عادل ندا
الحوار المتمدن-العدد: 1780 - 2006 / 12 / 30 - 12:18
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
أيها الإنسان هل تتحالف من أجل الحقوق أم تتحالف مع القاهر الظالم المستبد السارق بالإكراه؟
أيها الإنسان هل تفعل ما يمليه عليك ضميرك أم ما يمليه عليك الآخرون؟
أيها الإنسان هل لا تفعل ما يضر الآخرين لأنك إنسان, أحسن تربيته الأخلاقية كإنسان, أم خوفا من القانون والعقاب؟
وبغض النظر عن نوعية هذا القانون أو مصدره!
أيها الإنسان هل عندما نختلف نحتكم الى التفاوض والإقناع وبالحسنى, أم نحتكم الى القوة والبطش والعدوان؟
واللى مش عاجبه يخبط رأسه فى الحيط! أهذا هو الإنسان؟
يقول بعض محللى التاريخ ان الظلم قد تكون له وظيفة. فلولا الإستعمار وإستغلال الشعوب الفقيرة, ونهب ثرواتها, لما تقدم الغرب هذا التقدم العلمى الحالى.
التكنولوجيا تقدم طبيعى صنعه الإنسان الإنسان ويحتكره اللا إنسان.
وسنظل نحن شعوب دول العالم الفقيرة المستضعفة نشترى التكنولوجيا المسموح بها فقط,, وبأعلى الأسعار.
الأرض حلبة من الصراع, كغابة البقاء فيها للأقوى. يقول مدربى المصارعة والملاكمة ,ليس من المهم الكلب الذى فى الحلبة لكن مدى القتاليية فى هذا الكلب.
ويظل مليارات من البشر فى زمن التقدم المزعوم, يعانون الجوع والمرض والفقر, بسبب أن السيد الفهلوى القوى يمارس العبودية على الإنسان. يمارس العبودية ليس فقط على المساكين من دول العالم الفقير, بل أيضا على شعوبه التى يستعبدهم بالقانون, والتى يلقى لها الفتات وبالديون. ليجمع هو المليارات ويستسمر فى الشركات عابرة القارات المستغلة بالإبتزاز.
هل النظام الذى يحتكر بتحويل ما يسرقه الى ندرة مصطنعة نظام إنسانى ومقبول؟
نطالب بإقتصاد إنسانى تحكمه الإنسانية وليس هوى الفاسدون.
أيها الإنسان اللا إنسان انت تسرق كل ما تستطيع سرقته وتحوله وبالقانون (قانونك) الى ندرة لمزيد من المكاسب والسرقات.
هذا هو النظام.
هذا نظام خانق.
نظام خانق وممنوع على المخنوق فيه أن يدافع عن حياته. أو حتى البوح بما يختلج فى النفوس من آلالام.
ما هذا القهر أيها القاهرون وإلى متى؟
حتى لو كان تاريخ البشرية كله تاريخ من القهر, فهذا لا يبرر الظلم وإستمرار القهر.
فلتستيقظ أيها الإنسان. وليسقط القاهرون.
هذة صرخه للإنسان الإنسان وفى وجه الإنسان اللا إنسان.
وصرخه للإنسان الإنسان.
أفيقوا!
يقول التاريخ أن العدوان والإختراق له إتجاهان.
وقبول العدوان والإستسلام له أيضا عدوان.
قبول القهر ظلم للنفس وظلم للظالم الإنسان.
لا بد ان تعوا ما تفعلون.
السؤال هو, مع من يتحالف الإنسان الإنسان ؟
الإنسان اللا إنسان يتحالف مع اللا إنسان لمزيد من السرقة وقهر الإنسان.
حكومات تدعى الديمقراطية تتحالف مع عصابات تخنق وتنهب شعوبها بالنيابة, تحت دعوى مساندة الشرعية.
وحكومات تدعى الشرعية تتحالف مع عصابات دولية تدعى الشرعية والحرية لتمارس حرية نهب الشعوب.
شرعية السرقة وبالقانون. وحتى لو كانت ضد القانون. لو مش عاجبك نقتلك أو نسجنك. لانك ضد الشرعية. ولما نتزنق نعدل القانون وبالشرعية.
والدكتاتور اللى ما يعجبناش يبقى غير شرعى ونغيرة بدكتاتور شرعى.
الشرعية والحرية والديمقراطية على هوى الغاصبون.
لا تقل شرعية بل قل قهرية.
يا أحرار العالم إتحدوا وكفانا ظلام.
الإنتماء للإنسانية الأم, لايختلف عليه إلا الإستثناءات, والإستثناءات ستدعم الإحساس بالوحدة الإنسانية. والظالم هوالإستثناء.
ظالم من الظلام.
الجاهل الظلامى هو من يصنفك ويعتبرك عدوا, بسبب إنتماءك, أو وجهة نظرك, أو لونك أو عرقك أو ثقافتك أو دينك أو طبقتك الإقتصادية والإجتماعية أو أى إختلاف.
نوركم يهل علينا من أفواه بنادقكم وحاملات الطائرات.
ما هذا الصلف والعجرفة. العجرفة ليست الكبرياء.
العدو من إعتدى وتعدى على حقوق الآخر. العدو من العدوان. العدو من العداء. العدو هو المنافس الذى يتخطى الخط الفاصل بين التنافس الشريف الحر وبين العدوان. تخطى يؤدى الى الإذاء, وعن عمد.
كيف تفعلون ما تفعلون, ولماذا؟
ومن أعطاكم حق العدوان.
الشرعية الدولية!
الشرعية الدوليةالتى يسيطر عليها القوى ليست شرعية!
أنا الخصم والمشرع والقاضى والجلاد.
تطلبون النقد البناء. كيف أنقد جحافل جيوشكم المنتشرة فى كل المعمورة للإرهاب.
أحقا تحاربون الإرهاب أم تكرسون للإرهاب؟
تفاوض تحتتهديد السلاح! إما القبول وإما القتل والتجويع!
العمى الإجتماعى هو عدم رؤية الآخر كآخر حر منفصل عنك وعن تصوراتك. أنتم احرار فى بيوتكم.
لا تفسدون حياتنا فى بيوتنا, بتصوراتكم العمياء وتحت دعوى محاربة الإرهاب ونشرديمقراطيتكم العرجاء.
عمى الثقافات هو تبرير الخلافات, بإختلافات الثقافات كالفكر والدين والعرق. الخلاف الحقيقى هو بين السارق والمسروق.
الإنسانية فريق واحد حر.
نعم فعالية الفريق تعتمد على درجة التعاون ومستوى الثقة و فعالية الإتصالات ومستوى التماسك والإنتماء ووضوح وملائمة الأهداف. إذا ماهى الاهداف التى تتعاونون مع المرتزقة والمختلون عقليا لتحقيقها. ما هى الحقيقية إن كنتم بشر أسوياء؟
نضج الفريق تحدده درجة الوعى ومستوى القبول والقدرة على التكيف والإحساس بالعدل ومدى الإقتناع بالاهداف المعلنة. هل ما تمارسونه هو العدل؟ نحن نعى انكم سبب البلاء.
أداء الفريق هو المحصلة النهائية للعمل الفردى والعمل الجماعى معاً. كل عضو فى الفريق مسئول عن النتائج النهائية التى يحققها الفريق. فالمسئولية مسئولية جماعية. لا بد ان نقف فى وجهكم الظالم لاننا كبشر مسئولون عن ما يحدث للفريق الإنسانى الكبير. أتريدون النفط بلا قانون. أنسيتم قانون حرية البيع والشراء؟ النتائج النهائية التى تسعون اليها هى إغتصاب الأرض والكرامة الإنسانية والعرض وبلا حياء.
الثقة هى الاستعداد لتقبل المخاطر للإعتقاد فى قدرات ومهارات ودوافع ودرجة تكامل الآخرين.
من هذا الذى يثق فيما يفعل ما تفعلون؟
التماسك البشرى هو الإحساس بالوحدة التى تربط الأعضاء إختيارياً.
الإنتماء هوية تدفع الى الإلتزام بتحقيق الأهداف.
الهدف الإنسانى الأول هو القضاء على الظلم والقهر ووقف العدوان.
الإتصالات الفعالة فى الفريق, هى التواصل فى العلاقات البناءة بالإنفتاح والوضوح والصراحة ، وتبادل المشاعر.
هذة هى مشاعرنا فأين صراحتكم وباقى مشاعركم اللا عدوانية إن كنتم شرفاء؟
الإنسانية فريق واحد وأنتم الغرباء.
أنتم الإستثناء.
أسحبو جيوشكم قبل فوات الأوان.
ولتكن قاعد إنسانية جديدة ممنوع إنتاجه أو بيع أو اصطحاب السلاح أو حمله, يا إنسان.
تناقشون قانون الإعدام وتعدمون الآلاف كل يوم بالأنانية واللا إنسانية وبتجارة السلاح!
هذا هو نقدى البناء.
هذه رسالة الإنسان.
هذه هى الإنسانية.
الإنسانية
الإنسانية صفاء وجداني عقلي. الإنسانية أخلاق. الإنسانية ضياء. الإنسانية علم يطلب الحق, يطلب الحرية, الجمال, الكرامة, المعرفة, الحب, البناء ويطلب العدل. الإنسانية تدفعنا دوما في اتجاه التطهر. الإنسانية لا تسمح بإلحاق الأذى بالغير ولا تسمح بسلب حرية الغير. فحرية غيري نور تنطلق فيه حريتي المبصرة. الإنسانية هي ضابط الحرية الاصلى، هي الضمان ضد سوء استخدام الحرية، ضد سلبيات الحرية. الإيمان العميق الصادق بالإنسانية، يمنحنا القوة لمواجهة الجدران الكثيفة اللا إنسانية. الإنسانية هي الفعل الإرادي. والإرادة هي العنصر السيادي في البشر. الإنسانية حالة وعي وإرادة. الإرادة الواعية، هي التي تجعل من التوتر مادة تغيير. وإذا لم نمتلك الوعي الحقيقي بالعالم، سنضل الطريق. وإذا امتلكنا الوعي، ولم نمتلك الإرادة الواعية، فإننا سنكون أهل للشقاء. الشقاء يدفعنا لأن نقول إن حياتنا بلا معنى، سلبية أو شريرة. وأصل الشقاء هو أننا لا نمتلك الإرادة الواعية. إرادة الإنسان المقاتل الحر.
الحب الانسانى يبدد الظلمات، يضعنا في النور ويوسع دائرة النور. الحب علاقة ارتباط عميق بالعالم. ارتباط لا يلغي الانفصال, فالانفصال موجود, والاتصال موجود؛ لكن الاتصال أقوى. الاتصال حب. الاتصال فعل حرية، فعل انفتاح، انفتاح كائن على كائن، تحرر كائن بكائن. الحرية هي معنانا الوجودي. البطولة حب. والحب حرية. الحرية تمنح الفرد شهادة ارتباطه بالعالم، بالله المطلق. هي العبادة الحقيقية، هي صلاة الإنسان. هي الدين الحق، هي الدين المتفوق على كل ظرفية. الحرية هي أم كل دين، وهي وظيفة كل دين. بالحرية نتصل اتصالا أعمق بالله، بالكون، بالآخرين؛ بأنفسنا بدون عدوانية, بحب, بإنسانية.
الظلام عدم ينتظر النور. والحرية النور. نحن نمتلك حريتنا إذا قاومنا العدم, قاومنا الظلام وقاومنا عبوديتنا. "العبد" أداة يستخدمها "عبيد", لصنع عالم العبودية. فالذى لا يعترف بالآخر وبحقه في الحرية هو عبد, عبد لفرديته. لن يكون لوجودنا الفردي معنى إلا إذا تطابق مع وجود العالم. وهذه المطابقة هي بطاقة انتمائنا الانسانى للعالم.
الجماعة هى أفق حريتنا وليست مقبرتنا. أفق الآخر يمنحنا الفرصة للفعل الحر الجميل المبتهج بالحب. الجماعة الإنسانية تمارس حريتها بانفتاحها على أفرادها. هذا الانفتاح هو انفتاح الفرد، بالفرد، على الفرد. وبالانفتاح نتجدد، كما بالانغلاق نتقوقع ونموت. الإنسانية خروج الفرد من ذاته، خروج بالتحرر بواسطة فعل حب يفتح وجوده على وجود غيره. الإنسانية حب للنفس, حب بعلم والذي يحب نفسه بإنسانية، يحب الخير. فالإنسانية هي حرية الإرادة الواعية المحبة للخير.
إشباع الحاجات ممارسة للحرية، لكنه يصير ممارسة عدوانية إذا توهم أحدنا إن الوجود حق قاصر عليه وحده. السعادة مرتبطة بالجمال. السعادة والجمال والحرية والعدل وقائع مترابطة. هذه الوقائع المترابطة كلها نشأت من واقع الحب.
بناء عالم واحد أجمل هو الهدف السامي للوجود ، الهدف الذي يمنح الوجود معنى يستحق الحياة. وفي العالم الأجمل، الذي نشارك في إبداعه، في العالم الذي نتوحد فيه توحدا عميقا, في هذا العالم، ستكون الطمأنينة أعمق. سيكون السلام أعمق. ستكون الحياة بهجة حقيقية. ستتعزز الطمأنينة الفردية بالطمأنينة والعدل الجماعي.
على الحاضر أن يصنع تفوقه الخاص به. وعلى الحاضر أن يناضل ضد محاولات تقييد حركته. علينا أن نرفض أن لاى شيئ بخلاف انسانيتنا الحق في الهيمنة. علينا أن نصنع حاضرنا. نصنعه بقرارنا نحن، بإرادتنا نحن، باحتياجاتنا نحن، وبمفاهيمنا الانسانية.
عادل ندا
#عادل_ندا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
