أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - صدام فهد الاسدي - الشاعر الدكتور صلاح نيازي الاتي على صهوة من لهب















المزيد.....

الشاعر الدكتور صلاح نيازي الاتي على صهوة من لهب


صدام فهد الاسدي

الحوار المتمدن-العدد: 1784 - 2007 / 1 / 3 - 10:50
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


كيف ينفرد الشاعر بخصوصية فكر وهاج يتألق ضمن موتيقة البوهيميات ويخترق الآنية ويسفر في يوتيبيا اللامعقول ثم يأتي طائرا على متن الريح على صهوة من لهب؟؟؟انه شاعر بذرته ناصرية التكوين عراقية النمو عربية الاصالة,بدأ خطواته من عائلة دينية شبت وترعرعت على حب أهل البيت(ع)وقد رحل الأب ومازال طفلا لم يعبر السنتين وعاش يتيما يصارع الحياة حاله حال لؤلؤ في القراءة الابتدائية قائلا:
0(بفخ على عتبات البيوت الجديدة
على قدم العرس تدخل أول مرة
ستنحر نذرا ((لمن صد ورد))ووافى,وباسم مريض تشافى)
من هنا رسم صلاح حدود مسقطه الناصرية أم المواهب والإبداعات ((في مسقط راسك أغنية دارت,,,وبنات محلتك التعبى كدواليب دارت,ومعاضدهن بأرساغ صفر دارت))بهذا القناع بدا الشاعر هجرته إلى الداخل جسدا أما الروح فقد طافت في خيالات بعيدة فهجر المدينة الأم إلى بغداد ملتقى الشعر وبدا ملحمته المفكر في بيروت 1974م وهي تتحدث عن سيرته وقد تناص مع لوحة برونزية للفنان رودان عنوانها في بوابات الجحيم وأظن الشاعر قد رمز إلى مينوس دانتي في جحيمه المعروف وكان نجاح الملحمة منسوبا إلى مقدمها الروائي الكبير الطيب الصالح ((مواسم الهجرة إلى الشمال))والحق يقال أن تلك الملحمة نضجا رائعا في فن الكتابة ولكن أين القراء؟؟ثم قدم الشاعر (كابوس في فضة الشمس)عام 1962تضمن قصيدة طويلة ,ولم يستقر في العاصمة بغداد فكانت لندن محطته الثالثة عاملا في الإذاعة البريطانية مترجما ومعلقا ومذيعا وشاعرا وهناك التقى بأدباء مغتربين من العراق وفتحوا قلوبهم له وسهلوا طموحاته وحصل على شهادة الدكتوراه 1973مولم تنقطع صلته ببغداد فعاد لها عام 1976م وطبع ملحمته المفكر مرة ثانية وقد دخل العش الذهبي مع شريكة العمر سميرة المانع شقيقة الناقد العراقي الكبير نجيب المانع,الشاعر صلاح شاعر همس لا يصرخ ولا يحب العويل ويسير بخطى مكتوبة ومحسوبة
((-عرافتي تقول أن الضحك الطويل كالدين-
طوري غريب قيل لي –سكت
-كم قيل لي اذا ابتدأ انتهى لا يعرف انكسار
تفجر الماء الذي رسمت من لهفي على الورق))
نعم لقد تفجر تناقضه ويؤكد الناقد الكبير طراد الكبيس صحة الرأي((صلاح من أكثر الشعراء تناقضا في لغته,فهو يجمع بين اللغة القديمة والتي ربما لانجدها إلا في القواميس,وبين اللهجة العامية المبتذلة أحيانا وهو شاعر صورا كثر من أي شيء آخر))انظر لصوره الشعرية المتحركة((أتعس ما رأيت,ذاك الذي أن واصل الخطى اخطأ,أو أوقف الخطى اخطأ))فأين العامية المبتذلة في تلك الصور:
((لا فارقتك السلامة,,,يا ارض بابل ,لكن وداعا,,وهل حيلة المظطر الا السفار
فقولي لسكانك العاطفيين لا تهرموا في غيابي
وقولي لولدك لا تولعوا بالسيوف كما في العشائر))
هذه المواقف المتحضرة عند صلاح تكتب نفسها وهذا الولع بالفكر أمر ذو منشأ عائلي طفولي منتزع من بيئة الشاعر فماذا يريد بالأمنيات التي تحرم الخروف لؤلؤ من عبور النهر وبتلك الرمزية الرائعة والبعد الصوفي للمكان,فعدم عبور النهر دلالة الحرمان والسجن والممنوع والجفاف الحضاري ,وأقولها بصراحة باحث أكاديمي أن الشاعر صلاح نيازي من اكبر شعراء العراق ثقافة وهو يشكل مع الصكار وسعدي يوسف قمة الهرم الثلاثي لها
وحين ينصهر الشاعر بضفة النهر دلالة الانتماء والاكتفاء بالضفة الجارية
(يصيح مع الراية الصاعدة
لن اعبر النهر ا لن اعبر النهرا ,وتعبر النهرا)
وثمة رؤى فنية تأخذ العقل حقا تقف على أعمدة هجرته إلى الداخل منها بإيجاز:
1-الناصرية/الأم الطفولة/الذكريات/الجذور,كيف بدلت القرية على اختلاف العصور وأصبحت مكانا غير مألوف مؤكدا على ظاهرة الانسلاخ من القرية الأم البريئة إلى المدينة المبدلة للقيم وهذا نفس أراه عند الشاعر العراقي العملاق سعدي يوسف وعند الشاعر البصري عبد العزيز عسير ,حيث قال صلاح
((قرية قرية صائحا صيحة الآسر
والمغني يطوح للناصرية في بحة كالبكاء
مثل فاختة دون ماء
قرية قرية دون ماء
أبدا كلبها نابح والصغار
يؤمون ويستبقون القطار
ويطول يطول البخار))
اتظنها رديفا لريل نوابية سرت في قلوب الأجيال,ولعل تلك الصورة مازالت منظورة حتى الآن في قطار الناصرية القادم من البصرة وكيف يرى الأطفال تبيع الماء والسجائر فكيف هي الواقعية إذن؟؟ونراها عند صلاح جميلة لأنها تنقل عذابا واحدا من عذابات المدينة(الناصرية)المشدود عنقها دائما بحبل الجلاد والمقيدة مواهب أبنائها بسوط الظلم ومع هذا كله فالشاعر لا يستطيع الرحيل فما المطلوب منه ؟؟(ليس من عادة العاشقين الرحيل
ليس من عادة العاشقين الفراق الطويل)كيف إذن فارقت العراق يا شاعرنا المبدع؟؟؟وللشاعر نبوءة بهاجس غريب منذ عام 1974 ((في دمي هاجس موجع
كل من سافر اليوم لا يرجع)هذه تسجل بذرة شعرية لصلاح لم يسبقه بها احد ,
2//التراث وإفراغ التجربة في أحضان الفولكلور الرائع وهو يناغم البيئة الجميلة(ألا فلتنم يا وحيدي,فعمك بردان,عمك صل الرمال))يبخ بخيخ القصب ,وسيأتي على صهوة من لهب))من هنا انطلق عنوان بحثي هذا وللناقد الكبيس الحق في تشخيص العامية الهدف عند الشاعر دون ضعف في لغته((عمي في الصوب الآخر ينتظر)واظنه قادرا على تبديل الصوب بالجهة الأخرى ولكن له هدفه منها بنقلها واقعية كما يراها دون رتوش وقوله((مكوما مكدسا كالشنطة)وقوله((طوري غريب))وكم نهل من الخطبة الجاهلية ((ما فات مات)قوله((وقيل الذي مات مات)ولم تفته الصور الدينية((ولاذ التلاميذ فوق رؤوسهم الطير
نام التلاميذ فوق الدفاتر
أزفت ساعة ثم انقلب الوهم صار الحقيقة))ولم ينس قصة سنمار المشهورة في المثل العربي(جزاء سنمار)قال صلاح((رأيت سنمارا مكورا)ولم تفته ملحمة جلجامش الرجل الذي رأى كل شيء
((وماذا يقول الذي كل شيء رآه
استحال لشيء سواه))
ويقع الشاعر في تناص مع شاعر ناصريتنا الكبير رشيد مجيد الذي قال(أنا النجم الذي احترقا)وقد كان عنوان مجموعته(يحترق النجم ولكن))وثمة قدحات دالة على تناقضات الحياة منها((كل ريف سلام وريفي اختلاف)
3//الصور البلاغية الرائعة منها التشبيهات والمجاز والطباق وتراسل الحواس
((ومر في انكسار حصاني اليابس كالحجار)
((أنا ادري انك القائد في الدرب تقود المعركة))سينمائي الخطى والحركة,,,كانتشار السمكة,كانتصار الديكة))
((إني رأيت صراخا مزيجا كما السيف يقرع سيفا)
((يزدحم المطار ويفرغ المطار)
وثمة صور متناقضة متحركة((واصفا القرية وطيورها الغارقة في الماء فان المدينة طيورها تعطش وهي تهرب من زحام المدينة,انظر أقواله((عطشت رمالي,يطول خيالي على بابكم,,على حبها المصلت //عطشت عطاشى الطير حرى التلفت
كل شيء يظل بعينيك وهما إلى أن يحين القطار
كلنا حامل للفراق طريقه ))
وهنا يقدم الشاعر هويته مستعيرا من ابن بطوطة قوله في رحلته الشهيرة إلى أقصى العالم((فحزمت أمري على هجر الأحباب من الإناث والذكور وفارقت وطني مفارقة الطيور للوكور))قال صلاح (كريشة تلقفها الرياح
هيهات أن ترجع في الجناح))أليست هذه الحكمة الرائعة وعندما يصف حائرا سنماريا يقول((يفوته القطار//رأيته محوما بباب صيدلية//منجما أمام مستوصف/صاحب مقهى في طريق النجف الاشرف//رايته يقرا بالخفية عن تناسخ الأرواح//عن عوامل الوراثة يكتب في الهواء))كم قرأت من شعر ولم أجد مثل هذه الصور البسيطة الصعبة إلا على صلاح المفكر الرسام الشاعر
وهل يهرم صلاح المفكر؟((وحدي هنا اهرم في فلاتي
هل تسمع الصوت الذي يجف في لهاتي))أن صوتك طقس احتفالي لا يرحل عن الذاكرة ولم يسقط الحزن من عينيه فلماذا تركت صورك الرائعة هذه وقد انتقلت الى بيئة غربية عجيبة فماذا فعلت وقلت هناك,انك مبدع يا أيها الشاعر ؟لماذا تركت العراق والحضارة التي أحببتها ؟تعال معنا نغرف من لهيب الدموع أحزمة الصبر ونعلق قصائدنا الحزينة على قارعة الحقيقة(إذا لم احترق أنا وتحترق أنت كيف ننقذ العراق من محنته ؟"؟فمادام الخيط مشدودا على إصبعك فلن تخش أن تسحبه وتجد العراق يناديك يالؤلؤ ارجع لمدرستك وللأطفال الحفاة وللقطار الذي يخاف من الإرهاب فتوقف عن نقل الفقراء فلقمة العيش في كل مكان والخبزة العراقية شهية بالرغم من غلاء التنانير والمهفة البصرية مازالت غالية في الاسواق



#صدام_فهد_الاسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشتعال الحرائق وتسرب الاقنعة في شعر البياتي
- الشاعر بلند الحيدري والبحث عن فردوسه المفقود
- رشدي العامل/شاعر شراعا مزقته ريح الزمن
- قصيدة رثاء الى الشاعر يوسف الصائغ


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - صدام فهد الاسدي - الشاعر الدكتور صلاح نيازي الاتي على صهوة من لهب