أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد يعقوب الهنداوي - ولاية بطيخ














المزيد.....

ولاية بطيخ


محمد يعقوب الهنداوي
كاتب

(Mohamed Aziz)


الحوار المتمدن-العدد: 8142 - 2024 / 10 / 26 - 21:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في أيار 2008 كلفتني الهيئة الوطنية للاستثمار بالذهاب الى الناصرية (مركز محافظة ذي قار) للمساعدة على تأسيس "هيئة استثمار ذي قار".

كان قانون الاستثمار العراقي رقم 13 لسنة 2006 قد صدر قبل حوالي عشرين شهرا وكان يصلح لكل صنوف اللصوصية والتهريب وصفقات العهر والنهب ولكل شيء آخر عدا جذب المستثمرين.

وكان رئيس الهيئة الوطنية للاستثمار شخص اسمه احمد رضا دأب على القول بأن نوري المالكي أصرّ على نبش السموات والأرضين بحثا عنه لأنه لا بديل عنه لرئاسة الهيئة أبدا لإعادة بناء البلاد وجذب المستثمرين،

والحقيقة ان احمد رضا هذا كان سمسارا يدير مكتبا لاستقدام وتشغيل الأوكرانيات في دبي وأثبت نجاحه في تلك "الاستثمارات"، وكان يحسن خدمة المالكي ورفاقه دائما... وتشهد على ذلك مساعدتاه الشقيقتان الساحرتان (ايناس) و(نبراس).

ولن أستعرض هنا سجل اللصوصية والأكاذيب والصفقات والابتزاز الجنسي والإرهاب على كل المستويات للموظفين والموظفات في تلك الهيئة الاستثمارية التي لو استثمرت الدولة مصروفاتها ورواتب مسؤوليها وادارييها، و"نفقات الجيب" و"مخصصات السفر والايفاد" التي يتقاضونها وتكاليف "استضافة الوفود الأجنبية" و"ممثلي الشركات الاستثمارية" المزعومة ونفقات فنادقهم وجولاتهم الاستطلاعية و"مكافآت السكرتيرات" وحفلات الاستقبال الباذخة للجان الاستثمارية وصفقاتهم مع مسؤولي مجالس المحافظات ومافيات الأحزاب المحلية وأثمان أساطيل السيارات الحديثة التي تشتريها كل عام مع نفقات صيانتها المفتعلة فقط، لأعادت بناء نصف البلاد دونما حاجة الى أي مستثمر خارجي.

وبينما في الناصرية، التقيت في صبيحة أحد الأيام عند خروجي من دار الضيافة (حيث كنت أقيم موقتا) بالدكتور لطيف رشيد، الذي كان وقتها وزيرا للموارد المائية، وهو الآن رئيس الجمهورية العراقية طبعا، وكانت بيننا معرفة سابقة، فأصرّ على ان أصحبه في زيارة لمشروع (المصبّ العام)، وهو مشروع مائي كان ولا يزال مهما جدا للعراق وللمنطقة الجنوبية خاصة وعلى عدة مستويات، لكن معظم العراقيين، بل وحتى معظم أهالي الناصرية ذاتهم، لم يسمعوا به أصلا، وكان يفترض ان يكتمل هذا المشروع سنة 1961 لكنه لم يكتمل الى الآن لأسباب تتعلق بالنزاهة، وما أدراك ما النزاهةّ، وهو بالمناسبة مجاور لمضايف عادل عبد المهدي سييء الصيت جزار جسر الزيتون!

وفيما نحن في منتصف الطريق، أبلغني لطيف رشيد بأن برنامج الزيارة تغير حيث أننا سنتوجه الى بيت عادل عبد المهدي في ناحية النصر ليترأس هو الموكب الزائر، وكان عادل عبد المهدي وقتها نائبا لرئيس الجمهورية (راتبه مليون دولار شهريا فقط عدا المخصصات والصفقات والنثريات والنفقات والبركات والصدقات)، ولي مع عادل عبد المهدي ذكريات وحكايات ذات شجون مذ كنا نعيش معا تحت سقف واحد في دمشق قبل أن نكتشف انه كان مسؤولا مخابراتيا بعثيا خطيرا وجاسوسا مهما لنظام صدام التكريتي وكان اختصاصه اختراق قوى المعارضة ومراكزها خارج العراق والاندساس فيها وتحطيمها من داخلها، وهو ما فعله بتنظيماتنا بالفعل وتسبب بإعدام عدد من رفاقنا أبرزهم الشهيد (رياض البكري).

ذهبنا ذلك المساء للعشاء والمبيت في بيت عادل عبد المهدي (الذي صدمه وجودي المفاجئ في بيته لكن بصحبة وزير الموارد المائية ومحافظ الناصرية آنذاك عزيز كاظم علوان)، ثم تحرك الموكب في الصباح الى موقع المصب العام، الذي يبعد حوالي 30 كيلومترا عن مركز مدينة الناصرية. وكان الموكب يتكون من:

* موكب عادل عبد المهدي وحماياته ومرافقيه ويتكون (بوصفه نائبا لرئيس الجمهورية) من 70 سيارة مصفحة عدا ما ترافقه من سيارات مدنية.

* موكب لطيف رشيد وحماياته ومرافقيه ويتكون (بوصفه وزيرا للموارد المائية) من 60 سيارة مصفحة.

* موكب عزيز كاظم علوان وحماياته ومرافقيه ويتكون (بوصفه محافظ ذي قار) من 50 سيارة مصفحة عدا ما ترافقه من سيارات مدنية.

ولكم ان تتخيلوا موكبا من حوالي 200 سيارة مصفحة الكثير منها بألوان عسكرية، ومعها سيل لا ينقطع من سيارات الإعلاميين من صحفيين ومندوبي قنوات تلفزيونية وغيرها، وهي تخترق شوارع مدينة صغيرة كالناصرية مع أبواق السيارات وأزيز رصاص الحمايات وكيف كان الناس يتحاشون الاقتراب منها ويهربون بسياراتهم بعيدا.

وسار هذا الموكب بضجيجه الرهيب من ناحية (النصر) حيث بيت عادل عبد المهدي الى المصب العام ثم الى مركز المدينة، واستغرقت جولته ثلاث ساعات تقريبا، اختتمت كالعادة بحفل غداء باذج لكل الحاضرين بما فيها السواق والحمايات والاعلاميين بل وحتى موظفي المحافظة وموظفي فندق (الجنوب) أشهر وأغلى فندق في الناصرية، وهو في هكذا مناسبات يضاعف أسعاره بالاتفاق مع السيد المحافظ والسيد اسماعيل راضي العبودي رئيس هيئة النهب الاستثماري وزوجته التي يطلق عليها الموظفون تندرا لقب (مديرة كل شيء!)

.................

لكن المفارقة الأغرب هو أن ضجة أخرى تعالت في المساء وأعلنت مكبرات الصوت أن شرطة المرور أغلقت كل شوارع المدينة بوجه سيارات المدنيين فيما تعالت أصوات الرصاص مع دوي صفارات الإنذار وشرطة المرور لأكثر من أربع ساعات...
وبعد ان خفتت تلك الضجة حوالي منتصف الليل عرفنا سبب كل ذلك:ي

كان باسم الكربلائي يزور الناصرية.....

وما أدراك ما باسم الكربلائي!



#محمد_يعقوب_الهنداوي (هاشتاغ)       Mohamed_Aziz#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التطبيقات العملية بين العلمانية والدين
- ألا يُبْكيكَ بُكاءُ الأمِّ الثَكلى يا الله
- من تاريخ عادل عبد المهدي
- المرأة والألوهية والظلم الطبقي وأزمة الانسان والحضارة
- ذكرى استفتاء استقلال كردستان - لا للحياة معاً إلاّ اختياراً ...
- رَذاذ دجلة
- بين المؤمن والملحد
- المثقف العنكبوت والنهوض المستحيل لأمة تعشق انحطاطها
- خرافة المصمم الذكي والتقدم الى الخلف لدى الربوبية
- تركيا أوردوغان راعية العقيدة وحامية حمى الاسلام
- فقاعة الاسلام العصري ومواكبة الحداثة
- مخاطر الاستغلال الجنسي والبدني للأطفال والقاصرين من قبل الما ...
- موسوعة (الكون) ومحاورات الإسلاميين عن الخالق
- أرقي وشيء فيك
- حَنِين
- ماركس يعود الى واجهة الفكر الانساني وتحولات المستقبل بأعظم ق ...
- سراج الحب الأول
- رَذاذ
- يعقوب
- الديمقراطية الإسلامية وشرعية المعاصصة الانتخابية ومهام النهض ...


المزيد.....




- استقبل تردد قناة طيور الجنة 2024 على قمر النايل سات والعرب س ...
- وزير خارجية الأردن: إسرائيل تقتل الأطفال وتقصف المساجد والكن ...
- -كل الأسباب تدعو لذلك-.. كاتب أميركي يهودي يحذر من ترامب
- هكذا تغير العالم بعد 20 عاما وفقا للأب الروحي للذكاء الاصطنا ...
- ?? تشاد: نحو أربعين قتيلا في هجوم لبوكو حرام على الجيش بمنطق ...
- احمديان: قوة الجمهورية الاسلامية في ايران مازالت قائمة دون أ ...
- المقاومة الإسلامية بالعراق تستهدف موقعا عسكريا شمالي الأراضي ...
- شهيدان بقصف صهيوني استهدف فلسطينيين في محيط مسجد المجمع الاس ...
- بقائي: حسب فتوى اعلى شخصية دينية وسياسية في بلادنا نحن لن نب ...
- المقاومة الإسلامية بالعراق تستهدف موقعا عسكريا شمال إسرائيل ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد يعقوب الهنداوي - ولاية بطيخ