتها في معرض تقديمي أو عرضي للنص/ الفقرة الذي كتب كما هو.

والحقيقة أن مثل هذا الخطاب تمتلئ سطوره بما يشبه هذا المعنى من الخطاب الحاقد والخائن لفكرة النقد، هذا فقط كنموذج للموقف الأيديولوجي/ السياسي ليس المنحاز للخطاب الصهيو/ أمريكي، بل والذي يسعى للتفوق عليه من موقع وموقف بعض اتجاهات الكتابة العربية التابعة، كدليل اثبات ولاء ووجود، وتحلل من أي قيمة وطنية وقومية واخلاقية وإنسانية.

مقالة أو كتابة هي جمل اعتراضية، واستعراضية بغطاء ثقافي إنشائي لا معنى لها، إذا أردت وحاولت قراءتها ضمن سياق فكري موضوعي تاريخي، كتابة تقول لك بوضوح إنها أحكام أيديولوجية سياسية مسبقة حشيت حشواً في عقل هذا الكاتب أو ذاك، يتمنطق/ يتمنطقون بها على وسائل التواصل الاجتماعي "ثقافة المعلومات"، " الانترنت",التي جعلت كل شيء متاحاً ومباحاً، وهذا ليس نقداً أو رفضاً لدور منصات ووسائل التواصل الاجتماعي، لأن هناك فوائد عظيمة ونبيلة لها في حياة الناس اليوم، على أنها تجعل الغث والسمين، الصالح والطالح، في مستوى واحد، وتجعل الكتابة/ الكلام لا تحكمها ضوابط العقل النقدي وليس الرقابة الأمنية التي ما تزال حتى ضمن وسائل ووسائط التواصل الاجتماعي الرأسمالية المعاصرة تفرض ظلها الكئيب علينا، بعد أن صارت العديد من مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي الكبيرة: (فيس بوك)، (×)، (انستجرام)....إلخ تحلل وتحرم ما يجب أن ينشر أو ما هو صالح للنشر، على مواقعها ومنصاتها. ومن هنا استمرار الرقابة الأمنية على الكتابة ولو في حدود معينة، بعد أن صار الكثير مما يكتب دعماً للمقاومة وضد الكيان الصهيوني، يتم حجبه ومنعه علنا وأمام الملأ، تبقى معه الكتابة المدافعة عن الحرية، والعدالة الاجتماعية وعن المقاومة هي التي تتحرك ضمن أضيق الحدود، لصالح نشر الكتابة المضادة للمقاومة، ولحركة التحرر الوطني في العالم.


يبدو أن الإعلام الصهيو/ أمريكي، يتأسف كثيراً على نشره صورة اللحظات الأخيرة في حياة يحيى السنوار، مقاومته حتى استشهاده النبيل، بعد أن ساهم الإعلام الصهيو/ أمريكي في ترويج صورة بطولية نادرة لا علاقة لنا ككتاب منحازين للمقاومة بها.



#قادري_أحمد_حيدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد المساح إنسان فوق العادة
- الثورتان اليمنيتان سبتمبر وأكتوبر الحلقة الثانية 2-2
- جدلية السياسي والتاريخي في الثورة اليمنية 1-2
- اليمن التاريخ والهوية الحلقة الأخيرة 4-4
- لمناسبة 8 مارس اليوم العالمي للمرأة الحلقة الأولى 1 -2
- لمناسبة8 مارس يوم المرأة العالمي الحلقة الثانية والأخيرة
- اليمن التاريخ والهوية 3-4
- اليمن التاريخ والهوية الحلقة 2-4
- عن الكتاب والدولة العميقة والثورة
- النظام العربي المتصهين مشارك بالصمت في حرب الإبادة ضد الشعب ...
- فصل المقال في القضية الفلسطينية وفي التطبيع
- - حقيقة التطبيع من السادات الى محمد بن سلمان الحلقة الثانية ...
- حقيقة التطبيع من السادات الى محمد بن سلمان 1-2
- الاستقلال الوطني 30 نوفمبر 1967م، وتحدياته
- المقاومة الفلسطينية في مواجهة حرب الإبادةوالتهجير والعنصرية
- القضية الفلسطينية على مذبح التصفية السياسية والعسكرية
- ثورة 14 أكتوبر بين الكفاح المسلح والتسوية السياسية 2-2
- الرعيل الأول من المثقفين اليمنيين وانقلاب 1948 )(4-4)
- ثورة 14 أكتوبر 1963 بين الكفاح المسلح والتسوية السياسية 12
- الرعيل الأول ص المثقفين اليمنيين وانقلاب 1948 3-4


المزيد.....




- بعضها بشعار FBI.. انتشار معلومات مضللة عن الانتخابات الأمريك ...
- أولًا بأول.. نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية بين هاريس وترا ...
- -حزام الشمس- و-الجدار الأزرق-.. ما السيناريوهات المحتملة لفو ...
- انتخابات أمريكا.. تعليق التصويت في 5 مراكز في جورجيا بسبب -ت ...
- لماذا اختارت كامالا هاريس جامعة هاورد في واشنطن لقضاء أمسيته ...
- مسؤول أمريكي: البيت الأبيض فوجئ بقرار إقالة وزير الدفاع الإس ...
- إقالة مفاجئة لوزير الدفاع.. نتنياهو: -الثقة تآكلت- وغالانت ي ...
- أكثر من ثلث الأمريكيين يعتقدون أن دعم إسرائيل غير ضروري لمست ...
- اكتشاف الثقب الأسود -الأكثر شراهة- على الإطلاق
- استطلاع: 70% من الأمريكيين قلقون من خطر العنف بعد الانتخابات ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - قادري أحمد حيدر - المقاومة الفلسطينية بين البطولة والنقد الخائن 1, 2 من 3