أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مهند طلال الاخرس - رشاد ابو شاور؛ سيرة من الزمن الفدائي الجميل















المزيد.....

رشاد ابو شاور؛ سيرة من الزمن الفدائي الجميل


مهند طلال الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 8150 - 2024 / 11 / 3 - 21:05
المحور: القضية الفلسطينية
    


رشاد محمود أبو شاور الكبير نصا وشخصا كاتب وقاص وروائي فلسطيني من مواليد قرية ذكرين قضاء الخليل سنة 1942 في فلسطين. انخرط في صفوف المقاومة الفلسطينية وشغل عدة مواقع في مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية. وهو عضو الامانة العامة لاتحاد الكتاب والادباء الصحفيين الفلسطينيين، والعضو المؤسس فيه عن فرع لبنان.

عمل في مجلس الإعلام الموحد ونائباً لرئيس تحرير مجلة الكاتب الفلسطيني الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب والصحفيين الفلسطينيين في بيروت. وكتب في العديد من المجلات والصحف العربية واللبنانية والفلسطينية على وجه الخصوص، عداك عن عمله في الكثير هيئاتها التحريرية. حاز العديد من الجوائز الادبية والوطنية تقديرا لدوره واسهاماته في الحياة الثقافية الفلسطينية والاردنية والسورية والعربية عموما. كُتبت عنه وعن مسيرته النضالية والادبية العديد من الدراسات الادبية والنقدية والابحاث المنشورة وغير المنشورة.

وهو عضو في جمعية القصة والرواية وعضو في المجلس الوطني الفلسطيني منذ سنة 1983. حتى وفاته بتاريخ 28 سبتمبر 2024.

كتب الرواية والقصة القصيرة والمسرح والمقالات الأدبية والنقدية والسياسية. وصدر له مجلد يضم مجموعاته القصصية الخمس الأولى.

نشرت قصصه القصيرة منذ 1968 في مجلة الآداب البيروتية، وفي المجلات الثقافية العربية، والصحافة العربية اليومية، ومن أعماله الروائية: “أيام الحب والموت، البكاء على صدر الحبيب، أرض العسل، الرب لم يسترح في اليوم السابع، شبابيك زينب، وسأرى بعينيك يا حبيبي”. وداعا يا ذكرين والحب وليالي البوم. وقد أعيدت طباعة هذه الأعمال عدّة مرات، واختيرت رواية “العشاق” واحدة من أهم مائة رواية عربية، وفيها قدّم صورة التشرد الفلسطيني منذ العام 1948 حتى مطلع السبعينيات، مبيناً ما حلَّ بفلسطينيي المخيمات من مصائب وكوارث من دون أن ينسى في صفحات كثيرة تأكيد التاريخ العريق والقديم للفلسطينيين في أرض آبائهم وأجدادهم. وترجمت روايته “البكاء على صدر الحبيب” إلى الروسية.

حضر رشاد أبو شاور في القصة الفلسطينية من خلال مجلة “الآداب” اللبنانية منذ بداية الستينييات، إذ نشر على صفحاتها قصصاً كان العمل الفدائي موضوعها الأساس، وفي عام 1970 صدرت مجموعته القصصية الأولى “ذكرى الأيام الماضية” في بيروت وضمّت قصصاً كان قد نُشر أغلبها على صفحات المجلة، يقول: “أطلقتني المجلة من خلال كتاباتي التي وُلدت مع بدايات زمن المقاومة، ومن معايشتي المباشرة بتحدّ للهزيمة والانكسار وبوعود الانتصار والتحرير، فعلى صفحاتها نشرتُ أولى قصصي واستمررت على فعل ذلك حتى رأت مجموعتي النور”.

لكن حضور رشاد الفعلي في الكتابة كان قد سبق ذلك بسنوات؛ فشاع بين اقرانه ما يكتب وكان يطلعهم على افكاره واحاسيسه والتي سرعان ما تاخذ طريقها على شكل مقال او قصة او حكاية او حتى منشور سياسي.. وفي هذا السياق يروي صديق عمره في كل المراحل وعبر كل التجارب ابو علاء نجم :" كيف كان يلاحق رشاد واقرانهم من قبل البوليس، وكيف كان همهم الاول عند المداهمة والمطاردة محاولة جمع كل القصصات والاوراق التي امتلئت سطورها حبرا مدادا بقلم رشاد...تعبيء وتحرض وتستشرف الافق وتناظر المستقبل وتحذر من الخطر الداهم و القادم مع سود الايام...

كان رشاد واصدقائه يعون تماما قيمة الكلمة ويعرفون كيف يعلون من شأنها والاهم انهم كانوا يعرفون كيف يحفظونها من العبث والتخريف واعين البوليس...

فعلى جنبات مخيم النويعمة للاجئبين كانت هناك ارض بكر يباب تعرف اصحابها من وقع خطاهم ، وكان هناك سماء حانية تخبيء قمرها في عبها لتضلل اعين الغرباء والغزاة والطامعين وفاقدي المروءة عن رشاد واصدقائه وهم يحفرون التراب بايديهم، لا ليخفو المتفجرات او بعضا من قطع السلاح، بل ليحفظو للكلمة دورها ويحموها من الضياع والضباع..

كتب رشاد أبو شاور جملة مقالات حول الاجتياح الصهيوني ل بيروت عام 1982 ضمّها لاحقا في كتابه التوثيقي “آه يا بيروت”، حيث وثّق فيه معارك الدفاع البطولي عن بيروت. كما اسهم خلال فترة الاجتياح بتأسيس مجلة المعركة والتي رأس تحريرها وقادها زياد عبد الفتاح، فقد كتب فيها صاحبنا وابدع مع نخبة من الكتاب والشعراء والادباء والمثقفين الفلسطيينيين والعرب..

وبهذا المفهوم كانت مجلة المعركة بقيادة زياد عبد الفتاح ورفاقه وزملائه من امثال رشاد ابو شاور كتيبة ثقافية من الطراز الرفيع، اذ شكلت جبهة لوحدها، وراجمة ثقيلة تطلق حممها على الغزاة واشياعهم..راجمة وصل صدى كلماتها كل الاذان واخترق وجع كلماتها كل الحدود المقفلة، وصارت عناوين صفحاتها والمنشيتات اخبارا رئيسية سرعان ما تاخذ طريقها نحو عديد البيانات والمنشورات التي تملأ شوارع وطننا العربي الكبير...

كانت المعركة علامة فارقة في حرب بيروت وماركتها المسجلة وديوانها الاثير، هكذا يقول رشاد..ثم يسدل عينيه ويعض على شفتيه واضعا اصبع سبابته على شفتيه معترضا سبيل كلمات هزها الحنين ..

تنقّل رشاد أبو شاور بين أقطار عربية عديدة، ثم استقر في عمّان عام 1994 وكانت سورية إحدى المحطات المهمّة في مسيرته، وفي هذا الترحال يقول رشاد: “في عام 1957 كنت قد لحقتُ بوالدي الذي لجأ سياسياً إلى سورية بعدما غادر أريحا في فلسطين وأقمتُ معه في دمشق، وكنتُ في الخامسة عشرة، وقد أُتيح لي فيها قراءة الكثير من الكتب وأتابع النشاطات الثقافية، ومنذ تلك الأيام تحدّدت وجهة حياتي حيث أصبحت الكتابة خياري، وحين غادرتُها لم تنقطع زياراتي لسورية، وأنا مؤمن بأنها في مقدمة من يدافع عن العرب وحقوقهم في كل المجالات، لذلك تدفع الثمن غالياً، وهي رمز للعروبة والمقاومة والنضال، الأمر الذي عرَّضها للكثير من الاستهدافات من أصحاب الأطماع والأهداف الرامية إلى طمس الهوية العربية وتهشيم شخصيتها، وهي أيضاً بلد الأدب والثقافة بمختلف أجناسها وأشكالها الأدبية التي تميّزت غالبيتها بالنضال والمقاومة، وهي ملهمة الشعراء والأدباء، فكما أنا كاتب فلسطيني يكتب للأمة العربية يوجد كتّاب في سورية يكتبون في الاتجاه ذاته، ونحن نسعى من خلال كتاباتنا وسلوكنا إلى المساهمة في نهوض هذه الأمة لتكون قادرة على المواجهة وإثبات الذات”.

ينتمي أبو شاور إلى جيل الكبار الذين عاصروا انتصارات الإنسان العربي وانكساراته، وهو واحد من الأدباء المحاربين الذين أقاموا علاقة وثيقة بين الكلمة والبندقية، إذ اختار طريق الكفاح المعمّد بالخطر على طريق عبد الرحيم محمود وغسان كنفاني وناجي العلي وخالد أبو خالد، فسار على النهج ليكون نهجاً لمن بعده من خلال التزامه الوطني والقومي والإنساني الذي لا يخفى على أحد من قرّائه واقرانه.

ويستطيع كل قارئ لكتاباته تلمس ميله للبسطاء والمهمّشين والتزامه بقضاياهم، كما يستطيع التقاط مشروع إبداعي وتسجيلي يغطّي تاريخ النضال الوطني الفلسطيني منذ وعد بلفور، مروراً بكل المراحل التي مرّ بها هذا النضال..

ببساطة وبخلاصة فإن العارف لرشاد والمتتبع لكتاباته يجد تماهيا وتطابقا عجيبا بين الشخص والنص، وببساطة اكثر، كان رشاد يكتب كما يتكلم، وفي حالة رشاد لاعجب، فهو الغارف الدائم من روحه ،
ليسقي عطش الاخرين، وليرمم ارواحهم وما تبقى من ذاكرتهم، تلك الذاكرة التي كان كان صاحبنا واعياً ومدركاً أن الغاصب المحتلّ يخاف منها أكثر مما يخاف من الجيوش.

تلك الذاكرة الرشادية الذكرينية الفلسطينية حتى النخاع والتي اصبح رشاد احد سدنتها وراوي حكايتها... تلك الذاكرة هي ما يخيف المحتل ويقض مضاجعه، كيف لا وهو القادم من سطور الخرافة وصفحات التاريخ محاولا عبثيا تجسيد مقولة زعيمهم بن غوريون التي اطلقها بعد نكبتنا واستقلالهم:" لقد صنعت لكم دولة، وعليكم ان تصنعوا لها تاريخ"...
امثال بن غوريون بجيوشه وعروشه وما ملكت يمينه هزها رشاد حين خط بقلمه حكايته وحكايتنا الخالدة ... الممتدة من العشاق الى وداعا يا ذكرين... وما بينهما من صولات وجولات معمدة بحب فلسطين..

فسلام عليك وعلى فلسطين...
سلام عليك يوم ولدت.. ويوم ولدت ذكرين..



#مهند_طلال_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحت ظل الخيمة
- سافوي 25
- سافوي 24
- #دروس_وتجارب؛ فتح وجدت لتبقى ولتنتصر..
- دروس وتجارب ثورية؛ -فتح مرت من هنا-
- دروس وتجارب ثورية؛ نحن والآخر وأدوات التغيير
- في شباك العصافير؛ وليد الهودلي
- القدس؛ صورة اخرى للحنين ...
- وداعا مريم؛ زياد عبدالفتاح
- غزاوي: سردية الشقاء والأمل؛ جمال زقوت
- منازل القلب؛ فاروق وادي
- أمريكا و إسرائيل -علاقة حميمة- التورط الأمريكي مع إسرائيل من ...
- أرض القمر؛ عبد الكريم عيد الحشاش
- عصا الراعي ؛ زكريا محمد
- بيت للرجم بيت للصلاة؛ احمد عمر شاهين
- لست حيوانا؛ وليد عبدالرحيم
- الدهيشي؛ عيسى قراقع
- طقوس ومعتقدات شعبية من فلسطين؛ نضال طه
- من سرق روايتي؛ عبدالغني سلامة
- النقد والنقد الذاتي؛ صخر حبش ابو نزار


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مهند طلال الاخرس - رشاد ابو شاور؛ سيرة من الزمن الفدائي الجميل