أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الكذب .














المزيد.....

مقامة الكذب .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8144 - 2024 / 10 / 28 - 10:08
المحور: الادب والفن
    


مقامة الكذب :

يقول بدر شاكر السياب في قصيدته الشهيرة ( غريب على الخليج ) : (( إني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون , أيخون إنسان بلاده؟ إن خان معنى أن يكون , فكيف يمكن أن يكون ؟ )) , الوثائق المنشورة عن الذين كذبوا فحكموا , تشير إلى أن من كانوا في المنفى , أمعنوا بأكاذيبهم , وإدعاءاتهم للإجهاز على الدولة , ولم يكن يعنيهم سوى أن يكونوا في السلطة .

يقول سيجموند فرويد : (( أعترف بعد الخبرة العميقة والطويلة للنفس البشرية , أننى فشلت فى معرفة كيف يستطيع البشر التعايش مع كل تلك الأكاذيب )) , وأنا أوافق فرويد فالكذب لغالبية البشر هو فنجان القهوة الضرورى كل صباح للافاقة بعد النوم وضبط كيمياء المخ وتحديد خريطة الكذب لليوم الجديد , وأعتقد أن الداء المزمن ليس الكذب ولكنه يكمن فى تبرير و تمجيد و تقديس الكذب وتسميته بمسميات تخفيه .

أين الوطن ؟ , والمواطنين؟ ولماذا الكذب الفظيع؟ ألا يشعرون بتأنيب ضمير على ما جرى وفقا لأكاذيبهم ؟ الوثائق والتقارير تؤكد أنهم وفروا معلومات غير صحيحة وشجعوا القوة الكبرى على الهجوم , وبترويجية عالية , تساهم في غسل الأدمغة وتأهيل الرأي العام للقبول بشن الحرب على البلاد , وقد اكدت التقارير أن الذرائع لا أساس لها في الواقع , ولا وجود للإفتراءات التي تحولت إلى حقائق , وصارت على لسان القيادات السياسية , وتم تسويق الضرورة القصوى للحرب , ويمكن القول أنها أكبر كذبة مروعة تسببت بتداعيات خطيرة وخسائر لا تنتهي , وبرغم وجود عدد من المعارضين والمشككين بالمعلومات , لكن النزعة العدوانية تريد ما يسوغها , فتغافلت عن الحقائق , وإستندت على ما يدلي به الذين يرون أنهم أبناء البلاد , ويعادونه بإندفاعية عالية.

قال غسان كنفاني : (( ستصبح الخيانة فى يوم من الايام مجرد وجهة نظر)) , أولئك الكاذبون الذين تبوؤا الخط الأوللقاء خيانتهم , وبناء على مصالح شخصية وحزبية وفئوية , وهستيرية دعائية , حولت الحالة في العراق إلى أن البلاد فيها قنبلة ذرية وسيصيب العالم بها , والدولة ستكون على بعد ساعات من إمتلاك كل ما يهدد السلام العالمي , كعكعة صفراء , ويورانيوم من النيجر , وقدرة على صناعة القنبلة النووية , وكلها تفاعلات مخادعة لتأمين الإقدام على الحرب التي قضت على مئات الآلاف من الأبرياء , وأعادت البلاد قرونا للوراء.

يقول محمود درويش : (( لا صداقة بعد الغدر, ولا إحترام بعد الخيانة )) , كذبوا وكذبوا ووضعوا الأكاذيب على أكتاف الأمم المتحدة , وصار الإقدام على الحرب أمرا ضروريا ولا مناص منه , وحتى في الأمم المتحدة صار إتهام المختبرات المتنقلة أمرا واقعا , وبناءً على ما إختلقه أحدهم في ألمانيا لكي يبقى فيها , فهل نرجو أن يقدموا خيرا للبلاد والعباد؟

كتب أدولف هتلر: (( اكذب كذبة كبيرة ثم حاول تبسيطها وكررها , في النهاية ستصدقها )) , لقد فعلوها ونالوا كل الترحيب , والاستحسان , والامتيازات , والترويج , واندرجوا في مجلس المحتل , غير آبهين بأن يؤدي بهم الكذب إلى خسارة الناس , وأنفسهم , و لا بما سيقوله التأريخ وما سيسطره من اللعنات , ورغم اجتماع الأديان على تحريم الكذب , باعتباره فعلا لا أخلاقيا , ولكن نظرا لما يحققه من نتائج على المدى القريب والبعيد , فإنهم لم يكترثوا لهذا التحريم .

ما هو الوطن؟ ليس سؤالا تجيب عليه وتمضي , إنّه حياتك وقضيتك معاً, الوطن ليس بقعة ارض بل هو جمع من القلوب البشرية التي تبحث عن قاسم مشترك تتحسسه وتنعم به , وهؤلاء لا يحسون بعد ان ماتت قلوبهم , فباعوا العراق , ولما كان لا وفاء لكذوبٍ , ولا صديق لملول , ولا راحة لحسود , ولا مروءة لبخيل , ولا سؤدد لسيء الخلق , فهؤلاء الذين استحلوا رضاع الكذب عسر فطامهم , لأن من عرف بالخداع ولو مرة لم يصدَّق ولو تكلم الصدق , وان الخداع هو أسوأ ما مارسوه مع من حولهم , وقد صدق غـوركي حين قال: (( نوعان من الرجال يحتاجان إلى الكذب , ضعاف الروح , و أولئك الذين يعيشون من كد الآخرين , فالضعاف يستمدون من الكذب قوة , أما المستغلون فهم يتخذون الكذب ستاراً لخداع غيرهم )) .



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة المطر .
- مقامة العقل .
- مقامة الشر .
- مقامة الشماتة .
- مقامة الثقافة .
- مقامة اللاجدوى .
- مقامة السدى .
- مقامة الشجن .
- مقامة التنوير و التعدد .
- مقامة الوعر .
- مقامة لن أنجو .
- مقامة النوى .
- مقامة لبنان .
- مقامة بيبي .
- مقامة الرقية .
- مقامة الشتيمة .
- مقامة الثلج .
- مقامة خريفية .
- مقامة تراتيل .
- مقامة هل تكفيك روحي .


المزيد.....




- -الأندلسيات الأطلسية- في دورة جديدة -مليئة بالوعود- بالصويرة ...
- افتتاح مهرجان -سيمفونية الثقافات- في بطرسبورغ
- طوفان الرواية ورواية الطوفان.. عن معركة السردية بين المقاومة ...
- البدء بعرض مسلسل -الجريمة والعقاب- على منصة إلكترونية روسية ...
- -إكس- تُغلق حساب قائد الثورة باللغة العبرية
- مسلسل تل الرياح الموسم الثاني الحلقة 148 مترجمة قصة عشق
- المغرب: فيلم -عصابات- يتوج بالجائزة الكبرى في المهرجان الوطن ...
- نخبة من نجوم الدراما العربية في عمل درامي ضخم في المغرب (فيد ...
- هذه العدسات اللاصقة الذكية تمنحك -قدرات خارقة- أشبه بأفلام ا ...
- من بينها -يد إلهية-.. لماذا حذفت نتفليكس الأفلام الفلسطينية؟ ...


المزيد.....

- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الكذب .