|
إلى المجتمع الحر والمنظمات الدولية
فريشة مرادي
الحوار المتمدن-العدد: 8142 - 2024 / 10 / 26 - 10:17
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
غطت نيران الحرب منطقة الشرق الأوسط بأكملها. صراع مستمر منذ عقود تحت حجة ما يسمى "بالنظام العالمي الجديد" على هذه الأراضي التاريخية. هذه النيران تخنق المجتمع، وتستهلك المزيد من هذا الوجود الإنساني الجميل مع كل موجة عنف. إن السياسات النيوليبرالية التي ينتهجها النظام الرأسمالي العالمي، والتي تهدف إلى تعزيز هيمنته في الشرق الأوسط، إلى جانب طموحات القوى الإقليمية التقليدية، قد فضحت نوايا هذه الحرب كما لم يحدث من قبل. فمن ناحية، يحاول الغرب إعادة تشكيل الشرق الأوسط، ليس من خلال السلام، بل من خلال الحرب. ويستمر الغرب في الوجود رغم محاولاته الفاشلة لتنميط المنطقة ومحو تاريخها وثقافتها الغنية. ومن ناحية أخرى، تواصل الدول الرجعية في المنطقة تأجيج الحروب من خلال تأجيج النزعات القومية والدينية. إن التداعيات المختلفة لهذه الصراعات، إلى جانب تزايد العنف، قد تؤدي إلى ظهور فاشية خطيرة في جميع أنحاء المنطقة. من الواضح أن هذه الحرب ستستمر، ومن المرجح أن تشمل مناطق واسعة من المنطقة. في خضم هذه التحديات المستمرة، تتحدث جمهورية إيران الإسلامية الآن - بعد سنوات من محاولتها إنشاء "هلال شيعي" - عن حلف ناتو عربي وعن وحدة الأمة الإسلامية. وتؤكد الحركة الدبلوماسية الأخيرة، التي قام بها [المسؤولون الإيرانيون] إلى الدول العربية، هذه الخطة. مع ذلك، فإن هذه التناقضات والتحديات والتنافسات لا يمكن إلا أن تؤدي إلى المزيد من الدمار في الشرق الأوسط. إن الأشخاص الذين يعانون بالفعل من الأنظمة الاستبدادية - وخاصة النساء - يواجهون الآن تهديدات إضافية من الدمار الذي أحدثته هذه الحرب. باختصار، بينما تحاول الرأسمالية العالمية إضعاف الدول القومية في المنطقة والسيطرة عليها، فإنها بعيدة كل البعد عن دعم هؤلاء الأشخاص، وخاصة النساء. وفي الصراع على السلطة بين القوى المتنافسة، يكون المجتمع - وخاصة النساء والأطفال - هم الضحايا الحقيقيون. ويتم انتهاك حياتهم وإجبارهم على الفرار من أوطانهم أو على خدمة أمراء الحرب. إحدى القضايا الحاسمة التي يجب معالجتها هي أن الزيادة في القمع المحلي ترتبط ارتباطًا جوهريًا بهذه الحروب العابرة للحدود. بعبارة أخرى، فإن الأمرين متلازمان بشكل لا ينفصم. وهذا ما يخلق معادلة قاتمة في المنطقة، وإيران ليست استثناءً. بل إنها تسير على نفس المسار الذي حدث في الثمانينيات، عندما رافقت عمليات الإعدام الجماعية للسجناء وطالبي الحرية صراعات خارج حدودها. وبينما يستذكر التاريخ أحداث الثمانينيات، فإن القضية الحاسمة الآن هي ضمان عدم تكرار التاريخ نفسه. في السنوات الأخيرة، سعت الجمهورية الإسلامية إلى تصوير نفسها على أنها جزيرة سلام وسط الاضطرابات في الشرق الأوسط. إلا أن سياساتها الداخلية والخارجية فشلت. داخلياً، يواجه النظام الشمولي ضغوطاً متزايدة، وسيواجه حتماً العواقب إذا فشل في اغتنام آخر فرصه للتراجع عن الاستبداد. في الوقت نفسه، تستمر الأوضاع في التدهور اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً ونفسياً. وتتزايد انتهاكات حقوق الإنسان، حيث تم تنفيذ 531 عملية إعدام منذ بداية العام الجاري. وفي العام الماضي، تم إعدام 811 شخصًا، مما يمثل زيادة بنسبة 35٪ في إعدام النساء مقارنة بالعام السابق. تظهر هذه الأرقام أن النظام غير حساس تمامًا لتحسين أدائه. وبدلا من ذلك، فهو يدفع المجتمع إلى الدمار من خلال سياساته المتمثلة في الإنكار والقضاء على أولئك الذين يعتبرهم "آخرين". على الرغم من هذه الحقيقة المؤلمة، لا يزال من الضروري نقل هذه الحقائق القاسية إلى العالم. إن محاربة هذا الوضع ومعارضة هذا النظام القاسي تقع على عاتقنا نحن الأسرى، كما تقع على عاتق الآخرين. باعتباري شخصًا يعمل على تغيير المجتمع وإعطاء معنى للحياة وبتضامني مع النساء وجميع الشعوب المضطهدة، فإن قراراتي وتصرفاتي تهدف إلى لفت الانتباه إلى الوضع الحالي. إن موقفي ضد قمع الباحثين عن الحرية ليس لتحقيق مكاسب شخصية. ولهذا الغرض بالذات، سأبدأ إضرابًا عن الطعام إلى أجل غير مسمى في اليوم العالمي لمناهضة عقوبة الإعدام. فإذا رأيت تكلفة الحرب وصرخت "لا للحرب"، فعليك أيضًا أن تعترف بجرائم القتل المحلية والإعدامات اليومية التي يتم تنفيذها تحت ستار الإسلام السياسي. لا تدعوا الحروب العابرة للحدود تلقي بظلالها على مشكلة القمع الداخلي. من خلال هذا الإضراب عن الطعام، أهدف إلى ضمان عدم ضياع أصوات المناضلين المحليين الذين يقفون بشجاعة وسط ضجيج الحرب والمحاولات العقيمة. وتحقيقًا لهذه الغاية، أعلن إضرابي عن الطعام إلى أجل غير مسمى تضامنًا مع الحملات العالمية #NoExecutions التي تقودها المجموعات والمؤسسات والمنظمات الدولية المكرسة لإلغاء عقوبة الإعدام.
فريشة مرادي سجن إيفين-طهران-إيران، جناح النساء أكتوبر 2024
#فريشة_مرادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إلى المجتمع الحر والمنظمات الدولية
المزيد.....
-
الجيش الأوكراني يتهم روسيا بشن هجوم بصاروخ باليستي عابر للقا
...
-
شاهد.. رجل يربط مئات العناكب والحشرات حول جسده لتهريبها
-
استبعاد نجم منتخب فرنسا ستالوارت ألدرت من الاختبار أمام الأر
...
-
لبنان يريد -دولة عربية-.. لماذا تشكّل -آلية المراقبة- عقبة أ
...
-
ملك وملكة إسبانيا يعودان إلى تشيفا: من الغضب إلى الترحيب
-
قصف إسرائيلي في شمال غزة يسفر عن عشرات القتلى بينهم نساء وأط
...
-
رشوة بملايين الدولارات.. ماذا تكشف الاتهامات الأمريكية ضد مج
...
-
-حزب الله- يعلن استهداف تجمعات للجيش الإسرائيلي
-
قائد الجيش اللبناني: لا نزال منتشرين في الجنوب ولن نتركه
-
استخبارات كييف وأجهزتها العسكرية تتدرب على جمع -أدلة الهجوم
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|