أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - حسان الجودي - روى جلجامش-#مسرح_اللقطة_العبثي














المزيد.....

روى جلجامش-#مسرح_اللقطة_العبثي


حسان الجودي
(Hassan Al Joudi)


الحوار المتمدن-العدد: 8143 - 2024 / 10 / 27 - 15:55
المحور: قضايا ثقافية
    


مقطع من ملحمة جلجامش 2750 ق. م:.
أما أنت يا جلجامش، فاملأ بطنك.
افرحْ ليلك ونهارك.
اجعلْ من كل يوم عيداً.
ارقصْ لاهياً في الليل وفي النهار.
اخطرْ بثياب نظيفة زاهية.
اغسلْ رأسك واستحم بالمياه.
دلّلْ صغيرك امسكه بيدك،
واسعدْ زوجك بين أحضانك.
هذا نصيب البشر ...
****

( استوديو فني ممتلئ باللوحات غير المكتملة. يجلس الفنان أمام لوحة فارغة، وبجانبه يقف الطائر السحري)

الطائر السحري: (يرفرف بأجنحته بحماس) يا صديقي العزيز! لقد عدت للتو من رحلة مذهلة عبر المجرة المجاورة. أتعلم كم عدد النجوم التي رأيتها؟

الفنان: (يبتسم مرهقاً) دعني أخمن... مليار؟

الطائر السحري: (يضحك) مليار؟! هذا مثل قول أن هناك حبة رمل واحدة على شاطئ! لقد رأيت مئات المليارات من النجوم، كل واحدة منها قد تكون شمسًا لنظام شمسي كامل!

الفنان: (يتنهد ويضع فرشاته جانبًا) وماذا تريد مني أن أرسم هذه المرة؟ نقطة صغيرة على قماش أسود؟

الطائر السحري: (يتقافز بحماس) لا، ريدك أن ترسم قصة رأيتها تتكشف في كوكب يبعد آلاف السنين الضوئية.

الفنان: (بسخرية) آه نعم، لأن ما ينقص الكون هو المزيد من القصص المتشابهة.

الطائر السحري: اسمعني أولاً! رأيت كائنات صغيرة، تشبهنا قليلاً، تبني أهرامات ضخمة.

الفنان: (يضحك بسخرية) أهرامات؟ ولماذا يفعلون ذلك؟ هل يعتقدون أن ذلك يجعلهم خالدين في كون لا يكترث؟

الطائر السحري: (بحماس) ربما! لكن المثير أنهم كانوا يرسمون على جدران هذه الأهرامات قصصًا عن رحلاتهم بين النجوم!

الفنان: (يلتقط فرشاته مجددًا، مهتمًا رغمًا عنه) حقًا؟ وكيف يمكن لمخلوقات محصورة على كوكب صغير أن تحلم بالنجوم؟

الطائر السحري: هذا هو السر! إنهم لم يكونوا محصورين. كانوا يستخدمون قوة خيالهم لاستكشاف الكون!

الفنان: (يبدأ في الرسم ببطء) خيالهم؟ وهل أخبرك خيالك أن هذا يغير شيئًا من حقيقة أننا مجرد ذرات تائهة في فراغ لا نهائي؟

الطائر السحري: (يهمس) ولكن أليس الخيال هو ما يجعل هذا الفراغ اللانهائي مثيرًا للاهتمام؟ أليست قدرتنا على التخيل هي ما يمنحنا معنى، حتى لو كان الكون لا يكترث؟

الفنان : (يتوقف عن الرسم، ينظر إلى اللوحة بتأمل) ربما... ربما الكون بحاجة إلى خيالنا بقدر ما نحن بحاجة إليه.

الطائر السحري: (يبتسم) إذن، هل سترسم لي قصة هؤلاء المخلوقات الصغيرة التي تحلم بالنجوم؟

الفنان: (يبتسم بعد لحظة صمت) نعم، سأفعل. ولكن دعنا نضيف شيئًا إلى اللوحة.

الطائر السحري: ما هو؟

الفنان :طائرًا سحريًا وفنانًا، يشاهدان هذه المخلوقات من بعيد، ويتساءلان عن معنى وجودهم في هذا الكون الشاسع.

(يبدأ الفنان والطائر السحري في العمل على اللوحة بحماس شديد. مع مرور الوقت، تصبح أفكارهما أكثر جموحًا وخيالهما يتسع ليشمل أبعادًا كونية لم يتخيلاها من قبل)

الطائر السحري: (بصوت متعب) هل تشعر بذلك؟ إنه كما لو أن عقولنا تتمدد لتملأ الكون بأكمله!

الفنان: (يترنح قليلاً) نعم... إنه... إنه رائع ومخيف في آن واحد. كأننا نذوب في اللانهاية...

(يسقط فجأة الطائر السحري على الأرض، أجنحته ترتعش للمرة الأخيرة)

الفنان: (يصرخ) صديقي! ما أصابك..

(قبل أن يكمل جملته، يسقط الفنان أيضًا، فرشاته تنزلق من يده)

(يخيم صمت على الغرفة لفترة. ثم، ببطء، تبدأ أشكال غريبة وملونة في التسلل عبر نافذة الاستوديو. إنها كائنات فضائية ذات أعين متعددة وأذرع متموجة)

كائن فضائي 1: (يتحدث بلغة غريبة، مترجمة آلياً) انظروا! هذه المخلوقات الغريبة استنفدت نفسها في محاولة فهم الكون.

كائن فضائي 2: (يلتقط قطعة جبن من على الطاولة) وتركوا وراءهم هذه الكنوز الثمينة!

كائن فضائي 3: (يمسك بزجاجة شراب) أجل! هذه المواد الغريبة... إنها تحمل أعظم أسرار الوجود!

(تبدأ الكائنات الفضائية في التهام الطعام والشراب بنشوة، متجاهلة تمامًا اللوحات الكونية المعقدة واللوحة الأخيرة غير المكتملة)

كائن فضائي 1: (يلتهم شطيرة) أخيرًا وجدنا المعنى الحقيقي للحياة!

كائن فضائي 2: (يشرب بنهم) نعم! إنه في هذه الأشياء البسيطة والمادية.

كائن فضائي 3: (ينظر إلى جثتي الفنان والطائر) يا لهم من حمقى مساكين، أضاعوا حياتهم في البحث عما كان أمام أعينهم طوال الوقت.

(تتلاشى الإضاءة تتركز حول الكائنات الفضائية وهي تحتفل وتستمتع بوجبتها. بينما تختفي عن اللوحات الكونية المعقدة المعلقة على الجدران)



#حسان_الجودي (هاشتاغ)       Hassan_Al_Joudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البيضة وحمص والمتاهة السائلة
- نفي الذكورة!
- #مسرح_اللقطة_العبثي إنقاذ كوكب الأرانب
- #مسرح_اللقطة_العبثي حبة بطاطا
- مسرح اللقطة العبثي 4
- مسرح اللقطة العبثي 3
- مسرح اللقطة العبثي
- نصوص دون زمن
- درويش وديدو
- اللطف في مدينتين في هولندا
- مسرح اللقطة العبثي 1
- مسرح اللقطة العبثي 2
- كم وزن التاريخ العربي؟
- هل لديك أيها البائع علبة احترام اكسترا؟؟
- تجارب شعرية
- بائع يانصيب جوار جامع خالد بن الوليد
- ذكورية أغنية -أجمل الأمهات-
- سوء تفاهم طويل
- آلهة
- السيد تروسكافكي


المزيد.....




- لماذا تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية -القوة العسكرية الأول ...
- الدفاع المدني في غزة: أكثر من 1000 قتيل منذ توغل إسرائيل الأ ...
- ماذا وراء زيارة ماكرون إلى المغرب، وما تأثيرها على العلاقات ...
- روته: وجود القوات الكورية الشمالية في كورسك -تصعيد كبير- للص ...
- وفد عن الشبيبة الإشتراكية في ضيافة عمدة مدينة وجدة
- -حزب الله-: كمنّا لآليات وجنود الجيش الإسرائيلي عند أطراف ك ...
- جمعية -نادي التقاليد البحرية-، ودورها في الحفاظ على التراث ا ...
- رئيس تشاد يعلن مقتل ما لا يقل عن 40 جنديا في هجوم على قاعدة ...
- تركيا تحبط عملية تهريب غريبة على متن طائرة قادمة من مصر
- أرمينيا تدين الهجوم الإسرائيلي على إيران


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - حسان الجودي - روى جلجامش-#مسرح_اللقطة_العبثي