أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسر جاسم قاسم - الدين البهائي، جدل وأفكار- ح 1















المزيد.....

الدين البهائي، جدل وأفكار- ح 1


ياسر جاسم قاسم
(Yaser Jasem Qasem)


الحوار المتمدن-العدد: 8141 - 2024 / 10 / 25 - 12:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تأتي الاديان غالبا لترسخ آيديولوجية معينة لفئة من الناس مستقبلة، وفي بعض الأحيان تكون هذه الأديان نهضة شاملة للفكر على الرغم من الآيديولوجيا التي تتبناها كل الاديان غالبا، عند نشأتها وهذا ما نريد ان نحلله ونناقشه فيما جرى للديانة البهائية، وقبلها البابية الممهدة لنشوئها حيث إن الديانتين على الرغم من تشابههما في الأسس واختلافها في بعض المناهج، استطاعت ان تحدث ثورة على الأفكار الدينية الإسلامية المنطلقة منها الديانتين، وسنعرض في ثنايا البحث رؤى تنويرية قائمة على اساس ديني، ولكن احدثتا تنويرا في منطقة العقل الديني، وانطلقت البهائية محطمة تابوات إسلامية من الصعب التفكير في مناقشتها فيكيف بالغائها وتحطيمها، وقبل مناقشتنا للبهائية ، اقول انها كدين ابتدأ على يد البابية في اغلب شؤونه وبعد اعدام الباب(علي بن محمد الشيرازي) وقتل معظم حروف حي ومنهم (قرة العين) ، ووأد الكثير من الإجتماعات مثل الإجتماع الذي خطط لعقده في كربلاء بعد عودة الباب من الحجاز، وفشل من أرسل لإعلان الدعوة في تركيا، والمجازر العنيفة التي وقعت في مازندران وزنجان وابادة اعداد كبيرة من البابية والقضاء على خطط كل من القدوس والملا حسين قلب الاسد، ووحيد والحجة ودخول بهاء الله مؤسس البهائية إلى سجن (سياه جال) ومت مجموعة طهران .
كل ذلك اعلن إن دعوة الباب شارفت على الاضمحلال وبرزت الحجة لدعوة اخرى تنطلق من قلب الدعوة البابية وبدا من عدة اشارات ان الباب قد اوصى لصبح ازل الاخ غير الشقيق لبهاء الله ليكون خليفة من بعده على الرغم من سكوت المصادر البهائية عن هذا الامر او تسخيفها له ، في بعض الاحيان الا ان الوقائع اشارت الى ذلك فاضطرت المصادر البهائية الى المرور عليه على عجل. وبهاء الله قام بنسخ تعاليم الباب وهو احد اهم اتباعه ومن المؤمنين به ، الامر الذي تطلب مقدرة وجرأةة ومعرفة كبيرة ليستبدل تعاليم جديدة بتعاليم استمرت لتسعة اعوام ، وان اعتمد عليها اول الامر وبهاء الله هو حسين علي بن عباس بزرك ولد سنة 1817م في طهران في محلة بوابة شميران ، واستهل مهام بعثته كما تسمى من قبل البهائينن تحت الارض في طهران في شهر اب / 1852م ، وفي 12/ كانون الثاني/1853م رحل بهاء الله مع بعض افراد اسرته الى بغداد يحرسهم ضابط من حرس الشاه، ومندوب من السفارة الروسية، ودامت الرحلة 3 اشهر ورافقته زوجته (نواب) ، وفي 8/ نيسان/1853م، وصل لبغداد عاصمة ولاية العراق العثمانية ، وانتقل الى الكاظمية ، ورحل الى كوردستان العراق بعزلة بتاريخ 10/4/ 1854م واستقر به المقام في جبل سركلو ورجع لبغداد في 9/ اذار/ 1856م ، من اهم الاثار التي اعلنها بهاء الله في هذه الفترة من فترات النفي في حياته وقبيل الاعلان عن دعوته في عام 1863م، كتابان: الاول : اسماه: الكلمات المكنونة وهو ما سنستعرض بعضا من فقراته في دراستنا هذه لنسلط الضوء على الفكر النهضوي الذي حوته الديانة البهائية على الرغم من بعض صور التطرف فيها كما سنبين ، الا انه تطرف لا يقاس بادبيات التطرف الاسلامي.، وكتاب الكلمات المكنونة يمثل في مجمله لب التعاليم الاخلاقية التي زعمها في دعوته وفي فقرات نعتها البهاء بانها جوهر الهداية الروحية التي جاءت بها كل المظاهر الالهية السابقة ، وسنناقش هذا الكتاب وغيره من الالواح البهائية ونستخرج منها ثورتها على الايديولوجيا الدينية وفق ايديولوجية دينية لتحرير الاتباع من الاسلام وادخالهم في دين اكثر تحررا ، وبدأ اعلان البهائية عام 1863م، برؤية نهضوية للمجتمعات بناء على رؤى دينية تطورية وتطويرية ، فأراد من دعوته القوول ان يتوجب على اتباع الاديان المختلفة ان يتوقفوا عندما وصفه بهاء الله بقوله " هذا دين الله من قبل ومن بعد" وان يميزوا بين الغاية الالهية لظهور دين من الاديان وبين الشرائع والمفاهيم المتغيرة والتي تنزل تلبية لمتطلبات انية لمجتمع انساني دائم التطور والنمو ولنر كيف ركز بهاء الله على رؤى نهضوية تماما عبر كتاباته في الكلمات المكنونة ، وما هي دلالاتها:
1- يقول في الكلمات المكنونة :في اول القول املك قلبا جيدا حسنا منيرا لتملك ملكا دائما باقيا ازلا قديما.
ففي هذا النص يوضح بهاء الله اسا الدعوة عنده وهي القلب المحب الذي يستوعب الانسانية جمعاء والذي يعطي روح البناء المجتمعي الحقيقي، لانك ان احببت الناس عبر قلب محب ستملك ملكا دائما باقيا وهو متصل بالحب الانساني الازلي القديم والحب في نظره حسب هذا النص ، هو اساس البناء الحضاري المجتمعي الذي رمى اليه بهاء الله .
2- العدل ، فلدى بهاء الله للعدل منزلة كبيرة عبر عنها بالانصاف وطالب من يريد من الناس ان يتبعوا الانصاف كي يكونوا ضمن البهائية كدين وايديولوجيا ، يقول البهاء" احب الاشياء عندي الانصاف ، لا ترغب عنه ان تكن الي راغبا ولا تغفل منه لتكون الي امينا وانت توفق بذلك ان تشاهد الاشياء بعينك لا بعين العباد" فالانصاف هو من العدل بناه بهاء الله على : ايديولوجية اتباعه فقال :ان تكن الي راغبا عليك ان تكون منصفا ومحب للعدل والانصاف فبغيره لا تكون منتميا الى ايديولوجيتي التي خصصت بها نفسي ومن اتبعني....
3- التواضع للمساكين : ومن بين ابرز الرؤى الانسانية النهضوية التي دعى اليها بهاء الله هو عدم التكبر والافتخار على الناس المساكين بقوله : لا تفتخر على المسكين بافتخار نفسك ،لاني امشي قدامه واراك في سوء حالك ، ص115 ، وهذا نص انساني يدعو من خلاله البهاء الى عدم التكبر على المساكين من البشر .
4- ومن الاخلاقيات التي دعى اليها بهاي الله: "كيف نسيت عيوب نفسك واشتغلت بعيوب عبادي ، من كان على ذلك فعليه لعنة مني" ولننظر في هذا النص التزامن بين الرؤى الانسانية البهائية والايديولوجية الدينية الواضحة من ناحية الوعد والوعيد ، فالنص رائع بضرورة عدم مراقبة عيوب الناس وانشغال الانسان باصلاح عيوب نفسه ولكن البهاء يسقط عليه اللعنة ان لم يلتزم بهذه المعاني ، وتحت نفس العنوان اي العيوب والاخطاء يقول بهاء الله" لا تتنفس بخطأ احد ما دمت خاطئا وان تفعل ذلك ملعون انت، وانا شاهد بذلك" فالنص واضح بضرورة عدم مراقبة اخطاء الغير ما دمنا نحن نمتلئ بالخطأ والزاوج بين الرؤية الانسانية والعقوبة الدينية نراه واضحا من خلال قوله "وان تفعل ذلك ملعون انت" .
وفي نص مستلهم من القران بوضوح يقول البهاء" ايقن بأن الذي يأمر الناس بالعدل ويرتكب الفحشاء في نفسه انه ليس مني ولو كان على اسمي" وهي مأخوذة من القران "أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ(44)البقرة ، فالذي يأمر بالعدل وينسى نفسه بارتكابه للفحشاء وهو ليس من اتباع الدين البهائي ولو تسمى بأسمه . كذلك يقول البهاء "لا تنسب الى نفس مالاتحبه لنفسك ولا تقل مالا تفعل ،هذا امري عليك فاعمل به" وهذا مأخوذ من القران "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ 3) ﴾
( سورة الصف )
ويبرهن البهاء على ان الديانة البهائية اتت لتعطي صورا حقيقية حول انسانيتها وقضائها حوائج الناس فها هو يقول عن لسان ربه" لا تحرم وجه عبدي اذا سألك في شيء ، لان وجهه وجهي فاخجل مني " وبهاء الله هنا بالذات في هذا النص يؤنسنه فوجه العبد هو وجه الله ، وبهذه المعادلة يعطي زخما انسانيا كبيرا للنصوص البهائية ، وبما انه قد خرج من رحم مؤسسة دينية فهو متحد في عمقها من حيث لا يشعر وتأثيراتها النصية عليه واضحة جدا،
ففي موضوع محاسبة النفس يقول "حاسب نفسك في كل يوم من قبل ان تحاسب لان الموت يأتيك بغتة وتققوم على الحساب في نفسك" وهذا شبيه بقول الرسول محمد "حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا وزنوا اعمالكم قبل ان توزن عليكم" كما انه يستخدم كلمات قد استخدمت في العهد القديم والجديد فنرى هذه الكلمات في قوله مثلا" جعلت لك الموت بشارة ، كيف تحزن منه وجعلت النور لك ضياء كيف تحتجب عنه" فكلمة بشارة مستخدمة مستخدمة كثيرا في العهدين القديم والجديد وكذلك كلمة النور والضياء ، كذلك يذكر كلمة بشارة بموضوع اخر من الكلمات المكنونة "ببشارة النور ابشرك فاستبشر به ، والى مقر القدس ادعوك تحصن فيه لتستريح الى ابد الابد" والملاحظ لهذا النص تركيزه على الكلمات اللاهوتية المسيحية التالية" بشارة النور، مقر القدس، وهذه كلمات مستخدمة في العهد القديم والجديد ، كما انه يعتمد على الية التكرار في الكلمات المستخدمة في بقية الاديان، كذلك لغرض ترسيخ المفهوم من جهة والتركيز على الدوغمائية الفكرية من جهة اخرى ، وهذا ما نلاحظه في الكتب السماوية في الغالب حيث نجدها تركز مثلا على الصلاة في اكثر من اية في الغالب حيث نجدها تركز مثلا على الصلاة في اكثر من اية او مقطع كي ترسخ المفاهيم وتزيد من اراء التفسير في كل مرة تفسر فيها اية او مقطع، وهكذا نجد في تعاليم البهاء استخدام نفس الالية من حيث تكرار النصوص مع وضع اختلافات بسيطة بين نص واخر ، كما يكرر "روح القدس" كأيديولوجيا يرتكز عليها النص البهائي ماخوذة تماما من رؤية مسيحية واسلامية للنص.
وكتكريس للايديولوجيا يخاطب الانسان قائلا" لا تحزن الا في بعدك عنا ، ولا تفرح الا في قربك منا والرجوع الينا " فالفرح والحزن كلاهما مرتبطان برؤية البهاء الى الواقع الفكري ،فهذا الواقع نراه مستمد تماما من ارتباط الناس به واللجوء اليه كي يحملهم على اخذ المبادرة بالفكر الديني البهائي ويركز البهاء على ضرورة الاتباع للتعاليم بقوله" لا تعد نفسك من جميل ردائي ولا تحرم نصيبك من بديع ضيائي لئلا يأخذك تظمأ في سرمدية ذاتي" كذلك فان هذه الدوغما التي يستمدها البهاء ممن سبقه من الاديان يرتكز عليها لكونها وسيلة لجعل التابع لهذه الاديان لا يستطيع استشعار ما يراد منه وانما يكون في حالة من اللاوعي عند قراءته لهذه الكلمات،بل تمتد الحالة بالبهائي بانه يطالب من قبل نصوص دينه بتقييد حريته نيلا لحرية اكبر تخلصه من مفهوم الشعائر" اعمل حدودي حبا لي، ثم انه نفسك عما تهوى طلبا لرضائي ، لا تترك اوامري حبا لجمالي ، ولا تنس وصاياي ابتغاء لرضائي اركض في بر العماء ثم اسرع، في ميدان السماء ، لن تجد الراحة الا بالخضوع لأمرنا والتواضع لوجهنا "،فالانفتاح الفكري والانعتاق من الشعائر التي امتاز بها الدين البهائي هي ضمن ايديولوجيا النص اي : ان النص في الاديان يستخدم لجعل الانسان مستمرا في الخضوع والخنوع والاتباع والعمل بالشعائر والمحاصرة الفكرية، اما البهائية فقد استخدمت النص والايديولوجيا نفسها في الاديان ولكن الغرض الانعتاق والحرية وليس الاستمرار بالشعائرية والتقديس الاعمى وهذا واضح حسب الشكل التالي:
النص الديني عامة (الايديولوجيا) التقييد الفكري الشعائرية
التقديس
النص الديني البهائي (الايديولوجي) الانعتاق والانفتاح الفكري شعائرية ايديولوجية غير مضايقة للفكر احيانا التقديس
فنرى كيف ان الاساسيات الدينية متواجدة في الدين البهائي من ناحية الايديولوجيا النصية والشعائرية والتقديس لكنها تقود الى انفتاح فكري وحضاري وتبقى تدور في اطارها الايديولوجي.
كذلك فان الروح الصوفية المتواجدة في النص البهائي تصبغ عليه صبغة دين روحي انساني مثلا" هيكل الوجود عرشي، نظفه عن كل شيء لاستوائي به واستقراري عليه ، فؤادك منزلي قدسه لنزولي، وروحك منظري طهرها لظهوري، اصعد الى سمائي لكي ترى وصالي، لتشرب من زلال خمر لا مثال واكواب مجد لا زوال ، فالخمر هو دلالة صوفية استخدمت كثيرا من قبل المتصوفة لفعل وافتعال الخمر في النفوس وما يحدثه فيها وبعض النصوص تدلل على تاثر البهاء بالقران والفاظه ومنها :
"ان اصابتك نعمة لا تفرح بها، وان تمسك ذلة لا تحزن منها ، لان كلتيهما تزولان في حين وتبيدان في وقت" وهذا يذكرنا بالقران: لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما اتاكم.
كذلك فان الازلية والسرمدية والاحدية وهي صفات الاله تجسدت في كنه البهاء حتى غدت مميزة له في دينه الجديد فقد مر بنا انها كلمات دوغمائية لها مدلولات تجعل المتلقي غارقا في قدسيتها غير مفكر بما ستؤول اليه هذه القدسية يقول البهاء:
"ازليتي ابداعي ، ابدعتها لك، فاجعلها رداء لهيكلك، واحديتي احداثي اخترعتها لأجلك فاجعلها قميص نفسك، لتكون مشرق قيومتي الى الابد" فكلمات من مثل الازلية والاحدية والقيومية والابداية كلها كلمات لها معاني تقديسية وتعظيمية لشأن البهاء ودينه الجديد، اما عظمتي فهي عطاء الله الى الناس وكبريائه هي رحمته عليهم وكذلك فهو لاتدركه الابصار فهذا التمازج والتماهي بين البهاء والهه تجعل من المتلقي لا يستطيع الفرز بين البهاء والهه وفك الترابط بين الاثنين لانه قد ذاب حبا في الهه حتى غدا، "ستمنعون عن حبي وتضطرب النفوس من ذكري ، لان العقول لن تطيقني والقلوب لن تسعني" فالمقصود هو البهاء واصفا نفسه لان الناس حاربته حربا كبيرة واضطربوا من ذكره والعقول كانت وما زالت لا تطيقه .
كذلك يتكرر لديه تأثره بالقران "هل عرفتم لم خلقناكم من تراب واحد ؟لئلا يفتخر احد على احد وتفكروا في كل حين في خلق انفسكم، اذا ينبغي كما خلقناكم من شيء واحد، ان تكونوا كنفس واحدة بحيث تمشون على رجل واحدة وتأكلون من فم واحد، وتسكنون في ارض واحدة ، حتى تظهر من كينوناتكم واعمالكم وافعالكم ايات التوحيد وجواهر التجريد ،هذا نصحي لكم يا ملأ الانوار، فانتصحوا منه لتجدوا تراث القدس من شجر عز منيع"
وهذه الكلمات البهائية تذكرنا بقوله في القران" يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم " وتذكرنا بأية اخرى " سأريكم اياتي في الافاق وفي انفسكم افلا تشعرون " وهي تشابه من حيث المدلول الديني قول البهاء" وتفكروا في كل حين في خلق انفسكم" والاية وردت في القران في خلق الناس من ذكر وانثى تدلل على ان الناس من منشئ واحد فلا يجوز التفاخر بينهم وهكذا يوصي البهاء اتباعه بلزوم التقوى وعدم التفاخر كجزء من عملية التقوى وعدم التكبر كي يظهر منهم ايات التوحيد وجواهر التجويد"
ومما يدلل على الروح الصوفية التي امتاز بها الدين البهائي عبر نصوصه هو ما ورد في الكلمات المكنونة الفارسية حيث تدلل الصيغ المستخدمة على التأثر الصوفي في النصوص ومنها على سبيل المثال "يا أيها المحبون في روضة القلب غير ورد العشق لا تغرس وعن بلبل الحب والشوق لا ترخ قبضتك ،عد مصاحبة الابرار غنيمة وانفض يدك وجنانك من مرافقة الاشرار" فكلمات كمثل "روضة القلب، ورد العشق، الحب، الشوق" مستخدمة في التراث الصوفي مما يعطي ايحاء على تركيز البهائية على الحب كدين رسمي لها والتسامح بعيدا عن مفاهيم التطرف والقتل والغاء الاخر ، وتستمر الدوغمائية التي تحدثنا عنها حيث يعطي البهاء مدلولات في النص بقوله مثلا" في السطر الثامن من اسطر القدس في اللوح الخامس من الواح الفردوس قال " فماهو السطر الثامن ، والقدس واللوح الخامس والواح الفردوس ، نعم كلها دلالات نصية على وجود نصوص مقدسة ولكنها مموهة ضمن الدوغمائية وكثيرا ما يركز البهاء على معاني الحب والشوق وهذا هو ديدن الصوفية والمشتغلين في طرائقها.-
مراجع


يوسف افنان ثابت، الكلمات الفردوسية، مجموعة من الواح بهاء الله ، دار المدى للثقافة والنشر، ط1، دمشق، 2009، ص46
- م. س، ص107



#ياسر_جاسم_قاسم (هاشتاغ)       Yaser_Jasem_Qasem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمائم ليبرالية في ساحة العقل والحرية فكرة تنويرية للدكتور رف ...
- من كتاب الوعي بالتنوير ج 2 ح 27
- مهمة المثقف تجاه القضايا المهمة في المجتمع والدين والسياسة . ...
- من هو وكيل الاله على الارض العقل ام رجل الدين.. .....من سلسل ...
- من المجتمع الى الشخصية وهذا خلاف ما ذهب اليه علي الوردي- من ...
- كتاب مفهوم العقل في البصرة ج 1
- التنوير ام الحداثة ام الاصلاح ... هو السبيل لنهضة حقيقية
- ادباء بصريون راحلون- ح1
- هل تهدد التكنولوجيا وضع الاخلاق عالميا ج2
- التكنولوجيا والارهاب - الدراسة مجتزأة من كتابي (العلاقة المح ...
- هل تهدد التكنولوجيا وضع الاخلاق عالميا؟؟؟ ج 1
- مقاربة نقدية بين البوذية والاسلام تجسد اليات تحرير الفكر رؤي ...
- التنمية في العراق وابعادها .... التخطيط والرؤى المستدامة
- المثقف ليس حارسا للقيم ..... وهو يعيش وسط مجتمع منافق عفن .. ...
- العلم وحرية الارادة
- دفاعا عن التنوير .ح 21 صدام الحضارات وصدام المحليات
- حكمة ادارة الموارد وفق مفاهيم التنمية المستدامة العراق أنموذ ...
- • عندما يخالف المصلح حقوق العقل .. احمد امين أنموذجا ...
- ابن خلدون بين: علي الوردي ،عبدالرزاق مسلم الماجد، فالح عبدال ...
- الزهويون السياسيون في نظر الوردي


المزيد.....




- غزة.. الاحتلال يقتحم مدينة سلفيت ويداهم عدة منازل
- مصر.. دار الإفتاء تحذر فئة من الناس من التحدث في أمور الطب
- بسبوس وقطقوط .. تردد قناة طيور الجنة HD على النايل والعرب سا ...
- مؤرخ إسرائيلي: المشروع الصهيوني استهدف حل مشكلة أوروبا بالتخ ...
- تردد قناة طيور الجنة على نايل سات وعرب سات خطوات سهلة لضبط ا ...
- ماما زمانها جاية .. استمتع بأجمل الأغاني على قناة طيور الجنة ...
- هل يحسم يهود بنسلفانيا وأريزونا سباق الرئاسة الأميركي؟
- “السلام عليكم” .. تردد قناة طيور الجنة HD 2024 على النايل سا ...
- هل حصل ترامب على دعم الجالية المسلمة بولاية ميشيغان؟
- حركة الجهاد الاسلامي:العملية رد طبيعي على المجازر التي يرتكب ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسر جاسم قاسم - الدين البهائي، جدل وأفكار- ح 1