|
من الاقتصاد التقليدي إلى الاقتصاد الأخلاقي: مسار التغيير في الفكر الاقتصادي
حمدي سيد محمد محمود
الحوار المتمدن-العدد: 8143 - 2024 / 10 / 27 - 12:23
المحور:
الادارة و الاقتصاد
الاقتصاد الأخلاقي هو مفهوم يجمع بين القيم الأخلاقية والمبادئ الاقتصادية، ويركز على تحقيق العدالة والإنصاف في التعاملات الاقتصادية، إضافةً إلى احترام حقوق الإنسان والبيئة. يهدف الاقتصاد الأخلاقي إلى معالجة التحديات الاجتماعية والاقتصادية بطريقة تعزز رفاهية الأفراد والمجتمعات، بدلاً من التركيز على الربح المادي فقط. تعريف الاقتصاد الأخلاقي: الاقتصاد الأخلاقي هو الاقتصاد الذي يُراعي المبادئ الأخلاقية في اتخاذ القرارات والسياسات الاقتصادية، بحيث تُصبح رفاهية الإنسان والاستدامة البيئية جزءًا لا يتجزأ من الأولويات الاقتصادية. ويشمل هذا الاقتصاد القيم التي تعزز من العدالة الاجتماعية وتقليل التفاوتات بين الأفراد والمجتمعات. تصنيف الاقتصاد الأخلاقي بين أنواع الاقتصادات الأخرى: يتداخل الاقتصاد الأخلاقي مع عدة أنواع من الاقتصادات الأخرى، لكنه يختلف في هدفه الأساسي، حيث يُصنّف بين عدة أنواع من الاقتصادات كالتالي: 1. الاقتصاد التقليدي: يهتم الاقتصاد التقليدي غالبًا بالسوق والتجارة، ويركز على زيادة الإنتاجية والنمو الاقتصادي. 2. الاقتصاد الرأسمالي: يُركّز على تحقيق الربح والنمو من خلال وسائل الإنتاج الخاصة وحوافز السوق، لكن قد يتجاهل في بعض الأحيان الأبعاد الاجتماعية والأخلاقية. 3. الاقتصاد الاشتراكي: يهدف إلى تحقيق العدالة والمساواة الاجتماعية، ولكنه قد يفتقر إلى الدافع لتحقيق الكفاءة الاقتصادية. 4. الاقتصاد الأخضر: يركّز الاقتصاد الأخضر على الاستدامة البيئية، حيث يسعى لتقليل التأثيرات البيئية السلبية في الإنتاج والاستهلاك. 5. الاقتصاد التضامني: يعتمد على تعزيز العلاقات الاجتماعية وتعاون الأفراد داخل المجتمع لتحقيق منافع مشتركة، ويدعم الاقتصاد الأخلاقي من حيث التضامن والتعاون. 6. الاقتصاد الأخلاقي: يجمع بين العدالة الاجتماعية، والاستدامة البيئية، والكفاءة الاقتصادية، مع مراعاة القيم الإنسانية والعدالة في التوزيع. المبادئ الرئيسية للاقتصاد الأخلاقي: 1. العدالة الاجتماعية: يسعى الاقتصاد الأخلاقي إلى تحقيق توزيع عادل للثروات والموارد، ويعبر عن القيم الأخلاقية التي تحكم العلاقات الاقتصادية. 2. المسؤولية الاجتماعية: يشجع الشركات على اتخاذ قرارات تأخذ في الاعتبار آثارها على المجتمع والبيئة، وليس فقط على الأرباح. 3. التنمية المستدامة: يربط الاقتصاد الأخلاقي بين النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة ورفاهية الأجيال القادمة. 4. التعاون والشراكة: يشدد على أهمية التعاون بين الأفراد والمجتمعات بدلاً من المنافسة الفردية. 5. الشفافية والمساءلة: يدعو إلى الشفافية في المعاملات الاقتصادية والمساءلة عن الأفعال، مما يعزز الثقة بين الأطراف. الفروق الأساسية بين الاقتصاد التقليدي والاقتصاد الأخلاقي و يمكن تلخيصها في عدة نقاط رئيسية على النحو التالي: 1. الأسس النظرية: - الاقتصاد التقليدي: يعتمد على مفاهيم السوق الحرة، العرض والطلب، والكفاءة الاقتصادية. يركز بشكل أساسي على تحقيق الأرباح والنمو الاقتصادي دون اعتبار كافٍ للمسؤوليات الاجتماعية أو البيئية. - الاقتصاد الأخلاقي: يركز على القيم الأخلاقية والمعايير الاجتماعية. يسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية، والاستدامة البيئية، وتحسين جودة الحياة، بالإضافة إلى تحقيق الأرباح. 2. أهداف العمل: - الاقتصاد التقليدي: الهدف الرئيسي هو تحقيق أقصى ربح للمستثمرين وأصحاب الأعمال. - الاقتصاد الأخلاقي: يسعى لتحقيق توازن بين الربح والمصلحة العامة، مما يعني مراعاة تأثير الأنشطة الاقتصادية على المجتمع والبيئة. 3. القرارات الاقتصادية: - الاقتصاد التقليدي: القرارات تُتخذ بناءً على تحليلات اقتصادية بحتة، مثل التكلفة والعائد. - الاقتصاد الأخلاقي: يتم اتخاذ القرارات بناءً على تقييم الأخلاق والقيم، مثل العدل والمساواة والاحترام للبيئة. 4. التأثير على المجتمع: - الاقتصاد التقليدي: قد يؤدي إلى تفاقم الفجوات الاقتصادية والاجتماعية، حيث يمكن أن تتركز الثروة في يد قلة. - الاقتصاد الأخلاقي: يهدف إلى تقليل الفوارق وتحسين الظروف المعيشية للجميع من خلال اتخاذ تدابير تعزز التضامن والعدالة. 5. التوجهات المستقبلية: - الاقتصاد التقليدي: قد يتجاهل الآثار البيئية والاجتماعية على المدى الطويل. - الاقتصاد الأخلاقي: يسعى إلى إنشاء نماذج اقتصادية مستدامة تحافظ على الموارد للأجيال القادمة وتراعي التغيرات المناخية. باختصار، يختلف الاقتصاد الأخلاقي عن الاقتصاد التقليدي في توجهاته وأهدافه، حيث يسعى الأول إلى تحقيق التوازن بين الربح والمسؤولية الاجتماعية والبيئية، بينما يركز الثاني على الكفاءة والنمو الاقتصادي تطبيقات الاقتصاد الأخلاقي: - التجارة العادلة: دعم المنتجات التي يتم إنتاجها بشكل عادل وتضمن حقوق العمال. - الاستثمار الاجتماعي: استثمار الأموال في مشاريع تعود بالنفع على المجتمع وتساهم في التنمية المستدامة. - الممارسات التجارية المستدامة: تشجيع الشركات على تبني ممارسات تراعي البيئة وتقلل من التأثيرات السلبية. يمكن أن يساهم الاقتصاد الأخلاقي في بناء مجتمع أكثر عدالة واستدامة، حيث تكون القيم الأخلاقية محورية في القرارات الاقتصادية نعم، هناك العديد من المعوقات التي قد تعيق تطبيق الاقتصاد الأخلاقي في برامج التنمية. من أبرز هذه المعوقات: 1. غياب الإرادة السياسية: عدم وجود دعم سياسي كافٍ لتبني سياسات اقتصادية أخلاقية، مما يجعل من الصعب تنفيذ برامج تنموية قائمة على مبادئ العدالة الاجتماعية والمسؤولية. 2. النظام القانوني: القوانين الحالية قد لا تدعم المبادرات الاقتصادية الأخلاقية أو قد تكون غير كافية لحماية حقوق العمال والمستهلكين والبيئة. 3. الفساد: الفساد الإداري والمالي يمكن أن يحول دون تطبيق مبادئ الاقتصاد الأخلاقي، حيث يتم توجيه الموارد إلى مصالح خاصة بدلاً من الأغراض العامة. 4. عدم الوعي والمعرفة: قلة الوعي بالقضايا الاقتصادية الأخلاقية بين صناع القرار والجمهور قد تؤدي إلى عدم دعم البرامج والسياسات المستندة إلى هذه المبادئ. 5. العوامل الاقتصادية: الضغوط الاقتصادية مثل البطالة والفقر قد تجعل الأفراد والمجتمعات أكثر ميلاً إلى اتخاذ قرارات اقتصادية غير أخلاقية لتحقيق البقاء. 6. ثقافة الاستهلاك: الثقافة الاستهلاكية السائدة التي تفضل الربح السريع على المسؤولية الاجتماعية قد تعيق تطبيق الاقتصاد الأخلاقي. 7. المنافسة العالمية: في عالم يسوده التنافس، قد تُفضل الشركات تحقيق الأرباح على حساب القيم الأخلاقية، مما يعيق المبادرات التي تروج للاقتصاد الأخلاقي. 8. افتقار إلى نماذج النجاح: نقص النماذج الناجحة التي توضح كيف يمكن تطبيق الاقتصاد الأخلاقي بشكل فعّال في برامج التنمية قد يؤدي إلى انعدام الثقة في إمكانية تحقيق ذلك. 9. التحديات الاجتماعية: عدم المساواة الاجتماعية والتمييز يمكن أن يعوق تحقيق العدالة الاجتماعية المطلوبة في إطار الاقتصاد الأخلاقي. تجاوز هذه المعوقات يتطلب تعاوناً بين الحكومات، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني، بالإضافة إلى زيادة الوعي والتثقيف حول أهمية الاقتصاد الأخلاقي ودوره في التنمية المستدامة. الدول التي تبنت مفاهيم الاقتصاد الأخلاقي: هناك العديد من الدول التي تبنت مفاهيم الاقتصاد الأخلاقي في سياساتها وبرامجها التنموية، وهي تسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية، والتنمية المستدامة، والمسؤولية الاجتماعية. إليك بعض هذه الدول: 1. الدنمارك: تركز على سياسات الرفاه الاجتماعي، والتجارة العادلة، والاستدامة البيئية، وتعتبر من الدول الرائدة في تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والرفاه الاجتماعي. 2. النرويج: تستثمر في التنمية المستدامة وتعتبر من الدول التي تتبنى قيم الاقتصاد الأخلاقي من خلال برامج للحفاظ على البيئة وضمان حقوق العمال. 3. ألمانيا: تعمل على تعزيز الاقتصاد الأخلاقي من خلال تشجيع الشركات على تبني ممارسات تجارية مستدامة وتوفير برامج الدعم الاجتماعي. 4. سويسرا: تروج لقيم الشفافية والمساءلة في الأعمال، وتعتبر من الدول التي تتبنى مبادئ التجارة العادلة. 5. كندا: تشجع على الممارسات التجارية المستدامة وتدعم الشركات التي تركز على المسؤولية الاجتماعية، بالإضافة إلى الاهتمام بقضايا حقوق الإنسان. 6. فنزويلا: تحت قيادة حكومات معينة، حاولت البلاد تطبيق سياسات اقتصادية تهدف إلى العدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للثروات، رغم التحديات الاقتصادية الكبيرة. 7. البرازيل: قامت بتطبيق برامج تنموية تهدف إلى تقليل الفقر وتعزيز العدالة الاجتماعية، مثل برنامج "بولسا فاميل" (Bolsa Família) الذي يوفر الدعم المالي للأسر الفقيرة. 8. الهند: تشجع بعض المبادرات المحلية على الاقتصاد الأخلاقي، مثل الحرف اليدوية والمشاريع الاجتماعية التي تركز على تمكين المجتمعات المحلية. 9. المملكة المتحدة: تشهد نمواً في الحركة نحو الاقتصاد الأخلاقي، خاصة في مجال التمويل الأخلاقي والتجارة العادلة. تتباين درجة التبني والتطبيق بين هذه الدول، ولكن جميعها تعمل نحو تحقيق التنمية المستدامة من خلال قيم الاقتصاد الأخلاقي. نماذج لبعض الدول العربية التي تتبنى تطبيق الاقتصاد الأخلاقي: هناك بعض الدول العربية التي بدأت في تبني سياسات تشجع على تطبيق الاقتصاد الأخلاقي في برامجها التنموية وهذه بعض النماذج: 1. الإمارات العربية المتحدة: تعمل الإمارات على تعزيز مبادئ الاقتصاد الأخلاقي من خلال مبادرات مثل "الاستدامة" و"المسؤولية الاجتماعية للشركات". كما تُعزز حكومة الإمارات فكرة الاقتصاد الأخضر والتكنولوجيا المستدامة. 2. الأردن: يتبنى الأردن بعض السياسات التي تركز على العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة، بما في ذلك برامج تحسين معيشة الأسر الفقيرة والمبادرات لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة. 3. مصر: أطلقت الحكومة المصرية مبادرات مثل "حياة كريمة"، التي تهدف إلى تحسين مستوى المعيشة في المناطق الريفية من خلال توفير الخدمات الأساسية وتعزيز التنمية المستدامة. 4. تونس: تعمل تونس على تعزيز برامج الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، مما يشجع على تمكين المجتمعات المحلية والمشاريع التي تركز على التنمية المستدامة. 5. سلطنة عمان: تسعى سلطنة عمان إلى تحقيق التنمية المستدامة من خلال استراتيجيات تدعم الابتكار والممارسات البيئية، مع التركيز على المسؤولية الاجتماعية. 6. فلسطين: تُعزز العديد من المنظمات غير الحكومية والمبادرات المحلية مفاهيم الاقتصاد الأخلاقي من خلال دعم الحرف التقليدية والمشاريع الصغيرة التي تهدف إلى تعزيز الاكتفاء الذاتي. 7. المغرب: تبنت المغرب عدة سياسات تهدف إلى التنمية المستدامة، بما في ذلك مشاريع الطاقة المتجددة، والاهتمام بمبادئ التجارة العادلة. 8. لبنان: هناك اهتمام متزايد في لبنان بالاقتصاد الاجتماعي والتضامني، مع جهود لتعزيز المشاريع المحلية التي تركز على حقوق الإنسان والتنمية المستدامة. التحديات التي تواجهها الدول العربية لدعم الاقتصاد الأخلاقي: برامج التنمية التي تتبناها الدول العربية لدعم الاقتصاد الأخلاقي يمكن أن تكون خطوة إيجابية، ولكنها ليست دائماً كافية لتحقيق الأهداف المرجوة وهذه أهم الأسباب التي تبرز التحديات التي تواجه هذه البرامج: 1. نقص التمويل: العديد من البرامج تعاني من نقص في التمويل الكافي، مما يحد من قدرتها على تحقيق الأثر المطلوب. 2. تنفيذ غير متكافئ: تختلف درجة التنفيذ بين المناطق الحضرية والريفية، مما يؤدي إلى عدم تحقيق الفوائد بشكل متساوٍ بين جميع الفئات. 3. غياب الوعي: نقص الوعي بين المواطنين حول أهمية الاقتصاد الأخلاقي ومبادئ التنمية المستدامة قد يؤدي إلى عدم المشاركة الفعالة. 4. التحديات السياسية: الأوضاع السياسية غير المستقرة في بعض الدول قد تعيق تطبيق السياسات بشكل فعال. 5. الفساد: الفساد الإداري قد يؤثر سلباً على فعالية البرامج، حيث يمكن أن تُهدر الموارد أو تُوجه إلى أغراض غير عادلة. 6. نقص البيانات: عدم توفر بيانات دقيقة وموثوقة حول تأثير البرامج يجعل من الصعب قياس النجاح واتخاذ القرارات المستندة إلى الأدلة. 7. تحديات ثقافية: بعض المجتمعات قد تكون لديها مقاومة لفكرة الاقتصاد الأخلاقي، مما يستدعي تغييرات ثقافية قبل أن يتم قبول هذه المبادئ بشكل أوسع. 8. الاعتماد على المساعدات الخارجية: بعض البرامج تعتمد على المساعدات الخارجية، مما يمكن أن يكون غير مستدام على المدى الطويل. 9. عدم التكامل: نقص التكامل بين مختلف القطاعات (مثل التعليم، الصحة، والبيئة) يمكن أن يؤدي إلى نتائج دون المستوى المطلوب. الاتجاه نحو الاقتصاد الأخلاقي: تتجه التوقعات المستقبلية في الدول العربية نحو تطوير برامج تنموية شاملة تراعي الاقتصاد الأخلاقي، وذلك في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية الراهنة، وهذه بعض الاتجاهات والتوقعات الرئيسية: 1. زيادة الوعي بالاستدامة: من المتوقع أن يتزايد الوعي العام بأهمية الاستدامة والاقتصاد الأخلاقي، مما سيؤدي إلى دعم أكبر للسياسات والمبادرات التي تروج لهذه المفاهيم. 2. تعزيز التعاون الإقليمي: يمكن أن تشهد الدول العربية مزيدًا من التعاون في تطوير استراتيجيات تنموية مشتركة، مما يسهم في تبادل الخبرات والممارسات الجيدة. 3. تطوير السياسات الحكومية: من المتوقع أن تعزز الحكومات سياساتها الاقتصادية والاجتماعية لتكون أكثر تركيزًا على العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة، بما في ذلك تحسين تشريعات العمل وحقوق الإنسان. 4. استثمار في التكنولوجيا: زيادة الاعتماد على التكنولوجيا الخضراء والابتكار يمكن أن يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مما يساعد في تحسين كفاءة الموارد. 5. دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة: يتوقع أن تشجع الحكومات والمبادرات المحلية المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تركز على القيم الأخلاقية، مما يعزز من النمو الاقتصادي المحلي. 6. تطوير التعليم والتوعية: من المرجح أن تزداد الجهود لتطوير المناهج التعليمية التي تركز على القيم الأخلاقية والممارسات المستدامة، مما يساهم في بناء جيل واعٍ بأهمية الاقتصاد الأخلاقي. 7. تعزيز دور المجتمع المدني: ستلعب المنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني دورًا متزايد الأهمية في تعزيز الاقتصاد الأخلاقي من خلال التوعية، والمراقبة، والمشاركة في صنع القرار. 8. توجه نحو التمويل الأخلاقي: من المتوقع أن يزداد الاهتمام بالتمويل الأخلاقي، مثل الصكوك الخضراء والمبادرات المالية التي تدعم المشاريع المستدامة 9. تحسين البيانات والإحصاءات: قد تتبنى الدول المزيد من الأنظمة لجمع البيانات وتحليلها لقياس تأثير البرامج التنموية، مما يساعد في تحسين الخطط والسياسات. 10. استجابة للأزمات: ستؤدي الأزمات الاقتصادية والصحية (مثل جائحة COVID-19) إلى إعادة التفكير في الأنظمة الاقتصادية والاجتماعية، مما قد يعزز الحاجة إلى تطبيق الاقتصاد الأخلاقي.
وختامًا، برغم الجهود المبذولة، فإن البرامج التنموية الحالية تحتاج إلى تحسين وتطوير لتحقيق الأهداف المرجوة. من الضروري أن تكون هناك رؤية شاملة وتعاون بين الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص لضمان تحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية بشكل فعال: كما أن نقص التكامل بين مختلف القطاعات (مثل التعليم، الصحة، والبيئة) يمكن أن يؤدي إلى نتائج دون المستوى المطلوب، وفي ظل التحديات الحالية، تعتبر برامج التنمية التي تراعي الاقتصاد الأخلاقي ضرورية لتحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والعدالة الاجتماعية، و إذا استطاعت الدول العربية دعم الاقتصاد الأخلاقي في برامجها التنموية، فإنها يمكن أن تسهم في تحقيق تنمية مستدامة وشاملة، وعلى الرغم من التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجهها العديد دولنا العربية، إلا أن هناك جهوداً متزايدة لتبني مبادئ الاقتصاد الأخلاقي في السياسات التنموية لتلك الدول.
#حمدي_سيد_محمد_محمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صحافة المواطن في العصر الرقمي: التحديات والفرص نحو مستقبل جد
...
-
الإلحاد الإبستمولوجي بين النقد الفلسفي وآفاق الفكر الحديث
-
من النظرية إلى التطبيق: كيف يمكن تحقيق الاشتراكية العلمية؟
-
عوامل نجاح الدور الصيني في إفريقيا
-
تداعيات عملية «طوفان الأقصى» المسارات والمآلات
-
تداعيات التغلغل الإيراني في القرن الإفريقي على الأمن القومي
...
-
تداعيات إنشاء ممر -زانجيزور- في منطقة جنوب القوقاز، وانعكاسا
...
-
عن الاقتصاد الأخلاقي أتحدث
-
دور الاتصال التنظيمي في صناعة الصورة الذهنية للمنظمة
-
تأثيرات العولمة على التدفق الإعلامي الدولي
-
علاقة إيران بطالبان ومستقبل الشيعة الهزارة بأفغانستان
-
الأساس الفلسفي والفكري للعولمة
-
البعد الإعلامي للعولمة ... السمات والتأثير والمخاطر
-
أسباب الأزمات التنظيمية وكيفية مواجهته؟
-
الإعلام و إدارة الأزمات في المؤسسات الحكومية
-
كيف يسهم الاتصال التنظيمي في صناعة الصورة الذهنية للمنظمة؟
-
اقتصاد الانتباه كأحد أشكال الثروة
-
هل تستطيع المؤسسات العربية الاندماج في اقتصاد المعرفة؟
المزيد.....
-
إسرائيل تفرض عقوبات اقتصادية متعلقة بتمويل حزب الله اللبناني
...
-
-أفتوفاز- الروسية المالكة لعلامة -لادا- تحدد هدفا طموحا للعا
...
-
أرباح -لولو للتجزئة- ترتفع 126% في الربع الثالث
-
سعر الذهب اليوم الخميس 21-11-2024.. اشتري شبكتك دلوقتي
-
الدولار يرتفع وسط ترقب لسياسات ترامب وقرارات الفيدرالي
-
الذهب يواصل مكاسبه مع احتدام الحرب الروسية الأوكرانية
-
-إنفيديا- تكتب التاريخ.. إلى أي مدى يُمكن أن تواصل طفرتها؟
-
سعر البتكوين يتخطى 97 ألف دولار للمرة الأولى
-
بعثة صندوق النقد تختتم زيارتها لمصر لإجراء المراجعة الرابعة
...
-
اليابان.. 141 مليار دولار حزمة تمويل جديدة لتحفيز الاقتصاد
المزيد.....
-
الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق
/ مجدى عبد الهادى
-
الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت
...
/ مجدى عبد الهادى
-
ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري
/ مجدى عبد الهادى
-
تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر
...
/ محمد امين حسن عثمان
-
إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية
...
/ مجدى عبد الهادى
-
التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي
/ مجدى عبد الهادى
-
نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م
...
/ مجدى عبد الهادى
-
دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في
...
/ سمية سعيد صديق جبارة
-
الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا
/ مجدى عبد الهادى
المزيد.....
|