محمد حمد
الحوار المتمدن-العدد: 8150 - 2024 / 11 / 3 - 21:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اتفقت معظم وسائل الإعلام الأمريكية الرصينة ومعظم الخبراء والمحلّلين للشأن الامريكي ومن شتى المشارب، على ان انتخابات الرئاسة الأمريكية في 5 نوفمبر الجاري، هي اسوأ انتخابات في تاريخ البلاد على الاطلاق. ومن عيوب الحملات الانتخابية لكلا المرشحين أن منسوب المحتوى الهابط ارتفع بشكل غير مسبوق إلى درجة شوه فيها سمعة "الديمقراطية" لدولة العم سام. مع أن تلك السمعة لم تكن نقية وشفافة أصلا. ومهما يكن اسم "الحيوان" الفائز بهذه الانتخابات (حمارا أو فيلا) فسوف يتوجّه إلى البيت الابيض مطأطأ الرأس خجلا، هذا إذا كان نزيها وصادقا مع نفسه، من كثرة التفاهات التي رافقت "زفّته" إلى المكتب البيضاوي. وكثرة القيل والقال حول عدم كفاءة أو مستوى رداءة المنافس المهزوم. وسيجد المواطن الأمريكي نفسه مضطرا لاختيار اهون الشرّين لرئاسة البلاد. وشخصيا لا أدري من هو اهون الشرّين فيهما. فكلاهما، بالنسبة لنا نحن ابناء الشرق، شرٌّ مستطير !
لم يبق لأمريكا "ماء وجه" يحفظ لها كرامتها المهدورة يمكن أن تتباهى به أمام العالم. وسيكون من الصعب على اية دولة، حتى لو كانت حليفة جدا لواشنطن، ان تعثر على شيء بسيط من "فصوص الحكم" في ديمقراطية أمريكية تاسست اصلا على ملايين الدولارات والضرب تحت الحزام والتزوير "الديمقراطي" متعدّد الاهداف. وشابتها شوائب كثيرة في مضمونها وشكلها، الذي ما زال يثير اعجاب بعض المخدوعين في عالمنا الشرقي المشدوه البال.
من حسن حظ دول العالم أن لا أحد يجد في انتخابات امريكا نموذجا مقنعا يمكن الاستفادة منه أو تطبيق بعض بنوده. لا توجد دولة في العالم تخدع مواطنيها، كما تفعل امريكا، بما يسمّى بالتصويت المبكّر. حيث صوّت، قبل ثلاثة ايام من يوم الانتخابات، قرابة ٦٠ مليون أمريكي عبر التصويت الالكتروني او عن طريق البريد أو مراكز الاقتراع. وهؤلاء سوف يبقون في حالة انتظار مملّة حتى نهاية آخر يوم من الاقتراع الكلّي. .
أن ثلثي المحتوى الهابط في حملات الرئاسة الأمريكية تركزت على ارهاب وتخويف المواطنين الأمريكيين من المنافس الآخر. وكذلك السعي بكل السبل، وثمة سبل ما زالت في الخفاء، لمنعه من الوصول إلى منصب الرئاسة. ووصلت درجة الابتذال والكلام السوقي أن المخرف جو بايدن وصف أنصار ومؤيدي ترامب بالنفايات أو القمامة. وسبق للمرشّح الجمهوري دونالد ترامب ان وصف منافسته الديمقراطية كامالا هاريس "بالغبية والساذجة والدمية التي يتم تشكيلها من قبل الآخربن ".
كل هذا وغيره يحدث امام انظار واسماع العالم في ما يشبه الجولة الاخيرة من سباق التنابز بالالقاب على الطريقة الأمريكية.
#محمد_حمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟