خيري فرجاني
الحوار المتمدن-العدد: 8145 - 2024 / 10 / 29 - 10:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يعتبر مصطلح الإسلام الأصولي من أول المصطلحات التي تم استعمالها لوصف ما يسمى اليوم بـ "الإسلام السياسي"، حيث عقد في سبتمبر عام 1994م، مؤتمر عالمي في واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية باسم "خطر الإسلام الأصولي على شمال أفريقيا"، وكان المؤتمر عن السودان على وجه الخصوص، وما وصفه المؤتمر بمحاولة إيران نشر "الثورة الإسلامية" إلى أفريقيا عن طريق السودان، بعد ذلك تدريجيا وفي التسعينيات وفي خضم الأحداث الداخلية في الجزائر، تم استبدال هذا المصطلح بمصطلح "الإسلاميون المتطرفون" واستقرت التسمية بعد أحداث 11سبتمبر2001م، على الإسلام السياسي.
ومن ثم، أصبح مصطلح الإسلام السياسي مصطلح سياسي وإعلامي وأكاديمي، استخدم لتوصيف حركات تغيير سياسية تؤمن بالإسلام باعتباره "نظاما سياسيا للحكم."وتتبنى جماعات الإسلام السياسي مجموعة من الأفكار والأهداف السياسية النابعة من الشريعة الإسلامية التي يستخدمها مجموعة من "المسلمين الأصوليين"، الذين يؤمنون بأن الإسلام ليس عبارة عن ديانة فقط. وإنما، هو نظام سياسي واجتماعي وقانوني واقتصادي يصلح لبناء مؤسسات دولة.
وتعتبر دول مثل إيران والسعودية ونظام طالبان السابق في أفغانستان والسودان، والصومال أمثلة عن هذا المشروع، مع ملاحظة أنهم يرفضون مصطلح الإسلام السياسي، ويستخدمون عوضا عنه الحكم بالشريعة أو الحاكمية الإلهية. وهذه الحركات الإسلامية تهدف وتحاول بطريقة أو بأخرى الوصول إلى الحكم والاستفراد به، وبناء دولة دينية ثيوقراطية من خلال تطبيق رؤيتها للشريعة الإسلامية. وتلقى فكرة تطبيق الشريعة الإسلامية عدم قبول التيارات الليبرالية أو الحركات العلمانية، فهي تريد بناء دول دينية مرجعيتها الشريعة الإسلامية والحاكمية فيها لله على حد تعبير سيد قطب، المنظر الأهم لجماعة الإإخوان المسلمين وأن تكون مسألة اتباع الشريعة الإسلامية شأنا عاما في المجتمع.
والإخوان كأيديولوجيا لا يعترفون بالديمقراطية إلا كسبيل أو طريق للوصول إلى السلطة، من أجل اقصاء الآخر ثم التمسك بالسلطة ورفض التنازل عنها أو التدوال السلمي للسلطة، فهذه الجماعات تمثل النموزج الحقيقي الكامن خلف العقول التى تمارس السياسة من باب الأيديولوجية، وتتعامل مع العمل السياسى بنفس قواعد علم العقيدة ومناهج اللاهوت، وهنا يكون الخلاف السياسى اختلافا ايديولوجيا، ومخالفة عقائدية، ويكون المخالف سياسيا، كافرا، يستحق الاجتثاث من الوجود أى القتل والتصفية الجسدية ، وهذه الممارسات تقدم نموزجا جديدا من الأحزاب السياسية الإسلامية، التي توصم بوصمة الإرهاب والتي يستحيل أن تتخلص منها.
#خيري_فرجاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟