(دور الصحة التَنظيمية في نجاح الجامعات الأهلية في العراق)

الدرقاء رعد

الحوار المتمدن-العدد: 8143 - 2024 / 10 / 27 - 22:34
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

ازدادت في الآونة الأخيرة عدد الجامعات الأهلية في العراق حتى بلغت 72 بين كلية وجامعة ..ومِما لاشك فيه ان هذه الجامعات ازاداد معها التنافس لجذب رأس المال البشري ، والذي اعتمدت عليه هذه الجامعات لطالما إن العنصر البشري هو المحرك لها ..هذا التنافس المحتدم دفع قيادات هذه الجامعات لتبني أساليب جديدة تحل محل الأساليب التقليدية لمواجهة حرب المنافسة من أهم الأساليب التي تم التركيز عليها هو خلق بيئة تنظيمية صحية من خلال تطبيق القيادة الرَنانة داخل بيئة العمل ...حيث ان القيادة الرنانة هو مفهوم مُشتق من الذكاء العاطفي له تأثير كبير على الجامعات سواء كانت أهلية أو حكومية . لطالما كان مزاج القائد يؤثر على الفريق وأن المهمه الأساسية له تتمثل في ايقاظ المشاعر الإيجابية لديهم ، ويحدث ذلك عن طريق تبني علاقات شفافة معهم ؛ إذ ان أبرز سُمات القائد الرنان هو التفاؤل واثارة الحماس للفريق مما ينعكس ايجاباً على مستوى الصحة التنظيمية في تلك الجامعات ، لذلك فأن الجامعات بحاجة لتحسين مستوى الصحة التنظيمية السائد فيها من خلال القيادة الرنانة بإعتبارها أهم القطاعات التي تكون رافداً أساسياً للبلاد اجتماعياً واقتصادياً وتعليمياً لان جميع المنظمات تستمد مواردها البشرية من الجامعات . هناك الكثير من الجامعات تعاني من تدني لواقع الصحة التنظيمية عن المستوى المطلوب . إن الهدف من الجامعات الأهلية هو تحقيق الربح وهذا أيضاً له علاقة باستخدام القيادة الرنانة كون القائد الرنان يهتم بالمستوى العالي من الذكاء العاطفي الذي يتوافق مع مشاعر العاملين ومن حولهم وادارة عواطفهم لبناء علاقات قوية وخلق مناخ يسوده الثقه لغرض تحقيق الالتزام التنظيمي وجذب الطلبة ..اضافة الى ان هناك اهمية لتطبيق القيادة الرنانة لانها تساعد على مزج رأس المال البشري والفكري الى مجموعة فعالة لأداء متميز والوصول الى أفضل النتائج والذي يتطلب معرفة القائد بالتكنولوجيا والعاملين ...الخ
في ضل المنافسة المحتدمه بين الجامعات الأهلية في العراق لابد من وجود بيئة تعليمية تسودها الصحة التنظيمية ومن أجل تَحقيق الصحة التنظيمية لابد من
1.وضوح الأهداف
2.توازن السلطة
3.تسخير الموارد
4.الروح المعنوية
5.الإبتكار
6.التكيف
7.حل المشكلات
وهناك عدك مُتطلبات لابد من وجودها لتحقيق الصحة التنظيمية وأهمها تفعيل أداء الأساتذة وتدريسهم وإن الجامعات ذات المناخ الصحي تتجه نحو تطوير وتنمية اتجاهات الأساتذة والتي بدورها تؤثر على تعلم الطلبة ..
ويتم تطبيق الصحة التنظيمية من خلال توفير متطلبات أبعاد الصحة التنظيمية (التكامل المؤسسي ، تأثير المدراء ، الإعتبارية ، المباشرة بالعمل ، دعم الموارد ، الروح المعنوية ، التأكيد الأكاديمي) . ولضمان الصحة التنظيمية لابد من التنافس بالوقت والاستراتيجيات والتميز والمرونه ، إن البيئة التنافسية تتم فيها الصحة التنظيمية بإستخدام الاستراتيجيات التي تكون في توافق مع المهنية أما تلك التي تكون بعيدة عن التخطيط العلمي تقلل من دور الصحة التنظيمية . وإن من اهم الخطوات الأساسية لتفعيل الصحة التنظيمية ومؤشراتها يكون بتضمينها في وثيقة عمل يمكن من خلالها أن تكون الضوابط والممارسات الجامعية في صورها المتعددة محددة بآليات الضبط الذاتي أكثر من أن تحددها آليات القوانين واللوائح التي تحكم العمل الجامعي ويتم طرح هذه الوثيقة للاستفتاء من قبل العاملين بالجامعة .
ايضاً التخلص من الشعارات والرموز فالرقي بالمؤسسة التنظيمية يكون بعيداً كل البعد عن الشعارات التي تعبر عن الطموحات الإدارية ، فوجود مثل هذة الشعارات هو مؤشر الى قصور تام وهذا يحول دون تحقيق كافة الآليات الفعالة المؤسسية. والأهم لابد من تغيير آليات القيادات الداعمة فالارتفاع في المستوى الصحي للمنظمات يعتمد بشكل رئيسي على القيادات الداعمة وممارساتها القيادية الايجابية والتي بدورها تؤثر في حماس العاملين بتعدد وسائل التدعيم بشكل ايجابي مما يحدث نوع من التقارب الفكري الذي يقلل من قوة المعارضة في القرارات العليا للمؤسسة.

#الدرقاء_رعد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات