شادي الشماوي
الحوار المتمدن-العدد: 8150 - 2024 / 11 / 3 - 18:32
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
www.revcom.us
كان موقفى هذا عُرضة لبعض التشويش الصادق لكن أيضا كان عُرضة لهجمات أصحاب أذهان بسيطة و ثوريّين مزيّفين. و مثال نموذجي لهذا الخطّ من الهجمات هو الموقف التالى الذى صاغه أحدهم في علاقة برسالتى عدد 37 : " الشيوعي الحقيقيّ لن يساتند بايدن ، ما فعلته سنة 2020 . ترامب خيار فظيع لكن واقع أنّك أيّدت بايدن أمر مؤسف و يجعل منك خزيا للحركة " .
سأترك جانبا تُهمة " خزيا " " للحركة " ، لأنّ المسألة ليست مسألة " شخصيّة " و إنّما هي تشمل قضايا ذات أهمّية عميقة في علاقة بما إذا و كيف يمكن إنجاز ثورة للإطاحة بهذا النظام الوحشيّ الرأسمالي – الإمبريالي و إنشاء شيء أفضل بكثير – و لأنّه لا مصلحة لى في أن أساهم في ايّ " حركة " لا تهتمّ و في الواقع تعارض ما يعنيه و ما هو ضروريّ للإنجاز الفعليّ لهذه الثورة .
القضيّة المعنيّة هي الإختلافل الجوهريّ بين التعاطى مع الضرورة – خاصة الأوضاع المعقّدة و التناقضات الصعبة – التي ينحو المرء إلى مواجهتها في مسار المضيّ قُدُما بالنضال من أجل ثورة تحريريّة فعليّة ، و من الناحية الأخرى ، الموقف " اليساري " الطفولي ، و الفئويّة السخيفة و الدغمائيّة الهشّة الذين يُخفقون في الإقرار أو في التحليل العلمي و التعاطى الجدّي مع هذه التناقضات .
الواقع هو أنّه لأوّل مرّة في تاريخ هذه البلاد ، صار رئيس سابق ، دونالد ترامب ، مُجرما مدانا وهو ( ضمن أشياء أخرى) إنعكاس لتناقضات حادة جداّ و تزداد حدّة صلب هذه البلاد – و بدورها محاكمة ترامب و إدانته قد زادتا من حدّة التناقضات صلب البلاد ككلّ و في صفوف الطبقة الحاكمة للبلاد . و يرتبط هذا وثيق الإرتباط بلماذا كان من الصائب التصويت لبايدن سنة 2020 ، و لماذا لن يكون من الصائب مرّة أخرى التصويت لبايدن ، و هذا ما سأتعمّق فيه أكثر في رسائلى القادمة .
لكن أوّلا ، كخلفيّة هامة ، من المناسب جدّا مراجعة بعض التجارب التاريخيّة للثورة الشيوعيّة ، بداية في روسيا و تاليا في الصين ، حيث قادة هتين الثورتين أكّدا على السياسات و الأعمال التي دافعت و حتّى شملت الدخول في إتفاقيّات رسميّة مع قوى برجوازيّة و رجعيّة - و كيف أنّ هذا لم " يخُن " هتين الثورتين و إنّ/ا في الواقع كان حيويّا في تحقيق الإنتصار في نهاية المطاف . لذا ، في الرسائل القادمة ، سأشرع في الحديث عن ذلك التاريخ الهام ، و تاليا سأمرّ إلى مسألة لماذا كان صحيحا التصويت لبايدن سنة 2020 ، و لماذا سيكون من الخاطئ جدّا التصويت مرّة أخرى لبايدن .
#شادي_الشماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟