أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - أمين بن سعيد - شيزوفرينيا اليسار بين الإمبريالية والصهيونية والعروبة والفارسية والمغفل السفاح السنوار













المزيد.....

شيزوفرينيا اليسار بين الإمبريالية والصهيونية والعروبة والفارسية والمغفل السفاح السنوار


أمين بن سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 8142 - 2024 / 10 / 26 - 04:49
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


قبل كل شيء، القادم ليس لا هجوما ولا استفزازا لليساريين، بل هو موقف يجب أن يُقال بكل وضوح، بطريقة مباشرة ودون أي لف أو دوران أو مجاملة. يستطيع من هم مثلي قوله دون أن يتجرأ أحد على اتهامهم بالصهيونية أو العمالة للإمبريالية، موقفي من إسرائيل مسجل في منشورات سابقة ولا بأس بالتذكير بأهم ما فيه:
1- الذين أسسوا إسرائيل غرباء لا علاقة لهم بتلك الأرض، أصحاب الأرض فلسطينيون مسلمون ومسيحيون ويهود وغيرهم كانوا يعيشون عليها منذ قرون.
2- لا فرق عندي اليوم بين الإسرائيليين الذين يعيشون في إسرائيل، وخصوصا أولئك الذين يدعمون الفلسطينيين. موازين القوى اليوم هي التي فرضت الواقع الذي نراه، لو تغيرتْ غدا تلك الموازين وفُرض على كل الإسرائيليين المغادرة: لن يُحرّك ذلك مني ساكنا، وسأقول: الفلسطينيون أحرار فيما يرونه وما يفعلونه لاسترجاع حقوقهم المغتصبة. لا أدع لذلك لأني لست لا فلسطينيا ولا عروبيا ولا إسلاميا ولا يساريا، لكنه لو حدث، لن يهز شعرة من المنطق الذي أحكم به على القضية الفلسطينية.
3- رفضي المطلق لإسرائيل لا علاقة له بفلسطين، بل بأصل القصة: اليهودية خرافة لم يكن لها أن تؤثر في العالم لولا قسطنطين ومحمد، كل ما نتج عنها عليه آلاف نقاط الاستفهام ولا يقبله من له عقل سليم، وإسرائيل دولة يهودية. أيضا، استعمار الأنتلجنسيا اليهودية في الغرب للشعوب الغربية ونخبها، تلك الأقلية المُتجبرة أراها الهدف الأول لنضال كل شرفاء الغرب والمنطقة المقدسة من أجل التحرر: التحرر للشعوب الغربية ولشعوبنا وذلك مستحيل وتلك الأنتلجنسيا تُواصل امتلاك نفوذها وسلطتها. من أهم أسباب تسلط تلك الأقلية اليهودية في الغرب خرافة الهولوكوست، تلك الخرافة التي أسسها الحلفاء في الحرب الثانية والتي يعمل تحت سلطتها تقريبا العالم بأسره، كانت ولا تزال الحجر الأساس في نشأة وتواصل إسرائيل إلى اليوم، ولا إسرائيل دون دعم الغرب ولا دعم دون الهولوكوست! وصفتُ في مقال سابق الإسرائيليين الذين يدعمون الفلسطينيين بـ "السفلة" وأيضا معهم الأسماء "الكبيرة" في الدول الغربية، وخرافة الهولوكوست التي يُروجون لها تُعطيني كل المنطق والمشروعية في وصفي، أشبه لكم هؤلاء بمصري مسلم يدعم المسيحيين لكنه يقول أن الإسلام دين الدولة! احترامي لكن هذا اسمه ضحك على الذقون ولا يمرّ إلا على من يجهل أصول اللعبة... أزيد هنا ما يلي: أي مفكر/ مثقف يهودي حكمي عليه يأتي من جوابه عن السؤال: هل حقا وقع الهولوكوست؟ وذلك اليهودي -الوحيد الذي يستحق احترامي- يجيب بلا ويكون قد درس الموضوع وليس ورث الأراجيف كغيره، وأيضا وهذا مهم: يستحيل أن يقبل على عقله وأخلاقه أن يعيش في دولة إسرائيل!
كانت مقدمة واجبة قبل المرور إلى مرادي من هذه العجالة، أزعم ألا أحد سيزايد عليّ في موضوع إسرائيل حتى الفلسطينيون أنفسهم الذين عندهم واقع يحكم في قراراتهم، أما أنا فمتفرج من بعيد، وأستطيع أن أتكلم من برج عاجي كقولي أن واقع القوة قد يتغيّر وهو أمر أبصم عليه بالعشرين أنه لن يحدث!
تُسمي نفسها حركة المقاومة الإسلامية "ح م اس"، ويُسميها البعض -وأنا منهم- حركة المخابرات الإسرائيلية "ح م اس"، فهي منذ البدء صناعة إسرائيلية لضرب فتح وتمثيلها للشعب الفلسطيني وإضعاف النضال الفلسطيني بإلهائه بصراعات داخلية تمنع توحيد القوى والجهود ضد المحتل، فتح فيها شيء من العلمانية واليسارية استطاعت به أن تكسب تعاطف العالم مع قضيتها وخصوصا اليسار حتى كان وقت يستحيل أن تكون يساريا في الغرب وأنت غير متعاطف مع الفلسطينيين.
استبدال فتح بحماس، ديَّن القضية فصارت إسلامية وبدرجة ثانية "عربية"، والدين والقومية وهمان تجاوزهما الغرب! إذن وجود حماس وصعود نجمها كان وبالا على الشعب الفلسطيني، أقلهن تسبب في خسارة التعاطف الغربي الذي تحول تدريجيا وعبر الأعوام إلى تعاطف مع إسرائيل، فهي تُمثل الغرب وحضارته في المنطقة، وتحارب من أجل وجودها وحياة مدنييها "المسالمين" عصابة متوحشة قادمة من غياهب الأزمان: "العبقرية" الإسرائيلية نراها واضحة وضوح الشمس، تخطيط وعمل دؤوب دام سنين أُقصيت فيه فتح تقريبا كليا وأُبرزتْ حماس كممثل وحيد وشرعي عن الشعب الفلسطيني المُغيب أغلبه وراء الشعارات الإسلامية العروبية.
الذي قامت به إسرائيل وإن وصفته بـ "العبقرية"، هو مجرد سياسة، بل من أبجديات السياسة التي يقوم بها جميع السياسيين ومنذ أقدم العصور، فالدكتاتور المستعبد لشعبه أو المستعمِر لشعب ما، يهمه أن تكون المعارضة في يده، أن تكون ضعيفة، أن يمنع وجودها أي معارضة أو مناضلين/ ثوار حقيقيين يشكلون خطرا على استمرارية حكمه واستعماره.
فتح ليست ممثلا "حقيقيا" للشعب الفلسطيني، لكنها أقل ضررا من حماس ومن ترهاتها وعنترياتها، على الأقل عندها القبول والدعم العالميين، أما حماس كفرع من الإخوان وسيفها وكتابها وأعدوا فلا! وجود حماس وميثاقها، عنترياتها الغير محسوبة العواقب على مر السنين جعل إسرائيل في عيون الغربيين تتحول من جلاد إلى ضحية، فكيف يُعقل أن يُسميها عاقل حركة "مقاومة" وهي حققتْ حلما ما كانت إسرائيل تستطيع تحقيقه مع فتح؟
الذي قيل من منظور سياسي، وحماس لا تصلح لشعب فلسطين... من منظور ديني الآن، على عكس دول وشعوب المنطقة المقدسة التي تجهل الكثير عن الديانة اليهودية وخصوصا التلمود، يعرف الإسرائيلي كل كبيرة وصغيرة تخص دين وتاريخ وثقافة المنطقة، الإسرائيلي يعرف جيدا أن الإسلام صادق على كل الأوهام التوراتية وعلى رأسها إعطاء اليهود ليس أرض فلسطين فحسب بل من النيل إلى الفرات: هكذا تقول الأصول الإسلامية التراثية، وأما التفاسير اللاحقة لها والحديثة والتي تزعم مثلا أن الذبيح إسماعيل وليس إسحاق وأن الله لظلم بني إسرائيل وغيهم قد منع عنهم الأرض الموعودة فكلها تخاريف تُسوق فقط للعوام وتُفرض اليوم بالقوة مغيبة التفاسير التراثية الأقدم والأقرب إلى عصر محمد وصحابته ومن ثم الأكثر مشروعية: بمعنى، أنت تستطيع فرض تفاسير حديثة على شعبك الذي لا يقرأ، هل ستستطيع ذلك مع عدوك الذي يعرف دينكَ أكثر منكَ؟ والجواب لا لأن القوة اليوم ليست عندكَ بل عنده وعند داعميه. إذن، هنا تسقط حماس ومن أصولها، أي ذلك الكتاب الذي ترفعه لا يُعطيها أي حق بل يعطي كل الحق لإسرائيل! وهذه مصيبة مصائب الفلسطينيين فدينهم الذي يرفعون لواءه ليتحرروا من مستعمِرهم يقف ضدهم! آية يتيمة تتحدث عن خرافة الأقصى في سورة أصل تسميتها "سورة بني إسرائيل" وليس الإسراء، وحتى هذا الإسراء المزعوم نجد في بعض التفاسير أنه موسى وليس محمدا! أي المعجزة المزعومة حتى قرآنيا لا تجد عليها أي كلام عكس إطناب القرآن في الحديث عن معاجز موسى والتاريخ العبراني المزيف الذي نقله بالحرف تقريبا من الكتب الصفراء اليهودية وحكاياتها التي سمعها محمد من معاصريه من اليهود.
ماذا بقي لحماس "فكريا"؟ خرافة العروبة وتعريب الأخضر واليابس والطائر والحاط واليابسة والأرض؟ هذه تخاريف تستطيع تمريرها مع شعوبك لا مع إسرائيل والعالم: العبرانيون الأوائل أقدم وجودا من العرب في تلك الأرض، أي الزعم بعروبة الأراضي الفلسطينية أيضا ضدك! وبما أن كل التيارات الفكرية تقريبا بلعتْ طعم الهولوكوست، أضف إليه حكاية العبرانيين الأوائل وأبناءهم الذين تشتتوا وعادوا بعد المحرقة المزعومة، تكون كل أصولك الفكرية مُدمَّرة تماما أمام حجج عدوكَ ولا مساند لك ولا داعم!
في نقطة العروبة هذه، تضاف مشكلتان: الأولى الدعم الإيراني الذي تراه الأنظمة "العربية" تهديدا مباشرا لوجودها، والعرب يعرفون جيدا حقيقتهم وحدود قوتهم، فقوتهم الدين وهو التسنن، أما التشيع الإيراني فهو النقيض والعدو مهما كانت الأسباب وإن كانت فلسطين! الثانية: التحرش بمصر وبجيشها، التحرش بالمغرب وصحرائه. نتيجة المسألتين ليس فقط منع الدعم عن حماس بل العداء لها والعمل على القضاء عليها ولعل ذلك يُفسر ترحيب الأنظمة "العربية" والنظام المصري بحرب إسرائيل على حماس. قد يقول قائل، وماذا تفعل حماس وهذه الأنظمة عميلة ولم تدعمها؟ وأقول أن "أصل" حماس كما تقول "عربية" وهي استنجدت بعدو "العرب" أي سياستها جعلتها تخسر أخوتها كما تقول وتعتقد: الأسباب لا تعنيني هنا، ما يعنيني هو النتيجة، ما يوجد على الأرض اليوم! إسلاميا، تستطيع حماس طلب دعم الكفار الشيعة وعندها ما يُسندها في الفقه الإسلامي، لكن عروبيا لا!
أحوصل إذن، حماس الإسلامية "العربية"، إسلامها يسحب البساط من تحت قدميها، وعروبتها تجعلها خائنة لـ "أمتها العربية" و "وطنها العربي" بالتعامل مع عدو هذه الأمة وهذا الوطن المزعومين! أي عقيدتها الإسلامية، محيطها "العربي" والعالم لا أحد يدعمها: هذا هو واقع حماس، وحماس هذه هي الممثل لقضية الشعب الفلسطيني! فهل توجد هدية أعظم من كذا واقع تُهدى لإسرائيل؟ "فكريا" كل مزاعم إسرائيل مهترئة وباطلة، لكن عامل القوة وواقع الرأسمالية والهولوكوست يفرضونه فرضا على الشعوب الغربية بل وعلى كثير من شعوب المنطقة ومثقفيها بمن فيهم اليساريون!
خرافة الغاز الألماني لم تبدأ في الحرب الثانية بل منذ الأولى، والاتهام الكاذب كان معروفا ولم يُأبه به كثيرا في الأولى، أما في الثانية فكان محركا فعالا لشحذ همم الشعوب الغربية وجيوشها، وفيه اتفق السوفيات مع حلفائهم الرأسماليين. الرواية السوفياتية للأحداث لم يُراجعها يساريو المنطقة المقدسة وأخذوها كحقيقة مسلمة، واليوم بما أن العالم كله تقريبا يقول بها، يظن من يؤمنون بها أن مجرد التشكيك فيها هو "انتحار" بكل ما في الكلمة من معاني: انتحار عالمي بعد أن يكون شخصيا اجتماعيا مهنيا وجزائيا، ومن أمثلة الانتحار العالمي أحمدي نجاد الذي سطع بالحقيقة فزاد ذلك في عزلة بلده وعزوف الأنظمة الغربية عنه. أشبه الهولوكوست في الغرب بالإسلام في المنطقة المقدسة: أليس الصدام المباشر مع الإسلام نوعا من الانتحار الشخصي والحزبي والجمعياتي بل والعالمي! والعالم الغربي يدعم الخرافة كما هو معلوم؟ هل ذلك يعني ألا تُبيَّن حقيقته ودماره الشامل لمجتمعاتنا؟ من يؤمن بالإسلام لن يراه السبب في التخلف وسيضحك وسيهزأ بمن يرى العكس، تماما كمن يؤمن بخرافة الهولوكوست فسيضحك وسيتعجب من علاقة ذلك بقضية فلسطين! والحقيقة التي لا أنفك عن إعادتها ألا تحرر لفلسطين والهولوكوست عقيدة يؤمن بها الجميع في الغرب وفي المنطقة المقدسة! يضحك اليساري من تجار الدين الذين يقولون بخرافية الهولوكوست ويرى ذلك نظرية مؤامرة، ويرى نفسه أرقى منهم ويقول ذلك أصله العداء العقدي الإسلامي لليهود، وهو واهم وهما عظيما!
أمر الآن إلى خرافة السابع من أكتوبر، أو العملية الإسرائيلية تحت راية كاذبة (False flag): نريد من الشعب أن يقبل سياسة/ تدابير معينة، نصنع له المشكلة، لنجعله يُطالب بالحلول/ الإجراءات التي نريد منذ البدء أن نمررها (problem-reaction-solution): هذه أبجديات السياسة في كل مكان، نريد أن نشن حروبا في الخارج نريد أن نغسل أدمغة شعوبنا بأن تخاريف صامويل هنتنجتون حقيقة، نريد أن نحد من الحريات، ببساطة نريد أن نستعبد هذه الشعوب التي تُصدق كل ما يُقال لها في الإعلام! بسيطة: 11/9 والبتكلان وغيرها من العمليات المخابراتية الغربية والمنفذ مسلم يموت برصاصة في الرأس دائما أو يختفي كما في أكذوبة سبتمبر لكن نجد البسبورت سليم! 7 أكتوبر لم تشذ عن القاعدة، بل هي نسخة مطابقة للأصل من كل عمليات الحكام ضد الشعوب: حماس ماركة إسرائيلية مسجلة، تعمل تحت إسرائيل وبالأموال التي تمر عبر إسرائيل، حدود بلا جيش لمدة ساعات والمجاهدون يفعلون ما يريدون في أحفاد القردة والخنازير، تماما كطائرات 11/9 التي تتجول بكل حرية في سماء أقوى دولة في العالم، تماما كمنع وزير الداخلية الفرنسي الفرقة التي كانت معه من التدخل والرصاص يُدوي بجانبه في البتكلان! ما أشبه اليوم بالأمس وبالغد ما دامت الشعوب ونخبها تبلع دون مضغ كل ما يُقدَّم لها! القصة بسيطة جدا، وفي كل جريمة سؤال أول يجب أن يُسأل: من المستفيد من الجريمة؟ هل هو الشعب الفلسطيني؟ لا، هل هو الشعب الإسرائيلي؟ نعم! هل هي الحكومة الإسرائيلية؟ نعم! وأؤكد على أن الشعب الإسرائيلي هو المستفيد الأول: كما استفاد اليهود من اضطهادهم في أوروبا وخصوصا مع خرافة الهولوكوست فأصبحت لهم دولة، سيستفيد الإسرائيليون بأن تُصبح لأجيالهم القادمة أكثر أرض وأقل فلسطينيين في الجوار وأيضا القضاء على كل من يُهدد أمنهم، ما فعله نتنياهو هو فعل من سبقه من النخب الذين أججوا كراهية اليهود في أوروبا بل وتعاملوا مع النازية مباشرة ليُجبر اليهود على الهجرة إلى فلسطين: أين الاستغراب والعجب؟ وأين المنطق وإعمال العقل من تغييبه وراء خرافة نظرية المؤامرة التي يُتهم بها كل رافض لقصة أكتوبر التافهة؟ حقا "ضربة معلم" من نتنياهو، فالرجل كان على أبواب السجن، فأبعد عنه كل شغب في الداخل، وفي الخارج استعمل عميلا بائسا أهداه غزة وشعبها على طبق من ذهب، وهذا العميل البائس يقول عنه الكثيرون أنه "بطل" و "رمز" و"شهيد"!! وطبعا ليكون السنوار كذلك، يجب أن تكون الرواية الرسمية هي المعتمدة، أي العملية وقعتْ حقيقة ولم يتفطن لها الجيش الإسرائيلي الذي يدّعي أنه لا يُقهر وقُهر فيها إلخ من عقد النقص والضعف التي تبحث عن رد شيء من كرامتها المهدورة وكبريائها المجروح أمام السيطرة الكلية الإسرائيلية على فلسطين والمنطقة المقدسة برمتها!
السنوار عميل، وخائن لوطنه وشعبه وسفاح في حقه إذا قلنا أن إسرائيل سمحتْ له بعمليته، وهذا هو ما وقع! أتساءل كيف يُستأصل ورم من دماغه -كما قيل- على يد أناس لا يرونه إنسانا أصلا إن لم يكن لاستعماله في المستقبل بطريقة أو بأخرى تخدم مصلحة إسرائيل؟ أُفرج عنه مع الكثيرين في صفقة شاليط، أي يهودي مقابل فلسطينيين كثيرين، لا مشكلة هنا فصاحب الأمر إسرائيل وهي ترى جنودها غالين، لكن ماذا عن السنوار؟ كيف يرى شعبه؟ غالي أم رخيص؟ ما كانت توقعاته بعد عملية أكتوبر؟ أكيد كان يعرف أن الثمن سيكون دمارا شاملا وآلاف القتلى، أي هو صادق على أن اليهودي أغلى بكثير من الفلسطيني، وهذا ليس سلوك قائد شعب يعترف بأن لشعبه قيمة!
السنوار كتاجر دين أو ما يُسمى "إسلامي" لا يعنيه في شيء كل الشعب الفلسطيني، الذي يعنيه فقط هو المسجد وفرقته، الوحيدة التي ستدخل الجنة ومن بينها بالطبع زوجته وأبناؤه الذين سارع إلى تخبئتهم في الأنفاق دون الاهتمام بكل الغزاويين فوقها! تلك الأنفاق التي صُرفت عليها المليارات من الأموال التي أُرسلت للشعب الفلسطيني ولتنميته! والتي سمحتْ إسرائيل بمرورها!
ما هو مشروع السنوار؟ لنفرض أن إسرائيل انقرضت! أول شيء سيفعله هو ومن هم على شاكلته سيكون اجتثاث "الكفرة" الشيوعيين من أرض الإسلام لمنع "فسادهم" و "إفسادهم" لأمة الإسلام، ثم سيُعلن الحرب على شاتمي الصحابة وزوجات الرسول "الروافض لعنة الله عليهم"!
أوهام اليساريين يجب أن تنتهي، والعجيب كيف لا ذاكرة لهم وما فعله الخميني في أسلافهم لا يزال غضا طريا! ثم لنتأمل هذا المثال جيدا: أحدهم افتك أرضي، شخص أقوى مني آلاف المرات، سفاح وقاتل، وكل العالم يُسانده ويقف معه، بأي منطق أقتل ابنه وأعطيه الذريعة ليقتل كل أهلي؟ وما قيمة الأرض إذا قتل أهلي؟ هل أنا "قائد" أم مجرد مغفل أحمق ومجرم في حق أهلي؟ لا يعني ذلك أن أذعن وأقبل بافتكاك أرضي، لكن عليّ أن أُعمل عقلي وألا أسمح بإبادة أهلي وبعد ذلك يُقال عني "بطل" و "رمز"!! وماذا لو كانت الحقيقة أن مغتصب أرضي سمح لي بقتل أحد أبنائه الذي يُريد التخلص منه أو لا يعنيه أمره في شيء (من قتلهم المُغفل من اليهود ليسوا يمينيين!)؟
منطق التفكير في الأهل يخص كل البشرية، السنوار نفسه فعله وسارع بإخفاء عائلته في الأنفاق! القائد الحقيقي الذي يستحق أن يدعى كذلك، وأن تُرفع له القبعات، هو الذي يرى كل شعبه كأسرته وأهله المقربين، لا أن يراهم مجرد خشب لنار حرب لا يهم إن أكلتهم كلهم!
لا قيمة للإنسان في عالم العروبة-إسلام، هذا العالم البدوي المتخلف الذي لا يزال يحيا بثقافة القبيلة العربية التي لا قيمة للفرد فيها بل فقط لاسم القبيلة وللقضية وللأمة! وبالقيم البائسة الإسلامية التي لو فني كل البشر لا يهم المهم المسجد والدين! اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا وإن أفنينا كلنا عن بكرة أبينا! هذا عالم يجب أن ينقرض لتعيش البشرية في سلام وكرامة! رموزه مكانهم مزابل التاريخ لا التمجيد والتقديس ممن يدّعون أنهم "يساريون" وشركاء تنوير وتغيير، وهم وإخوانهم تجار الدين والقبيلة سواء!



#أمين_بن_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإلحاد والملحد والحرية (جزء رابع)
- عن فقيدة الفكر الحر... -الجدلية-!
- الإلحاد والملحد والحرية 2-2
- الإلحاد والملحد والحرية 1-2
- الإلحاد والملحد: إسرائيل، اليهود... ذلك الوهم العظيم! (ملحق)
- الإلحاد والملحد: إسرائيل، اليهود... ذلك الوهم العظيم!
- الإلحاد والملحد والعروبة
- الإلحاد والملحد والدين (2): الدين والكذب بين لعبة حرية العقي ...
- الإلحاد والملحد والدين
- الإلحاد والملحد وفلسطين
- سنية 2-2
- سنية 1-2
- الإلحاد والملحد والعلمانية
- تأملات جنسية سريعة
- نظرة وجيزة عن أعجوبة -تديين الإلحاد-
- لازانيا
- تأملات في تناقضات العقل البشري (4)
- تأملات في تناقضات العقل البشري (3)
- تأملات في تناقضات العقل البشري (2)
- تأملات في تناقضات العقل البشري (1)


المزيد.....




- مقتل 40 جنديا في هجوم مسلح على قاعدة عسكرية بمنطقة بحيرة تشا ...
- -استمروا في إطلاق النار علينا-
- تشكل -تهديدا-.. ناتو يؤكد إرسال قوات كورية شمالية إلى روسيا ...
- بروكسل: سنحدد موقفنا من الانتخابات الجورجية بعد تقرير منظمة ...
- طبيب يوضح دور بعض الأغذية في تخفيض مستوى الكوليسترول في الدم ...
- الجيش الأمريكي يعلن العثور على جثة رقيب في صفوفه بحاوية للقم ...
- مواصلة -تكميم الأفواه-.. -تليغرام- يحجب قناة RT في أوكرانيا ...
- الحوثيون يستعرضون قوتهم في البحر الأحمر بغواصة -القارعة- الم ...
- أول روبوت موسيقي يعزف على آلة تشيلو برفقة أوركسترا (فيديو)
- حزب -الحلم الجورجي- يحذر من مخالفة القانون ويهدد بأشد العقاب ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - أمين بن سعيد - شيزوفرينيا اليسار بين الإمبريالية والصهيونية والعروبة والفارسية والمغفل السفاح السنوار