کاوە نادر قادر
الحوار المتمدن-العدد: 8148 - 2024 / 11 / 1 - 21:55
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
بقلم :كاوه نادر قادر
تعد نتائج الانتخابات الأمريكية التي تُجرى في الخامس من هذا الشهر ذات تأثير كبير على كردستان نظرًا لدور السياسة الأمريكية في استقرار المنطقة سياسيًا، واقتصاديًا، وأمنيًا. سواء كان الفائز دونالد ترامب أو كامالا هاريس، فإن التداعيات ستتباين وفقاً للسياسات التي سيتبعها كل منهما، ومن المتوقع أن تنعكس تأثيراتها في عدة جوانب.
في حال فوز دونالد ترامب:
_ تقليص الوجود العسكري الأمريكي: من المرجح أن يستمر ترامب في تقليص الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط، انسجاماً مع توجهه نحو تقليل التدخلات الخارجية. انسحاب القوات الأمريكية من شمال سوريا عام 2019 ترك قوات سوریا دیمقراطیة(قسد) في غرب کردستان في مواجهة مباشرة مع تركيا، وهو ما قد يتكرر ويشكل ضغطاً أكبر عليهم .
_ تعزيز العلاقة مع تركيا : نظراً لعلاقات ترامب القوية مع القيادة التركية، قد يفضل سياسة تدعم مصالح تركيا، التي تعارض بشدة أي شكل من أشكال لاستقلال الكردستان. إذا استمر في هذا التوجه، فقد تتراجع الولايات المتحدة عن تقديم الدعم المباشر الی جنوب وغرب کردستان.
في حال فوز كامالا هاريس:
_ دعم الشركاء وحلفاء المنطقة: تميل هاريس إلى اتباع سياسات تحالفية مع الدول المؤیدة لامریکا و دول المشارکة في التحالف الدولي في المنطقة ودبلوماسية مع دول التي تناهض سیاسات و مصالح الامریکیة، ما قد يُعزز من دعم الولايات المتحدة للکرد بشكل أوضح. يُتوقع أن تؤكد هاريس على دعم الولايات المتحدة للشركاء الامریکي في المنطقة بما يشمل الکرد ایضا، مع التركيز على ضمان التوازن بين دعمهم والحفاظ على علاقات متوازنة مع تركيا.
_ مراجعة العلاقات مع تركيا: قد يؤدي سجل تركيا في حقوق الإنسان وتدخلاتها في جنوب و غرب کردستان إلى توتر العلاقات، ما يفسح المجال أمام تعزيز دعم الکرد من قبل امریکا كخطوة استراتيجية لتحقيق توازن إقليمي، خاصة في ظل حرص الإدارة الأمريكية على الحد من النفوذ التركي في المنطقة.
التأثيرات الإقليمية:
_في حال سعت الإدارة الأمريكية الجديدة، سواء بقيادة ترامب أو هاريس، إلى التفاوض مع الجمهورية الإسلامية في إيران، فقد يؤثر ذلك على أوضاع جنوب وشرق كردستان، خاصة في ظل العلاقة المعقدة بين الإقليم و جمهوریة الاسلامیة في إيران، وثورة المرأة والحياة والحرية في شرق كردستان.
_ قد تكون كردستان جزءاً من استراتيجية تهدف إلى الحد من نفوذ الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمحور الأوراسي بقيادة روسيا في المنطقة، مما قد يعزز من مكانة الکرد ويزيد من الدعم الأمريكي لهم في جنوب وغرب كردستان
الختام:
ستحدد نتائج الانتخابات الأمريكية بشكل كبير توازن القوى بين كردستان ودول المحتلة لکردستان (تركيا وإيران والعراق وسوريا)، إذ تعتمد كردستان على سياسة الولايات المتحدة في المنطقة الشرق الاوسط. ويكمن تأثير الانتخابات على مستقبل كردستان في مدى التزام الإدارة الأمريكية بدعم الکرد ضمن استراتيجية شاملة لتحقيق استقرار طويل الأمد في الشرق الأوسط.
#کاوە_نادر_قادر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟