|
نظرة من الداخل المأزق الحقيقي للحرب الاميركية --الاوكرانية ضد روسيا الاتحادية:: الدليل والبرهان.
نجم الدليمي
الحوار المتمدن-العدد: 8152 - 2024 / 11 / 5 - 00:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ان الراسمالية كانت ولا تزال مشعلة للحروب غير العادلة ضد الشعوب والانظمة الرافضة لنهجها العدواني والحروب غير العادلة شكلت وتشكل احد الاساليب القذرة لتصريف جزء من ازمة نظامها المازوم بنيويا وكذلك العمل على الاستحواذ لثروات الشعوب و يعد هذا النهج اللاشرعي واللاقانوني مخالف للقانون الدولي.
ان الارث العدائي من قبل الغرب الامبريالي بزعامة الامبريالية الامريكية وحلفائها المتوحشون ضد الشعب الروسي ،الشعب السوفيتي للمدة 1917-1984ثم العداء ضد روسيا الاتحادية باستثناء المدة 1985--1999 فترة حكم غورباتشوف العميل الامبريالي ويلسين المخمور دائما كانت فترة (( ذهبية)) للغرب الامبريالي ،إذ تم تفكيك الاتحاد السوفيتي للمدة 1985--1991 وتحت غطاء ما يسمى بالبيرستويكا الغارباتشوفية و كذلك تم اضعاف روسيا الاتحادية وبشكل مرعب ومخيف وكارثي لجميع القطاعات الإقتصادية والاجتماعية والمالية... باستثناء السلاح النووي الروسي وتم تخريب ذلك بشكل منظم ومدروس من قبل الغرب الامبريالي ومؤسسات الحكم الدولية ،فالمافيا الروسية سيطرت على القطاعات الانتاجبة والخدمية والمالية والاعلامية وباسناد من عملاء النفوذ والطابور الخامس والليبراليون المتوحشون والدراويش في السلطة الروسية وتشابكت مصالح قوى اقتصاد السوق المافيوي (اقتصاد الظل) مع مصالح المتنفذين في السلطة التنفيذية تحديداً مما جعل روسيا الاتحادية خلال فترة حكم يلسين المخمور دائما من احدى دول الأطراف باستثناء السلاح النووي وتحولت إلى سوق لتصريف ما يسمى بفائض الانتاج الذي لم يعد صالح للاستهلاك في غالبية انواع السلع المستوردة ،الغذائية والدوائية....ان فترة حكم يلسين المخمور دائما و هو من عملاء النفوذ.. كانت من الفترات المظلمة في تاريخ روسيا الاتحادية القديم -- الحديث.
ان اميركا وحلفائها والناتو وبروكسيل لم يقتنعوا بوضع روسيا الاتحادية وما وصلت اليه من خراب ودمار اقتصادي واجتماعي وثقافي وعسكري ( باستثناء السلاح النووي) حتى تم طرح فكرة ان روسيا الاتحادية لا تحتاج إلى جيش مسلح بالاسلحة الحديثة وكذلك بخصوص العدد حتى طرح الليبراليون الروس من امثال يغور غايدار وجوبايس وغافريل بوبوف وبوربولوس وكوزوروف...بان يكون عدد افراد الجيش الروسي نحو 250 الف عسكري ( في حين تحتاج روسيا الاتحادية اليوم مالا يقل عن 3 ملايين عسكري وبسلاح حديث)وهذا يكفي لتأمين امن روسيا الاتحادية لان لا يوجد عدو خارجي لروسيا الاتحادية وفق منطق الليبراليون الروس. من عملاء النفوذ والطابور الخامس....
في عام 2007 ،وفي مؤتمر ميونيخ طرح الرئيس الروسي فلاديمر بوتين فكرة اقامة نظام التعددية القطبية الذي يقوم على اساس مبدأ المساوات والنفع والمصلحة المشتركة وعدم التدخل في الشوون الداخلية وان احادية القطب الواحد قد فشلت في قيادة العالم....وكان خطاب بوتين غير مقبول من قبل الإدارة الاميركية وحلفائها ومن هنا بدا التنافس بين الغرب الامبريالي بزعامة الامبريالية الامريكية وغطرستها وعدوانيتها من جهة وبين روسيا الاتحادية التي تريد إعادة دورها ومكانتها في المجتمع الدولي وتعزيز السيادة والقرار الوطني لروسيا الاتحادية.
ازاء ذلك خططت قوى الثالوث العالمي والحكومة العالمية وحلفائهم...بالقيام بانقلاب حكومي في اوكرانيا في شباط عام 2014 ووصول القوى النازية والنيونازية للحكم في اوكرانيا بروشينكو كرئيس لاوكرانيا ،ثم تم دعم واسناد واشنطن ولندن وبون وباريس والناتو وبروكسيل لزيلينسكي المتهم بتعاطي المخدرات كرئيس لاوكرانيا وان يبدأ الحرب الاوكرانية --الروسية ضد جمهورية دانيسك ولوغانسك اللتي بدأت مباشرة بعد الانقلاب الحكومي في اوكرانيا ولا تزال مستمرة لغاية الآن.
لقد ارتكبت الادارة الأميريكية وحلفائها خطا كارثي من المراهنات الخاطئة حول الوضع في روسيا الاتحادية من خلال استمرار الحرب ضد روسيا الاتحادية وهذه الحرب سوف تؤدي إلى انهيار العملة الوطنية لروسيا الاتحادية الروبل ،انهيار اقتصادي ،تذمر الغالبية العظمى من المواطنين الروس ضد النظام الحاكم في موسكو ، التعويل على (( حلفاء واصدقاء)) اميركا في المجتمع الروسي وغير ذلك .ان جميع هذه المراهنات قد فشلت بل الذي حدث هو العكس تماما لروسيا الاتحادية والقيادة الروسية.
لقد قدمت اميركا وحلفائها والناتو وبروكسيل كل اشكال الدعم المالي والعسكري للنظام النيونازي الحاكم في اوكرانيا وهذا الدعم لم يغيير واقع ومجرى الحرب على الارض ،وتجري الحرب الآن لصالح روسيا الاتحادية.
كان من المقررة في 9--12 ان يتم لقاء في المانيا ويحضر كل من بايدن وماكرون وشولز ورءيس وزراء بريطانيا الحالي وبحضور زيلينسكي من اجل مناقشة الحرب الاوكرانية --الروسية وكان من اهم بنود المناقشة هي تقديم الصواريخ متوسطة المدى وبعيدة المدى لضرب العمق الروسي وقبول اوكرانيا في حلف الناتو وغيرها من النقاط الاخرى وإذا فجاءة لم يحضر بايدن لأسباب (( الاعصار...)) وبنفس الوقت لم يحضر بلينكين وزير الخارجية الاميركية...وبهذا فشل عقد الاجتماع في المانيا لان بدون حضور اميركا فان دول الناتو لا تستطيع ان تتخذ اي قرار حول اوكرانيا هذا المازق الاول .
اما المازق الحقيقي والثاني ،هو عدم حضور بايدن وبلينكن لم يكن نتيجة الصدفة اصلا لان حضورهم يعني معالجة مشكلتين اساسيتين وهما:: اعطاء او عدم اعطاء الصواريخ متوسطة المدى وبعيدة المدى وقبول اوكرانيا في حلف الشياطين، حلف الناتو وهذا ان تحقق يعني عمليا اشعال الحرب الكونية النووية وبالتالي لم يحضر بايدن وبلينكن للقاء في المانيا وتحت مبررات عديدة ومنها الاعصار، الانتخابات الرئاسية في اميركا...؟.
المازق الحقيقي الثالث ،في حالة قبول اوكرانيا في حلف الناتو يعني ووفق المادة 5 من بنود حلف الناتو يعني الدفاع عن اوكرانيا وهذا يؤدي إلى اشعال الحرب الكونية النووية ،وقبولها في حلف الناتو وعدم الدفاع عن اوكرانيا يعني هذا اضعاف لدور ومكانة حلف الناتو على الصعيد الدولي.
نعتقد، ان الحل الوحيد والجذري للخروج من هذا المازق الخطير هو الاستجابة لتحقيق اهداف العملية العسكرية الروسية الخاصة وانهاء الحرب الاميركية-- الاوكرانية ضد روسيا الاتحادية ولا يوجد حل اخر وفي حالة اطالة امد الحرب يعني اختفاء اوكرانيا من الخارطة السياسية والجغرافية وضمها لروسيا الاتحادية وفق المنطق التاريخي وهذه حالة خاصة اوجدها الغرب الامبريالي بزعامة الامبريالية الامريكية وحلفائها.وهنا ينطبق المثل الشعبي المعروف ياحافر البير ....)))).
اكتوبر -2024
#نجم_الدليمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حول ظاهرة المتسولين في المجتمع
-
اوربا التبعية --العبودية:: الدليل والبرهان
-
وجهة نظر::حول مستقبل اوكرانيا
-
تناقضات وازمة الوضع الدولي وخطر تفاقمها وانعكاسها على شعوب ا
...
-
حول المغامرة في اقيلم كورسك الروسي
-
: حول التضخم النقدي
-
أين يكمن السر ؟
-
, هل هناك من يصدق ! ما يحدث للشعبين الفلسطيني واللبناني و هم
...
-
حول النهب الخطير لثروة الشعب العراقي:: الدليل والبرهان
-
لمصلحة من يتم اطالة امد الحرب الاميركية-- الاوكرانية ضد روسي
...
-
مقايضة الحرب الاوكرانية-- الروسية
-
الاشتراكية هي النعيم والراسمالية هي الجحيم:: الدليل والبرهان
-
حول معاهدة بيلوشوفسكيا بوشا
-
حول خطر تنامي التناقضات في الاقتصاد والمجتمع الاميركي:: الدل
...
-
فشل فاعلية السلاح الغربي الدليل والبرهان
-
حول الديقراطية البرجوازية --بريطانيا انموذجا
-
تفاقم واشتداد المشاكل الإقتصادية والاجتماعية في المجتمع العر
...
-
حول العيد اللاوطني
-
حول خطر تفاقم واشتداد الوضع في منطقة الشرق الأوسط وانعكاس ذل
...
-
اوربا وعودة الفاشية النازية
المزيد.....
-
ماذا يحدث إذا تعادل ترامب وهاريس في الانتخابات الرئاسية الأم
...
-
المئات من المحليين ينضمون إلى تنظيف آثار عاصفة قاتلة في إسبا
...
-
الانتخابات الرئاسية.. هاريس تتعهد بالوحدة وترامب يعد بالإنقا
...
-
تشبثا بالأرض.. عائلة جابر مستعدة للعيش في خيمة.. منتظرة العو
...
-
العمل البيئي وحفل توزيع جوائر.. على جدول أعمال الأمير البريط
...
-
هاريس وترامب يخوضان حملة غاضبة.. في اللحظات الأخيرة.. قبيل ي
...
-
إقالة رؤساء بلديات مؤيدين للأكراد في تركيا بتهمة -الإرهاب-!
...
-
ما هي الملفات التي قد تفرط عقد الحكومة الألمانية؟
-
الأمطار الغزيرة تغمر مطار برشلونة في إسبانيا
-
بعدما ضربت مسيّرة نافذة غرفة نوم نتنياهو.. تأجيل حفل زفاف نج
...
المزيد.....
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
المزيد.....
|