أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - صدام وعبدالناصر والخميني والسنوار هل كانوا عملاء للغرب والصهاينة














المزيد.....

صدام وعبدالناصر والخميني والسنوار هل كانوا عملاء للغرب والصهاينة


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 8147 - 2024 / 10 / 31 - 20:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


.


في العادة, حينما تؤدي المواجهات بين شعوبنا أو أنظمتنا أو قياداتنا السياسية إلى كوارث هائلة فإن العقل المُحبَط, والباحث عن تفسير لتلك الكوارث المهولة, غالباً ما يكون لجوءه إلى نظرية المؤامرة بديلاً يوفر عليه رحلة البحث عن التفسيرات الصعبة المتعبة.
إن الكوارث حينما تكون أكبر من أن تُصدق وأعظم من أن تُحتمل, وحينما تكون بديلاً لنصر تاريخي متخيل, تكون نظرية المؤامرة جاهزة كطوافة انقاذ من الغرق في بحر الخيبة المتلاطم. ولقد حدث هذا الأمر تكراراً ومراراً ومراراً وتكراراً, وهكذا دواليك .
عام 1967 صور لنا أحمد سعيد كبير مذيعي (صوت العرب) من القاهرة أن الجيش المصري بات على أبواب تل أبيب. لكن ستة أيام من المعارك أكدت على العكس تماماً, إذ كاد الجيش الإسرائيلي أن يصير على أبواب القاهرة. ولم تنجُ عاصمة المُعز من الدمار إلا بعد أن تأكدت إسرائيل أن خطر عبدالناصر العروبي قد انتهى, وأن خطر القومية العربية قد انكسر, وإن ما كان تبقى من فلسطين خارج خارج قرار التقسيم قد أصبح تحت السيطرة, وأن إسرائيل الصغرى قد باتت على أبواب أن تصير إسرائيل الكبرى.
لقد كانت الكارثة أعظم من أن يتحملها عقل وأفضع من أن يتحملها لباب. وستبحث النفس المحبطة بلا حدود عن تفسير ينقذها من خطورة الغرق في بحر الخيبة والإحباط, وكانت طوافة (نظرية المؤامرة) الوسيلة الأضمن لعودة هذه النفس مرة أخرى إلى بر الأمان. ولقد بات علينا أن نقتنع بأن (بطلنا) العربي عبدالناصر هو مجرد عميل أمريكي وقد أوكلت إليه مهمة تحطيم الجيش المصري, وحول هذا بدأت القصص تكتب في الإقبية المظلمة لكي تظهر على شكل حكاية هنا ورواية هناك.
وها هو كاتبنا العراقي حسن العلوي وقد أضاف اسمه إلى قائمة طويلة من رواد (نظرية المؤامرة) الذي إتهموا صدام حسين بالعمالة لأمريكا مؤكداً على ان غزو الكويت كان عبارة عن خطة صدامية للقضاء على الجيش العراقي الذي خرج من الحرب مع إيران قوياً بما يهدد نظام العوجة نفسه. إن هذه التخمينات الهلوسية هي إنعكاس حقيقي لحدثين غريبين لم يكن العقل العراقي قادراًعلى استيعابهما, أولهما مفاجئة احتلال الكويت وثانيهما الهزيمة الماحقة الساحقة للجيش العراقي أمام الجيش الأمريكي.
أما أنا فكنت حقاً قد تمنيت لو أن صدام كان عميلا أمريكياً بدلاً من أن يكون (بطلاً !!) للتحرير القومي !!. ومبعث التهكم هنا أن عمالة صدام كانت ستجعله خاضعاً لأسياده الذين كانوا سيدفعونه للقيام بأعمال مشينة هي أقل بألف مرة عما فعله بالعراق وبالمنطقة حينما قاده إثم البطولة وثقافة الغزو الأحمق إلى إرتكاب خطوته الكارثية المجنونة والمدمرة ليس بحق الكويتين فحسب وإنما بحق العراقيين في المقام الأول.
كل الروايات التي قيلت حول عمالة صدام حسين لأمريكا لا يحتاج نفيها إلى كثير من الجهد, والقول (أن الأمور بخواتيمها) ربما سيوفر علينا فحص الإدعاء. أمريكا المتهمة بعميلها صدام لن تقتل هذا العميل وتقتل ولديه واخوته وقيادته القطرية وتسقط نظام حكمه وتشتت عائلته, ليس لأنها رحيمة وعطوفة ومعتادة على صرف مكافاءة نهاية الخدمة وإنما لأن نهاية قصة العمالة المفترضة هذه هي أثقل من أن يتحملها أو يتقبلها عقل.
وعلى الطرف الآخر كان الخميني أيضاً بطلاً من أبطال نظرية المؤامرة, ولم يفت أصحاب هذه النظرية أن يثيروا الشبهات حول استقبال فرنسا له, نيابة عن الغرب وأمريكا في الذات, والحماس الذي صاحب إقامته على الأرض الفرنسية التي إمتدت لثلاثة أشهر لأجل مساعدته في تحقيق الإتصال اليومي بمظاهرات الداخل.
وفي ظني أن الحال هي نفسها مع السنوار. وسبب اتهامه بالعمالة لإسرائيل يتأسس على قيامه بعمل استثنائي من خارج حسابات العقل, ولأن الظرف الإسرائيلي بشكل عام كان مضطرباً وظرف نتنياهو بشكل خاص كان كارثياً. وفي زعم أصحاب نظرية المؤامرة أن السنوار, الذي (دربوه وأعدوه في أيام سجنه للقيام بهذا الإختراق المثير), قد جاء في وقته لأجل ان ينقذ النظام ورئيسه أولاً ويفرغ غزة من أهلها الأصليين حتى تنظم إلى خارطة المستوطنات على طريق قيام إسرائيل الكبرى.
وأجزم أن لا أحد من هؤلاء القادة كان عميلاً وإنما أعمالهم هي التي قدمت للعدو خدمات تفوق بكثير الكثير مما يقدمه عادةً العملاء المأجورين.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديموكتاتورية
- مقتل وزير ..القسم السابع والأخير
- مقتل وزير(6)
- مقتل وزير ... (5)
- مقتل وزير ... (4)
- في ضيافة المدافع .. مقتل وزير(3)
- مقتل وزير(2)
- مقتل وزير* (1)
- بيتٌ بلا أسوار
- الجواهري.. ما بين الشاعر والإنسان
- الخلل البنيوي للإسلام السياسي العربي (2)
- الخلل البنيوي للإسلام السياسي العربي (1)
- الأيديوغماتية
- حل الدولتين
- عضة كلب
- رغد صدام حسين .. إذا أبتليتم فاستتروا
- مقالتي الألف .. الدم في خدمة الخرافة
- رد على من لا يستحق الرد !
- الوطنية والإسلام السياسي
- خير النساء


المزيد.....




- الجيش المصري يرد على مزاعم -التعاون مع إسرائيل- في عملياتها ...
- البنتاغون: الولايات المتحدة ستزيد من انتشار قواتها في شبه ال ...
- بيلاوسوف: قوات الردع الاستراتيجي نفذت ضربة نووية ضخمة
- أكسيوس: إيران تستعد لرد كبير على إسرائيل من العراق خلال أيام ...
- كيف يمكن أن تؤثر الانتخابات الأميركية على منطقة الشرق الأوسط ...
- كيف كشفت الحرب في الشرق الأوسط -ازدواجية المعايير- الغربية؟ ...
- جنرال أوكراني متقاعد يؤكد فشل قانون التعبئة ويتحدث عن حالات ...
- هل يقبل حزب الله شروط إسرائيل للهدنة؟
- Sharp تعود لعالم الهواتف بجهاز متطور
- حقائق مثيرة للاهتمام عن الدم


المزيد.....

- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - صدام وعبدالناصر والخميني والسنوار هل كانوا عملاء للغرب والصهاينة