أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عبدالله عطوي الطوالبة - قوة الصحافة في الحرية والمعلومة. قراءة في كتاب -الحرب- (1)















المزيد.....

قوة الصحافة في الحرية والمعلومة. قراءة في كتاب -الحرب- (1)


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8144 - 2024 / 10 / 28 - 10:07
المحور: الصحافة والاعلام
    


بوب وودورد، صحفي أميركي ذائع الصيت. كانت أولى فتوحاته الصحفية كشف فضيحة ووترغيت، التي أسقطت الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون. يقول في كتابه "الحرب" الصادر حديثًا، إن المقابلات الخاصة به أُجريت وفقًا للقاعدة الصحفية المعروفة ب"الخلفية العميقة". هذا يعني، أن المعلومات الواردة في الكتاب يمكن استخدامها، ولكن دون ذِكر من قَدَّمها. يستند الكتاب الى مئات الساعات من المقابلات، مع المشاركين في الأحداث والشهود المباشرين عليها، وقد سمح معظمهم للمؤلف بتسجيلها. هذا يعني أن المعلومات مستقاة من المعنيين مباشرة، ومن وثائق حكومية أو رسائل بريد الكتروني، ومن ملاحظات خاصة باجتماعات، أو نصوص وسجلات.
بوب وودورد، صحفي موهوب ومتميز، عُرِف بملاحقة القصص الصعبة والتأكيدات والأدلة. وهو قطعًا ليس من صحفيي مدرسة "قال وأوضح وأكد وأشار وأردف قائلًا"، صحافة الطبلة والزُّمَّارة والطيش على شبر ماء، صحافة التفاهة والتضليل والجبن أمام قول الحقيقة أو حتى السعي للحصول عليها.
الكتاب غلب على صياغته الأسلوب الصحفي، حيث يبدو أقرب ما يكون إلى تقرير صحفي مطوًّل.
نضيء في هذه الحلقة على ما ورد في الربع الأول من الكتاب(104 صفحات من 430صفحة)، ويتعلق بثلاثة موضوعات: شخصية دونالد ترامب، والانسحاب من أفغانستان، وبوادر دخول وحدات عسكرية روسية إلى أوكرانيا.
أجرى بوب وودورد مقابلة صحفية للمرة الأولى مع دونالد ترامب عام 1989، وكان الأخير في سن 42 عامًا. يقول المؤلف: "ترامب رجل أعمال مُحتال، منشغل بالظهور بمظهر القوي القاسي". مبدأه في الحياة، "إذا علم الناس أنك شخص ضعيف، سيلاحقونك. عليك أن تعرف جمهورك. كُن لبعض الناس قاتلًا، ولبعضهم كالحلوى، ولآخرين كُن كليهما، المهم أن تكون مختلفًا". ومن طبيعة ترامب "قناعته بأن أي خسارة يمكن تجاوزها، حتى لو كانت خسارة الانتخابات الرئاسية". لم يعترف ترامب بخسارته وفوز بايدن، في انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2020. لذا، نَظَّم اقتحام الكونجرس في السادس من كانون أول 2021، وحث أنصاره ومؤيديه على "القتال بكل قوة". وقال ترامب أكثر من مرة:"لن نتراجع أبدًا ولن نعترف بالهزيمة". وحاول عرقلة وصول بايدن الى البيت الأبيض، حتى بعد اعلان فوزه في انتخابات الرئاسة رسميًّا. ظل ترامب متمسكًا بقناعته، التي عَبَّر عنها بما أسماه "الانتخابات المسروقة". وقد وصلت به قناعته هذه إلى الاتصال بالنائب الجمهوري عن ولاية ألاباما، مو بروكس، المؤيد له بقوة، وطلب اليه أن يدعو علنًا إلى إجراء انتخابات خاصة تعيده إلى البيت الأبيض. ونرجح أن آراءً تشكلت على هذا الأساس، لا يستبعد القائلون بها داخل أميركا وخارجها، أن حربًا أهلية قد تشهدها أميركا إذا خسر ترامب الانتخابات الحالية لصالح كمالا هاريس، خاصة بوجود ملايين من الحزب الجمهوري يؤمنون به ويؤيدونه بقوة. ويرى بوب وودورد أن اسباب خسارة ترامب في انتخابات الرئاسة لصالح بايدن، تعود إلى اخفاقه في السيطرة على جائحة كورونا. ولا يقل أهمية عن ذلك، تدهور الاقتصاد الأميركي في عهده. هنا، يقول بوب وودورد :"رغم ازدهار سوق الأسهم، فإن الاقتصاد الحقيقي حيث يعيش الناس، وقد تدهور في عهده".
بخصوص أفغانستان، يستحضر المؤلف لقاءً بين الرئيسين، الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جوزيف بايدن في سويسرا يوم 16 يونيو 2021. خلال اللقاء سأل بوتين نظيره الأميركي: لماذا تركت أفغانستان؟ فيرد بايدن من فوره: وأنت لماذا خرجت من هناك؟ وبرأي بوب وودورد أن مقصود بايدن في رده على بوتين، الانسحاب السوفييتي من أفغانستان في بداية عهد غورباتشوف. في هذا اللقاء، يُقر بايدن بأن أفغانستان مقبرة الإمبراطوريات. وبشأن أسباب انسحاب أميركا من أفغانستان، يبدأها بوب وودورد بوفاء بايدن بوعده الانتخابي بإنهاء حرب استمرت عشرين سنةً، لم يعد لها مبرر بالاستمرار بعد تحقيق هدفها الرئيس بالمنظور الأميركي، أي تدمير تنظيم القاعدة المسؤول عن هجمات 11 ايلول 2001. أما السبب الأهم فهو خسائر أميركا في الأرواح خاصة، وقد ركَّزَ عليها الرئيس بايدن في خطاب للأمة، بتاريخ 14 نيسان 2021، استمر 16 دقيقة ذكر فيه أن 2448 عسكريًّا أميركيَّا قُتلوا في أفغانستان بالإضافة إلى 20722 جريحًا. لكن الانسحاب الأميركي من افغانستان تحول إلى فوضى مدمرة، كما يرى بوب وودورد، حيث أخفقت إدارة بايدن في توقع السيناريوهات الأسوأ والتخطيط لها. ويشير الى سقوط كابول خلال 11 يومًا، أمام التقدم السريع لحركة طالبان، رغم وجود جيش افغاني وصل تعداده إلى 300 ألف عسكري. ولم يلبث رأس النظام نفسه، أشرف غني، أن هرب إلى الإمارات.
أما بالنسبة لأوكرانيا، فيعترف بوب وودورد بوجود خبراء عسكريين بريطانيين هناك، كانوا يعملون "لتحويل الجيش الأوكراني إلى قوة تعمل وفق معايير الناتو". ويؤكد أن زيلينسكي طلب من بايدن تسهيل انضمام أوكرانيا إلى الناتو، مع أن أميركا تدرك جيدًا أن هذا الإنضمام خط أحمر بالنسبة لروسيا، وعليه شبه إجماع داخلها. ويستحضر رأي وليم بيرنز، مدير وكالة المخابرات الأميركية وسفير أميركا في موسكو سابقًا، إذ يقول بهذا الخصوص:"لا أستطيع أن أتصور أي صفقة كبرى من شأنها أن تسمح للروس بابتلاع هذه الحبَّة بهدوء". وتوقف المؤلف مطولًا عند مقالة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين من 5000 كلمة نُشرت في 21 تموز 2021 قال فيها:"الروس والأوكرانيون والبيلاروسيون هم جميعًا أحفاد روس القديمة، التي كانت أكبر دولة في أوروبا. ومنذ القرن التاسع عشر يُنظر الى كييف على أنها "أُم المدن الروسية". ويولي المؤلف أهمية لآراء مسؤولين أميركيين بالرئيس فلاديمير بوتين، منهم كولين كاهل، وكيل وزارة الدفاع "البنتاعون". برأي كاهل "لم يكن بوتين معجبًا بالاتحاد السوفييتي، لكنه لا يزال يرى أن انهياره كان أكبر جريمة في القرن العشرين. ويعتقد، أي بوتين، أن الروس تعرضوا للخيانة مرات عدة منذ ذلك الحين". ويضيف كاهل "إن الرئيس فلاديمير بوتين يحلم بإعادة تشكيل امبراطورية روسية، ولا توجد امبراطورية روسية لا تشمل أوكرانيا". هنا، ينقلنا بوب وودورد إلى إحدى خصائص العقلية الأميركية، على لسان كاهل، مفادها أن الأميركيين لا يستهويهم الحديث في التاريخ، لأن أميركا حديثة النشأة نسبيًّا، وبلا تاريخ. يقول كاهل في تعليقه على ما ورد في مقال الرئيس بوتين بخصوص التاريخ القديم المشترك بين روسيا وبيلاروسيا وأوكرانيا:"دائمًا ما يكون الأمر غريبًا عند قراءة أشياء مثل هذه كأميركي، لأن تاريخنا لا يمتد بعيدًا. لذا فإن فكرة أن الدول قد تهتم بشدة بما حدث قبل 9000 سنة أو ما شابه، أو ما نعرف قبل 2000 سنة، أو حتى 1000 سنة، تبدو غريبة لنا. الأميركيون لا يفكرون بهذه الطريقة".
يؤكد بوب وودورد أن الأميركيين تأكد لهم أن الروس سيدخلون أوكرانيا عسكريًّا، في تشرين أول 2021. في هذا الشهر، قدمت مديرة الاستخبارات الوطنية في أميركا، أفريل هاينز ومدير وكالة المخابرات المركزية، بيل بيرنز، معلومات سرية تُظهر بشكل قاطع أن الروس طوروا خطة حرب لدخول أوكرانيا بقوات تقدر بحوالي 170 ألف عسكري. على الفور، شرعت الخارجية الأميركية في بناء ائتلاف دولي لما يسمونه دعم أوكرانيا وفرض عقوبات وقيود اقتصادية على روسيا. كان محرك السياسة الأميركية، خشيتها من التداعيات السياسية أكبر بكثير من أوكرانيا. بالمعايير الأميركية، فإن إعادة رسم حدود دولة بالقوة، سيؤدي الى تلاشي ما يسمونه نظام السلام والاستقرار في أوروبا وحول العالم، الذي نشأ من رماد الحرب العالمية الثانية. وخشي الأميركيون خطر حدوث ارتدادات محتملة في منطقة المحيطين الهندي والهادي، وعلى وجه التحديد على صعيد تهديد الصين لتايوان. فإذا تمكنت روسيا من الإفلات من تبعات احتلال اوكرانيا أو أجزاء منها، يمكن لدول قوية غيرها أن ترى في ذلك ضوءً أخضر لإعادة رسم حدودها الخاصة بالقوة. ومع ذلك، قررت الإدارة الأميركية تجنب مواجهة مباشرة مع روسيا، والحيلولة دون نشوب حرب عالمية ثالثة. أخذت أميركا تراقب المناطق الحدودية المشتركة بين روسيا وأوكرانيا، وبدأت الأسلحة الأميركية تتدفق على أوكرانيا، وبشكل خاص صواريخ جافلين المضادة للدبابات. أجرى البيت الأبيض اتصالات مع حلفاء أميركا الأوروبيين، وبالذات ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، للتداول في الأزمة الأوكرانية المتوقع اشتعال شرارتها في أي وقت. وقررت الإدارة الأميركية إرسال مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية، بيل بيرنز، إلى موسكو حاملًا رسالة تحذير للقيادة الروسية. وجاء في الرسالة:"سوف نقوم بحشد الغرب، وسنفرض عقوبات اقتصادية قاسية وساحقة. أوكرانيا دولة ذات سيادة، سنستمر في دعمها، وسنعدل من وضع قواتنا في أوروبا". وتضمنت التحذيرات "إزالة روسيا من نظام سويفت، مما سيلحق ضررًا بالغًا بالبنوك الروسية، لأنها ستضطر الى تطوير نظام اتصالات مصرفي خاص بها، وهو أمر مرهق وشبه مستحيل. وسنقوم بعزلكم دبلوماسيًّا وسنساعد أوكرانيا في الدفاع عن نفسها". برأينا الخاص، فإن هذه "التحذيرات" تؤكد أن هيمنة أميركا وأدواتها من عقوبات اقتصادية وغيرها آخذة في التراجع والتلاشي. والدليل، أنها، أي أميركا، اتخذت كل ما هددت به من عقوبات ضد روسيا بعد بدء عمليتها العسكرية في أوكرانيا، بل وزادت عليها الكثير، لكنها لم تُحدث الأثر المطلوب أميركيًّا.
غادر بيرنز موسكو وهو على قناعة بأن روسيا عاقدة العزم على دخول أوكرانيا عسكريًّا، وبدا له القادة الروس، وفي مقدمهم الرئيس بوتين، غير معنيين ولا مكترثين بتحذيرات أميركا. ويلفت النظر رد فعل زيلينسكي عندما أبلغه وزير خارجية أميركا، بلينكن، بأن لدى أميركا من المعلومات ما يؤكد استعداد روسيا لدخول أوكرانيا عسكريًّا. فقد كان رد فعل زيلينسكي "الشك بأن الروس سيسحبون الزناد" كما يقول بوب وودورد. وكان القادة الأوكرانيون يشاركون رئيسهم شكوكه بأن روسيا على وشك عبور الحدود الأوكرانية.
إلى اللقاء، مع الحلقة التالية من "قراءة في كتاب الحرب".



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رد هزيل وهايف !
- رجال الدين عند العرب قبل الإسلام
- سقوط أميركا أخلاقيًّا
- الانتماء الرعوي الانهزامي
- مع الباشا في مذكراته (2)
- مع الباشا في مذكراته (1)
- من خزعبلات العقل البشري !
- الغباءٌ أضرُّ من التواطؤ أحيانًا !
- أساطير مقدسة !
- الكيان اللقيط يخسر
- أرانب وأسدٌ ونمر/ قصة قصيرة
- العقل والنقل
- لا دليل على أن هارون ويوشع بن نون مدفونان في الأردن؟!
- الخوف المقدس أفعل وسائل ترويض الإنسان !
- ابن العلقمي كان حاضرًا !
- أدواء وأدوية
- تصرف غريب وسلوك مستهجن !
- تواطؤ وغدر ضد المقاومة !
- نُتفٌ من اللامعقول تحت المجهر !
- المشكلة ليست رُمانة سميرة توفيق !


المزيد.....




- موزة وشريط لاصق..عمل فني مثير للجدل يظهر من جديد في مزاد
- مسؤولة أممية: جميع سكان شمال غزة يواجهون خطر الموت
- -إكس- تعلّق حساب خامنئي بالعبرية بعد 24 ساعة فقط من إنشائه
- مصر.. حكم مشدد على شاب ارتكب جريمة ثأر
- -أشرار-.. استطلاع يكشف آراء الناخبين الأمريكيين بالحزب الذي ...
- نجوم تركيا على أرض مصر وتفاعل جماهيري كبير (صور)
- مراسلنا: مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين في قصف إسرائيلي لمناط ...
- اغتيال مدو على رؤوس الأشهاد..  وليمة الزعيم الحديدي الأخيرة! ...
- المهاجرون يخلفون وراءهم دراجات هوائية بقيمة 30 ألف يورو على ...
- مصر.. قرار يضع شروطا لسفر بعض السيدات إلى السعودية


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عبدالله عطوي الطوالبة - قوة الصحافة في الحرية والمعلومة. قراءة في كتاب -الحرب- (1)