|
الله يتحدث معى ومعكم؟
ميشيل نجيب
كاتب نقدى
(Michael Nagib)
الحوار المتمدن-العدد: 8145 - 2024 / 10 / 29 - 12:25
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
وما خفى كان أعظم!! هل أصبح من المستحيل ان يتكلم الله مع كل إنسان فى طرفة عين؟ خلال السنوات الأخيرة وكل يوم تقتحم الكثير من الأنباء عن عمليات زرع شرائح فى رأس الإنسان مثال إيلون ماسك أنتشرت أخباراً علمية عن التوصل إلى أختراع يمكن من خلاله التحدث والتواصل مع الزهور والنباتات من خلال تقنية الذكاء الصناعى، وهذا يقودنى إلى التأمل بجدية وتسألنى نفسى فى حدة عقية: إذا كان هذا البشر المخلوق أستطاع أختراع أو خلق تقنية بالذكاء الصناعى يستطيع بها الحديث وتبادل الحوار مع الزهور والنباتات، وهو الإنسان المحدود الذكاء كما يتفق الجميع، فكيف الحال بالله أو الإله الخالق؟ هل هو غير قادر على الحديث معنا وخلق وسيلة مباشرة ليعرفنا بوجوده ويقول لنا ماذا يريد مثلما يفعل علماء البشر؟
هل الأمر سيكون صعباً على الله خلق وسيلة تتفق وتقدم الإنسان فى الذكاء الصناعى فى عصرنا الحاضر؟ فى الماضى حيث نقص العلم والمعرفة كان الله يرسل الملائكة التى حسب الأعتقادات الشعبية ترانا ونحن لا نراها، ونحن نعرف من خلال تاريخنا الإنسانى القديم أن إله الأديان كان يرسل رسائل خاصة للبشر عن طريق ملائكته، ألا يمكن لله الآن دون الحاجة إلى الأختباء خوفاً منا أو أستحالة رؤيته ورؤية عالمه الإلهى، ألا يمكن له التواصل معنا برسائل وتقنيات مادية يقوم بإثبات أنه موجود يقيناً وليس كائن غيبى لا وجود له إلا من خلال تصورات الأديان؟
أحاول طرح فكرتى بكلمات بسيطة تصل إلى أفهام الجميع وأستكمل تساؤلاتى وخواطرى بالقول: ألا يكون الله بفعل ذلك الآن هو أكبر دليل على وجوده وأنه بالفعل سيعطينا الدليل الثابت والذى سيحفظه لنا على عقولنا البشرية وعلى أجهزتنا الذكية من كمبيوتر وموبايل، دون الحاجة إلى دليل مكتوب على أوراق التى فى طريقها إلى الأختفاء من حياتنا؟ فالتكنولوجيا ليست حكراً على البشر بل الله هو الذى وضعها فى عقولنا ويمكنه أيضاً الآن أن يخاطبنا حسب قدراتنا العصرية، فإنسان اليوم الذى يعيش فى عالمنا العربى يمكنه القيام بفتح برنامج على الكمبيوتر أو الموبايل والإتصال بأى إنسان آخر على وجه الكرة الأرضية أو فى أى مكان على الأرض بالصوت والصورة وكأنهم يجلسون فى نفس المكان بجوار بعضهم البعض، وهذا إثبات يتحدى الأفكار الخرافية التى توارثناها وصدقتها مليارات البشر عبر الأجيال الماضية بان الله قد تواصل فى الازمنة القديمة عن طريق الرسل ولا يمكن التواصل مع البشر بغير هذه الطريقة حسب خداع رجال الأديان.
جاء الوقت أن يحترم البشر الغيبيين عقولنا التى لديها القدرة على المعرفة والرؤية والإستماع لبقية البشر رغم المسافات البعيدة دون معوقات، بل أصبحت قدراتنا هذه حقيقة واقعية نمارسها يومياً ونتواصل عبر الأنترنت فى عقد أجتماعات تعقد فى دولة بعيدة جداً عن دولتنا ونشاهد تلك الإجتماعات ونحن جالسين فى بيوتنا ومنازلنا، ويشاركنا المشاهدة أيضاً الملايين فى مختلف انحاء العالم وفى نفس الوقت، هل يوجد عند الله موانع أو عوائق تمنعه من التواصل معنا حسب تصورى الآتى وهو ليس خيالى بل هو تطبيق وتشبيه لما نملكه من تكونولوجيا: [ المشهد الإلهى يبدأ وجميع البشر فى أماكن وجودهم فى بيوتهم وأعمالهم وفى وسط مزارعهم ومصانعهم ، فجأة تختفى الصفحات والمكالمات والأعمال الى نمارسها ليظهر كلام بنفس لغة كل إنسان على شاشات الموبايل والكمبيوتر والتلفزيونات وعلى جدران المعابد والحوائط يقول: أنا الله أيها الإنسان الذى خلقك ووضعك على هذه الأرض وعليك الآن أن تستمع إلى كلماتى الأبدية وتسير عليها وسأضع مع كل إنسان عهداً أبدياً ومحتوياته هى ....]. هل هذه المشهد من الخيال العلمى صعب على الله تنفيذه فى الحال ولمح البصر دون الحاجة إلى الأديان السابقة ورسلها ونصوصها؟ أليس الله بقادر على فعل ما يشاء وكما يشاء؟
إذا كانت أجهزتنا البدائية مقارنة بقدرات الله الخالق تستطيع التليسكوبات والأقمار الصناعية ووسائل الأتصال الحديثة أن تنقل لنا صوراً وأحداث تقع فى الكون أو على الأرض، فكيف بالله خالق الكون أليس بقادر على فعل أكثر من ذلك وتقديم الدليل الواقعى والمنطقى العلمى الذى لا يستطيع علماء الارض الجدال حوله؟ العلماء وشركات التكنولوجيا يسعون لربط عقل الإنسان بالكمبيوتر، فهل لا يستطيع الله إرسال رسالة مباشرة وموحدة لرأس كل إنسان لتكون هى التعريف العملى والعلمى بنفسه ووجوده ورسالته الموحدة لكل البشر فى مساواة تامة وفى نفس التوقيت؟ هل هذا كلام غريب وأحلام وهمية أم منطقى ويسعى الإنسان بالذكاء الصناعى إلى تطبيقه فى حياته العملية؟؟
نعم الله الخالق الموجود فى كل مكان حولى وحولك يمكنه أن يتحدث معى ومعك بدون قصص وجاهلية الماضى، فقط علينا أن نؤكد لأنفسنا الحقيقة التى يتجاهلها الجميع رغم ثقتهم بأنهم يمارسونها فى حياتهم يومياً، ألا وهى: أنا وأنت ونحن وكلنا علمتنا وأمرتنا الأديان بكراهية وقتل المخالف لنا وإله الأديان سيكافئ من يطبق كلامه هذا بمكافأة غيبية غير منطقية أو هى مكافاة مقنعة لأصحابها أى من لديهم القدرة العقلية على الإيمان بها، هذه الكراهية والصراع والقتل لكل دين من الأديان المفروض أن ننظر إليها بتمعن وعقل واسع الأفق، وهل يتفق منطق عقل الله الكونى مع تلك المشاعر السالبة والمدمرة لبنى البشر؟ وهل الكراهية لغير المؤمنين بالدين الذى نؤمن به نحن هو منطق وفكر إلهى من السهل ومن العقل أن نصدقه فى عصرنا هذا؟
لماذا لا نراجع أفكارنا التاريخية ونربطها ببعضها البعض ومحاولة قراءتها وفهمها فى ضوء واقعنا المعاصر؟ هل يحتاج الله أن يتحكم فى البشر بمعلومات وقصص تاريخية بدائية يفترض أنه أرسلها إلى بشر أسميناهم بالرسل والأنبياء يتصفون بالنقص وعدم الكمال وكتب الأديان تشهد على ذلك، بل وفرصة الخطأ كبيرة في الكيفية التى تم تناقل بها تلك المعلومات والتعاليم وتدوينها فى كتب بردية وجلدية وورقية عبر خمسة آلاف سنة حسب تاريخ الأديان؟
إن أقوالنا المتكررة فى الصراعات والمؤامرات والكراهيه أفنيناها وقتلناها إستعمالاً بطريقة فظيعة فى سلوكياتنا المشينة التى تشوه صورة الله الخالق الحقيقى، وكأن الله لا يريد السلام بين البشر وفى كل لحظات حياتنا اليومية ومعاملاتنا الكريهة مع غيرنا من البشر، حتى كادت أن تنعدم من حياتنا وتفكيرنا لحظات المتعة والراحة والهدوء والسعادة ومشاعر البهجة وخفة الدم المصرية ويتمتع أيضاً بسرعة البديهة وتبادل النكات التى تبعث على الضحكة والمرح وأنشراح النفس، بل حلت محلها وجوه الناس التى تعلوها الكآبة البائسة المتجهمة الغاضبة ونظراتهم التى يتطاير منها الشر، هل السبب فى ذلك هو الله؟؟ هل خلقنا الله لنعيش فى سلام مع بعضنا البعض، أو أن إرادته زراعة الكراهية فى قلوب وعقول بعضنا بعضاً؟
عليك أخى القارئ الثقة بالخالق وأنه قادر فى نفس اللحظة أن يتحدث معى ومعك أى يتواصل مع عقولنا وقلوبنا ويبث فينا جميعاً إرادته السرمدية دون وسطاء بشر يتم تحريف وتأويل كلامهم مع مرور الزمن. مستحيل أن يكون خالق الحياة والمحبة يناقض نفسه ويأمرنا بكراهية وعداوة وقتل الآخر لأنه لا يؤمن بالله؟؟ التناقض والعداوة هى مشكلة إنسانية مستحيل أن يقع فيها خالق الكون ويدفع مخلوقاته لتتصارع من أجله!! كفانا النظر إلى عصور التاريخ المظلمة المتخلفة عن الحضارة وبأيدينا الآن النظر إلى ينابيع النور الحقيقية، فأفتحوا عيونكم لتشهدوا الحقيقة قبل فوات الآوان!!
#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)
Michael_Nagib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الله وثدى الأنثى
-
الله وتصور البشر له
-
مصير الله مع البشر
-
أيادى الله ودماء البشر
-
الله والآلهة الحقيقية
-
الله منبع الكراهية
-
الله وأطلال الإمبريالية
-
إله الكفر وإله الإيمان
-
جبناء التكفير إجراميين
-
تكفير أتباع المسيح
-
الخوف من الله أو عليه؟
-
تكفير المسيحية بدون تعليق!!
-
الدكتورة وفاء سلطان ومسيحى اسمه وحيد
-
فكرة الله والتنوير
-
فكرة الله الكوميدية
-
وكالة نجاسة التخلف العربى
-
وكالة ناسا ونجاسا ما الفرق؟
-
حكومة ورثة علماء الفراعنة
-
حكومة رئاسية فاشلة قبل أن تبدأ
-
عنصرية الله يا أهل ذمم الأديان
المزيد.....
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
-
“ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي
...
-
طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع
...
-
“ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي
...
-
ليبيا.. سيف الإسلام القذافي يعلن تحقيق أنصاره فوزا ساحقا في
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|