أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - كايد الركيبات - قراءة في كتاب حبال من رمل قصة إخفاق أمريكا في الشرق الأوسط















المزيد.....



قراءة في كتاب حبال من رمل قصة إخفاق أمريكا في الشرق الأوسط


كايد الركيبات
(Kayed Rkibat)


الحوار المتمدن-العدد: 8143 - 2024 / 10 / 27 - 20:13
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


كتاب حبال من رمل قصة إخفاق أمريكا في الشرق الأوسط (Ropes of Sand: America s Failure in the Middle East)، تأليف مسؤول المخابرات الأمريكية السابق ولبر كرين ايفلاند (Wilbur Crane Eveland)، ترجمه إلى اللغة العربية سهيل زكار، صدرت طبعته الثالثة عن دار حسان للطباعة والنشر في عام 1990، جاء الكتاب في 592 صفحة من القطع المتوسط.
مؤلف الكتاب: ويلبر كرين "بيل" إيفلاند (1918 - 1990)، كان ضابط استخبارات أمريكي، ورئيس محطة الـCIA في الشرق الأوسط، اشتهر بانتقاداته للسياسة الأمريكية في المنطقة. بعد انضمامه إلى الجيش الأمريكي عام 1940 وخدمته في الاستخبارات المضادة، تخصص إيفلاند في قضايا الشرق الأوسط وأتقن اللغة العربية، حيث عمل ملحقاً عسكرياً في بغداد (1950-1952) ثم خبيراً في استخبارات الشرق الأدنى.
في منتصف الخمسينيات، شغل إيفلاند مناصب عليا في وزارة الدفاع، حيث عمل على تطوير العلاقات مع القادة العرب، بما في ذلك الرئيس المصري جمال عبد الناصر، وشغل منصب مستشار لمجلس تنسيق العمليات لمتابعة تنفيذ سياسات مجلس الأمن القومي. عاد رسمياً إلى الـCIA حيث أُرسل إلى سوريا ولبنان في مهمات سرية لدعم الجماعات المحافظة ومراقبة التحولات السياسية.
استقال إيفلاند من الـCIA عام 1962، لكنه استمر في تقديم الاستشارات حول مشاريع استراتيجية في الشرق الأوسط. ألف كتابه حبال الرمال عام 1980، رفع دعوى قضائية ضد الـCIA بسبب سياساتها الإقليمية، والتي رفضت المحكمة النظر فيها عام 1988، توفي إيفلاند عام 1990.
القيمة العلمية للكتاب: رتبت محتويات الكتاب في ثلاثين فصلا،ً جاءت قيمتها العلمية من حديث المؤلف عن القضايا الاستخبارية التي ساهم فيها في سوريا ولبنان ومصر والعراق، في حين أن المواضيع التي لم يكن له مشاركة شخصية في أحداثها واضطر للتطرق لها أو حاول تفسيرها لمجريات الأحداث في الشرق الأوسط لم تكن معلومات جديدة أو حتى دقيقة في التحليل، وغلب عليها طابع التفسير الشخصي، المتأثر بالصحافة والإعلام، أو الدعايات السياسية الموجهة، من ذلك قوله: "وما زال الإنجليز مدينين إلى الأسرة الهاشمية في الحجاز بقيادة الثورة العربية ضد تركيا، ولذلك قسم الإنجليز فلسطين وانتزعوا منها شرقي نهر الأردن، وكونوا الدولة الأردنية، ونصبوا الأمير عبدالله على عرشها" (ص: 46).
في حين تبرز أهمية المعلومات التاريخية والاستراتيجية في رسم صورة شاملة لتعقيد الصراع العربي الإسرائيلي ودور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، من الناحية التاريخية، ووضح كيف كانت ديناميات القوة الإقليمية تتغير وفقاً لمصالح القوى الكبرى، خاصة في ظل التنافس بين النفوذ الأمريكي والسوفييتي، إذ دفعت الصراعات المستمرة في المنطقة إلى تبني استراتيجيات متنوعة بين مقاومة النفوذ الأجنبي والتعاون المحدود معه، مما جعل الشرق الأوسط ساحة اختبار لاستراتيجيات الولايات المتحدة الرامية إلى حفظ النفوذ مقابل منع تمدد الاتحاد السوفييتي. في هذا السياق، برز النفط كعامل حيوي في الاستراتيجية الأمريكية، حيث تمركزت سياساتها حول تحصين حقول النفط لتجنب أي تهديد يمس إمدادات الطاقة الحيوية لأمنها القومي، بينما استغلت الولايات المتحدة سلاح الاستخبارات لتشكيل التحالفات الإقليمية، معززة بذلك هيمنتها في مجالات أساسية في السياسة الإقليمية والدولية.
اتسم الدعم الأمريكي لإسرائيل بدور رئيسي في توازنات القوى، إذ أمدت الولايات المتحدة إسرائيل بالتقنية المتقدمة والتجهيزات العسكرية، مما منحها تفوقاً ملحوظاً على الدول العربية، وساهم في تمكينها من مواجهة التهديدات الإقليمية وتثبيت مكانتها كقوة عسكرية في المنطقة. من جهة أخرى، شهد النفط مكانة استراتيجية بارزة كأداة للضغط الاقتصادي، فقد استخدمت منظمة الأوبك النفط في السبعينيات كوسيلة ضغط على الدول الغربية بزيادة الأسعار وتقليص الإنتاج، مما زاد قوة الدول العربية المنتجة للنفط في مواجهتها للضغوط الخارجية، وأعطى المنطقة ثقلاً اقتصادياً عالمياً، وضمن إطار هذه الأدوار المتداخلة، أضافت وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) بُعداً استراتيجياً للأجندة الأمريكية من خلال دعم عمليات سرية والتحالفات للحفاظ على مصالح واشنطن في مواجهة النفوذ السوفييتي، والذي مثل تهديداً لهيمنتها في الشرق الأوسط.
واجهت الولايات المتحدة رغم هذه الاستراتيجيات، نقاط ضعف أثرت في مركزها الإقليمي، كان أبرزها فشل استخباراتها في توقع تحولات كبرى مثل الثورة الإيرانية، ما أتاح لروسيا فرصة لتعزيز نفوذها في المنطقة. وقد كشف تذبذب السياسة الأمريكية عن تناقضات أضعفت مصداقيتها، حيث تجنبت مواقف واضحة تجاه القضايا الإقليمية، مما تسبب في فقدان ثقة بعض حلفائها العرب، ودفع البعض الآخر إلى البحث عن بدائل. كما اعتمدت واشنطن على دعم زعامات استبدادية، كسلطتي الشاه في إيران ونوري السعيد في العراق، وهو ما أدى إلى فقدان استقرار هذه الأنظمة وتراجع التأثير الأمريكي عقب سقوطها. وقد أدى التدخل المتكرر في الشؤون الداخلية للدول العربية، مثل دعم انقلابات أو الوقوف مع حكومات معينة، إلى تعقيد العلاقات الثنائية وخلق أجواء من عدم الثقة تجاه الولايات المتحدة، في دول مثل لبنان وسوريا، مما أدى إلى تعقيد سياساتها وتحجيم نفوذها في المنطقة.
رأي المؤلف بالدور الأمريكي: رأى المؤلف أن التدخل الأمريكي في في المنطقة العربية كان فاشلاً من خلال تحديده لعناصر الضعف التي لازمت وجودها، وقد وضح ذلك من خلال:
1. ضعف الاستخبارات في توقع التحولات: أظهر المؤلف ضعف الاستخبارات الأمريكية في التنبؤ بالأحداث الكبرى، مثل الثورة الإيرانية وانقلاب العراق، ما أدى إلى تراجع نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة، وأفسح المجال أمام التأثير الروسي.
2. التناقضات في السياسة الأمريكية: رأى أن السياسة الأمريكية اتسمت بتناقضات واضحة، حيث لم تتخذ مواقف ثابتة أو موحدة تجاه القضايا الإقليمية، ما أدى إلى فقدان المصداقية والثقة بالشراكات مع الدول العربية. من الأمثلة على ذلك الامتناع من الانضمام إلى حلف بغداد لتجنب إغضاب العرب، ثم محاولة التأثير في سياسات الدول المحورية في المنطقة بطرق سرية.
3. الاعتماد على دعم الزعامات المستبدة: أكد أن الولايات المتحدة اعتمدت على دعم حكومات استبدادية في المنطقة، مثل الشاه في إيران ونوري السعيد في العراق، مما أدى إلى عدم استقرار هذه الأنظمة وسقوطها لاحقاً تحت ضغوط داخلية، وأدى إلى تعقيد الوضع الأمريكي في المنطقة.
4. محدودية الدعم العسكري والسياسي للحلفاء العرب: وضح أن الولايات المتحدة تجنبت تقديم دعم كافٍ لبعض حلفائها العرب، ما دفعهم إلى البحث عن بدائل، كالاتحاد السوفيتي، للحصول على الأسلحة، مما زاد تعقيد المشهد السياسي والعسكري وأضعف التأثير الأمريكي في المنطقة.
5. التورط المفرط في الشؤون الداخلية للدول: برأيه أدى تدخل الولايات المتحدة في شؤون الدول العربية، مثل دعم انقلابات أو معارضة حكومات معينة، إلى زعزعة الاستقرار الداخلي وتنامي الشعور بعدم الثقة تجاه واشنطن، في لبنان وسوريا.
محاور بحث الكتاب: في الفصول الثلاثة الأولى كان محور الحديث تقديم صورة تاريخية للمشهد في الشرق الأوسط وتأثر النظرة الغربية بالدعاية الصهيونية ورغبتها في إقامة الدولة اليهودية على أرض فلسطين، وتحدث عن دور القوى الاستعمارية في دعم هذا المشروع وتحقيقه على الأرض، وتحدث عن الأسباب التي ساهمت في تطوير شخصيته وجذبته لتعلم اللغة العربية والعمل في سلك المخابرات البوليسية (C.I.P) مع بداية العام 1941، وبعدها عمل في سلك المخابرات المعاكسة (C.I.C).
في الفصل الرابع، تحدث عن وصوله إلى العراق وتعيينه ملحقاً عسكرياً في بغداد، وبدء تعامله مع عناصر وكالة الاستخبارات الأمريكية (C.I.A)، وتحدث عن دوره في حث الحكومة العراقية على تسهيل نقل اليهود العراقيين من العراق إلى إسرائيل بعد حادثة تفجير مكتبة مركز المعلومات الأمريكي، وكنيس يهودي، تبين فيما بعد أن اليهود هم من قاموا بذلك لإظهار العراق بمظهر الدولة المعادية لأمريكا وأنهم يمارسون الإرهاب ضد اليهود، وبذلك يشجعون اليهود على الفرار من العراق والتوجه إلى إسرائيل، وتحدث عن أهمية النفط الاستراتيجية للأمريكان والأسباب التي دعت الرئيس الأمريكي روزفلت السماح باستعمال قانون الإعارة والتأجير لمساعدة المملكة العربية السعودية واعتبار أن الدفاع عن السعودية أمر حيوي بالنسبة للدفاع عن الولايات المتحدة.
في الفصل الخامس، تحدث عن ضعف الإمكانات العسكرية العربية، وتشتت رؤيتهم تجاه التدخل المباشر في مواجهة القوات اليهودية، واعتبر أن الفرقة العسكرية الأردنية "التي يقودها ضباط بريطانيون القوة العربية الأكثر فعالية في الشرق الأوسط، كانت جيشاً صغيراً، ولكن مدرباً تدريباً جيداً، لكن مقدرته العسكرية كانت محصورة بالتقديرات السياسية" (ص: 79). وتحدث عن الدور الأمريكي في دعم الوجود الإسرائيلي في فلسطين وعن دعمهم بالسلاح، الذي يمكنهم من مواجهة الجيوش العربية، قال: "كانت الطلبات الرئيسة لإسرائيل أن تبيعها أو تمنحها الولايات المتحدة التجهيزات العسكرية تعتمد على تمكين الإسرائيليين من الصمود أمام هجمات الجيوش العربية مجتمعة، وبذلك وافقت الولايات المتحدة على تزويد إسرائيل بأحدث المعدات الحربية؛ وبهذا أعطتها القوة الكافية للهجوم وهزم الجيوش العربية في عقر دارها" (ص: 80).
الفصل السادس، تحدث عن الهجوم الإسرائيلي على بلدة قبية التي كانت تحت سيطرة الجيش الأردني، وقتل 53 شخصاً بين رجل وامرأة وطفل، الأمر الذي أدى إلى تشكيل لجنة تحقيق كان ايفلاند أحد أعضائها، ويؤكد أن الولايات المتحدة تمكنت من تفويت الفرصة في إدانة إسرائيل وأن الأمر لم يزد عن اللوم الشديد من الأمم المتحدة لإسرائيل التي ثبت للجنة التحقيق أنهم استخدموا الفرقة الحربية النظامية في عمليتهم ضد بلدة قبية، وأن عدد القتلى 66 قتيلا، قتلوا داخل بيوتهم، وترك من كان منهم جريحا ينزف حتى مات.
الفصل السابع، تحدث عن موقف الولايات المتحدة من قرار الحكومة الإسرائيلية بنقل مقر وزارة خارجيتها إلى القدس، وأن هذا القرار يعتبر مقدمة لإعلان غير قانوني للمدينة المقدسة عاصمة دولة يهودية، ونقل موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي دافيد بن غوريون الذي قال: "حتى الولايات المتحدة ليس لديها المال الكافي لتشتري تغيير سياسة عندما تتعلق المسائل بشرعية الدولة وسيادتها" (ص: 110). وأشار إلى الدور الأمريكي في إسقاط حكومة محمد مصدق، وإعادة الشاه للحكم في إيران، وتحدث عن محاولة تقديم مساعدات عسكرية لباكستان لمواجهة أي خطر صيني في المنطقة، ومساعدة الأتراك ضد الروس، وتحدث عن متطلبات المملكة العربية السعودية لحفظ الأمن، وقال: "واتفقنا على طلب أسلحة صغيرة ومعدات نقل للسعوديين لكي نشتريها بملايين الدولارات التي خصصتها لهذا الهدف، ولم يكن الملك يريد آلات وأسلحة حديثة حتى لا تكون هناك إمكانية بأن يقوم الضباط المدربون على قيادة المعارك بإحداث انقلاب" (ص: 115). وتحدث عن توجهات الحكومة الأمريكية لتقديم مساعدات عسكرية للعراق، ودور منظمة الصهيونية الأمريكية في عرقلة هذا التوجه، خشية استخدامها ضد إسرائيل، وتحدث عن تحصين حقول النفط في الشرق الأوسط، ضد أي تحرك عسكري سوفييتي.
الفصل الثامن، تحدث فيه عن توجهات الحكومة الأمريكية إقامة علاقات دبلوماسية مع مصر، من خلال الموافقة على تقديمها مساعدات عسكرية بقيمة عشرين مليوناً ومئة ألف دولار (ص: 133)، وتحدث عن مقابلته لعميل المخابرات المركزية الأمريكية في مصر مايلز كوبلاند، قال: "علمت أن كوبلاند يقوم بأعماله متخفياً بستار التجارة، وألمح كوبلاند بأن كيم روزفلت قد اخترع الرئيس المصري الجديد وأدار معه بتعاون كبير المباحثات السياسية الأمريكية، تماماً كما فعل مع الشاه في إيران" (ص: 141). وخلال مقابلة له بجمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر وحسن التهامي، سأل ايفلاند عبدالحكيم عامر عن مؤهلاته القيادية بصفته القائد العام للجيوش العربية بموجب ميثاق الدفاع المشترك لجامعة الدول العربية، فكان جوابه: "بأنه تعلم قيادة المعارك وهو صغير، وأن الحرب ضد اليهود كانت هي النوع الوحيد ومن الخبرة في المعارك التي يحتاجها، وأنهى كلامه قائلاً بأن مصر سوف تحارب لتدافع عن أرضها، وليس على شواطئ بعيدة كما فعلت أمريكا في حروبها، وأن الدفاع عن الوطن يعطي نوعاً من الحماسة لحب الوطن وحب البقاء لا يمكننا أن نقدره" (ص: 147).
الفصل التاسع، تحدث عن موقف جمال عبد الناصر من حلف بغداد، وأن هذا الحلف تحد واضح للميثاق العربي، "وفيما بعد بثت إذاعة القاهرة المجهزة من قبل الـ CIA بأجهزة للدعاية، هجوماً عنيفاً ضد العراق والاستعمار الغربي الذي كان وراء هذه الحركة لكي يشقوا صفوف العرب، وعندئذ أعلن ناصر خططاً لإقامة اتحادٍ معاكسٍ مع سورية والسعودية واليمن، فوجد صانعوا السياسة الأمريكيين غير المحضرين أنفسهم مجددا في موقع ردة الفعل، عوضا عن أن يكون لهم المبادرة المحضرة سلفاً، وبدا أن هناك تعقيداً إضافياً، وهو إذا انضمت أمريكا، كما طلبت بريطانيا، إلى معاهدة تتضمن العراق كعضو عربي، فإنه من الضروري الالتزام في الدفاع عن إسرائيل من العرب أو الإصرار على أن يقبل بالإسرائيليين أيضاً كأعضاء" (ص: 157). وتحدث عن الدور الأمريكي في إعادة شاه إيران إلى الحكم في عملية (أجاكس) (ص: 158).
وتحدث عن تعيينه في (منظمة العمليات المتساوية الجوانب O.C.B)، ومن مميزات هذه الوظيفة السماح له بالدخول إلى مكتب رئيس الجمهورية وتعلم طرق أعمال السياسة المتبعة في البيت الأبيض، وبالتالي تكليفه مسؤوليات الإشراف على سياسات الـ NSC المتعلقة بالشرق الأوسط وأفريقيا، وبالتالي وعود العمل في شركة أرامكو، وبالتالي إعارته إلى CIA في مهمة خاصة "والمهمة هي أن أعمل مع السفير موز Moose في سوريا لأساهم في تشجيع الرؤساء السياسيين السوريين ذوي الميول الغربية لوضع خلافاتهم جانباً، والاتحاد مع مرشح قوي ليحل مكان الرئيس المؤقت، الذي حكم منذ أن أجبر الطاغية العسكري السوري الشيشكلي على مغادرة البلاد" (ص: 167).
الفصل العاشر، تحدث فيه عن ترتيب إجراءات تنفيذ مهماته في سوريا، وأن اسمه خلال عمله في سوريا (هنري شابورت) ، تحت غطاء سياسي هو "لكي أساعد السفير هناك في في تأسيس قنصلية جديدة في حلب، ولأساعد السفارة على التنظيمات الإدارية في سفارة دمشق" (ص: 178).
الفصل الحادي عشر، تحدث عن وصوله إلى سوريا، وعن التوجهات الأمريكية لتخفيف التوترات العربية الإسرائيلية، والدور الفرنسي المتشكك من النفوذ الأمريكي والبريطاني في الشرق الوسط وتوجهاتها لتوثيق علاقاتها بإسرائيل، وتقديم طائرات حربية نفاثة حديثة، ودبابات فرنسية للقوات الإسرائيلية، وتحدث عن مشاريع وأفكار أمريكية لإعادة توطين الفلسطينيين في المنطقة العربية، وتحدث عن الأوضاع الداخلية في سوريا ونتائج انتخابات الرئاسة التي نتج عنها فوز شكري القوتلي، وتحدث عن الخلافات في وجهات النظر عن بيع الأسلحة لدول المنطقة واختلاف البريطانيين والفرنسيين والأمريكان وتوجهات ناصر لعقد صفقات أسلحة مع الروس.
الفصل الثاني عشر، تحدث عن موقف الملك سعود بن عبد العزيز المعادي للمملكة الأردنية الهاشمية والمملكة الهاشمية العراقية، ودخوله في حلف مصري سوري لخدمة هذا الغرض، وتوريط السعودية بخلافات مع المشيخات العربية على الخليج العربي، وتحدث عن الدور الأمريكي في سوريا والنفوذ الروسي في سوريا، وعن محاولات إيجاد طريقة لتوقيع اتفاقيات تزويد سوريا ومصر بالسلاح، ومن ثم الاتجاه لقرار وقف بيع السلاح للعرب وإسرائيل.
الفصل الثالث عشر، خطط السوريون لإنشاء أول معمل (مصفاة) لتكرير النفط في منطقة حمص قرب أنابيب النفط التي تحمل الزيت من حقول الموصل وكركوك إلى البحر الأبيض المتوسط، وأوضح (صمويل كوبر) بأن السوريين دعوا روسيا وتشيكسلوفاكيا لتقديم عروض لمعمل تكرير حمص، وسيطرح ذلك تهديداً للوجود الأمريكي في المنطقة العربية بأن يأخذ بلد شيوعي قسم من نفط العراق المصدر إلى أوروبا الغربية، يجب على الولايات المتحدة أن تتدخل في المنطقة العربية، وكان يخطط وينفذ لهذا التدخل في المنطقة تحت مظلة عمل منظمة (ألفا) في سياقات عمل هذه المنظمة قدم موشي شاروت تنازلا إسرائيليا في سبيل قيام سلم دائم مع العرب، كانت خطط ايرك جونستون لنهر الأردن وواديه تخدم المصالح الإسرائيلية لهذا فإن الإسرائيليون أبدوا استعدادهم للمشاركة في عملية تطوير وادي نهر الأردن واليرموك، ووافقوا على تعويض اللاجئين الفلسطينيين عن الممتلكات التي تركوها ورائهم، وتـكونت خطة شاروت للسلام من سبعة بنود لتطبيع العلاقات بينهم وبين العرب، وعرض قيام خطوط للاتصالات مع مصر ولبنان، وأنه سيعطي الأردن تسهيلات لموانئ حرة في حيفا، وطريقاً عبر النقب للوصول إلى مصر، وسيكون للطائرات العربية حرية التحليق فوق إسرائيل، وحتى تكون الحدود طبيعية، فإن إسرائيل قد رضيت بتعديلات طفيفة بالخطوط الحالية، وبذلك فإنه يتوجب على الولايات المتحدة الأمريكية أن تمول قسماً كبيراً من فاتورة التعويض للاجئين الفلسطينيين، وقسماً أكبر من مشروع تقسيم المياه، وتلك آخر فرصة للأمريكان كي ينهو الصراع العربي الإسرائيلي، استنتجت منظمة ألفا أنه من المستحيل التنبؤ بالسياسة الفرنسية التي ستطبق في الشرق الأوسط نظرا لما تسببه لها من مشاكلها الداخلية وحركات التحرر في شمال أفريقيا، وكان من الواضح أيضا فرنسا تسدد الضربات لجمال عبدالناصر عن طريق بيع السلاح إلى إسرائيل، وكان من الواضح أنه لولا مصالح فرنسا التجارية والثقافية في الشرق الأوسط لتحالفت علنا مع إسرائيل، علما أن فرنسا كانت تعتمد على منابع النفط العربي، وكانت تقاسم منتوجات النفط العراقي، وبالإضافة إلى ذلك فإن فرنسا ستتحمل خسائر مادية جسيمة من جراء خطة شارلوت للسلام، وبالمقابل فإن المراقبة التجارية على مرفأ بيروت قد أفادت فرنسا كثيرا، وستكون غير مسرورة من انتقال الحركة التجارية إلى حيفا.
الفصل الرابع عشر، قال (ايشلبرجر) إن مصر والسعودية وسوريا يهددون بقاء بريطانيا، ويجب أن تبدل حكوماتهم، وأن العراق هو المركز الرئيس لدعم بريطانيا واستقرار المنطقة، لذا يجب تقوية موقف رئيس الوزراء نوري السعيد، بقدر المستطاع، وأن تركيا وإيران تعتبران من الحلفاء ويمكن أن تساعد بريطانيا في أي عمل تعمله، ومنذ أوقف جمال عبد الناصر نفسه على تدمير إسرائيل وأصبح أداة سوفياتية لا يمكن إيقافه بسرعة، لذا يجب أن تعطى الأفضلية إلى سوريا التي على وشك أن تصبح تحت النفوذ السوفيتي، وكان معلوما أن ردة الفعل السعودية ستكون معاكسة لكل الذي يفعل في سوريا، لذلك فسقوط الملك سعود يجب أن يأتي في المرحلة التالية، وعندئذ قبل أن يستطيع جمال عبد الناصر استعمال القنابل التي اشتراها من السوفيات لمحو إسرائيل، يكون قد زال من الوجود، ثم قال محذرا أن حياة كل من الأردن ولبنان تعتمد على قيام حركة سريعة لإسقاط الحكومة السورية.
الفصل الخامس عشر: نظمت جمعية مخططي سياسة الشرق الأوسط الأمريكية قوة خاصة سميت (أوميغا) تخطط لإحداث انقلاب في سوريا، ترأس العملية الدبلوماسي الأمريكي (ريمون آرثر هير) الذي كان سفيرا سابقا في المملكة العربية السعودية وفي لبنان، لكن انتهت مباحثات هذه القوة إلى عدم إعطاء موافقة نهائية على أي عمل انقلابي في سوريا بل اتجهت إلى تحديد أسس المساهمة في برنامج سياسي سري لتقوية الحكومة السورية.
الفصل السادس عشر: تناول ثلاثة عناصر رئيسة متعلقة بتعقيدات العلاقات السياسية والأمنية في منطقة الشرق الأوسط خلال الخمسينيات. أولاً، تطرق إلى جهود الملك حسين لتعزيز استقلالية الجيش الأردني من النفوذ البريطاني وتعيين ضابط عربي ــ علي أبو نوار ــ قائداً للقوات الأردنية، بدلاً من غلوب باشا، عكس هذا القرار تحولاً نحو استقلالية الأردن عن بريطانيا، رغم التحديات المالية والعسكرية. ثانياً، تناول الفصل تأثير العلاقات الإقليمية وتوازن القوى، إذ يشير إلى زيارة وزير الخارجية السوفياتي شيبلوف إلى دمشق، ما أثار مخاوف الأردن من التأثيرات الشيوعية المحتملة على الاستقرار المحلي. هذا الحدث دفع الأردن للتفكير بعمق في التحالفات المتاحة وتأمين بدائل للتسليح من مصر والسعودية وسوريا. ثالثاً، تركز الفقرة الأخيرة على دور الولايات المتحدة في تعزيز علاقاتها مع الأردن كبديل للدعم البريطاني، ويشير النص إلى لقاءات وتفاهمات مباشرة بين ممثلي الحكومة الأمريكية والملك حسين لتعزيز التعاون العسكري والدبلوماسي.
الفصل السابع عشر: تناول موضوع السياسة الخارجية المصرية والأمريكية إزاء بناء سد أسوان والعلاقات الإقليمية. إذ أكد توتر العلاقات المصرية-الأمريكية بسبب تمويل السد، حيث سحبت الولايات المتحدة عرضها لتمويله كرد فعل على اعتراف مصر بالصين الشعبية وصفقة السلاح مع الاتحاد السوفيتي، مما دفع ناصر للبحث عن بدائل لتعزيز نفوذه الإقليمي، وتأثير المخابرات البريطانية والأمريكية على الشرق الأوسط، خصوصاً خطط المخابرات لإسقاط ناصر وإقامة تحالفات بين الأردن، السعودية، سوريا، والعراق لمواجهة النفوذ الاشتراكي المتصاعد، وعرض موضوع تغير السياسة الأمريكية تجاه سوريا، مع تشجيع شخصيات مثل ليان لمواجهة الشيوعيين، في خطوة تهدف إلى تقويض النفوذ اليساري وتقوية الحلفاء الإقليميين، رغم التعاون المحدود مع البريطانيين في هذا السياق.
الفصل الثامن عشر بحث في موضوع أزمة قناة السويس في الخمسينيات. مبتدأً بالمبادرة التي اقترحها وزير الخارجية الأمريكي فوستر دالاس لإنشاء "منظمة مستخدمي قناة السويس"، بهدف إدارة القناة نيابةً عن مصر؛ وهي خطوة لاقت رفضاً من مصر وروسيا، حيث فضلت الدولتان تدخل مجلس الأمن في موضوع تهديد السلام؛ بسبب التحركات البريطانية والفرنسية في البحر المتوسط، وتطرّق إلى الجهود البريطانية والفرنسية لاختبار عزيمة مصر، وذلك من خلال خطط لتحدي ناصر بمنع مرور ناقلات النفط، ما زاد التوتر السياسي في المنطقة العربية، بينما بقيت العواصم مثل بيروت هادئة نسبياً، وتحدث عن المهمة السرية التي كلفت بها الولايات المتحدة لتنسيق دعم الملك سعود لخطة "منظمة مستخدمي قناة السويس"، بهدف الضغط على ناصر لقبول الخطة الأمريكية، حيث اعتبرها الرئيس أيزنهاور خطوة استراتيجية لاحتواء الأزمة.
الفصل التاسع عشر: تناول في هذا الفصل ثلاثة عناصر رئيسة تتعلق بالعلاقات الاقتصادية والسياسية بين سوريا والولايات المتحدة خلال فترة الخمسينيات. أولاً، رفض الوزير السوري مجد الدين الجابري العرض الأمريكي لإقامة مصنع تكرير النفط، مفضلاً العرض السوفييتي الأقل تكلفة والمرفق بمساعدات تقنية، معتبراً أن الدعم الأمريكي قد يتأثر بالعلاقات السياسية المتقلبة، خصوصاً بعد المواقف الأمريكية تجاه مصر في أزمة قناة السويس. ثانياً، عرض النص التوتر المتزايد بين سوريا والغرب، حيث أثار الجابري احتمالية تأميم أنابيب النفط السورية كردٍ على التهديدات الغربية، مشيراً إلى رغبة سوريا في الحصول على أسلحة سوفييتية للدفاع عن مصالحها الإقليمية دون الخضوع لشروط سياسية غربية. ثالثاً، وضح أن عمليات تمويل خفية لوكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA) عبر لبنان لدعم مخططات سياسية في المنطقة، باستخدام السوق السوداء لتعزيز ميزانيات العمليات السرية في الشرق الأوسط، وهي ممارسات أسهمت في تنمية بنك "انترا" اللبناني عبر تحويل الأموال بشكل غير مباشر.
الفصل العشرون: في خضم أزمة قناة السويس، واجهت المنطقة تحولات جذرية، حيث تصاعدت التوترات بين الدول الكبرى، وبرزت مواقف سياسية متباينة. إذ لعبت القوى العظمى، مثل الولايات المتحدة وروسيا، أدواراً رئيسة عبر الضغط على بريطانيا وفرنسا ومصر للتوصل إلى صيغة متفق عليها بشأن إدارة القناة. كما شهدت المنطقة سلسلة من التحركات العسكرية والتهديدات، منها تحركات الجيش الإسرائيلي تجاه الأردن، ما دفع الملك حسين إلى طلب الدعم العسكري من العراق، وهو ما أثار تحفظات في الولايات المتحدة وبريطانيا خوفاً من تصاعد النزاع. ومن جهة ثانية تسببت الهجمات الإسرائيلية على مصر، المدعومة من بريطانيا وفرنسا، في رفع مستوى التوترات الإقليمية والدولية، إذ عارضت روسيا والولايات المتحدة هذه التحركات، خاصة مع تأثيرها المحتمل على النفوذ الاستعماري وحلف الأطلسي.
الفصل الحادي والعشرون: ركز الفصل على ثلاثة محاور رئيسة، تتمثل في: أولاً، دور الصحافة الأمريكية في تضخيم النفوذ السوفياتي في الشرق الأوسط. يظهر ذلك في محاولة بعض محرري النيويورك تايمز تعديل طريقة تغطية الصحافي "سام بريوار" للأحداث السورية، إذ كانوا يرون أنها تقلل من خطورة الوجود الروسي في سوريا. ثانياً، يبحث النص العلاقات الأمريكية–العراقية، حيث أشار إلى محاولات وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية توجيه وتحليل العلاقات في المنطقة عبر لقاءات مع الزعيم العراقي "غازي الداغستاني"، والذي أقر بتورطه في محاولة انقلابية في سوريا بالتنسيق مع البريطانيين. ثالثاً، تطرق النص إلى أزمة السويس عام 1956، حيث أبدت الولايات المتحدة قلقها من الانعكاسات السلبية لهذا التدخل على مكانتها في المنطقة، وتأثير ذلك على مفاوضات السلام بين العرب وإسرائيل، مع ازدياد الدعم السوفياتي للدول العربية بعد العدوان الثلاثي.
الفصل الثاني والعشرون: تحدث الفصل عن عقد اجتماع في مكتب شؤون الشرق الأوسط في 2 يناير 1957، لمراجعة برنامج دالاس الجديد لحل أزمة المنطقة، وسط تحديات السياسة العالمية في مواجهة التوسع السوفيتي، مع إشارة جانبية للصراع العربي الإسرائيلي، وتناول الاجتماع إعداد خطاب للرئيس أيزنهاور، مشيراً إلى دعم أميركا للدول المعرضة للتهديد الشيوعي، بينما يشير الراوي إلى استبعاد الوكالة من المناقشات السياسية، ما أثار استغرابه من غموض الخطة وأهدافها. تم لاحقاً تصدير "مبدأ أيزنهاور" بميزانية مئتي مليون دولار، لتعزيز الدعم العسكري والاقتصادي لدول المنطقة، وسعياً لدعم هذا التوجه، تم إرسال سفراء إلى المنطقة لكسب تأييد الحكومات، بينما لم تظهر سوريا ومصر أي تهديد من الشيوعية العالمية.
وفي إطار تعزيز هذا المبدأ، أُرسل جيمس ريتشارد إلى المنطقة، حيث دعم لبنان الخطوة بتشجيع من شارل مالك، فيما أبدت دول أخرى، كالعراق وليبيا، موافقة مشروطة بناءً على دعم عسكري واقتصادي.
الفصل الثالث والعشرون: تناول في هذا الفصل عدة جوانب مهمة تتعلق بالتخطيط والتدخل الأجنبي في الشؤون السياسية في المنطقة العربية خلال فترة الحرب الباردة، حيث عرض ثلاث نقاط رئيسة: أولاً: التدخل الأجنبي في الشؤون السياسية العربية: يُبرز النص تورط شخصيات دولية مختلفة، حيث عُقد اجتماع بين مسؤولين لمناقشة خطط تهدف للتأثير في نتائج الانتخابات في لبنان وإضعاف المعارضة الداخلية. تطرق الفصل إلى دور جهاز المخابرات الأمريكية (CIA) في دعم مرشحين معينين لضمان ولائهم للسياسات الأمريكية. ثانياً: الجهود لإضعاف النفوذ المصري والسوري: تحدث المشاركون عن ضرورة كبح انتشار الشيوعية في الشرق الأوسط، وتحديداً في مصر وسوريا، وناقشوا خططاً لزعزعة الاستقرار من خلال دعم حركات معارضة أو انقلابية. تُظهر هذه الخطط الهاجس الكبير من التحالفات القوية في المنطقة التي اعتبرتها القوى الغربية تهديداً. ثالثاً: العمليات السرية وعملاء الاستخبارات: رُكِّز على عمليات الـCIA السرية، منها دعم انقلاب عسكري سوري، حيث كانت الخطة تشمل تهريب شخصيات رئيسية للمساعدة على انقلاب وشيك. إلا أن العملية تعرضت لانكشاف أدى إلى اعتقال عدد من العملاء الأمريكيين، ما أثار ضجة إعلامية، وأثر سلباً على مصالح الغرب.
الفصل الرابع والعشرون: تناول الفصل ثلاث نقاط رئيسية تتعلق بالأحداث السياسية في لبنان وتأثير التدخلات الأجنبية فيها: أولاً: تدهور الأمن الداخلي في لبنان ومخاوف الرئيس شمعون: بعد الانتخابات اللبنانية وما أعقبها من أحداث في سوريا، بدأت تظهر مخاوف شمعون من تدهور الأوضاع الأمنية، خصوصاً مع ورود تقارير عن تدخلات خارجية تهدف إلى زعزعة الاستقرار، وهو ما دفعه للتواصل مع واشنطن لتوضيح الوضع وطلب الدعم. ثانياً: شكوك حول جاسوسية كيم فيلبي: يظهر النص قلق بعض الأطراف من أن فيلبي، الذي سبق وعمل مع الاستخبارات البريطانية، لا يزال مرتبطاً بهم، خاصةً مع تواصله المستمر في بيروت واهتمامه بالمنطقة، ما أثار تساؤلات حول نواياه الحقيقية وعلاقته بالمخابرات. ثالثاً: العلاقة الشخصية بين فيلبي وزوجة سام: تشير الرواية إلى أن فيلبي بدأ علاقة مع زوجة سام، إليانور، والتي تسببت في انفصالها وخططهما للزواج لاحقاً، ما أثر في محيطه الشخصي والاجتماعي بشكل واضح.
الفصل الخامس والعشرون: ناقشت موضوعات هذا الفصل التحولات السياسية والتدخلات الدولية في لبنان والمنطقة خلال تلك الفترة:
1. التدخل الأمريكي في الانتخابات اللبنانية: يظهر النص محاولات الولايات المتحدة التأثير على الانتخابات اللبنانية، بما في ذلك إرسال الأموال لدعم بعض المرشحين، حيث عُقدت اجتماعات مع المسؤولين اللبنانيين مثل الرئيس شمعون لمناقشة المساعدة الأمريكية، والتي تسببت في بعض الانتقادات الحادة حول تدخل الولايات المتحدة في الشؤون الداخلية للبنان.
2. التنافس الدولي والقلق من المد الشيوعي: أبدى المسؤولون الأمريكيون قلقهم من النفوذ الشيوعي في الشرق الأوسط، ولا سيما مع تعاظم تأثير الاتحاد السوفيتي ودعمه لدول مثل سوريا ومصر، شملت المخاوف الأمريكية مسألة تسليح هذه الدول وتأثيرها في الاستقرار الإقليمي، خاصةً بعد إطلاق السوفييت القمر الصناعي "سبوتنيك".
3. الاستعدادات للانتخابات الرئاسية اللبنانية عام 1958: بحث الفصل استعدادات الرئيس شمعون للانتخابات الرئاسية القادمة، وجهوده لضمان دعم واشنطن، رغم مقاومة بعض المسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية، وكان هناك نقاش حاد حول مصير بعض الشخصيات مثل جواد بولص، ما يعكس التوترات بين الأطراف المحلية والدولية بشأن السلطة في لبنان.
الفصل السادس والعشرون: تناول الفصل الحديث في التوترات الدبلوماسية والتدخلات الخارجية في الشرق الأوسط. أولًا، تناول موضوع تعيين السفير الأمريكي ماك كلينتوك في لبنان، ودوره في دعم العلاقات بين الولايات المتحدة والرئيس كميل شمعون، متجاوزاً الأعراف الدبلوماسية من خلال تواصله المباشر مع المعارضة اللبنانية. ثانياً، تحفظ الولايات المتحدة على العضوية الكاملة في حلف بغداد، خشية فقدان دعم الكونغرس دون ضمانات تجاه إسرائيل، مما أغضب الحلفاء العرب، ودفع بالعلاقات الإقليمية إلى مزيد من التوتر. ثالثاً، تطرق إلى تدخل الولايات المتحدة في الشؤون السورية من خلال محاولة انقلاب فاشلة عن طريق تمويل سعودي، مما أدى إلى فضيحة دبلوماسية، وأثار سخرية الإعلام المحلي، وانتهت المحاولة بتأكيد المعارضة السورية للتدخلات الأجنبية، وهو ما عرقل خطط واشنطن في المنطقة.
الفصل السابع والعشرون: تناول في هذا الفصل بشكل أساسي التدخل الأمريكي في لبنان خلال فترة الحرب الباردة، مع التركيز على الدوافع والأهداف الحقيقية وراء هذا التدخل: أولاً: التدخل الأمريكي في لبنان كواجهة: يوضح كيف استخدمت الولايات المتحدة وجودها العسكري في لبنان كقاعدة انطلاق للتدخل في شؤون دول أخرى في المنطقة، بدلا من التركيز على حماية الحكومة اللبنانية. ثانياً: التناقضات في السياسة الأمريكية: كشف عن التناقضات في السياسة الخارجية الأمريكية، حيث تدعي الولايات المتحدة حماية حلفائها، ولكنها في الواقع تستخدمهم لتحقيق أهداف استراتيجية أوسع، مثل السيطرة على مصادر الطاقة في المنطقة. ثالثاً: دور وكالة الاستخبارات المركزية: (CIA) برز الدور المحوري لوكالة الاستخبارات المركزية في صياغة وتنفيذ السياسة الخارجية الأمريكية في المنطقة، وكيف أنها كانت متورطة في العديد من العمليات السرية والتدخلات.
الفصل الثامن والعشرون: قدم الفصل تحليلاً معمقاً لدور وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) في صياغة وتنفيذ السياسات الخارجية للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط خلال فترة الحرب الباردة، وكشف عن شبكة معقدة من العلاقات والتدخلات التي اتبعتها الوكالة لتحقيق أهدافها الاستراتيجية، التي شملت استخدام أدوات مثل الدبلوماسية السرية والعمليات السريّة.
ووضح التحليل أن سياسات الولايات المتحدة في المنطقة اتسمت بالتناقض، حيث رُوِّج لمبدأ حماية الحلفاء وتصدير الديمقراطية، بينما كانت هناك أدلة واضحة على استخدام القوة الناعمة والقاسية لتحقيق مصالح اقتصادية واستراتيجية أوسع. وسلط الضوء على دور النفط في تشكيل هذه السياسات، وكيف أن الصراع على النفط قد أثر كثيراً على العلاقات بين الدول في المنطقة.
وخلص إلى أن التدخلات الأمريكية في الشرق الأوسط، التي كانت مدفوعة بشكل كبير بجهود الـCIA، قد أدت إلى نتائج عكسية في كثير من الأحيان، حيث ساهمت في زيادة التوترات والاضطرابات في المنطقة، كما أثار تساؤلات جوهرية حول الشفافية والمساءلة في صنع القرار، خاصة ما تعلق بالعمليات السرية التي قامت بها وكالات الاستخبارات.
الفصل التاسع والعشرون: وضح في هذا الفصل أن لبنان قد تعرض لضغوط شديدة نتيجة لتداخل المصالح الإقليمية والدولية، فقد تحول لبنان إلى ساحة صراع بين القوى الكبرى، حيث استغلت دول مثل الولايات المتحدة وإسرائيل موقعه الجغرافي والسياسي لتحقيق أهدافها الاستراتيجية، أدت هذه التدخلات الخارجية، إلى جانب الصراعات الإقليمية المتأججة، إلى زعزعة الاستقرار الداخلي في لبنان وتقويض بنيته الاجتماعية والسياسية.
وأشار إلى أن القضية الفلسطينية أدت دوراً محورياً في تشكيل المشهد السياسي اللبناني، حيث استغل الفدائيون الفلسطينيون لبنان كقاعدة لانطلاق عملياتهم ضد إسرائيل، مما أدى إلى تدخلات إسرائيلية متكررة في الشؤون اللبنانية. كما أدت هذه التطورات إلى تعميق الانقسامات الطائفية والمذهبية داخل المجتمع اللبناني.
خلص الفصل إلى أن لبنان قد دفع ثمناً باهظاً نتيجة لتداخل المصالح الدولية والإقليمية في شؤونه الداخلية. فالفشل في تحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة، وخاصة الصراع العربي الإسرائيلي، قد أدى إلى استمرار حالة عدم الاستقرار في لبنان وتعرضه لتداعيات الصراعات الإقليمية المتكررة، وأن هذه التطورات قد أضعفت قدرة لبنان على بناء دولة قوية ومستقرة، وأدت إلى تفاقم معاناته الاقتصادية والاجتماعية.
الفصل الثلاثون: استعرض الفصل مواقف الولايات المتحدة وإسرائيل من الصراع العربي الإسرائيلي وتداعياته السياسية، فقد تناول جهود السلام، مسلطاً الضوء على دور هنري كيسنجر، وإسحق رابين في توقيع اتفاقات السلام الأولى بين مصر وإسرائيل، ما عزز شعور الإسرائيليين بالأمان. ومع ذلك، أسفرت الأعمال العدائية المستمرة عن تصاعد النزاعات، خصوصاً في لبنان. ثانياً، وأشار إلى تأثير السياسة العسكرية المتزايدة على إسرائيل والاقتصاد الأمريكي، حيث أدى الإنفاق العسكري الضخم والاعتماد على الدعم الأمريكي إلى تضخم الأسعار وانخفاض قيمة العملة الإسرائيلية، بينما زادت المخاوف الإسرائيلية من حركات المقاومة، وتطرق إلى إخفاق الاستخبارات الأمريكية، إذ أدى ضعف توقعات وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) للأحداث إلى تراجع نفوذ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، لا سيما عقب الثورة الإيرانية وسقوط الشاه، مما أضعف الهيمنة الأمريكية، وفتح المجال أمام التأثير الروسي.
وقد تناول الفصل أيضاً التحديات السياسية والاقتصادية الناجمة عن تأثير شركات النفط الكبرى وسياسات الدول المنتجة للنفط (مثل الأوبك) على الاقتصاد الأمريكي والسياسة الخارجية في سبعينيات القرن الماضي، كما تناول موضوع الصراع العربي الإسرائيلي وتداعياته، مع تسليط الضوء على نقاط رئيسية شملت:
1. تأثير سيطرة شركات النفط الكبرى: تمت الإشارة إلى سيطرة شركات النفط على السوق الأمريكية وتلاعبها في الأسعار، حيث تسببت في أزمات إمدادات البنزين من خلال تخزين النفط لرفع أسعاره وجني أرباح طائلة، كما ساهمت في تخفيض الواردات للحفاظ على الأرباح.
2. دور الأوبك كقوة اقتصادية وسياسية: وضح كيف استخدمت دول الأوبك النفط كسلاح سياسي، وأنها بدأت بدعم الدول النامية واستثمار أموال ضخمة في مشاريع الطاقة، مما زاد قوتها العالمية.
3. أبعاد الصراع العربي الإسرائيلي: تطرق لتأثير الصراع العربي الإسرائيلي على السياسة الأمريكية، وتأثير ذلك على الدول العربية وموقف منظمة التحرير الفلسطينية، حيث يشير إلى دعم العالم العربي لمطالب الفلسطينيين بحقوقهم الوطنية.
هذه القضايا مجتمعة عكست التعقيد الاقتصادي والسياسي للعلاقات النفطية ودور أمريكا في المنطقة وتأثير النزاعات الجيوسياسية عليها.



#كايد_الركيبات (هاشتاغ)       Kayed_Rkibat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السنوار وقرار حركة حماس
- قراءة انطباعية في رواية أكلة لحوم البشر
- قراءة انطباعية في رواية -شبرمة صاحب المزمار-
- 56 عاماً من الهزيمة
- زواج الأمير حسين
- 77 ربيعاً من الاستقلال الأردني
- الذكرى 75 للنكبة الفلسطينية
- السيرة الروائية للكاتب المغربي محمد شكري
- قراءة انطباعية في رواية -77 خريفاً- للكاتبة الأردنية فاطمة م ...
- قراءة انطباعية عن رواية -آرام- للكاتبة الأردنية فاطمة الهلال ...
- حق التعبير عن الرأي
- في الذكرى المئوية لمعركة ميسلون
- لماذا لا نتعلم من نقابة المعلمين
- المعرفة قبل الاعتراض على قانون الضريبة
- السيف والنار في السودان
- قراءة في العلاقات الثنائية الأردنية السعودية
- فرصة الإصلاح الضائعة
- أسرار داعش
- الصراع الخليجي في الدول العربية المحترقة
- الحكومة المصرية الجديدة


المزيد.....




- لماذا تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية -القوة العسكرية الأول ...
- الدفاع المدني في غزة: أكثر من 1000 قتيل منذ توغل إسرائيل الأ ...
- ماذا وراء زيارة ماكرون إلى المغرب، وما تأثيرها على العلاقات ...
- روته: وجود القوات الكورية الشمالية في كورسك -تصعيد كبير- للص ...
- وفد عن الشبيبة الإشتراكية في ضيافة عمدة مدينة وجدة
- -حزب الله-: كمنّا لآليات وجنود الجيش الإسرائيلي عند أطراف ك ...
- جمعية -نادي التقاليد البحرية-، ودورها في الحفاظ على التراث ا ...
- رئيس تشاد يعلن مقتل ما لا يقل عن 40 جنديا في هجوم على قاعدة ...
- تركيا تحبط عملية تهريب غريبة على متن طائرة قادمة من مصر
- أرمينيا تدين الهجوم الإسرائيلي على إيران


المزيد.....

- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - كايد الركيبات - قراءة في كتاب حبال من رمل قصة إخفاق أمريكا في الشرق الأوسط