إنتهاكات حقوق اللاجئين في مصر

إسلام حافظ

الحوار المتمدن-العدد: 8146 - 2024 / 10 / 30 - 17:44
المحور: حقوق الانسان
    

تعَدُّ مصر من الدول المضيفة لعدد كبير من اللاجئين والمهاجرين من مختلف الدول، خاصة من مناطق النزاع مثل سوريا، السودان، جنوب السودان، وإريتريا. ورغم أن مصر عضو في الاتفاقية الدولية للاجئين لعام 1951 وبروتوكولها لعام 1967، إلا أن واقع اللاجئين على أراضيها يكشف عن سلسلة من التحديات والانتهاكات لحقوقهم.

الوضع القانوني للاجئين في مصر

تُدار شؤون اللاجئين في مصر بالتعاون بين الحكومة المصرية ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR). لا يتم منح اللاجئين وضعًا قانونيًا مماثلاً للمواطنين أو المقيمين الدائمين، ما يحدّ من إمكانية حصولهم على بعض الحقوق الأساسية مثل التعليم، والرعاية الصحية، والعمل بشكل قانوني.

انتهاكات حقوق اللاجئين

1. الاحتجاز والترحيل القسري

تواجه بعض الفئات من اللاجئين، خاصة من دول القرن الإفريقي، خطر الاحتجاز التعسفي لأسباب تتعلق بعدم وجود وثائق قانونية. في بعض الحالات، يتم ترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية، رغم أن ذلك يُعرّضهم لخطر الاضطهاد أو التعذيب، وهو انتهاك لمبدأ عدم الإعادة القسرية المنصوص عليه في القانون الدولي.

2. التمييز والعنف المجتمعي

يعاني العديد من اللاجئين، خاصة من ذوي البشرة السمراء، من التمييز العنصري والعنف المجتمعي. يتعرضون لمضايقات في الأماكن العامة وأحيانًا لاعتداءات بدنية دون حماية كافية من السلطات.

3. تقييد الوصول إلى الخدمات الأساسية

رغم أن بعض اللاجئين السوريين يحصلون على دعم من المجتمع المضيف، إلا أن كثيرًا من اللاجئين الآخرين، خاصة الأفارقة، يواجهون صعوبات في الحصول على الرعاية الصحية والتعليم. في غياب وثائق قانونية، يُمنع الأطفال اللاجئون من الالتحاق بالمدارس الحكومية، ما يجعلهم عرضة للتسرّب المدرسي وعمالة الأطفال.

4. الاستغلال في سوق العمل

نظرًا إلى عدم وجود تصاريح عمل رسمية، يُجبر اللاجئون على العمل في القطاع غير الرسمي تحت ظروف استغلالية. يتعرضون في كثير من الأحيان للأجور المنخفضة وسوء المعاملة، إضافة إلى غياب الحماية القانونية.

5. النساء والأطفال اللاجئون

تعاني النساء والفتيات اللاجئات من مخاطر العنف الجنسي والتحرش في أماكن العمل أو أثناء التنقل. كما يواجه الأطفال خطر عمالة الأطفال في بيئات غير آمنة، نتيجة عدم التحاقهم بالتعليم وانعدام الدعم المادي.

الجهود المبذولة والتحديات

تحاول مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تقديم دعم مادي وخدمات أساسية للاجئين، ولكن الموارد محدودة ولا تلبي الاحتياجات المتزايدة. كما تعمل بعض الجمعيات المحلية والدولية على تقديم المساعدات، لكن غياب الدعم الحكومي الفعال يزيد من التحديات.

الخاتمة

تُظهر انتهاكات حقوق اللاجئين في مصر الحاجة إلى تعزيز الحماية القانونية وتحسين أوضاعهم المعيشية. من الضروري أن تلتزم السلطات المصرية باتفاقيات حقوق الإنسان التي وقّعت عليها، وتعمل على تعزيز اندماج اللاجئين في المجتمع وتمكينهم من الحصول على حقوقهم الأساسية. يجب أيضًا تعزيز الوعي المجتمعي لمكافحة التمييز والعنف ضد اللاجئين، من أجل بناء بيئة أكثر شمولية وعدالة للجميع.

#إسلام_حافظ (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات