منذر علي
الحوار المتمدن-العدد: 8144 - 2024 / 10 / 28 - 19:57
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
من الواضح أنّ الدول المتحاربة تُهوِّل من أدائها العسكري، وتهوِّن من أداء خصمها العسكري لاعتبارات سيكولوجية وسياسية وعسكرية استراتيجية.
وعلى ضوء هذا المبدأ، ليس في مقدورنا أخذ تصريحات الإيرانيين على محمل الجَدّ حول ما يُسمى ب" الأضرار البسيطة" التي لحقت بهم جرَّاء الضربات الإسرائيلية التي تمت صباح يوم السبت الفائت على مناطق مختلفة في إيران.
كما لم يكن ممكنًا تصديق الناطق العسكري الإسرائيلي أنَّ الضربات الصاروخية التي نفذتها أيران في 2 أكتوبر الجاري على مناطق مختلفة في دولة الكياني الصهيوني لم تحدِث أضرارا.
وعلى الأرجح، فأنَّ الهجمات المتبادلة بين الدولتين المتحاربتين أحدثت أضرارا ليست بسيطة، ربما كبيرة، ولكنها لم تكن أضرارًا قاصمة. مع ذلك، ومن منطلق الرغبات المنفلتة، فأنَّ أنصار إيران في العالم العربي أرادوا الضربات الإيرانية ضد إسرائيل أن تكون قاصمة.
وبالمقابل، فأنَّ أنصار إسرائيل في العالم العربي أرادوا أن تكون ضربات إسرائيل ضد إيران قاصمة. ولكن في الحالتين هذا لم يحدث بعد، في الأقل حتى الآن.
وعلى أية حال، ينبغي لمن يروم معرفة الحقيقة بشأن ما جرى في الدولتين أن يبحث بمنهجية علمية ما جرى، ويتحرى المصادر الموضوعية، ويكف عن أصدار أحكام سريعة وفقًا لأهوائه.
من الجلي أن الضربات المتبادلة بين إيران وإسرائيل قد توقفت، ولكن من المؤكد أنها ستُسْتَأْنَفَ بضراوة أكبر، بسبب النزعة الإسرائيلية التوسعية في فلسطين والمنطقة العربية والسعي المحموم لقيام دولة إسرائيل الكبرى، من الفرات إلى النيل، وبسبب الدعم الإمبريالي الكبير و الدائم للدولة الصهيونية. ويبدو لي أنَّ ما جرى حتى الآن هو مجرد بروفة لحرب شاملة في الشرق الأوسط. اليمن و العالم العربي، وربما تتسع إلى دول خارج الشرق الأوسط، مما يعني أنَّ العالم في خطر شديد!
#منذر_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟