مثنى إبراهيم الطالقاني
الحوار المتمدن-العدد: 8146 - 2024 / 10 / 30 - 00:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يعيش المشهد السياسي العراقي منذ مدة مشاكل نتيجة شغور منصب رئيس مجلس النواب، مما ترك أثراً سلبياً على سير عمل البرلمان وعلى القرارات الحيوية المنتظرة.
حيث يستمر الجمود السياسي وتفاقم الخلافات بين الكتل السنية حول المرشحين المحتملين للمنصب، فقد تقدمت القوى السنية بمرشحين هما العيساويو المشهداني، وكلاهما يسعى للحصول على تأييد أكبر عدد من النواب للوصول إلى هذا المنصب المهم.
ولكن التوافق على مرشح واحد من قبل القوى السنية لا يزال أمراً بالغ الصعوبة، فبينما يساند بعض النواب العيساوي باعتباره شخصية تتمتع بخبرة سياسية عريقة، يرى آخرون أن المشهداني يمتلك الكفاءة والحنكة للقيادة في هذه المرحلة الحرجة. ويبرز هذا الخلاف كعقبة كبيرة، إذ تتشابك المصالح والرؤى، وتجعل من الصعب التوصل إلى اتفاق يوحد الصفوف.
من المهم التأكيد أن منصب رئاسة البرلمان ليس تنصيباً بل هو عملية انتخابية يشارك فيها جميع الأطراف السياسية، ويتطلب توافقاً واسعاً، وهو ما يجعل من استمرارية شغور المنصب عائقاً أمام استقرار البرلمان وقدرته على أداء مهامه بشكل فعال. ومع استمرار المماطلات وتبادل الاتهامات بين الكتل، يبدو أن التوصل إلى اتفاق سريع أمر بعيد المنال، خاصة أن الجلسات البرلمانية القادمة لا تلوح في الأفق بحسم قريب.
وقد اعتبرت بعض الأطراف أن دخول مرشحين اثنين للمنافسة على المنصب يعتبر خطوة صحية وديمقراطية، تعزز من مفهوم التعددية السياسية. ومع ذلك، تبرز الشكوك بشأن انعقاد جلسة للبرلمان الخميس المقبل، إذ تتزايد المؤشرات على إمكانية تأجيل الجلسة لعدم التوصل إلى توافق بين الأطراف المعنية.
لم تكن هذه الأزمة مفاجئة بالنظر إلى الوقت الطويل الذي استغرقه ملف حسم منصب رئيس مجلس النواب عقب إقالة رئيسه السابق محمد الحلبوسي، وتُعزى التأخيرات المستمرة إلى تعقيدات المشهد السياسي العراقي، فالتباينات بين الكتل السنية لم تكن بمعزل عن التحالفات المتشابكة مع أطراف من الكتل الشيعية والكوردية، مثل الإطار التنسيقي والاتحاد الوطني الكوردستاني، وهذا ما زاد من تعقيد المشهد.
يبقى الشارع العراقي مترقباً لنتائج هذه المناقشات والاجتماعات السياسية، في أمل أن يُتوصل إلى قرار يعيد إلى البرلمان استقراره ويعيد إلى العملية السياسية مسارها الصحيح.
#مثنى_إبراهيم_الطالقاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟