أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - مازن كم الماز - عن قلة شعور السوريين بالذنب














المزيد.....


عن قلة شعور السوريين بالذنب


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 8147 - 2024 / 10 / 31 - 22:19
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


عندما أقول أن الألمان مرضى نفسيين فإن هذا الوصف أخف من القول أنهم مجرمون - كارل يونغ

“في نواصي الشوارع، أطفالاً أرسلتهم أمهاتهم في طلب الصدقات؟ لقد عرفت أنا أين تعيش هذه الأمهات، وفي أي ظروف يعشْنَ. إن الأطفال لا يمكن أن يبقوا في أمثال تلك الأماكن أطفالاً. في أمثال تلك الأماكن يصبح الطفل الذي عمره سبع سنين، داعراً أو لصاً. والأطفال مع ذلك هم صورة المسيح - دوستويفسكي الجريمة و العقاب


ما يجري في سوريا في العقد الأخير هو محاولة لإدارة التوحش ، إنها الحرب ، التي لا نعيشها فقط بأجسادنا بل قبل كل شيء بأرواحنا … في الحرب السورية السورية و ما عدا فئة في النظام و المعارضة ممن اندفعوا إلى الحرب منذ اليوم الأول لأغراضهم الشخصية جدًا فإن الجميع قبل الانخراط في الحرب ما أن اندلعت و تحول إلى مقاتل فيها بقلمه و لسانه أما المقاتلون أنفسهم فقد جاؤوا عمومًا من أسفل السلم الاجتماعي من صفوف البروليتاريا الرثة تحديدًا و كثير منهم كانوا في الأساس من الخارجين على القانون أو مجرمين حتى … صحيح أن أهم منتج لثقافة الحرب السائدة هي الطبقة الوسطى و تحديدًا المثقفين لكن الثقافة السائدة اليوم في سوريا هي الثقافة الذكورية العنيفة للبروليتاريا الرثة ، ثقافة تجمع بمهارة لا يقدرها غير السوريين بكل أسف بين تقمص دور الضحية و ثقافة الدعس و التشبيح ، و هي تستخدم لذلك مزيجًا غريبًا لكنه فعالًا من الهلاوس و المغالطات المنطقية التي تلعب على العقد الداخلية في كل فرد و على ما يمكنها حشده من محاولات خلق هويات ما تجمع بين المتناقضات لتبرر و تنتج تناقضات أكبر حقيقية أو متوهمة … في السلوك "الطبيعي" للبشر يفترض أن يشعر من يرتكب خطأً ما أو جريمة بالذنب على فعلته ، لكننا اليوم كسوريين "متحررون" من هذا الشعور ، مع ذلك يبقى هناك فرق كبير بين السيكوباتيين الذين يمارسون العنف المنفلت أو الهمجي دون أدنى شعور بالذنب أو الندم و من يمارسه كوسيلة للبقاء في صراع يومي طاحن من أجل أبسط موارد العيش ، للأسف لسنا سواءً في الجريمة و مسؤولية من يقتل و لو معنويًا من أجل سبب تافه كالسلطة و الثروة ليست بمستوى من يقتل ليعيش … إذا قبلنا بتقسيم فرويد للنفس البشرية يمكننا أن نقول أن "الهو" الحالية في الجماعات المتحاربة في سوريا اليوم ، حيث الغرائز البدائية و مصدر الهمجية التي انفلتت من عقالها ، هو البروليتاريا الرثة التي تشكل اليوم طبقة المتحاربين ، أما "الأنا" ، أو الوعي الذي نحيا به و الذي يحاول الموازنة بين نزوات و نوازع الهو البدائية و العنيفة و الأنانية و بين متطلبات الواقع و إلزاماته فهي هذه النخب التي تزود المتحاربين بمبررات همجيتهم المنفلتة و تحاول في نفس الوقت تنظيم تلك الهمجية و ضبطها كيلا تنفلت تمامًا و أولا كيلا تصيب الجماعة ذاتها ، مع غياب تام لأية "أنا أعلى" التي اعتقد فرويد أنها مصدر الشعور بالذنب و التي تسمح بمحاسبة الهو و الأنا على تصرفاتها … نحن اليوم كائنات منفلتة من عقالها و يجري هذا برعاية مباشرة من النخب على الطرفين و تحديدًا لصالح "القادة" و القوى الدولية و الإقليمية "الراعية" أو الداعمة … سيجد "بعضنا" "العزاء" عن كل ذلك في عرش السلطة أو صولجان الديكتاتور و آخرون في الأموال التي نهبوها و سينهبوها ، كنت أتساءل سابقًا كيف يمكن لهؤلاء أن يعيشوا وسط كل هذه الهمجية و أولئك القتلة يقفون على أبوابهم ، فيما بعد تأكدت أنهم لا يستطيعون النوم إلا إذا كان أولئك القتلة يحرسون أبوابهم و أملاكهم ؛ بالنسبة للباقين ممن مارسوا الجريمة أو صفقوا لها سيكون علينا أن ننظر في المرآة و نتأمل في قسمات الوحش ربما نستطيع أن نفهمه أو نسامحه



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أن الحياة لا تتوافق مع الضعف و أن قانون البقاء للأفضل ما زال ...
- فلا نامت أعين الجبناء
- علاقة السيد - التابع مع الغرب
- إعدام الطاغية لمارات 1793
- هل المقاومة ممكنة
- هل تجوز الشماتة أو الترحم على المعارضة السورية
- عن الشماتة بحزب الله
- تحية إلى المعارضة السورية
- و سن الإسلاميون السوريون سنةً حسنة
- و ماذا بعد
- عن النبي محمد
- إذا لم تكن تكترث لدماء البشر الآخرين
- عن الدولة العربية الإسلامية
- عن أداء المعارضات العربية
- اقتراح إلى الرفاق الاشتراكيين الثوريين و بقية الرفاق التروتس ...
- إلى المعارضين السوريين ، بعض الصمت
- عن صعود دولة الميليشيا
- رؤيتان عن -الهوية-
- الثابت و المتحول : من القوميين الى الاسلاميين
- ماذا نكتب و ماذا نفعل


المزيد.....




- رجل يُترك ملطخًا بالدماء بعد اعتقاله بعنف.. شاهد ما اقترفه و ...
- وزير الخارجية السوري الجديد يدعو إيران لاحترام سيادة بلاده و ...
- مايوت: ارتفاع حصيلة ضحايا الإعصار شيدو إلى 39 شخصا وعمليات ا ...
- 2024.. عام دام على الصحافيين وعام التحديات الإعلامية
- رصد ظاهرة غريبة في السحب والعلماء يشرحون سبب حدوثها
- -القمر الأسود- يظهر في السماء قريبا!
- لافروف: منفتحون على الحوار مع واشنطن ولا نعول كثيرا على الإ ...
- زيلينسكي يدين ضربات روسية -لاإنسانية- يوم عيد الميلاد
- بالأرقام.. في تركيا 7 ملايين طفل يعانون من الفقر وأجيال كامل ...
- استطلاع: قلق ومخاوف يطغى على مزاج الألمان قبيل العام الجديد ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - مازن كم الماز - عن قلة شعور السوريين بالذنب