محمد السباهي
(Mohamed Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 8149 - 2024 / 11 / 2 - 12:23
المحور:
الادب والفن
توقف الراحل غائب طعمة فرمان عن كتابة القصة القصيرة بعد مجموعتين فقط هما: "حصيد الرحى 1954" و"مولود آخر 1959"، مما أثار تساؤلات حول أسباب هذا التوقف عن كتابة القصة القصيرة والتحول نحو الرواية، (النخلة والجيران 1966، خمسة أصوات 1967.، المخاض 1973، القربان 1975، ظلال على النافذة 1979، آلام السيد معروف 1980، المركب 1989).
بينما يذهب بعض النقاد إلى اعتبار ذلك فشلًا من جانب فرمان في هذا النوع الأدبي (القصة القصيرة)، فإنني أرى أن هناك عدّة عوامل أدت إلى تحوله من كتابة القصة القصيرة إلى الرواية.
أولاً، تأثر أسلوبه السردي بطبيعة عمله الصحفي، مما جعل نصوصه أقرب إلى التقارير منها إلى السرد الأدبي (من الجملة السردية إلى الجملة الصحفية). وقد أشار فرمان نفسه إلى هذا الأمر في مقدمة مجموعته "حصيد الرحى"، (وان جاء نقلي خاطفا وصحفيا فليس الذنب في ذلك يقع كله على عاتقي .. وانما بعضه يقع على ظروف الصحافة عندنا حيث لا تترك للصحفي الا مجالا ضيقا للتفكير خارج واجباته الصحفية لا يفي بمستلزمات التصوير الأدبي الدقيق الذى يحتاج الى تأن وروية)، وهو ما أكده أيضًا الناقد علي جواد الطاهر ومجموعة من النقاد الآخرين. هذا التأثير أدى إلى غياب العمق الأدبي الذي تتطلبه القصة القصيرة.
ثانيًا، كان فرمان كاتبًا أيديولوجيًا يحتاج إلى مساحة واسعة لبلورة أفكاره ورؤاه. إلا أن القصة القصيرة تفرض قيودًا على المساحة، مما لا يتيح له المجال الكافي للتعبير عن أفكاره بشكل متكامل.
ثالثًا، تتطلب كتابة القصة القصيرة مهارة فنية وبعض الصبر، وهي صفات قد لا تتناسب مع طبيعة الكاتب الأيديولوجي (الحزبي)، خاصة في ظل تسارع الأحداث السياسية. فالكتابة الأيديولوجية تميل غالبًا إلى أن تكون مباشرة وسريعة، أشبه بالشعارات، مما يتعارض مع العمق والتكثيف المطلوبين في القصة القصيرة، ومن يتابع كتابه (الحكم الأسود في العراق) والصادر سنة ١٩٥٧ يدرك هذا الأمر.
رابعاً: ظهور الرواية الجديدة التي سمحت له بالابتعاد عن ضوابط الرواية التقليدية.
هذه العوامل مجتمعة قد تفسر تحول فرمان نحو الرواية، حيث يمكنه استغلال المساحة الأكبر المتاحة له هناك لتطوير أفكاره ورؤاه بشكل أكثر عمقًا وتفصيلًا.
في هذا الرابط ما يفيد استعجال الراحل غائب طعمة فرمان، وعدم صبره على نضوج الفكرة، وأيضا، يؤكد الزعم بحرص الراحل (فرمان) على الكتابة الأيديولوجية (الحزبية).
#محمد_السباهي (هاشتاغ)
Mohamed_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟