أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حاتم عبد الواحد - فقيهان لا يفقهان














المزيد.....

فقيهان لا يفقهان


حاتم عبد الواحد

الحوار المتمدن-العدد: 8149 - 2024 / 11 / 2 - 21:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قبل يومين من (انتخاب) محمود المشهداني رئيسا للبرلمان في العراق مرة ثانية، بعد ان ترأس البرلمان للفترة من 2006 الى 2009، كان البرلمان قد أخفق في اصدار ثلاثة قوانين تخص حياة الناس في هذا البلد الذي تحول الى (ملك مشاع) لكل أجهزة المخابرات في العالم ولكل عناصر مليشيات الدول المجاورة له.
مرة أخرى تشير عملية اختيار المشهداني الى سطوة القرار الإيراني في صياغة حياة العراقيين ومستقبل بلدهم، فبينما تنحدر المنطقة باسرها والاقليم عموما الى شفا حرب لطحن العظام، نجد ان حاجة طهران لرجل يصوغ القرارات القانونية العراقية ويجعلها متوائمة مع رغباتها العقائدية قد أجبرت اذرعها المسلحة على التوافق السريع مع ممثلي الطائفة السنية لاختيار من بقي متفرجا وداعما لسفك الدماء طيلة سنوات العنف الطائفي ، التي كانت فيها شوارع العاصمة العراقية والمدن المعارضة للاحتلال الإيراني تتحول الى مكب جثث كل يوم، حيث يتذكر العراقيون ان ما بين سبعين الى ما يقرب مائة جثة كانت تنتشل كل نهار من ارصفة المدن و قنوات الصرف الصحي والمزارع الواقعة على اطراف المدن، ان المشهداني السلفي الوهابي والمتعاطف مع خطاب ولاية الفقيه لا يمثل اتباع المذهب السني في العراق، ولا يتفق عشرة اشخاص من منطقة المشاهدة التي ينحدر منها عشائريا على مبايعته ناطقا باسمهم، ولكن الصفقات والتخادم الحزبي بين سنة العراق وشيعته لم يزل في احسن صوره ويبرز جليا في المواقف الحاسمة.
لم يتم البت في مسودة قانون العفو العام، ولا مسودة قانون الأحوال المدنية، ولا مسودة إعادة الأملاك والعقارات الى أصحابها الأصليين، لان هذه القوانين تمس بشكل مباشر حياة الناس ومستقبل اجيالهم، ولكن بجلسة خاطفة واحدة تم التوافق بين الشيعة (دعوة وإطار تنسيقي وتيار صدري وحزب تقدم للحلبوسي) على تنصيب الشيخ السلفي رئيسا لاهم مؤسسة تشريعية في الدولة الحديثة.
وفي لجة التهديدات الإيرانية بمهاجمة الأراضي الإسرائيلية ردا على الهجوم الذي شنته إسرائيل قبل أسبوع من الان على مواقع عسكرية استراتيجية إيرانية، تشير أحدث التقارير الصحفية الى أن مجموعات شبه عسكرية عراقية تابعة لـ(الحشد الشعبي) وضعت في "حالة تأهب عالية" استعدادا للانضمام إلى الحرب ضد إسرائيل، بناء على أوامر من إيران. ايستطيع المشهداني الوقوف بوجه هذا القرار الإيراني ليمنع جر العراق رغما عن إرادة أبنائه ونخبه السياسية والفكرية والاقتصادية الى حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل؟
ومن يستمع الى أولى كلماته التي قالها بعد (انتخابه) اول أمس سيصاب بالعجب العجاب، فبدلا من شجب قرار إيران بمهاجمة إسرائيل من أراضي الدولة العراقية ردد ما يتاجر به رؤساء الأحزاب الدائرة في فلك طهران، فرحب بعوائل أعضاء (حزب الله) في العراق ودعا الى دعمهم ومساندتهم بدلا من الدعوة الى مساندة العوائل العراقية المهجرة مذ أكثر من 15 سنة في خيام لا تحمي من شمس او مطر ولا تشبع جائعا!
كما تنقل لنا مواقع التواصل الاجتماعي الفيديو الذي يطبع فيه ( المشهداني ) قبلة على جبين ( هادي العامري) الذي حرض وقاد كل المليشيات الإيرانية التي نفذت ابشع طرق التهجير والتجريف في مدن حزام بغداد وناحية المشاهدة في قضاء الطارمية شمال بغداد واحدة من تلك المدن حيث عانت من إجراءات القوات الامنية لحكومة ( الاطار) والميليشيات الطائفية فتم تدمير آلاف الدونمات الزراعية والبساتين، وطمرت العشرات من بحيرات الأسماك التي تعود للمواطنين، اضافة الى تدمير عشرات المنازل، فضلاً عن تنفيذ حملات دهم واعتقالات طالت مناطق واسعة من القضاء، بهدف الضغط على الأهالي واجبارهم على ترك منازلهم .. وتمت التغطية على هذه الجرائم بمخاطبات رسمية غايتها تغيير الواقع الديمغرافي بذريعة حفظ الأمن وتطهير المناطق من (الارهاب).
كان الاجدر بـ(المشهداني) ان يفتتح رئاسته الثانية للبرلمان بخطاب شجب للدعوات الإيرانية بجر العراق الى حرب خاسرة سيكون الاقتصاد العراقي الهزيل هو ضحيتها الأولى وسيكون مستقبل شبابه تحت رحمة الصواريخ والمسيرات.
كان الاجدر به ان يدعو لإعادة أراضي ودور الاكراد والتركمان التي وزعت من قبل حكومة صدام حسين على العرب الذي شاركوا بحملة (التعريب) التي استمرت سنوات عدة خلال ثمانينات القرن الماضي، كان الاجدر به ان يخاطب متنفذي المليشيات الحاكمة بإعادة عقارات الدولة التي تم الاستيلاء عليها بطريقة تزوير الوثائق، وهي نفس طريقة استيلائهم على عقارات المسيحيين العراقيين الذين فضلوا الهروب على القتل الطائفي الى بلدان العالم اجمع.
كان الاجدر بشيبته ان يصرخ بالمطالبين بتغيير سن زواج الفتيات العراقيات من 18 سنة الى 9 سنوات ويقول لهم: عيب اخجلوا من اطفالكم!، وكان من المروءة ان يدعو مفاصل القضاء كافة الى إعادة محاكمة الالاف من الأبرياء الذين يعانون كل طرق الاذلال والتنكيل وتنفيذ احكام الإعدام بهم بسبب وشاية (المخبر السري)، الذي هو في الأساس عميل إيراني لا يتمتع بشرعية امام المحاكم العراقية.
ان ما يقرب من 200 ألف ميلشياوي من افراد (كافة فصائل الحشد الشعبي) يستعدون الآن ـ بناء على أوامر من خامنئي ذاته ـ للمشاركة بمغامرة غير محسوبة النتائج في الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران، وهذا يعني اعلان حرب رسمي سيجبر العراقيين على المشاركة فيها بدمائهم واموالهم، فهل يستطيع الشيخ السلفي إيقاف كل هذه السيناريوهات المحتملة ببيان يصدره البرلمان العراقي الذي هو رئيسه الآن؟ وفي حالة اندلاع حرب شاملة بين طهران وإسرائيل فمن المؤكد ان طهران ستعمد الى إزاحة (السوداني) من منصبه كضرورة عاجلة من اجل إدارة العمليات، وسوف يصعد (المالكي) مرة أخرى لسدة الحكم كرئيس وزراء، وبذلك يكتمل مشهد سنوات الحرب الطائفية التي هرست المدن العراقية من 2006 الى 2010.
لقد كان الشعب العراقي بطوائفه كافة يعاني من خرافات(فقيه) حوزوي واحد يعيش خارج الحدود، ولكن الآن أصبح يعاني ايضا من (فقيه) وهابي يعيش بين ظهرانيه.
زعم الفرزدق ان سيقتل مربعا ابشر بطول سلامة يا مربع



#حاتم_عبد_الواحد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مليشيات و صواريخ وحشيش
- تفاصيل صغيرة من الصورة الكبيرة
- بلبل ال ( دي. ان . اي)
- الرفسة الاخيرة للثور المعمم
- فيل قريش وابابيل خيبر
- موالي مهدوية العراق
- فيل قريش!
- الارضة القطرية!
- صلعميون بهلويون وطورانيون
- مدافع النَّان
- الوجه وماؤه!
- ابو علي العسكري وتسوركوف
- نتنياهو لا يوزع الشيكلات
- العمامة الفاشستية
- رمتنا حماس بدائها وانسلَّت
- شيخ الاسلام جيفري ابيستن
- شكرا نتنياهو!
- المستوطنون الفلسطينيون!!
- جاهلية محمد بن سلمان!
- شاناه توفاه .. سنة ملآى بالخير والبركة


المزيد.....




- إضراب مفتوح للمحامين المغاربة احتجاجا على -الردة التشريعية- ...
- فرحي أطفالك نزلي تردد قناة طيور الجنة بيبي بأعلى جودة بعد ال ...
- “أغاني ممتعة طول اليوم” بجودة HD استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- إشارة قوية ومحتوى جديد .. خطوات استقبال قناة طيور الجنة بيبي ...
- هاريس تغازل المسيحيين والعرب في ختام حملتها
- زمان يسرائيل: الفجوة الصحية بين العرب واليهود في إسرائيل مثي ...
- لبنان: نازحون مسيحيون من القرى الجنوبية يأملون بالعودة سريعا ...
- أغاني منوعات وأناشيد للبيبي على تردد قناة طيور الجنة 2024
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة هامعلاه بصلية صار ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة يسود هامعلاه بصلي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حاتم عبد الواحد - فقيهان لا يفقهان