أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - آرام كربيت - هواجس ثقافية 328















المزيد.....


هواجس ثقافية 328


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 8141 - 2024 / 10 / 25 - 13:44
المحور: قضايا ثقافية
    


أربع انقراضات مرت على الكرة الارضية، وعادت ونهضت من تحت الرماد،
وانتجت كائنات أخرى.
اليوم ننتظر الانقراض الخامس، نتمنى أن لا ترأف بنا الطبيعة مرة آخرى، عليها أن تتركنا بحالنا، أن لا تجدد نفسها وتكرر الغلط القديم.
لقد جربت وعرفت جميع أنواع الكائنات، ولا واحد شكرها أو تمنى لها الخير، كلهم كانوا ناكري الجميل، ولا لأزوم أن تجلب البقية البايتة النائم تحت الركام، لترحمنا وترحم نفسها بدلاً من الهبل الذي عملته في السابق.
أرحمينا أيتها الطبيعة، عليك أن تستحي على دمك وتتوقفي عن إنتاج نفسك كل مليار سنة.
الإنسان تحديدًا، عليك أن تقبريه نهائيًا، ولا تعيده إلى الحياة، لقد دمر هذا الكريه كل شيء جميل، الأنهار والبحار والجبال والأرض الطبيعية، وشوه صورة الكون والجمال والحياة، أنه كائن أناني لا يشبع من حبه المرضي لنفسه المريضة.

في السياسة لا يوجد ظالم أو مظلوم، لإن الجوقة، الأخرين لن يسمعوا أوجاعك أو أنينك.
عليك أن تعرف كيف تفكر وتخطط، وكيف تصل إلى مرامك، وأن تتجه إلى الجهة الصح.
من يسقط سياسيا يسقط في الحياة.
إن لا تتوقف عند الهوامش، لتكن عينك مركزة على الهدف البعيد.

لماذا لا نسمع من أي جهة دولية أو إقليمية أو عربية إدانة لجرائم الرئيس التركي أردوغان، ولماذا لا يتم تقديمه للمحكمة الجنائية الدولية؟
يستحق هذا الصبي المجرم القاتل أن يحاكم أمام المحكمة بامتياز، لتدخله في أكثر من مكان في العالم، وفي رقبته عشرات الآلاف من الضحايا الأبرياء، في سوريا والعراق وليبيا وفي بورما وكشمير والصين وفي ناكورني كاراباخ.
لقد شوه هذا المجرم حياة السوريين، والعراقيين والليبيين والأذريين والأرمن.
مخابراته أنتجت عشرات الآلاف من الإرهابيين، وصدرتهم للبلدان العربية والإسلامية وأوروبا و إلى أكثر من بقعة من بقاع الأرض بدعم مادي مباشر من قطر ورعاية امريكية حنونة.
الأم الأمريكية عندما تكون حنونة على أحد صبيانها، تسمح له أن يتصرف على هواه، فهو على قلبها القذر ألذ من السمن على العسل.
بغلطة صغيرة من صدام، دمرت هذه الأم الأمريكية المعاقة الدولة والمجتمع العراقي، وأنتجت عراق أخر على مقاسها.
أما أردوغان، فيحق له ما لا يحق لغيره، وعلى جانبي أردوغان هناك من يطبل باسم الدفاع عن الإسلام والمقداسات الإسلامية.
العجز السياسي العالمي ليس عجزًا، أنه انطواء على الخسة والنذالة والابتزاز.
وهل أبقت الولايات المتحدة على رجل دولة واحد محترم في هذا العالم؟
بالتاكيد لا.
أعزاءها الأقرب على قلبها، هما، إسرائيل وتركيا أردوغان أو قبله أو بعده.
لنتذكر أن طلعت باشا وأنور باشا وجمال باشا وكمال اتاتورك، من أصول يهودية، في الجوهر هم يهود، وفي الشكل مسلمين.
وهذا الأردوغان لا يستطيع، ولن يستطيع أن يغير الخارطة السياسية الداخلية لتركيا، مستوطى عليها من قبل هذه الولايات المتحدة.

لماذا لم ينزل الناس في بلادنا إلى الشوارع من أجل إلغاء الدساتير الطائفية؟
لمصلحة من بقاء هذه الدساتير، وما الغاية في بقاءها، ومن وجودها أصلًا.
لم نفكر في تغيير هذه الدساتير ولم يكن مطروحًا أصلًا، سواء في جرائد المعارضة العلمانية ولا القومية ولا الدينية ولا في ظل الأنظمة.
الدستور الوطني الجامع، روحه وأخلاقه وقيمه يستدعي واقع مدني إنساني، فيه قيم جامعة، يستدعي وجود مجتمع مدني متحضر، يحمل في داخله الانفراج، الاسترخاء، والرحرحة والحب والأيمان بالآخر المختلف.
المجتمع المكتئب، الكئيب، بنيته منكمشة على نفسها، المملوءة بالاحتقان والكره، جاء هذا أو هو نتاج تراكم تاريخي فكري سلوكي ونفسي وقانوني، هو نتاج الالتفاف على الذات الواحدة، الأنانية، التي لا تقبل إلا نفسها، وترفض، وتلغي غيرها حتى لو استدعى ذلك قتل المخالف لها.
لم أسمع في عالمنا العربي وجود إنسان واحد طالب بدستور معاصر، دستور لا ديني أو قومي أو طائفي.
الغوغاء، الهمج تعودوا على الصراخ والضجيج، لأنهم لا عقل، ولا تفكير، ولا يندمجون في عصرهم، ولا يفكرون بتغيير عقولهم المتكلسة، لا الكتاب ولا المفكرين، بل يتمتعون بما هم عليه، والبقاء في القطيع ليأكلوا من زاد التخلف والهمجية.
ودائمًُا الهمج ينتصرون، وانتصار المهزوم كارثة على نفسه.
الضجيج الذي نراه اليوم هو تحالف بين الجهل والكذب والسياسة.

أما زلتم تعتقدون أن الحرب هي من أجل استقلال أوكرانيا؟
وماذا لو هزمت روسيا يا رفاق، ماذا عن النتائج الكارثية بالنسبة للعرب والأوروبيين، والعالم؟
هذا الانتصار سيكون للولايات المتحدة الأمريكية وحدها، ستعيد إنتاج نفسها، إنتاج القوة ذاتها عندما ضربت القنبلتين الذريتين في العام 1945، وعلمت بهما البشرية درسًا في الاستسلام والخوف والخضوع.
وستبقى دولة مهيمنة على دول العالم لمئات السنين القادمة، إلا إذا تفسخت من داخلها.
منذ اليوم الأول للحرب قلت:
إن هذه الحرب هي من أجل امتلاك الهيمنة العالمية والسيطرة، لأن التكوين النفسي والعقلي لأمريكا، جنون العظمة لديها أدخلها في الذهان لدرجة لا زالت تعتقد، أنها ولدت إلهًا أو ربًا أو نصف إله، وعلى الجميع عبادتها.
الحرب اليوم، وصلت لمرحة خطيرة جدًا، الجميع يتجه نحو احتمالات أخطر، لكن الغريب أن لا دولة تراجعت عن موقفها.
اتساءل:
ما هي المكاسب والخسائر من هذه الحرب للأوروبيين تحديدًا؟
ولماذا عليهم خوضها ما دموا سيخسرون مكانتهم وأمولهم وتحالفهم ووحدة اتحادهم؟

لماذا جئت إلى هذا العالم يا ولدي؟ هل كنت مشتاقًا لتتشوف كل هذا الجنون, كل هذا الضياع والغربة؟ ماذا كنت تعتقد أنك سترى, وماذا كنت تنتظر أن ترى يا ترى؟
هل كنت تنتظر أن ترى كل هذه الخطايا, هذا البلاء والجفاف. أم كنت تنتظر أن ترى هذه الفظاعات إلى حد الذهول والاندهاش؟
لماذا جئت؟
ألم يكن أجدى وأفضل وأجمل, لو بقيت غيمة, ضبابًا, مطرًا, حجراً أو سراب؟

عندما ضعفت هيمنة بريطانيا على النظام، تنبأ المفكر الماركسي، كاوتكسي بقيام الحرب العالمية الأولى، معتبربًا أن الدولة المهيمنة، بريطانيا في نهاية القرن التاسع عشر انزاحت عن الهيمنة.
وعندما تضعف الهيمنة، تبدأ الحروب في اطراف النظام، وتحدث الفوضى خاصة مع بروز دولة طرفية تريد لها حصة في الهيمنة والمصالح كالثروة والمكانة، لأنه في تلك الفترة، برزت المانيا على الساحة. و
هذا الألمانيا أرادت حصتها في المعادلة الدولية والهيمنة، دخلت الحرب، في تحالف ضد تحالف.
تحالف الحلفاء، دخلوا الحرب ضد المانيا وهزموها.
اليوم امريكا قوة عظمى، تراجعت هيمنيًا، وبدأ بروز الصين اقتصاديا هذا خلخل العقل الامريكي وخوفها من هذا الصعود.
اليوم هناك دول كثيرة برزت على الساحة، الصين الهند روسيا البرازيل نيجيريا وجنوب افريقيا والارجنتين وتركيا وفيتنام، وغيرهم، كلهم عم يكبروا وعم يشكلوا تحالفات مثل بريكس.
يجب ان يكون هناك رأس واحد، لكن الواقع يقول أن الصغار كبروا أما أن يذبحوا بعضهم أو أن يتفقوا على ادارة النظام بطريقة يضمن بقاء العالم على قدميه.
من الصعب حدوث حرب عالمية بين الكبار هذه الأيام، فيها خراب العالم.
ما زالت امريكا قوية جدا، لكني اعتبرها قوة عظمى، بمعنى، لم تعد دولة مهيمنة أو قوة مهيمنة.
لا زالت مهيمنة على حلفاءها، ولا زال دولارها هو الأقوى، ولكن مؤشرات تراجعها قائم على قدم وساق.

جميع الاحتلالات عار وكارثة على العالم، سواء جاء من روسيا او امريكا.
علينا أن نتذكر الاحتلال الامريكي للعراق وافغانستان.
مسألة الاحتلالات لا علاقة له بالديكتاتورية أو الديمقراطية.
إسرائيل محتلة الجولان وفلسطين وبدعم مباشر من امريكا الديمقراطية جدا. خلال كل كتاباتي عن اوكرانيا لم أر عربي واحد قال انو امريكا محتلة او أشار للقدس او الجولان أو ليبيا او العراق أو دعمها للحوثي. هل هناك فرق بين احتلال واحتلال؟
العقل العربي يحتاج الى قراءات

هذه الحرب ليست للانتصار أو الهزيمة.
روسيا تريد لها حصة في الهيمنة الدولية، في الاستراتيجية الدولية.
ستقول روسيا استبداية دكتاتورية تعيش في القرون الوسطى، هذا صحيح مئة في المئة، لكنها قوية عسكريًا.
أنا أقول يجب أن يدار النظام الدولي عالميًا، أن يتغير ميثاق الامم المتحدة ومجلس الامن، أن يتغير الصراع من عسكري الى سياسي واقتصادي.
لا يوجد دولة في العالم لديها أخلاق أو مبادئ، لا امريكا ولا روسيا ولا الهند او الصين.
كلهم ضباع، وكلنا يعرف ماذا يعني الضبع، هذا الأخير يتلذذ بالجيف.
في وجود الدولة، لا يوجد حرية أو مبادئ.

يولد الإنسان طبيعيًا، معبئًا بطاقة طبيعية هائلة، ولكن، كلما كبر يومًا، يبدأ عقله يراقب ما يحدث حوله، يبدأ في قصقصة هذه القدرات، يخضعها لحاجات الواقع.
يتنازل عن نفسه الماضية بالرغم عنه، كل الأشكال الطبيعية التي ورثها عن أجداد اجداده لمصلحة الحاضر، والبقاء على قيد الحياة.
تموت اللذة الطبيعية في الإنسان، يأخذها إجهاد العمل، المدرسة، والنظم الاجتماعية والاقصادية، وشبكة القوانين الجائرة التي تلتف حول عنقه، تحوله إلى إنسان صالح زيفًا، إنسان أنيق من الخارج، موديرن، في الجانب الشكلاني، لكنه مهترأ في داخله، تحاصره الضغوط النفسية والاجتماعية، وعلاقات العمل الصعبة، والتراتبية القائمة على الكفاءة، كالقوة والمكانة.
لا اعتقد يوجد حل في الأفق، أن يعود الإنسان إلى طبيعته الطبيعية.
وفي تطوره مع تطور الآلة، سيبتعد عن كونه إنسان طبيعي، ليصبح كالآلة الخادمة للآلة


ما يحدث في فرنسا مخجل ومعيب، كل الدول العربية والإسلامية، منافقين وكذابين.
هذه الدول هي ذاتها سحقت إنسانيتكم، إنسانية المسلم، ودعست على كرامته وحريته وقيمه وحولته إلى مجرد كائن مسخ وتافه، يردد كل ما يقال له كالببغاء دون وعي أو فهم أو معرفة ما يدور حوله.
لقد نشرت هذه الدول الساقطة فيكم وبينكم الجهل والدونية والفراغ الروحي والعقلي.
فرنسا وبقية الدول الأوروبية استقبلتكم، قدمت لكم الأمان والبيت والطبابة والمدارس، والحرية الدينية وبناء المساجد وأعطتكم المساعدات لتبنوا الجمعيات الخيرية لكم، عندما سكرت جميع الدول العربية والإسلامية أبوابها في وجوهكم.
وأردوغان تاجر بكم وفيكم ورماكم في البحار عرضة للغرق والموت والجوع والذل.
قارنوا بين ظروفكم وظروف أخوتكم في تركيا او لبنان أو الأردن.
يا مسلمين، ليش تكيلون بأكثر من مكيال، شوفوا الصين كيف وضعت نصف مسلميها في المعتقلات المغلقة، ولا يوجد دولة واحدة من دولكم المسخ دافعت عنهم بحرف واحد.
الرجاء أن تحترموا من احترم إنسانيتكم، بشأن بكره لا يغلقوا الأبواب في وجه واحد محتاج مثلكم.
ثم من دافع عن مسلمي الصين، سوى فرنسا وغيرها من الأوروبيين.
فكروا بأولادكم لأن ما تفعلوه سيرتد عليكم وعلى مستقبلكم. اليوم تدقون إسفينًا في علاقتكم ببلدكم الثاني فرنسا.


عندما قرأت كتاب، التوراة جاءت من الجزيرة العربية، صدمت بما كتبه كمال صليبي. واليوم يصدمني مرة ثانية المفكر فاضل الربيعي:
يقول أن وجود اليهود كان في اليمن، وهما قبليتان، متناحرتان مدة ثلاثمائة سنة، وهما في سبأ في الشمال وحمير في الجنوب.
وإسرائيل الحالية عاجزة عن صياغة دستور لها لأنها عاجزة عن تعريف نفسها.
يبدو اننا نعيش كذبة كبرى يقودنا إلى السؤال:
من هو المسيح، وهل كان موجودًا في فلسطين، ومن هو موسى وإبراهيم ومحمد؟
أم أن كل مقدساتنا كلها يجب أن يعاد قراءاتها من جديد؟

الثورة الحقيقية، يجب أن تكون موضوعية، لهذا تحتاج إلى وقت طويل حتى تنضج وتفرز واقعها الذي تعبر عنه.
الثورة الموضوعية يفترض أن تكون غير ملوثة بفكر أو مفهوم غيبي أو مذهبي أو طائفي أو ديني.
إن يكون لديها مفهوم مواكب لزمنه وظروفه وينهل من ثقافة الحياة قيم الحرية والحق والعدالة.
وإن يكون واضحًا أما عينها:
إن مفهوم الديمقراطية السياسية هو السليل الأكيد أو الأبن البار للديمقراطية الاجتماعية، إن تكون إلى جانب الناس كلهم دون تمييز.
علينا أن نقرأ أن هناك أيدي سوداء ملوثة بالدم حولت هذا العالم والحياة إلى صحراء قاحلة مقفرة خالية من القيم، يقطن قممها مجموعة مرتزقة تافهين، مشوهين نفسيًا وسلوكيًا وأخلاقيًا.
إن الثورة على نقيض تام مع ما هو سائد.
واعتقد أن أغلب السلطات في العالم وصلت إلى طريق مسدود، ولم يعد لديها ما تقدمه سوى الدمار والخراب.
إن الثورات التي تحدث في العالم هي تعبير دقيق عن أزمة خانقة تعيشها البشرية، عن انسداد الأفاق، وحجر الزاوية لإرساء عالم آخر مختلف.
وإنها تنذر بدك العروش المتداعية وتنبهها، أن الزمن القادم مختلف تمامًا عما هو سائد اليوم.


من أكبر المهازل في التاريخ هي الانتخابات الأمريكية الفارغة من أي مضمون يذكر أو تمثيل حقيقي سياسي أو اجتماعي أو إنساني.
إنتخابات شكلانية فارغة، يجلس في قممها رجلان لا مبادئ لهما ولا قيم، ولا تمثيل فكري أو قيمي.
المهزلة عندما يقف رجلان على المنصة، يكذبان بعضهما، يشتمان بعضهما ويحتقران بعضهما ويتهمان بعضهما بالسرقة والرشوة والهرب من الضرائب.
ووراء هذه المهزلة يقف رجال المال والبنوك والشركات العملاقة والإعلام والطفييليين والمرتزقة يقررون النهاية السخيفة لهذه المهزلة السخيفة.
والعالم كله بشرقه وغربه وشماله وجنوبه يحبس أنفاسه، ويطبل ويزمر ويرقص ويغني ويحلل ويكتب ويتفنن في إنتاج التفاهة الرخيصة.
لا ترى في المناظرة أي حوار يستحق الاحترام، لا فكر، لا ثقافة لا روح لا أخلاق لا عقل.
هذه المناظرة ستنتج الرئيس الأكثر فاعلية في تدمير الحياة والطبيعة وسحق إنسانية الإنسان ووجوده.
منذ أن تبؤات الولايات المتحدة قيادة العالم وهو ينحدر من موقع سيء إلى اسوأ.
دولة لا أرث لها، لا تاريخ، لا مرجعية حضارية، لا إنسانية، لا ثقافة ولا علم.
إن الاكتشافات العلمية هي لا ثقافة، هي ثقافة عززت الإستهلاك المدمر لإنتاج آلات جديدة، تبعد الإنسان عن إنسانيته وتحل الآلة محله.
لا جديد في الانتخابات الأمريكية، لا معالجة للشؤون الدولية، ولا لشؤون الفقر أو لإيقاف الحروب، ولا داعمة لأي مسار تغييري في العالم السياسي.
الديمقراطية الأمريكية كذبة كبيرة.
هذا الذي أريد قوله، وهذا غيض من فيض.


اليوم تصادف الذكرى السنوية السابعة بعد المئة لقيام ثورة أكتوبر في الاتحاد السوفييتي.
يجمع الكثير من المفكرين والكتاب والأحزاب اليسارية على أنها كانت ثورة اشتراكية. بيد أن وجهة نظري تقول أن ما حصل في الاتحاد السوفييتي كانت ثورة وطنية ديمقراطية، أي حاجة الدولة السوفييتية القيام بهذا الإنجاز الذي عجز النظام القيصري القيام به.
اعتقد أن القدر وضع ستالين في المكان المناسب، لأن مثل هذه الثورات الوطنية تحتاج إلى نظام سياسي حديدي ورجل حديدي يستطيع القبض على الدولة والمجتمع بيد من حديد لإنجاز المهام الذي ذكرناها.
ما زال شيوعيو الجبهة يحتفلون بهذه المناسبة، ويرفعون الأنخاب والأصوات لهذه المناسبة التي لا يعرفونها.
ولن يعرفونها.

الثورة تحتاج إلى وقت طويل حتى تنضج وتفرز قواها التي تعبر عنها. قوى غير ملوثة بفكر غيبي أو مذهبي أو طائفي أو ديني.
إن يكون فكرًا مواكبًا زمنه وظروفه وينهل من ثقافة العصر قيم الحرية والحق والعدالة. وتضع نصب عينها مفهوم الديمقراطية السياسية والديمقراطية الاجتماعية، إن تكون إلى جانب الناس كلها دون تمييز.
علينا أن نقرأ أن هناك أيدي سوداء ملوثة بالدم حولت هذا العالم والحياة إلى صحراء قاحلة مقفرة خالية من القيم، يقطن قممها مجموعة مرتزقة تافهين، مشوهين نفسيًا وسلوكيًا وأخلاقيًا.
إن الثورة على نقيض تام مع ما هو سائد.
واعتقد أن أغلب السلطات في العالم وصلت إلى طريق مسدود، ولم يعد لديها ما تقدمه سوى الدمار والخراب.
إن الثورات التي تحدث في العالم هي حجر الزاوية لإرساء عالم آخر مختلف.
وإنها تنذر بدك العروش وتنبهها أن الزمن القادم مختلف تمامًا عما هو سائد اليوم.


أعرف أنك مظلوم وأن وطنك مكسور ومهزوم، وفي قرارة نفسك رغبة في رفع شأنه وتحسين ظروفه وأداءه السياسي والاجتماعي والاقتصادي. وإن يصبح في مصاف الدول القوية
السياسة هي البلدوزر.
بلدوزر جارف لا يتعرف إلا على موازين القوى، ولا يتعرف على مفهوم الظالم أو المظلوم، لأن الجوقة التي تعزف في داخله مجموعة من المجرمين لن يسمعوا أوجاعك أو أنينك.
الميدان أمامك مفتوحًا، عليك أن تفكر وتخطط وتضع الاحتمالات كي تنهض.
من يسقط سياسيًا يسقط في الحياة.
المدخل إلى هذا العالم وتفكيك رموزه واحجيته يبدأ من السياسة وينتهي في السياسة.
والميدان هو السياسة.


حمولة الفراغ السياسي العالمي يفرغ في منطقتنا وسينتقل كالدومينو من دولة إلى أخرى. ليس في جعبة الأنظمة الفاعلة في الشأن العالمي وأولهم الولايات المتحدة فكرة الاصلاح السياسي في بنية النظام الدولي.
هذه الحروب البينية في بلداننا باقية وستستمر إلى أمد طويل برعاية دولية.
نحن ذاهبون للمجهول.

يبدو قدر روسيا أن تبقى دولة استبدادية, مثل بلادنا العربية والكثير من الدول الإسلامية.
الإن, ايقظوا المسيح من سباته, من غفوته الأبدية, لحاجتهم السياسية له, ووضعوا السيف في يده, ليكون في مقدمة الجيش, وحربهم المقدسة.
أي قدر أحمق, أن يفصل الله على مقاس البلدان الاستبدادية, والمتخلفة والعنصرية والديكتاتورية.
يبدو أن قدر الله أن يبقى حيًا في نفوس المرضى والمعاقين سياسيًا, والنرجسيين وكل أشكال الظالمين والمتسيدين الأبديين في السلطة.


في السياسة لا يوجد ظالم أو مظلوم, لإن الجوقة, الأخرين لن يسمعوا أوجاعك أو أنينك. عليك ان تعرف كيف تفكر وتخطط. من يسقط سياسيا يسقط في الحياة.


هؤلاء, الذين يجيدون إتقان دور المظلومية التاريخية, هل لديكم عمر افتراضي أو واقعي تخبرونا به:
ـ متى ستنتهي هذه المهزلة, هذه المسرحية الفائضة عن الحاجة.
إن الاستثمار السياسي للمظلومية أضحت قرفًا, ابتذالا, دونية. بصراحة, مللنا من قرفكم, من نفاقكم.
في السياسة لا يوجد شيء أسمه مظلوم أو ظالم, هناك عمل عليك اتقانه, معرفة دروبه.
اتخيل ذلك المظلوم بيده سيف, ويطعنني من الخلف, ثم يقول لي:
ـ أنا مظلوم, من حقي قتلك.


أين مطالب الثورة عندما يتدخل فيها ما هب ودب من قوى سياسية لا علاقة لها بمصالح الفئات الاجتماعية المهمشة أو الموقف من اسرائيل والقضايا الوطنية ومستقبل الوطن؟
اليوم, يعاد تسليم الوطن للولايات المتحدة ليعاد إنتاج نظام سياسي خانع أكثر قذارة من السلطة الموجودة.


هناك قضايا مهمة قامت الثورة من أجلها. ديمقراطية سياسية واجتماعية. هل القوى التي تتنطح الان للمشهد السياسي على قدر الحمل. أين طرح البدائل الاقتصادية, وضع الفئات المهمشة, الفقر, البطالة, الاعمار.
هل قامت الثورة السورية من أجل استبدال سلطة بسلطة أو من أجل مطالب سياسية بحتة, يديرها مجموعة رعاع من وراء الستار؟



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس قديمة 327
- هواجس في الأدب ــ 326 ــ
- هواجس اجتماعية فكرية أدبية 325
- هواجس فنية وسياسية واجتماعية ــ 324 ــ
- هواجس وأشياء من الذاكرة 323
- هواجس ثقافية ــ 322 ــ
- هواجس ثقافية وفكرية ــ 321 ــ
- هواجس عامة ــ 320 ــ
- هواجس أدبية ــ 319 ــ
- هواجس أدبية وفكرية وسياسية ــ 318 ــ
- هواجس أدبية 317
- هواجس ثقافية ــ 316 ــ
- هواجس ثقافية 315
- هواجس عامة وخاصة 314
- هواجس سياسية 314
- هواجس عامة 313
- هواجس فكرية وسياسية وأدبية ــ 312 ــ
- هواجس متعددة ــ 311 ــ
- هواجس فكرية وسياسية ــ 310 ــ
- هواجس متفرقة ــ 309 ــ


المزيد.....




- مقتل وإصابة العشرات في جنوب لبنان إثر غارات إسرائيلية، والجي ...
- مقترح مصري لوقف مؤقت لإطلاق النار في غزة ومفاوضات في الدوحة ...
- دعوات للاحتجاج في جورجيا واتهام لروسيا بتزوير الانتخابات
- من يستطيع إنهاء الحروب.. ترامب أم هاريس؟
- ترامب وهاريس في ولايتين حاسمتين قبل الانتخابات بـ 9 أيام
- صحيفة: قراصنة صينيون يتجسسون على مكالمات شخصيات سياسية أميرك ...
- إعلام إسرائيلي: نتنياهو ووزيران يرفضون مقترح مصر بشأن غزة
- ترامب في تجمع انتخابي: هاريس -دمرت الولايات المتحدة-
- بايدن يدلي بصوته في التصويت المبكر لانتخابات الرئاسة اليوم
- كوريا الشمالية: مسيّرة كورية جنوبية اخترقت أجواءنا


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - آرام كربيت - هواجس ثقافية 328